أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى














المزيد.....

العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 20:01
المحور: حقوق الانسان
    


بداية، لا يسعنا، برغم سوداوية الموقف، وتراجيدية ومهانة الحدث، إلا أن نهنئ المعتقلات الفلسطينيات على خروجهن من السجن الإسرائيلي إلى السجن العربي الكبير، الذي يبدو أنه أصبح المكان الوحيد والملائم للعربي، فأنظمتهم الوطنية، وإسرائيل التوراتية، وأمريكا الإمبريالية، يسجنونه على السواء، بطريقة ما، وجنباً إلى جنب.

ووسط تلك الأهازيج والاحتفاليات والعواطف الجياشة تكمن مرارة قاتلة لا يمكن تجاوزها، أو إغفالها والوثوب من فوقها.

هذه وتطالعنا الأنباء يومياً عن فضائح جديدة في ذروة انكسار العرب، وهزيمتهم التاريخية، وضعفهم وهوانهم وانحطاطهم المزمن الطويل. إذ تظهر وتلوح قيمة إنسانهم الحقيقة وطبيعة ومضامين رسالتهم الخالدة التي تتكرس يومياً ومدى ما وصلت إليه من ترد ومهانة وذل.

إذ لا يعقل أن تتكرر في كل مرة مهزلة إطلاق، أو تبادل الأسرى، إذ يتم إطلاق مئات، أو، ربما، آلاف السجناء العرب مقابل إسرائيلي واحد، أو رفاته، أو شيء منه، وربما خبر عنه، كما حدث في الصفقة الأخيرة، إذ تم إطلاق هؤلاء النسوة مقابل خبر عن سلامة وصحة شاليط الذي دخل الأسطورة والتاريخ والبورصة الحربية من خلال تسجيله لرقم جديد عن سعر العربي الرخيص، ن

وهذا ما يتناقض مع جوهر الخطاب العنصري العربي والسعر التشجيعي والترويجي الكبير والمبالغ فيه الذي يقدمه الفقهاء ووعاظ السلطان، والذي يعتبر العنصر العربي كخير عنصر أخرج للناس وفي هذا مغالاة وشطط كبير لا يتطابق أو يتماثل مع أي شيء على أرض الواقع والحقيقة. لا بل إن الأمر يزداد سوءاً ومهانة عندما نسمع عن المعاملة الخاصة الإنسانية والطيبة والصحة الجيدة التي يتلقاها غير العربي في السجون العربية فيما تداس على جبهة وكرامة العربي أينما وجد، حيث لم يرتفع، ولم يتزحزح سعره بنساً واحداً من "يوم يومه"، وهو يحافظ على سعره الحقيقي، وكل الحمد والشكر لله.( بالمناسبة، والشيء بالشيء يذكر، فقد قامت ما تسمى بدولة الإمارات العربية المتحدة، بطرد عشرات الآلاف من الأسر والمقيمين الشيعة مع أطفالهم ونسائهم بسبب انتمائهم الطائفي وتحت شبهة الولاء أو الوفاء لحزب الله، كما قامت قبل هذا بطرد عشرات آلاف آخرين من الفلسطينيين المقيمين هناك لفترة طويلة، وسط صمت مطبق من أبواق الإعلام العربي العنصري المتواطئ مع تتار العصر).

وهنا، هل يمكننا أن نسأل أولئك الجهاديين المعصومين والناجين من النار، لماذا لم يحظ معتقلو فتح، وهم بالمناسبة، عرب ومسلمون، بنفس القدر من الاحترام والرعاية الحمساوية وتم إلقاؤهم، وهم، أيضاً، أسرى حروب الأشقاء العربية الطويلة، من فوق أبراج غزة، من دون شفقة أو رحمة، وسحلهم في الشوارع. ولماذا يقبل الثوار والمناضلون والمعصومون والناجون من النار وهانوا لهذه الدرجة و"هم الأعلون"، كما يفيدنا ويفيدونا بخطبتهم وخطباهم، هذه المقايضات المذلة، والمبادلات المزرية، والصفقات المهينة بحق إنسان هذه المنطقة، رغم اعترافنا البراغماتي بأنه لا يوجد أية وسيلة أخرى لتحرير أولئك البؤساء، وهذا ما قد يبعد عن العملية، أو عن المطلق سراحهم أية قيمة نضالية، أو أخلاقية، أو إنسانية، وفيها الكثير من العنصرية الفاقعة والاستفزاز والمهانة والازدراء للسجين والمناضل والثوري العربي في سجون الاحتلال، وأينما كان. وحبذا لو تتم المقايضات القادمة، ودرءاً لأية مضامين واستفزازات وإيحاءات عنصرية، بعيداً عن وسائل الإعلام، وبالضبط، كما حدث في المجازر الإنسانية العنصرية الإماراتية ضد الشيعة والفلسطينيين.

وإذا كان مجرد شريط لمدة دقيقة واحدة لمجرد جندي، وليس لضابط إسرائيلي، يساوي تسعة عشر امرأة، أو "جوهرة"، كما يسميهن الخطاب السلفي، والحمساوي، فهل نستطيع أن نقدّر مثلاً كم يساوي فيلم من عشرة دقائق لضابط إسرائيلي من مواطنين عرب، وما هو ثمن زر، أو ربطة عنق، أو بندقية إسرائيلي مقابل هذا العربي الرخيص، أو ما يعادلهم من العرب وهم القائلون العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص؟ وهل وصلت المهانة، والانحطاط وقيمة الإنسان العربي إلى هذا الدرك، أم أن هناك المزيد مما تخبؤه لنا الأيام في ظل أنظمة الهوان والإذلال الشامل؟

تؤكد عملية إطلاق السجينات التي تمت اليوم، كما سابقاتها، وبناء على أمر وموافقة من ولي أمر العرب الجديد نتنياهو، على شيء واحد، هو أن لا قيمة البتة للإنسان العربي الرخيص، وهو غير العربي الخفيف، وانسوا هنا خطاب الفقهاء العنصري عن خير أمة، وكان من الأشرف والأجدى، لأولئك المحررين والمحررات أن يقبعوا في سجون الاحتلال، إلى ما شاء الله تبارك وتعالى، وإلى حين تعاد كرامة الإنسان العربي المسلوبة، ويتم خروجهم بطريقة فيها شيء من الاحترام والاعتبار والتقدير، على أن يخرجوا، مثل كل مرة، بهذه المقايضة والأسلوب الرخيص، والثمن البخس المذل المهين.







#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!
- لماذا لا يستشهدون؟
- اسم على غير مسمى
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟
- العَربُ وتهديد القيَمِ والحَضارةِ الغربية
- عبد الباسط المقراحي طليقاً
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟
- زوال الدولة الوطنية العربية
- المملكة السعودية: اعتقالات بالآلاف من دون محاكمة


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى