أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي















المزيد.....

عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 15:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


تفرخ التواريخ المحطات في الابجديات الفلسطينية ، والمحطات حسب التقويم الفلسطيني لا تنتهي ، فهي الطريق الى محطات اخرى ، تعيد انتاج المؤقت بشروط جديدة .

جرت العادة على تصنيف هذه المحطات بين مفصلية ، تنقل الحالة من مسار الى اخر مع المحافظة على جوهر الازمة ، وهامشية لا يتجاوز اثرها بعض التفاصيل ، الا انها تترك بصمتها الواضحة على اللاحق من الاحداث .

ومقدمات الثالث والعشرين من ايلول الجاري ، المتوقع ان يكون موعدا لقمة "فلسطينية ـ اسرائيلية" برعاية اميركية ، لا تشجع على الخروج من دائرة البحث عن تصنيف للمحطة المقبلة .

ابرز هذه المقدمات انحشار الاطراف المعنية بشكل مباشر او غير مباشر بالقضية المطروحة على القمة في زوايا المواقف المسبقة ، الامر الذي يتطلب منها جهودا خارقة لتجاوز منطلقاتها ، سواء كانت عقائدية او سياسية .

والواضح من خلال معاينة المواقف المعلنة ان هذه الاطراف تنقسم بين مندفع نحو مشاريع ملتبسة و عاجز عن بذل مثل هذه الجهود .

فلم يتزحزح الجانب الاسرائيلي قيد انملة عن مواقفه المراوغة تجاه متطلبات استئناف عملية السلام ، والتي لا يتجاوز سقفها في المرحلة الراهنة ابداء الحد الادني من نوايا ايصال العملية السلمية الى نهاياتها المفترضة والمتمثلة في اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة .

ورغم التحركات الاميركية المكثفة منذ وصول الرئيس باراك اوباما الى البيت الابيض ، وتأكيدات المجتمع الدولي على ضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية ، التي يجري التعامل معها ، باعتبارها جزء من الدولة المنتظرة ، تعبر سياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رؤية توسعية ، يكفي الاستمرار فيها لاجهاض حل الدولتين .

الى جانب الاستمرار في توسيع مستوطنات الضفة الغربية بحجة النمو الطبيعي استطاع نتنياهو وضع العربة امام الحصان في تعاطيه مع فكرة التطبيع مقابل التعهد بوقف الاستيطان التي طرحها الرئيس اوباما كتخريجة لاستئناف المفاوضات .

فالتصريحات التي يدلي بها في اسرائيل وخلال جولاته الخارجية تدورحول مطالبة العرب بالتطبيع ، مع مواصلة البناء في المستوطنات ، والاستمرار في تهويد القدس ، وعدم التنازل عن يهودية الدولة .

والموافقة على تجميد مؤقت للاستيطان لم تخرج عن هذا النهج ، لا سيما وانها ارتبطت بخطة لبناء مئات المساكن في المستعمرات ، الامر الذي اظهرها بصورة محاولة للالتفاف على الضغوط الاميركية .

وفق رؤية نتنياهو ، لا تتعارض هذه المعادلة ـ متنافرة الاقطاب ـ مع استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ، مما يفضي الى قناعة برغبته في وضع المفاوضات المقبلة في مسارات الحل الاقتصادي الذي تحدث عنه لدى وصوله الى السلطة .

وفي الالتزام بهذه المعادلة ينسجم زعيم الليكود مع تفكيره " الجابوتنسكي " الذي عبر عنه بوضوح اكبر في مراحل سابقة .

كما تبقي معادلة نتنياهو ائتلافه الحكومي بعيدا عن التفسخ المحتمل في حال الاستجابة لاستحقاقات عملية السلام .

بادراكها لطريقة تفكير الخصم ، ومعرفتها بآليات المراوغة المتبعة ، وحاجة الادارة الاميركية للتوصل الى تسويات سياسية تنهي بؤر التوتر على المستويين الاقليمي والدولي ، تسعى القيادة الفلسطينية الى الاستفادة من قوة الدفع الاميركية في الزام الاسرائيليين بتقديم استحقاقات توفير الارضية اللازمة لاستئناف عملية السلام .

ففي هذا السياق تأتي الدعوات الفلسطينية المتكررة الى ضرورة وقف الاستيطان والموافقة على حل الدولتين لاستئناف عملية السلام .

والى جانب اشادته برؤية الرئيس اوباما يسعى الجانب الفلسطيني لتحويل الموقف الاميركي الى قوة ضغط حقيقية على الجانب الاسرائيلي .

فهو يدرك جيدا اهمية تقريب وجهات النظر العربية ، وتصليب الموقف الرسمي العربي ، وتوظيفه في دفع الادارة الاميركية الى استخدام اوراق كثيرة في حوزتها ، يكفي بعضها لاجبار الاسرائيليين على التجاوب مع الرؤية التي يتبناها اوباما ، وينحاز اليها المجتمع الدولي .

ولا يخلو الامر من تلويحات بفرض وقائع جديدة على الارض تظهر بوضوح في خطة رئيس حكومة تصريف الاعمال د. سلام فياض لاقامة الدولة خلال عامين والتي تترافق مع جهود تثبيت الفلسطينيين في الضفة الغربية .

كما تعي القيادة الفلسطينية جيدا اهمية تجاوز الانقسام الذي تحول الى ذريعة اسرائيلية للتهرب من استحقاقات عملية السلام .

واستنادا الى هذا الوعي ، تاتي التحركات الدؤوبة لترتيب البيت الفلسطيني ، بدءا من انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم ، ومرورا بطرح فكرة تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، والبحث في العواصم العربية عن وساطات لتنفيذها.

الى جانب صعوبة الوضع الداخلي الفلسطيني ، وفشل محاولات حشر الجانب الاسرائيلي في زاوية الاجماع الدولي ، وتداعياتهما على امكانيات قيام الدولة الفلسطينية ، تطفو على السطح ازمة الموقف الرسمي العربي .

فهناك قناعة عربية بان بقاء القضية الفلسطينية دون حل على المدى المنظور ، ودخول خيار الدولتين الى بطن التاريخ ، يعني احداث تغييرات جوهرية لها ارتداداتها وتشعباتها في مختلف انحاء المنطقة .

وانطلاقا من هذه القناعة يحرص النظام الرسمي العربي على المساهمة في الوصول الى الحل دون ان تكون لمساهمته تداعيات كبرى تؤثر على استقراره الداخلي .

في موازاة هذه القناعة تاتي الضغوط الاميركية على العواصم العربية الصديقة للمساهمة في تقصير الطريق نحو استئناف عملية السلام من خلال تقديم مغريات التطبيع للجانب الاسرائيلي .

لكن العمل بالقناعات المتوفرة ، والاستجابة للضغوط الاميركية ، يتطلب توفر ظروف مختلفة عن الظرف الراهن .

فمن شان اتخاذ خطوات تطبيعية مع الجانب الاسرائيلي ان يؤدي الى نتائج وخيمة ، من بينها تقوية التيارات الدينية القادرة على توظيف حالة الاحباط المخيمة على الشارع العربي ، وتجييرها ضد النظام الرسمي الغارق في ازماته البنيوية ، والعاجز عن احداث اصلاحات داخلية .

ولتجاوز مأزقه ، يحرص النظام الرسمي العربي على تقديم الجانب الاسرائيلي الثمن المقنع لاية خطوات تطبيعية ، وتوفر الغطاء السياسي الفلسطيني ، للمضي قدما نحو مشاركة اكثر عمقا في تسوية القضية الفلسطينية .

مازق الراعي الامريكي لا يقل من حيث حدته عن مآزق الاطراف ـ الرئيسي منها والثانوي ـ مع وصول محاولات المواءمة بين المواقف الى طريق مسدود .

فقد وصلت الادارة الامريكية الى حالة من العجز عن دفع الجانب الاسرائيلي للتجاوب مع استحقاقات استئناف المفاوضات .

ولهذا العجز اسباب ومظاهر ، بينها ما هو ذاتي كهامش الحركة الذي يخشى الرئيس اوباما تجاوزه في ظل التوازنات الداخلية الاميركية ، وماهو موضوعي مرتبط بالاطراف كغياب امكانية المراهنة على جدية الرغبة الاسرائيلية في التوصل الى حل ، وادراك صانع القرار الاميركي لعبثية محاولة اقناع النظام الرسمي العربي باتخاذ خطوات تطبيعية ، في الوقت الذي لم تتجاوز ضغوط واشنطن على تل ابيب البعد الادبي ، غير الكافي لترجمة جدية اميركية في التوصل الى حل .

كما تندرج في اطار البعد الموضوعي خارطة الاولويات الاميركية ، ففي الوقت الذي يدرك البيت الابيض اهمية انهاء اكثر البؤر توترا ، واستعصاء على الحل يعي جيدا ان هناك ملفات اخرى تنتظر الحسم من بينها الملف الايراني ، واكمال الانسحاب من العراق ، وازمة الاقتصاد العالمي .

خارطة التعقيدات هذه تظهر وعورة حقل الالغام الذي سيعبره المبعوث الاميركي جورج ميتشل خلال زيارته للمنطقة منتصف الشهر الحالي تمهيدا للقمة الثنائية ، وتضارب المدخلات التي سيأخذ على ضوئها الراعي الاميركي قراره المقبل .

وبناء على تعقيدات وتضارب المشهد الشرق اوسطي ستتحدد طبيعة الخطوة الامريكية التي تلي قمة نيويورك في حال انعقادها ، فالسيناريوهات التي يجري تداولها تتجاوز حينا اطلاق الرئيس باراك اوباما لمبادرته المنتظرة منذ اشهر ، لتصل الى الدعوة لمؤتمر دولى ، وتنحسر في بعض الاحيان لتقتصر على الاكتفاء باطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين دون مبادرة امريكية ملزمة للجانبين .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان يتسلقون العملية السلمية
- مشارف الحسم الفلسطيني
- مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة
- فتح تستعيد زمام المبادرة
- سلام الخريف !!
- تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي
- قلق التسوية
- فوبيا سحب الجنسية
- الارتدادات العربية للمأزق الايراني
- متاهة الوطن البديل
- سباق شرق اوسطي في المتاهة الاميركية !!
- اوباما في دائرة الشك العربي
- معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة
- موسم الهجرة الى واشنطن
- قمة -العوالم- العربية
- مصالحات الوقت الضائع
- بوابة السلام الاقتصادي
- تسونامي الغموض الاميركي
- قبل اطلاق رصاصة الرحمة على خيار الدولتين
- سلام مشوه ... وازمات برسم التصدير


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي