أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - مصر يامّه يا بهية














المزيد.....

مصر يامّه يا بهية


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأبى مصر العربية إلا أن تكون في محور الأحداث وطليعة التغيير والتطوير. شعب مصر خفيف الظل الذي تحمل ويتحمل بصبر كل صنوف الفقر والقهر والامتهان والعنف القمعي يعطي اليوم َ دليلا ً جديدا ً على أنه شعب ٌ جدير ٌ بكل الاحترام والتقدير. تقوم الآن في مصر حركة ٌ اسمها 6 أبريل بدعوة عامة للإضراب العام المدني السلمي للتعبير عن السخط الجماهيري العارم اتجاه نتائج ممارسات وسياسات حكومات ورئاسة مصر المزمنة. طلبت هذه الحركة من الناس في يوم الإضراب – 6 نيسان - أبريل تعليق علم مصر على شرفات المنازل وخلفيات السيارات وارتداء القمصان السوداء وعدم الشراء أو البيع وتمرير رسالة الإضراب للجميع. أما عن المطالب فقد كتب أحد ناشطي هذه المجموعة يقول إنهم يعملون ضد توريث الحكم ورفع الأسعار والقمع التعسفي والفساد. عمر هذه الحركة عام ٌ واحد فقط. فقد قامت بالإضراب الأول في نفس التاريخ من العام الماضي. لقد حقق هذا الإضراب الأول نجاحا ً غير واضح المعالم وكان موقع جدل وتأويل. إلا أنه يحقق هذا العام نجاحا ً أوضح بكثير كان من أهم سماته وصول الدعوة للعديد من شرائح الشعب وبالسرعة والفعالية المطلوبة واستجابة الشارع بشكل واضح لهذه الدعوة والممارسات الوقائية الكبيرة التي مارستها السلطات المعنية كي تمنع انتشار هذا الوباء الديمقراطي المريع كونه يعمل على رد الحق لأصحابه الشرعيين وبالتالي تهميش القيادة والحد من صلاحياتها وجعلها موقع محاسبة ومساءلة.
تستحق هذه الحركة الكثير من الدراسة والتحليل. سواء كان ذلك على الصعيد الاجتماعي أم الاقتصادي أم السياسي. ويسرني أن أدعـو كل أخصائيي علوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد كي يقوموا بدورهم في ذلك لأن ارتكاسات وارتدادات هذه الأيام الحماسية ستطال أكثر من بلد عربي في القريب المنظور. إلا أن ما يعنيني من كل ذلك لايحتاج للكثير من التمحيص والدراسة. فالأمر وببساطة عــبارة عن انتفاضة ٍ مصرية ٍ شعبية ٍ حقيقية. لقد قام هذا الشعب العظيم بدوره على أكمل وجه عندما كان الاحتلال الأجنبي جاثما ً على صدر مصر في بدايات القرن الماضي. وعبر عن ذلك الزعيم سعد زغلول (وسواه) في العام 1919 من خلال حركته التي تحولت ثورة مصرية شعبية عارمة. يقول الصحفي حمدي رزق في ثورة سعد زغلول ما يلي : "في مشروع سعد زغلول الذي انفجر في ثورة 1919 ليصبح مشروع كل المصريين، انتهت مراحل المخاض، وعرفت طبقة الأفندية ـ الطبقة الوسطى ـ طريقها، وتحددت الشخصية المصرية في اللحظة ذاتها التي تحدد فيها المشروع الوطني المصري. الشخصية المصرية انصهرت سبيكتها في ثورة 1919، فأصبح المصري حاسماً لهويته التي تدمج الانتماء لمصر بالعروبة والإسلام في بوتقة واحدة، وأصبح المشروع الوطني المعبر عن هذه الشخصية هو الاستقلال التام عن بريطانيا وعن العثمانيين ايضاً، ووحدة مصر والسودان تحت التاج المصري، ووجود حياة ديموقراطية ونيابية سليمة، وكل هذا في إطار دولة عصرية علمانية تقدس المواطنة، ولا تفرق بين مواطنيها لدين أو عرق أو لون". هذا كان قبل تسعين عاما ً بالتمام والكمال. أما تتمة القصة... فقد استطاعت ديكتاتوريات الحكم الوطني العربية التي تتالت على الشعب المصري وسواه من الشعوب العربية أن تخدر الشارع برفعها نفس الشعارات التي كان يفتديها بالغالي والرخيص. ومن هذه الشعارات نجد طبعا ً الحرية والديمقراطية والاشتراكية والتقدم والوحدة والعدالة إلى آخر ما هنالك من كلام حق يراد به باطل ٌ وفساد. لقد قبل الشارع الظلم والقمع واهما ً أن قياداته تقوم بما يلزم وأنها تفكر وتقرر بالنيابة عنه ولخيره وصالحه.
يبدو أن هذه الفترة باتت على مشارف النهاية وأن الشارع المارد قد بدأ يستفيق على لسع ضربات الجوع والقهر والكذب والفساد. ومن هنا تنبع أهمية انتفاضة 6 أبريل وعمقها الشعبي العريض الداعم لها المنتمي لمعظم شرائح الشعب.
من الشعارات والنداءات التي أطلقها متحمسوا ومنظموا يوم الغضب والإضراب وجدت من المناسب أن أورد وباللغة المصرية العامية ما يلي :
ما تروحش الشغل... ماتروحش الجامعة... ماتروحش المدرسة... ماتفتحشي المحل... ماتفتحشي الورشة... ماتروحش القسم... ماتروحش السوق... عايزين مرتبات تعيشنا... عايزين نشتغل... عايزين تعليم لأولادنا... عايزين مواصلات آدمية... عايزين مستشفيات تعالجنا... عايزين قضاء منصف... عايزين انتخابات نزيهة... عايزين أمن وأمان... عايزين حرية وكرامة... عايزين للعرسان شقق... عايزين عدالة اجتماعية... عايزين محاكمة للحرامية... عايزين نعرف حقوقنا... عايزين دستور يحمينا... عايزين بلدنا لينا... مش عايزين رفع أسعار... مش عايزين محسوبية... مش عايزين ظباط بلطجية... مش عايزين تعذيب في الإقسام... مش عايزين أتاوات... مش عايزين رشاوي... مش عايزين اعتقالات... مش عايزين وعود بالرخاء... مش عايزين توريث الحكم... مش عاوزين معونة من أمريكا ... مش عاوزين جات مع إسرائيل. يقول توماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدة الأمريكية (1743- 1826) " إذا قبلت بالتضحية ببعض من حريتك لقاء أمنك فأنت لاتستحق لاالحرية ولا الأمن" يبدو أن مصر قد قررت اليوم أن تحتفظ بالأمن والحرية معا ً.







#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - مصر يامّه يا بهية