أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..














المزيد.....

قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 20:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قد تكون الدقائق الاربعة والتسعون التي تخللتها الاطلالة الاولى – وقد تكون الاخيرة – للرئيس معمر القذافي في الجمعية العامة للامم المتحدة هي الاطول والاثقل والاكثر مدعاةً للحرج بالنسبة لمجمل حياة السيد علي التريكي الوزير الليبي السابق..والرئيس الحالي للجمعية الاممية..
وقد لا يكون هناك ما هو اشد وطأة منها الا الدقائق الخمس التي اقتضاها وصول المفكر الجماهيري الاعظم الى المنصة..
فبحكم الخبرة..والتجربة الطويلة لم يكن صعبا على السيد رئيس الجمعية العامة التنبؤ بالمنتظر من خطاب الزعيم الظاهرة.. ولا توقع التبسط المبالغ به من قبل الشاهنشاه الافريقي وهو يرى موظفه السابق يعتلي سدة الرئاسة..ولكن من غير المعقول ان يشط به الخيال الى الدرجة التي يستوعب فيها انه وهو في منصة رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة سوف يقذف في وجهه بكتاب من تاليف سيده ويحمل عنوانا غريبا هو "اسراطين"..
فالقائد الذي يبدو ان طموحه قد ضاقت به القارة السمراء.. واثناء خطابه العنيف .. الذي تتناقض حدته وقوة تعابيره مع الاهانة الاستباقية التي تلقاها من سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة.. لم ينس ان الجالس خلفه اجير سابق يعمل لديه براتب شهري عندما بدأ يوجه اوامره"إعتبارا من الآن .. من هذا الخطاب الاربعين ووجود علي التريكي بالجمعية العامة للامم المتحدة، سيستجوب في الجمعية العامة مدير الطاقة الذرية البرادعي والذي قبلهً".
وبنفس اللهجة الآمرة طالب القذافي بفتح باب التحقيق في مذبحتي "صبرا وشاتيلا" و"غزة". ولم ينس ان يمر على قضايا إغتيال لومومبا وهمرشولد وكنيدي ولوثر كينغ وكمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف في عملية "فردان" بلبنان، وموريس بيشوب في غزو غرينادا، وخليل الوزير..
وكمؤشر على رغبة العقيد في التحول الى ملك ملوك للعالم طالب بكشف المستور عن تنكر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وقيامهما بتنفيذ عملية اعدام الرئيس المخلوع صدام حسين..ولم ينس فضيحة سجن ابو غريب وحرب كوريا وغزو خليج الخنازير وتعويض افريقيا عن سنوات العبودية والاستعمار..
ولكن يبدو ان جسامة المهمات الملقاة على عاتق القائد الجماهيري وطول العهد بالحكم واحكام ومتطلبات العمر التي لا ترحم قد اثرت قليلا على ذاكرة العقيد .. فنسي انه بحكم هويته وانتمائه كان عليه ان يطلب قبلها التحقيق الدولي في جريمة محاكمة طلاب جامعة طرابلس ..واعدامهم داخل الحرم الجامعي في جلسة ميدانية صورية اقرب الى الكوميديا السوداء..ونسي كذلك طلب التحقيق في جريمة تغييب السيد موسى الصدر.. الذي إختفى اثناء تواجده في ليبيا تلبية لدعوة من الأخ العقيد..ولم يراه احد بعدها..او المطالبة بالكشف عن المسؤول عن مقتل اكثر من 1200 شهيدا عزل من السلاح في مذبحة بوسليم.. وكذلك التحقيق في حرب تشاد والالاف الذين قضوا على رمال لم يعرفوا لها اسما.. وكذلك قضايا خطف وتفجير الطائرات وتفخيخ المقاهي والمطاعم ودعم الحركات الارهابية والانفصالية في اكثر من مكان وزمان.. فكلها قضايا كان على العقيد ان يتذكرها..
قال القائد كل شئ ..وتكلم بكل شئ ..وكأنه كان يعلم انه خطابه الاخير في الجمعية العامة..وخلط بين الشعارات الثورية الصدئة..واسرار الرفاق وكلام المقاهي وحكايا الجدات في الليالي الباردة..ولم يكن يبدو عليه انه كان مهتما او معنيا بصوابية او خطل ملاحظاته..لانه مطمئن الى موهبة من سيستنبط له المقاصد الحسنة والرؤية المستقبلية الفذة من كل هذا الهذر..
و لكن الذي تناساه مخترع النظرية الثالثة هو انه لا يملك الحق بالتحدث بلسان احد..ولا يمتلك المصداقية اللازمة لنقد المنظومة الدولية برمتها..وان تصديق التهريج اليومي الذي ينثر فوق رأسه من قبل جيش الاعلاميين المرتزقة المتملقين ليس ملزما لاحد..وان تحويل ليبيا بثرواتها وطيبة شعبها وعمقها الحضاري الى فقرة ترفيهية في المؤتمرات الدولية الجافة لم يعد مسليا..وان الكلام على منبر الامم المتحدة يختلف عن التحدث في مهرجانات الصراخ والزعيق الممنهج مسبق الدفع..حتى لو كان رئيس الجلسة موظف سابق عند الاخ القائد العقيد..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..
- المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..
- عندما يبلغ الاخ العقيد أشده..
- الجنس مقابل الغذاء
- الفرد الحر..وثقافة التقليد
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..
- مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..
- الغاء الآذان الشيعي..والوعي الوطني العراقي..
- فلنقل كلا لسد -اليسو-..
- كيف نصدق تاريخاً دوّن بهذه الطريقة؟!
- معاً ضد سياط الجلاد


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جمال الهنداوي - قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..