أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة















المزيد.....

جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 07:24
المحور: الادب والفن
    



انها المانيا جوته ،او بالاحرى جوته المانيا.. تبزغ روحه وسط الازمة ، فتحيل الحالة الصراعية الى حالة حوارية ، جديرة بان نتوقف عندها ونتساءل: ايهما ابقى واصلح للاوروبين والعرب .. مناخ العداء والتحريض ام التسامح والتفاعل ؟
بالتأكيد لا صلة مباشرة بين "ازمة مروة الشربيني" و مبادرة الحوار الثقافي الألماني - العربي " شبكة السينما العربية المستقلة " التي دشنها معهد جوته في القاهرة قبل ايام ، والتوقيت ، بالطبع ، ليس مقصودا ، لمواجهة التوتر الناتج عن تصعيد الاصوليين والانتهازيين في مصر وعواصم عربية واوروبية ، لحدث لم يكن يستأهل كل هذه الضجة والتضخيم ، لكننا اذا وضعنا الحدثين ، الي جانب بعضهما البعض ، ونظرنا بامعان سنخلص الى علاقة ترابطية او استنتاج غاية في الاهمية ، وهو اننا ازاء توجهين او خيارين مطروحين طوال الوقت يجسدهما الحدثان المتتابعان.. خيار التعاون او الصراع بين ضفتي المتوسط.. خيار التواصل او القطيعة الثقافية.. خيار الانفتاح او الانغلاق.ويبقي علينا عربا واوروبيين ان نختار معا.. لمن ننتصر واي خيار ينبغي ان يكون له الغلبة؟.
واذا توقفنا عند الحدث الاخير ، واردنا توصيف ما جرى في " جوته القاهرة " على مدى ثلاثة ايام ، ووضعه في سياقه الاشمل ، فان مثل هذه الفعالية تمثل اهمية خاصة ، وتتجاوز كونها مجرد عروض افلام عربية والمانية وحلقات نقاشية بين صناع السينما المستقلة والمهتمين بها ، الى اعتبارها مبادرة ثقافية جادة وخطوة على طريق طويل نحو التفاهم والتواصل الحضاري ، وتأكيد الخيار الافضل لشعوب تريد ان تتواصل لا تتقاتل ، فالتوقيت بالمصادفة ، جاء في وقت مناسب تماما ، ليرسل رسالة الي كل دعاة الفكر المتطرف والنظرة الاحادية القاصرة التي تختزل العلاقات بين اوروبا والعالم العربي في حادث او حوادث مدانة وغير مقبولة لا هنا ولا هناك ، هؤلاء الذين لا يرون في اوروبا الا وجها واحدا فقط استعماريا او عنصريا ، رغم ان ثمة وجها اخر يمكننا تلمسه ، اذا ابتعدنا عن هوس التعصب الذي يصيب الاعين بضعف الابصار.. اعني الوجه الحضاري المنفتح الراغب في التفاعل معنا ، وخلق ارضية مشتركة تنطلق من الثقافة والفن _الذي برأيي _المدخل الصحيح لتواصل انساني حقيقي ، بعيدا عن السياسة و الاقتصاد بوجهيهما المظلمين ، وصراعاتهما التى لا تنتهي ومصالحهما المتغيرة باستمرار.
ثم انه يحسب لهذه الفعالية انها عرفت او اعادت تعريف العرب على العرب.. عرب المشرق بعرب المغرب ، خاصة المبدعين من الشباب ، وذكرتنا باننا في حاجة ملحة لان نتحاور ونتواصل ، معا ، كعرب ولا نترك الهوة تتسع ، خاصة بين الاجيال الجديدة التي صارت بلا هوية واضحة ، و صار الانتماء لمحيطها العربي من شعارات الماضي التي تحظي بسخرية محزنة ، فضلا عن انها صارت تجد صعوبة في التفاعل مع بعضها البعض ، و تلجأ الى لغة اجنبية لتكون وسيط التفاهم.
وربما من الامورالمهمة التى نبهتنا اليها هذه الفعالية ، ان حالة الحوار يجب ان تكون متعددة الدوائر، تبدأ بالذات وتنتهي بالاخر ، لتكون مؤسسة على قواعد صلبة ، تنهض على النقد الذاتي والوصول الى رؤي اكثر شمولية وانفتاحا وتحضرا ، تمكننا من التلاقح الحضاري والاسهام في بناء النهضة الانسانية مع شركائنا الاوروبيين.
ولعل الافلام القصيرة الجزائرية المشاركة لمست ، على نحو خاص ، هذا الخيط واكدت على معاني متماهية مع الطرح الذي نسوقه ، خاصة فيلم المخرجة صابرينا داروي " قالوا لي " الذي تطرق الى الصراع الذي يعيشه حاليا جيل الشباب في الجزائر ، او بالاحرى ازمة الهوية .. بين الاوربة والانفتاح الواسع او التشدد والتمسك بالافكار التقليدية ، ولقد عالجت المخرجة القضية بحساسية خاصة ، وانتهت الى تأكيد معنى غاية في الاهمية وهو ضرورة المزاوجة بين الخيارين او الانتصار للاعتدال ..لا الانحياز ، تماما ، لهذا التيار او ذاك ، او ما يمكن اختصاره في عبارة " مركب النقيضين".
فيما ذهب ، ببساطة ، المخرج الجزائري مؤنس خمار في فيلمه " كما نحلة " الى انتقاد توجهات السياسات الغربية المتوجهة نحو الحرب والدمار والاحتلال خاصة في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ، مع رفع شعارات براقة وتعهدات لا تفي بها للشعوب الفقيرة في العالم الثالث، بدلا من تسخير كل الطاقات لخدمة الانسانية ، وتأكيده انه اذا كان ثمة رغبة في الحرب ، فلتكن على الجوع والمرض الذي يمثل انتشارهما بشكل ضخم وسقوط ضحايا بالملايين فريسة لهما ، وصمة عارعلى جبين العالم المتقدم والانسانية جمعاء.
وليس بعيدا عن هذه الرؤية ، سلسلة الافلام الالمانية المؤكدة للمشتركات الانسانية والهموم الجماعية في عالم اليوم ، والتي تروج لقضية الحفاظ على البيئة بشكل ملفت وجذاب او التي تنتقد السياسات الرأسمالية التي تدمر الانسان من فرط استغلاله او التعاطي معه كشئ ، حسبما تشير فلسفة ماركس في مواضع عدة واشارت اليها صراحة بعض الافلام ، ما ينتقص من انسانيته واحساسه بقيمته في الحياة مثل " الحياة السرية" secret life او "غير معروف ..غير معروف " unknown.. unknown .
وبدا الفيلم الاردني " الحذاء " ، على بساطته ، محرضا على التعاطف مع الفلسطينين وقضيتهم العادلة ، خاصة اللاجئين الذين يعيشون حياة لا انسانية تحمل معاني الذل والعوز ، ومنبها ان القضية الفلسطينية التي يتنصل الكثيرون من دعمها حاليا ، يجب ان نعطيها كعرب واوروبيين اهتماما اكبر واكثر جديا ، بعيدا عن تأثيرات الدعاية الصهيونية وضغوطها التي تشوش على نصرة الحق والانتصار للانسانية الواجب على الشعوب الحرة.
وان كانت معظم الافلام متواضعة المستوى فنيا وفكريا ، وبعضها كان صعبا في التلقي ، نظرا لعائق اللغة خاصة الافلام المغربية الناطقة بلهجة محلية وترجمة فرنسية وهو ما يلفت الى اهمية مراجعة معايير الاختيار ، فمع ذلك قدمت فرصة للجمهور العربي والاوروبي للتعرف على تجارب شابة متنوعة من اكثر من بلد عربي نادرا ما تتوافر ، الى جانب اتجاهات سينمائية مختلفة سواء عربية او المانية ، و الاهم من ذلك حالة الحوار والتفاعل الحضاري التي جاءت في وقتها الصحيح.
*كاتب صحفي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه
- -متعة اوربية- للمصريين على ايقاع -الزجاجات الفارغة-
- اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيو ...
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود
- باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة