أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (















المزيد.....

حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:31
المحور: القضية الكردية
    


من حق شعب كردستان العراق بعد تقديم دستوره الأول في تاريخه الذي يسمو الى مصاف الانجازات الدستورية الكبرى في التاريخ أن يمارس في كنفه حقه الديموقراطي الأساسي في خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية بكل حرية وارسال ممثليه الى برلمان اقليم كردستان الفدرالي بعد أن تم تعديل قانون الانتخاب قبل أشهر بزيادة نسبة تمثيل المرأة الى ( 30% ) وخفض سن الاقتراع الى ( 18 ) عام وأن لاتقل حصة تمثيل القوميات غير الكردية عن ( 11 ) مقعد من أصل 111 والنتيجة مهما كانت لن تحجب حقيقةحصول الحراك الشعبي العام وتوالي طرح البرامج على الرأي العام وما رافقتها من نقاشات وحوارات وندوات والاهتمام الملحوظ من جانب قطاعات المجتمع المدني بمتابعة وسائل الاعلام وابتكارات الدعاية وخاصة في المدن الكبرى مثل أربيل والسليمانية ودهوك التي فاقت أحدث ما توصل اليه العقل البشري والتكنولوجيا المتطورة وفي خضم هذه المعركة السياسية التي اتخذت أحيانا الطابع الشخصي والمناطقي بين سائر الأطراف التي تستخدم فيها على صعيد كردستان أكثر من عشرة أقنية فضائية تلفزيونية وعشرين أقنية أرضية وعدد مماثل من محطات الاذاعة في مدار الساعة ماعدا تقارير وتغطيات مراسلي الفضائيات العراقية والعربية الى جانب مئات الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية تدنو في بعض الأحيان الى حدود المواجهات الساخنة وطرح الرأي الآخر وتبادل حملات النقد المعززة بالأرقام والوثائق في حالات عديدة بدأت الجماهير الواسعة تتكشف ازاء هذه الشفافية الجديدة أمورا كانت غائبة عنها مما ستعزز من وعيها لمصالحها والمطالبة بما لم تنجز من استحقاقاتها وتعمق مشاركتها في صنع القرار هذا بالاضافة الى تعلم المزيد من وسائل وآليات العملية الانتخابية واكتساب الخبرة في مجال الثقافة الديموقراطية .
مع أن ذاكرة شعب كردستان مازالت تحتفظ بنوع من الوفاء للحزبين الكردستانيين الرئيسيين ( الديموقراطي والاتحاد الوطني ) لدورهما التاريخي البارز في الحركة التحررية الكردية في العراق في مرحلتي الكفاح المسلح والنضال السلمي المرتبطتين أساسا باسم الزعيم القومي الكاريزمي الراحل مصطفى البارزاني وتجربة بناء الكيان الفدرالي ومنح الأفضلية لقائمتهما الموحدة أمام قوائم مجموعات الاسلام السياسي وجماعات قد تكون سهلة المنال في معادلات النفوذ الاقليمي والمجاور وتستخدم كموطىء قدم أوالقيام بدور طابور خامس للأطراف المعادية من الداخل والجوار لشعب كردستان وانجازاته وعلى رأسها كيانه الفدرالي الفتي نقول الى جانب هذه الحقيقة فان النخب الثقافية ونشطاء المجتمع المدني والفئات المستقلة ليسوا بوارد التوقف كثيرا على المسميات الحزبية واهتمامهم غير منصب على تفاضل هذا الحزبي على ذاك الا في حدود مقاييس عملية واقعية ولاشك أن سنوات سلطة الحزبين في بداية تجربة الحكم وعظمة المسؤولية والتعقيدات المرافقة للقضية الكردية عراقيا واقليميا ودوليا وما جلبت تجربة ادارة السلطة من مظاهر الفساد والخروقات القانونية والأخطاء وضعف الخدمات الحياتية الأساسية ورغم تحقيق كل تلك الانجازات التاريخية السالفة الذكر قد خلقت انطباعا سلبيا لدى المواطن العادي وقلل من رصيد الأحزاب في السلطة وخارجها على السواء وهي ظاهرة لاتقتصر على الاقليم فحسب بل تشمل أداء أحزاب الحركة القومية الكردية في سائر الأجزاء وكذلك العراق وبلدان المنطقة عموما في مجال القبول الشعبي وبالتالي تقلص الاهتمام بالمشاحنات الحزبية الضيقة خاصة في أجواء تشابه البرامج والشعارات والوعود الانتخابية وكما يلاحظ فان المزاج العام قد يفضل برلمانا متوازنا تعدديا بعيدا عن الاستقطابية الحادة يجد تحت قبته معارضة نشطة أمام الموالاة حسب الأصول الديموقراطية ومن أجل صيانة مكاسب الشعب والسهر على مصالحه والتقليل من المظاهر السلبية واذا ما تحقق ذلك ستكون باكورة تجربة جديدة واعدة جديرة بالاهتمام في مجتمع كردستان .
من أهم تقديمات مابعد الحرب الباردة في بداية القرن وفي ظل النظام العالمي الجديد الذي يشكل العالم الرأسمالي محركه الرئيسي بما يتعلق بحركات التحرر الوطني تأتي التجربتان الانتخابيتان الديموقراطيتان الفلسطينية والكردستانية في المقدمة من حيث حدوثهما في ساحتين تتجذر فيهما ثقافة الكفاح القومي الثوري والصراع التناحري مع الشوفينية العنصرية مرشحتين لبناء الكيان – الدولتي سلميا بعد مرحلة الثورة والكفاح المسلح تتتشابك فيهما عوامل الداخل والخارج والاحتلال والاستقلال والقومي والديني والمحلي والاقليمي والاقتصاد والسياسة والسلم والحرب والمقاومة والارهاب وذلك كنموذج لآخر ما توصل اليه المجتمع الدولي بشأن معالجة القضية القومية في اطار مبدأ حق تقرير المصير حسب ميثاق الأمم المتحدة ومقاييس حقوق الانسان ولهذا من المفيد جدا ملامسة التجربتين واجراء نوع من المقارنة والمقاربة بين سماتهما العامة والخاصة في منطقتين مازالتا في طور التحرر الوطني حديثتي العهد في الادارة الذاتية وبناء الكيان ترضخان اما للاحتلال كسلطة وطنية منقوصة السيادة في الحالة الاولى او لبنود الاتفاقية الاستراتيجية الثنائية الملزمة مع بلد اجنبي في ظل البند السابع من ميثاق مجلس الأمن كاقليم فدرالي مرتبط بالمركز في الحالة الثانية .
في فلسطين : جرت الانتخابات الرئاسية في بداية عام 2005 من جانب مليون وربع المليون لمن يحق لهم التصويت وتحت انظار ومراقبة محلية ودولية فاقت اثنين وعشرين الفا من المندوبين وثلاثة آلاف صحفي وكانت المنافسة بين اربعة مرشحين الى الرئاسة والنتيجة حصول مرشح فتح الرئيس محمود عباس على 62% من الأصوات والثلاثة الآخرون وعلى التوالي : 2 و3 و 19 % وجرت الانتخابات التشريعية بداية عام 2006 حول 128 مقعد وكانت النسب 51% لحركة حماس مقابل 35% لحركة فتح و6,% للطرف الثالث مع ملاحظة تفوق رئيس حركة فتح في نسبة التأييد على حركته التي يترأسها والتي هزمت أمام الاسلام السياسي دون حدوث خروقات كبرى وفي أجواء الهدوء وحرية المساءلة القانونية حول النتائج للجميع بخلاف ما يجري في ظل أنظمة بلدان المنطقة من تعتيم وقمع .
في كردستان العراق جرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الخامس والعشرين من تموز 2009 بمشاركة مليونين ونصف المليون لمن يحق لهم التصويت ومنافسة خمسة مرشحين على الرئاسة و20 كيان سياسي وخمس ائتلافات على 111 مقعد بمراقبة ومواكبة 45 ألف من المندوبين من الداخل والخارج و1300 صحفي اضافة الى آلاف الصحفيين المحليين وتفوق رئيس الاقليم في نسبة التصويت على منافسيه 69% مقابل وعلى التوالي 59, 0% و 1% و 3% و 25% وحصول قائمة الرئيس الكردستانية المؤتلفة بين الحزبين الحاكمين 57% تليها قائمة التغيير 23% والاصلاح 12% وظهور معارضة علمانية قوية في البرلمان القادم من دون وقوع مخالفات مؤثرة على النتائج الرئيسية أو وقوع ضحايا وتوفر آليات دستورية وقضائية وصلاحيات من جانب المفوضية العليا للانتخابات وممثلي الكيانات والقوائم للمساءلة والمتابعة القانونية في حال توفر ادلة حول الخروقات في العملية الانتخابية بعكس الآليات القمعية المتبعة في معظم بلدان المنطقة وبهذه التركيبة التعددية الجديدة ستفتتح أمام شعب كردستان آفاق انتقاله الى حقبة " الفدرالية الثانية " والتي سنتابع في حلقة قادمة مالها وماعليها .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...
- الأولوية لمواجهة الاستبداد
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- سوريا أولا نعم ولكن أية سوريا ؟ مواصلة الحوار مع د عبدالرزاق ...
- بمناسبة عيدها ألا تحتاج الطبقة العاملة لاعادة تعريف


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (