أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم















المزيد.....

أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أيام قليلة من تفجيرات – الاربعاء الأسود – التي استهدفت وزارات الخارجية والمالية والتربية في بغداد وراح ضحيتها المئات من الضحايا المدنيين بث التلفزيون العراقي شريطا مصورا للعضو في حزب البعث – وسام علي كاظم ابراهيم - قائد شرطة سابق في عهد النظام المخلوع يقر فيه تنظيمه لأحد التفجيرين بالتنسيق مع المسؤول البعثي المقيم في سوريا – سطام فرحان – التابع لجناح القيادي البعثي الهارب المقيم بدمشق – يونس الأحمد - كما أكد الناطق باسم قوى الأمن في بغداد على ضلوع البعثيين في عملية تفجير وزارتي الخارجية والمالية وفي ذات السياق اتهم وزير الدفاع في جلسة استثنائية مع مجموعة من نواب البرلمان كلا من ايران وسوريا بالتورط في أعمال العنف والخروقات الأمنية وكان التصريح الأخير لرئيس الحكومة تتويجا للموقف الرسمي العراقي في اتهام الطرف البعثي .
لم يخف المسؤولون العراقييون وكذلك قادة القوى المتعددة الجنسيات اتهامهم المباشر للنظام السوري حول مسؤوليته عن غالبية الأعمال الارهابية التي نفذت في العراق منذ سقوط النظام عام 2003 وحتى التفجيرات الأخيرة والتي فاقت أعداد ضحاياها عشرات الآلاف وقد سمع وشاهد العالم عبر وسائل الاعلام مئات الوثائق والدلائل والشواهد التي تدين أجهزة النظام السوري وحليفتها أجهزة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تنسق أعمالها الارهابية في المنطقة منذ ثلاثة عقود انطلاقا من لبنان ولم تعقد جلسة واحدة بين وفود الحكومتين العراقية والسورية الا وكان بند الأمن على رأس جدول الأعمال لأنه بات معروفا أن الساحة السورية باتت المقر والممر للارهابيين المتوجهين للعراق من كل حدب وصوب وليس سرا أن الموضوع يحتل البند الأول والأساس في جميع المباحثات السورية الأمريكية والسورية الأوروبية .
تؤكد المعطيات والمعلومات أن أجهزة النظام السوري وسعت في العامين الأخيرين مجالات التدخل في الشأن العراقي ولايقتصر التنسيق الأمني – الارهابي على الحليف الايراني بل يشمل الجانب التركي الذي تشهد العلاقات معه تقدما بارزا وخاصة حول الموصل وكركوك ساحتي التوتر ومحط الأطماع التركية منذ أمد بعيد حيث تم اعتقال عناصر مخابراتية سورية في الأشهر الأخيرة في المدينتين بعد رصدها والامساك بها بالجرم المشهود وتنتشر معلومات موثقة بين الأوساط السياسية في بغداد وأربيل تؤكد على ضلوع نظامي دمشق وأنقرة في حبك مخططات لتفجير الصراعات العرقية بين الكرد من جهة وعرب الموصل وتركمان كركوك من الجهة الأخرى وذلك بالاعتماد على آل النجيفي وقائمة الحدباء وجماعات حارث الضاري وبقايا البعث ومجموعات من الجبهة التركمانية المرتبطة بالأجهزة السرية التركية منذ قيامها وقد بات واضحا مدى مواكبة الأجهزة السورية لادارة وتنظيم أعمال العنف والتفجير في المناطق العراقية المتاخمة بدءا من سنجار ومرورا باالموصل وانتهاء بتلعفر - نترك ذكر وسرد تحضيراتها وتنظيم خلاياها السرية في باقي مناطق كردستان العراق الى الوقت المناسب - حيث العقلية الشوفينية البعثية الاقصائية ترى تفريغ المناطق العراقية المذكورة على الجانب الآخر من الحدود الشرقية من العنصر الكردي شرطا مساعدا لتسهيل عمليات التعريب الجارية في المناطق الكردية بسوريا وقدتم الكشف عن هذا المخطط وفضحه في الملف الذي نشرته على حلقات قبل حوالي العام صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان " وثائق سنجار " .
من دون التوقف كثيرا على الاستغلال السياسي داخل العراق لأعمال الارهاب وتحولها مادة في الصراعات على السلطة والنفوذ بين المكونات القومية والمذهبية وتجييرالبعض لها لمنافع انتخابية والخشية من الضياع بين تعدد الاتهامات الموجهة الى هذا النظام أو ذاك في الجوار العراقي لابد من العودة الى جذور القضية التي تتلخص في أن هناك تغييرا حقيقيا قد حصل في العراق قد يشعر بأهميتها الاستراتيجية بصورة أعمق مناضلو المعارضة الوطنية السورية من العرب والكرد الذين يعانون القمع والاضطهاد والسجون والتشرد وسقطت أعتى الدكتاتوريات في الشرق الأوسط والعملية السياسية الديموقراطية رغم كل كبواتها تسير في الاتجاه الصحيح وهناك ملامح اعادة بناء الدولة العراقية الاتحادية الحديثة بعد تفكيك المنظومة الأمنية الاستبدادية الشمولية الحاكمة عقودا التي لم تخلف سوى الفقر والمآسي والتشرد والحروب والمقابر الجماعية هذه التجربة التغييرية العراقية ومن منظور ثقافي وسياسي استشرافي مرشحة للتوسع مهما طال الزمن ومن المنطقي وتحصيل الحاصل أن الجوار الجغرافي والأكثر تشابها في شكل الحكم ومضمونه والأقرب ثم الأقرب في المجال الشرق أوسطي أولى بنتائج التجربة وفعلها وتأثيراتها المستقبلية ولذلك نراهم يتصدرون بكل ما أوتوا من قوى أمنية وعسكرية ومالية صفوف المعادين للعراقيين تخريبا وقتلا وتفخيخا وفتنا قومية ومذهبية ودينية ويتراءى أمامنا النظام السوري المستبد الشمولي كأول المتضررين من الانتصار العراقي والأكثر نشاطا في حبك الخطط والمؤامرات ضد العراق الفدرالي الجديد .
اذا كان المشهد بتلك الصورة والعراقييون يقرون بأنهم بصدد استكمال بناء دولتهم الجديدة وحسب دستور حديث وانتخابات حرة فعليهم التمسك بمكتسباتهم التاريخية عبر نشر رسالتهم الديموقراطية في المنطقة والعالم ومواجهة الحقيقة المغايرة تماما لما كان قائما في عراق نظام البعث المقبور والتسليم بأن شعوب الجوار وليس أنظمته هم عمقهم الاستراتيجي وهم أكثر شعوب المنطقة خبرة ودراية في العمل السري المعارض ويعلمون أن شعوب الجوار وحركاتها الوطنية والديموقراطية المعارضة لأنظمتهم القمعية كانت ومازالت الحاضن والداعم خاصة وأن دستورهم الجديد المستفتى من الملايين أجاز في عدد من بنوده التعاطي والتعاطف مع أي مناضل سياسي غير عراقي معارض للظلم والاستبداد واحترام ارادة الشعوب في تقرير مصيرها السياسي نحن لاندعو الى أن تعلن الحكومة العراقية الحرب على أنظمة الجوار وتتعامل بالمثل مع من يتآمر على سلامة وسيادة واستقلال العراقيين بل ندعو الى صيانة تجربتهم الديموقراطية وتعميقها والدفاع عن مكتسباتهم عبر دعم واسناد حركات الشعوب المجاورة السلمية حليفتها الأساسية وخاصة حركة المعارضة الوطنية السورية الملتزمة بالنضال السياسي والجماهيري وهنا أيضا لاندعو الى المقايضة بل نتمنى على العراقيين الايفاء بالتزاماتهم التي أقروها قبل سقوط الدكتاتورية في مرحلة المعارضة ومن بعد التحرير خاصة ما هي مثبتة في الدستور وانفتاحهم اعلاميا على معاناة شعوب الجوار وسرد الحقائق والوقائع بكل موضوعية بخلاف الأبواق الفضائية المعروفة التي تثير الفتن وتنشر الأضاليل بغية النيل من تجربة العراقيين في التحرر والبناء والتقدم أولم يقل الزعيم الصيني الكبير ماوتسي تونغ : " الدفاع أحسن وسائل الهجوم " ؟ .
ان أكثر مايسيء الى العراقيين وتجربتهم الموعودة هو ازدواجية بعض ساستهم واقدام بعض المسؤولين الحكوميين ومتزعمي بعض الكتل الطامحين والطامعين في الحفاظ على مواقعهم ومصالحهم الذاتية وعلى نصيب في الانتخابات التشريعية القادمة على نسج الصلات غير المعلنة مع أنظمة الجواروخاصة النظام السوري المستبد وعقد الصفقات معها على أمل كسب ودها والحصول على مباركتها في استمالة جماعات عراقية هاربة مثيرة للجدل اما من بقايا النظام البائد أو غيرهم من الجماعات الارهابية القوموية والاسلاموية والعشائرية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران
- مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم