أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - دور ليبيا و المواقف البطولية من ازمة دارفور














المزيد.....

دور ليبيا و المواقف البطولية من ازمة دارفور


خيام محمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 08:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تولي ليبيا القارة الأفريقية اهتماما ينطلق من مقولة في الكتاب الأخضر " السود سيسودون العالم " ,و قد سعت إلي التفاعل مع هذه المقولة عبر أكثر من آلية سواء من خلال نشاطها القيادي في الاتحاد الأفريقي و سعيها إلي إقامة الولايات المتحدة الأفريقية ,أو من خلال العلاقات الثنائية مع جميع الدول الأفريقية , أو من خلال فتح الحدود الليبية أمام العمال الأفارقة .
فبعد تفاقم الحرب الأهلية بين جنوب السودان و شماله , و ظهور المسألة السودانية علي سطح الأحداث العالمية ثم طرح المبادرة العربية الليبية المصرية التي تضمنت تصورا عن كيفية حل مشكلات السودان السياسية بما فيها مشكلة الجنوب , إلا انه لم يؤخذ بهذه المبادرة و ذلك لان القوى الأجنبية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عملت على استبعاد الدور العربي من الفعل السياسي للمشكلة . و في نفس الوقت أعطت الفرصة لمبادرة " دول الإيجاد " بمساندة شركاء الإيجاد و علي رأسهم الولايات المتحدة ذاتها , و السبب في الأخذ بهذه المبادرة هو أنها تضمنت حق تقرير المصير بجنوب السودان باعتبار إن المبادرة من وضع دول افريقية .
و كون إن إقليم دارفور يجاور الصحراء الليبية الجنوبية و يقوم بين قبائله و القبائل الليبية ارتباط تاريخي , فقد كان من المفترض أن يشكل هذا التدخل عامل ترسيخ الأمن و الاستقرار , و بالتالي فان أي خلل في الجغرافيا السياسية و البشرية في السودان سوف ينعكس علي دول المنطقة ككل . و قد لعبت القيادة الليبية دورا كبيرا و مهما علي صعيد توحيد مواقف المتمردين في السودان , و إقناعها بالتمسك بالسلام , و و قف إطلاق النار , و قد قادت ليبيا إلي حد كبير تحركا إقليميا لمحاولة حل الأزمة سلميا , و رفضت أي وجود عسكري غير إفريقي في الإقليم , و أبدت استعدادها للمشاركة في تكوين قوات مراقبة افريقية, و حاولت من جانب آخر كبح جماح اريتريا حتى تتوقف عن دعم متمردي دارفور , و سمحت بانسياب المعونات الإنسانية من البحر المتوسط برا عبر أراضيها حتى مخيمات اللاجئين في تشاد , و فضلا عن ذلك فقد كان لليبيا دور هام في إغاثة النازحين من دارفور في مساعدتهم , و ظلت لبعض الوقت بمثابة همزة الوصل بين الحكومة السودانية و حركات التمرد , و قد ساعدها في ذلك الارتباط التاريخي و القبلي بين القبائل الليبية و قبائل دارفور .
و كذلك اسهمت الجماهيرية الليبية بقيادة زعيمها معمر القذافي في الوفاق بين قبائل دارفور المتنازعة بسبب المراعي , حيث تم علي أراضيها عقد مؤتمرات مصالحة قرر فيها شيوخ الزيادية و الميدوب علي إعادة بناء نظام اجتماعي محافظ علي أسس السلام و الاستقرار و التسامح . و استضافت الجماهيرية الليبية قمة خماسية في مدينة سرت ضمت كل من رؤساء السودان و نيجيريا و مصر و تشاد و ليبيا و ذلك في اكتوبر 2004 , حيث أسفرت عن التأكيد علي رفض أي تدخل أجنبي في قضية دارفور باعتبارها قضية افريقية صرفة , و دعوة حركتي التمرد هناك إلي التوقيع علي البروتوكول الإنساني , و تفويض الزعيم الليبي معمر القذافي للقيام باتصالات مع زعماء المعارضة في الإقليم للمساعدة في تضييق الحدة بين كل الأطراف من اجل التوصل إلي حل نهائي للازمة .
ثم استضافت الجماهيرية أيضا مؤتمر القمة السباعية في مدينة طرابلس في 16 مايو 2005 في إطار محاولات الاتحاد الإفريقي و الدول المجاورة للسودان للبحث عن حل لازمة دارفور , و يأتي هذا التوجه الجاد لمعالجة أزمة إقليم دارفور في الإطار الإفريقي من الشعور بخطر ما يحاك للمنطقة , يمهد له بالتدخل الدولي , من خلال إرسال قوات أجنبية إلي إقليم دارفور , فان ذلك سوف يشكل كارثة يصعب حلها . حيث سيأتي أصوليون من كل بقاع الأرض بهدف الجهاد مع أهالي دارفور و ستصبح دارفور أفغانستان أو عراق آخر , و لذلك يجب أن يكون الحل عن طريق الاتحاد الأفريقي و الدور العربي , و هذا ما أكده أمين الاتصال الخارجي الليبي .
ملاحظة هامة نتوقف عندها و نحن نقيس دور ليبيا في حل أزمة دارفور , ففي المؤتمر الدولي الذي عقد في مدينة سرت لبحث الموقف بشأن دارفور عقد عام 2007 و بالتحديد يوم السبت الموافق 28 ابريل من نفس العام , حيث حذر الزعيم الليبي معمر القذافي الغرب من التدخل في أزمة إقليم دارفور متهما الفصائل المتمردة في الإقليم " بتوريط العالم في الأزمة و السعي لتدويلها " , و أضاف سيادته : ليس من مصلحة المجتمع الدولي التدخل في أمر ترفض الأطراف المتحاربة التوصل لحل بشأنه " .كما دعا الزعيم القذافي "العالم إلي عدم تمويل الحركات المتمردة , و الكف عن دعمها , و عدم إرسال قوات دولية لدارفور " . و كأنه كان يقرأ في المستقبل مستشفا ببعد نظري سياسي كبير إن ما يحدث في دارفور سوف يستثمره الآخرون من أعداء القومية العربية لتوريط العالم في الأزمة و تدويلها و هو ما حدث فعلا .
كما اعتبر الزعيم الليبي الاتهام الذي وجهه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو للرئيس السوداني عمر البشير بالإبادة الجماعية و ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور, و إصدار المحكمة باعتقاله , بأنه يفتح بابا واسعا من الفتن و المؤامرات الغربية ضد السودان , الذي بات تفتيته و تقطيع أوصاله مطلبا غربيا لا تنازل عنه و لا تراجع بشأنه.
و أخيرا فان أمريكا تريد النفاذ إلي السودان , ووضع سكين في خاصرة العرب عن طريق التحكم في هذا البلد العربي الشقيق المترامي الأطراف , و الملئ بالثروات البكر و الذي يمكنه مفردا أن يحل أزمة الغذاء في جميع الدول العربية



#خيام_محمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغزى من تعيين سفير أمريكي في دمشق
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تحترم إلا الأقوياء
- الولايات المتحدة لا تحترم الا الأقوياء
- الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير
- جدلية العلاقة السورية الليبية حول جلاء القواعد البريطانية عن ...
- وعد أوباما بالتغيير و ازدواجية السياسة الأمريكية


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - دور ليبيا و المواقف البطولية من ازمة دارفور