أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - دع ما يريبك إلى ما لا يريبك














المزيد.....

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 16:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأنا أتصفح مفكرة منضدية، تحمل كل صفحة منها ذكرا لمناسبة ما، أو حكمة، أو نصا دينيا، من القرآن أو السنة، فوقعت عيناي على حديث نبوي طالما سمعته، ولكني عندما واجهته هذه المرة، قرأته قراءة جديدة، وكأن نبي المسلمين يدعو فيه إلى ترك دينه. النص للحديث هو «دع ما يريبك إلى ما يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة». ويدعوني حفيد النبي جعفر بن محمد إلى إلزام جده بما ألزم به نفسه، إذ أسس لقاعدة «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم».



إذن من يكون مرتابا من صدق دعوى أن الإسلام يمثل وحي الله ورسالته ودينه، ويجد قلبه الطمأنينة في نفي الدين، عليه وفق قول محمد بين عبد الله، وقول حفيده جعفر بن محمد، أن يدع ما يريبه الذي هو الإسلام، إلى ما لا يريبه من إيمان لا ديني، أو أي عقيدة يطمئن قلبه إليه، حتى لو كان دينا آخر، كالمسيحية، أو البوذية، أو حتى لو كان الإلحاد ونفي وجود الخالق، لأن الذي يطمئن له قلبك، كما يقول نبي المسلمين يمثل الصدق، وما يرتاب القلب منه يمثل الكذب.



هذا لا يعني أني أصحح هذه القاعدة، فهي قاعدة غير علمية، فلطالما يطمئن القلب إلى ما هو كاذب، وغير واقعي، وخرافي. لكني ألزم نبي الإسلام بما دعا إليه، وكذلك بما قاله في القرآن الذي نسبه إلى الله، تنزه الله عما لا يليق بجلاله وجماله وعدله ورحمته من القرآن، المهم أشير أيضا إلى ما سبق وأشرت إليه في مقالة أخرى فيما يدعونا القرآن نفسه إلى أن ندعه إلى غيره، وهذا ما أشرت إليه في مقالتي الأولى (مخالفة الأحكام الشرعية طاعة لله يثاب عليها مرتكبها)، حيث التزمت بدعوة القرآن بوجوب الكفر بالطاغوت، ووجوب ترك ما كان ضرره أكثر من نفعه، حيث يتحول العمل بما ضرره أكثر من نفع إلى إثم يجب اجتنابه، وكذلك وجوب ترك ما يكون صدا عن سبيل الله، وهذا كله يوجب ترك الدين، إما إلى الإيمان اللاديني، أو اللاموقف من الإيمان أو اللاإيمان، بشرط اعتماد أساسي العقلانية والإنسانية، بقطع النظر عن النتيجة التي يصل إليها كل إنسان، فإن الله لو كان يهمه فعلا أن يعتمد الإنسان عقيدة خاصة، ويدين بدين محدد، لعملها فعلا، وأرسل رسولا، ثم جعل معه ما يثبت به صدقه للعقلاء والعلميين والأذكياء، وليس للجهلة والسذج والأميين، الذي يفتخر الإسلام أنهم كانوا يمثلون جماهيره، أو أراذل القوم الذي يقول القرآن أنهم اتبعوا نوحا وغيره، ولخاطبنا سبحانه خطابا واضحا لا لبس فيه، مُحكَما غير مُتشابه، ولا يكون «مِنهُ آياتٌ مُّحكَماتٌ ... وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» ولا يحتاج إلى تأويل، ثم لا «يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلاَّ اللّهُ»، أو في أحسن الأحوال «إِلاَّ اللّهُ والرّاسِخونَ فِي العِلمِ»، ويبقى باقي الناس في حيرة، وتخبط، وتجاذب بين الأديان، والمذاهب، والاجتهادات، والمدارس، التي يصل التعارض بينها لحد التناقض أحيانا، ويأتي هنا التكفير والتكفير المقابل فيما بينها، هذا التكفير المتقابل الذي يكون غالبا نتيجته أنهار من الدم.



إذن الإسلام وكل الأديان تريبني، واللادينية يطمئن لها قلبي، وعقلي دليلي إلى الله، وضميري رقيبي من لدنه سبحانه. لا أحتاج إلى نبي يقول لي لا تكذب، ثم يأتي فقهاء ذلك الدين ليدلوني على المخارج الشرعية للكذب، ولا أحتاج إلى كتاب مقدس، يقول لي لا تقتل، لأن القتل حرام، حرام، حرام، بضرورة العقل، والضمير، والإنسانية، والفطرة السوية، والمروءة، وحب المرء لغيره ما يحب لنفسه، فشريعتي عقلي وضميري، وليس قرآنا، أو سنة، أو رأيا فقهيا لفقيه، يبحث لي كذلك عن غطاء شرعي للقتل، وهكذا هي كل القيم الإنسانية، ولا حاجة لنبي يعلمني ما يجوز لي أكله وما يجب علي الامتناع عنه، فميلي في الطعام من غير إفراط وشره، والقواعد الصحية التي يعرفها أطباء العصر، ووضعي المعاشي وغيره، هو الذي يحدد لي ما أأكل، وما لا أأكل، ولا أحتاج إلى دين وتشريعات يُدَّعى أنها منزلة من الله افتراءً عليه. الظلم قبيح، وقبيح، ومقيت، ومرفوض، فلا حاجة لي لكتاب، أو سنة، أو كتاب مقدس، أو وصايا عشر، أو تسع، أو بأي عدد كانت، فعقلي وضميري والقوانين التي يتبانى عليها الناس ومبادئ حقوق الإنسان التي تمخضت عنها التجربة الإنسانية، هي التي تقول لي ما هو حرام، وما هو مباح، وما هو واجب، وما هو مستحب ومندوب، وما هو مكروه ومستهجن. ألاّ أظلم، ألاّ أزعج الآخرين، ألاّ أتعسف بحرية أحد، ألاّ أمسّ كرامة إنسان، ألاّ أخدش مشاعر إنسان، أن أساعد، أن أعطي، أن أدخل السرور إلى قلوب الناس، أن أعدل، أن أكون رحيما، متعاونا، متسامحا، متواضعا، صادقا، أمينا، مُؤثرا غيري على نفسي عند الضرورة الأخلاقية. هذا كله لا يحتاج إلى قرآن، أو إنجيل، أو توراة، أو سنة، أو عترة، أو نبوة، أو إمامة، أو حيث شريف أو غير شريف، أو رسالة عملية، أو أئمة مذاهب، أو أعلمية فقهية، أو ولاية فقيه، أو حاكم شرعي، أو مُفتِ، أو شيخ، أو قس، أو كاردينال، أو حاخام، أو كاهن، أو أي من هذه التسميات، التي ابتُدِعَت ابتداعا، وتُفُنِّن في إضفاء القداسة عليها.

06/09/2009



#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية
- ما هي مصادر المعرفة للإنسان؟
- التلاوة العلنية للقرآن مساس صارخ بكرامة الآخرين
- بين تنزيه الله وتنزيه الدين
- خاطرة ستبقى تحوم حولي الشبهات
- تسبيحة من وحي عقيدة التنزيه
- عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان
- شكر واعتذار وملاحظات للقراء الأعزاء
- النبوة الخاصة والعامة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- الأنبياء بين الدعوة إليه والادعاء عليه سبحانه
- بطاقتي الشخصية كإلهي لاديني
- مخالفة الأحكام الشرعية طاعة لله يثاب عليها مرتكبها


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - دع ما يريبك إلى ما لا يريبك