أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - اللامنتمى














المزيد.....

اللامنتمى


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 10:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أقصد ما كتبه الكاتب الإنجليزى "كولن ويلسون"، ولكن زميلنا فى المهنة ورئيسنا فى العصر والزمن "حمدى رزق" قلّب علىّ المواجع فى مقاله "المنتمى"، الذى تحدث فيه عن أن الرئيس مبارك هو أفضل الرجال الذين صانوا مبادئ ثورة يوليه، وأنه المنتمى الحقيقى لهذه الثورة، وذلك لإنجازاته الكثيرة التى عددها الكاتب، والتى تنبع من التزامه بمبادئ الثورة وأهدافها!
أنا ممن يعيشون فى العصر الذى يتحدث عنه، ربما أعذر زميلى فهو مشغول بأمور كوكبية عليا وليس لديه وقت للمشاهدة المتأملة مثل "الشوارعية" أمثالى، وأنا واثق أنه إذا تأمل سيكتب، فلا شك لدى فى نواياه الحميدة التى طالما أطلت علينا من بين كلماته المنتشرة فى الإعلام المطبوع وغير المطبوع .يتحدث زميلى فى مقاله عن العدل الاجتماعى والاقتصادى الغارقة فيهما البلاد، وأحدثه عن الجوع والفقر الذى خرج من ستر البيوت إلى جهر الشوارع متمثلاً فى الشحاذين والبلطجية وأطفال الشوارع والدجالين والكادحين 20 ساعة عمل لا يحصلون مقابلها على أجر إلا ما يوزاى ربع ستر، فى مقابل مشاهد الأثرياء بلا حدود التى يظهرون فيها ينفقون على ملذاتهم بالملايين وربما بالمليارات .. يرافقون النساء عشقاً وقتلاً بملايينهم ، ينصبون ليالى ألف ليلة وليلة، يأكلون فيها ويشربون حتى التخمة فى عروض استعراضية جمهورها من الفقراء والجوعى.
يتحدث عن الرعايا الصحية وأحدثه عن طوابير شحاذة العلاج أمام مبنى الإهانة أقصد العلاج على نفقة الدولة، وعن التأمين الصحى الذى خُرب عن عمد، وعن الدواء الذى يتجاوز سعر جرعة منه دخل مواطن يعمل منذ عشرين عاما، وعن الأوبئة التى لا تجد مناخا ملائما لها إلا فى مصر التى قفزت إلى المرتبة الأولى فى الإصابة بأنفلونزا الطيور خلال عامين، بعد أن كانت من الدول الآمنة من الإصابة والتى أيضا شهدت أول حالة وفاة عربية بأنفلونزا الخنازير.
أحدثه عن "الخرابات" المنتشرة فى أحياء المعمورة وما بها من مخلفات تهدد بالطاعون والأمراض..وسط أجهزة إدارية مرتشية فاسدة لا تهتم إلا بمتابعة مخالفات المبانى الكثيرة ليس بغرض مواجهتها وانما باعتبارها حسنة مخفية.
أحدثه عن الطعام الملوث الذى لا يوجد غيره أمام الفقراء، أما الأغنياء فلهم فى "الاورجانيك" باهظ التكاليف ملاذا ومخرجا، هذا الطعام الملوث بالأسمدة والمبيدات الفاسدة والمسرطنة والتى صدرها إلينا مجتمع الصفوة من المنتمين (كما يراهم صديقى) زادنا مرضا وقربا من الموت وزادهم ثراء، أحدثه عن الفرق بين تدريبات الأثرياء من المنتمين فى النوادى الكبرى وبين التدريبات النفسية للفقراء لاستيعاب الموت الحتمى المقبل.
يتحدث عن دور مصر الرائد فى المنطقة العربية وأحدثه عن تحول مصر إلى معمل أمن تُحضر فيه كل عمليات الإجهاز على وحدة الأمة العربية .. والتفاصيل كثيرة .
يتحدث عن التعليم المجانى وأحدثه عن فشل التعليم وجلوس التلاميذ فى المدارس الحكومية على الارض ووصول كثافة الفصل الى 90 تلميذ وانتشار الدروس الخصوصية الباهظة التكاليف بإعتراف أوائل الثانوية العامة وتحول العملية التعليمية من عملية تثقيفية الى تدريبات اكروباتية للحصول على أعلى درجات .. احدثه عن الجامعات المفتوحة التى أصبحت طريق لأعطاء تصاريح للفاشلين من أبناء الاثرياء للمرور الى المجتمع كأطباء ومهندسين وعلماء ينشرون الفساد والدمار والتخريب .
يتحدث عن حرية القلم والكتابة وحصانة الكتاب .. وأحدثه عن التخريب بالأساليب الحديثة لمجتمع الفكر، هذه الأساليب التى أعطت الأموال لبعض ممن كانوا فى ذيل هذا المجتمع، وصعدت بالتفه ومعدومى الموهبة لريادة مجتمع الفكر والصحافة والثقافة، وأغلقت الطريق أمام المواهب الحقيقية، لتنهار بنية المجتمع الثقافى والفكرى.
معذرة زميلى أنا أكتب على عجالة لأنى مرتبط بزيارة جار لى يبلغ من العمر30 عاما ملقى فى أحد المستشفيات الحكومية ينتظر الموت، فهو ليس من الفئة التى يمكن أن تعالج مرضها الخبيث.
حدثتك عن بعض قليل من كل كثير لم تسمح ظروفى أن استكمل الحديث حوله .. فما هو الفرق الآن من وجهة نظرك بين المنتمى لمشروع قومى أجهضته يد السفهاء وبين اللامنتمى، ليس فقط لهذا البلد وإنما للإنسانية، فأضاعنا وألقى بنا إلى هذا المصير الأسود.



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب
- فى انتظار فرج
- فات الميعاد
- اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا
- 6أبريل .. عيد ميلاد راحل
- - قفف- الزمن
- رد على الدكتور قدرى حفنى- خيارات السلام ليست قدوة بالضرورة
- حقائق تكشفها قافلة نقابة الصحفيين لرفح
- عودوا كما كنتم
- كلام -بشوية- صراحة حول مصر وغزة
- الغرض مرض
- عاش حكام العرب الف عام -ويشيلوا شيلتهم -
- حذاء منتظر
- زمان كنا صح
- القرعة تتباهى بشعر اوباما


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - اللامنتمى