أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - إيران: بين مفهوم الجمهورية.. ومفهوم الولاية















المزيد.....

إيران: بين مفهوم الجمهورية.. ومفهوم الولاية


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل ثلاثين عاما أيد قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني وثلاثة من مراجع الدين الشيعة الكبار مسودة دستور الجمهورية الإسلامية، وهم آية الله كلبايكاني وآية الله مرعشي نجفي وآية الله شريعتمداري. وقد أعدت المسودة من قبل كبار رجال القانون في إيران تحت إشراف أحد رجال الثورة الدكتور حسن حبيبي. وقال جميع هؤلاء، وفق رؤاهم الدينية الفقهية والقانونية، أنهم لم يجدوا في مسودة الدستور الجديد ما يخالف الدين الإسلامي. وبعد فترة قليلة أقرت "الجمهورية الإسلامية" في استفتاء شعبي، لكن مسودة الدستور لم تتضمن إشارة إلى نظرية ولاية الفقيه، وبعد ثمانية أشهر من ذلك تم إدخال النظرية في المسودة من قبل مجلس الخبراء.
كان ذلك بداية لمرحلة حكم فردي جديد ذي نكهة دينية بعد الإطاحة بالحكم الفردي الملكي للشاه محمد رضا بهلوي. وتمثلت الفردية الجديدة في عدم التوافق ما بين شعار "الجمهورية" ونظرية ولاية الفقيه. ويقول المراقبون أن ظروف الانتخابات الرئاسية الأخيرة عكست مرحلة متقدمة من الحكم الفردي، في حين كانت الفردية في عهد الخميني متوافقة إلى حد ما مع مطالب تحقيق "الجمهورية" على الرغم من الكم غير القليل من التجارب التي تدل على تطبيق صارم للفردية، وبالذات التعاطي مع المعارضة غير الدينية والمواجهة مع النائب السابق لمرشد الثورة آية الله منتظري الذي أقيل من منصبه لأسباب عدة منها معارضته لعمليات الإعدام في السجون الإيرانية.
وفجّر الموقف المساند لولي الفقيه آية الله خامنئي من نتائج الانتخابات الأخيرة ووقوفه إلى جانب الرئيس محمود أحمدي نجاد، التناقض ما بين مفهومي الجمهورية والولاية. فمفهوم الجمهورية يبدو انعكاسا لرأي الأكثرية النابع في جزء منه من مفهوم الديموقراطية وآليتها، فيما مفهوم ولاية الفقيه هو بمعنى أن الرأي الأول والأخير في البلاد هو للولي الفقيه لا للجمهور.
وقد شارك الإيرانيون في الانتخابات بصورة مكثفة فاقت جميع التوقعات، حتى أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أعلن دهشته من ذلك على الرغم من أنه حصد نسبة كبيرة جدا من الأصوات في الانتخابات الرئاسية عام 1997الأمر الذي أزعج التيار المحافظ. لكن نسبة المشاركة الجماهيرية في انتخابات عام 2009 فاقت عن نسبتها في عام 1997، وكان الهدف من المشاركة المكثفة هو التغيير، حيث كان الإيرانيون يتأملون تغييرا في وضع بلادهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يهيمن عليه التيار المحافظ من خلال قيمهم الدينية المتشددة. لكن وقع نتيجة الانتخابات كانت شديدة على الإيرانيين بحيث اتهموا السلطات الحاكمة بالتزوير ونددوا بتأييد الولي الفقيه لنجاد قبل وبعد ظهور النتائج وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات احتجاجية سلمية أملا في تغيير الأمور. في حين كان واضحا في ظل تحليل بسيط وغير معقد لنتائج الانتخابات وأرقام التصويت أن الرأي الأول والأخير في البلاد هو ليس للجمهور.
يقول شبلي ملاط، أستاذ القانون في جامعة يوتاه في الولايات المتحدة الأمريكية، في مقال له بعنوان "المرتكز القانوني للثورة الخضراء في إيران" إن مؤسسة أمريكية قد نظمت استطلاعات للرأي في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الإيرانية الأخيرة أظهرت أن أحمدي نجاد متفوق "بشكل ملحوظ" على المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، في حين استغرب ناقدو هذه الاستطلاعات صحتها نظرا للنتائج الغريبة في يوم الانتخاب (مجلس صيانة الدستور الذي يعتبر اليد القوية للمحافظين تحدث رسميا عن تجاوزات في التصويت بلغت ثلاثة ملايين صوت). وعلى أساس النتائج الرسمية أظهر الدكتور علي أنصاري من جامعة سانت إدروز في بريطانيا، مثلا، صعوبة القبول بأن المرشح الإصلاحي مهدي كروبي حصل على 5 بالمائة من الأصوات في منطقة لرستان، وكان قد فاز بأكثر من 50 بالمائة من الأصوات فيها عام 2005.
وينقل شبلي ملاط عن الباحثة لارند بروماند، وهي ناشطة معروفة في العمل الديموقراطي، التي شككت في صحة فوز أحمدي نجاد في الانتخابات عام 2005 وقالت نقلا عن أحد أفضل الباحثين في الشأن الإيراني الأستاذ بيل سامعي "بحسب النتائج الرسمية، حصل أحمدي نجاد على 5،7 مليون صوت في الدورة الأولى و17،2 مليون صوت في الدورة الثانية. كيف ازداد العدد إلى 11،5 مليون صوت في أسبوع واحد؟ وحتى لو كانت المشاركة هي ذاتها في الدورتين ونال جميع الأصوات التي حصل عليها المرشحان المحافظان الآخران (علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف) فإنه في مثل هذه الحال يكون قد حصل فقط على 5،8 مليون صوت إضافي. والمشاركة بحسب أرقام النظام كانت في الدورة الثانية أقل منها في الدورة الأولى، فكيف يحصل أحمدي نجاد على ثلاثة أضعاف عدد الأصوات مقارنة بالدورة الأولى؟".
لقد اتهم الإيرانيون الرئيس أحمدي نجاد بأنه زوّر الانتخابات وكذّب عليهم، وأنه تبنى سياسات داخلية وخارجية تتضارب مع المصالح القومية الإيرانية، في حين وصف المرشد الأعلى أحمدي نجاد بأنه خادم الشعب، والشخص الصادق الذي يمكن الاعتماد عليه، وأنه شكل أفضل حكومة في إيران منذ الثورة عام 1979. إن هذا التناقض بين الرأيين إنما يدلل على أن رأي جمهور الشعب في واد ورأي الولي الفقيه في واد آخر، أو بعبارة أخرى يشير إلى وجود تعارض ما بين رأي الأكثرية النابع عن الديموقراطية وبين رأي الولي الفقيه. وتهدف الاحتجاجات التي تخرج في شوارع طهران وغيرها من المدن، إلى الحصول على إجابة للسؤال التالي: ماذا على الإيرانيين أن يفعلوا إذا حصل تعارض بين ولاية الفقيه ورأي أكثرية الشعب؟ هل يجب أن يرضخ الشعب لرأي الولي الفقيه، أم يدافع عن الرأي الذي أنتجته آلية الديموقراطية والذي يعكس مفهوم "الجمهورية"؟ وفق مفهوم ولاية الفقيه "المطلقة" لابد أن يرضخ الشعب لرأي الولي الفقيه، حتى لو أتى ذلك بنتائج تخالف ما أراد الشعب أو جاء في الضد مما أفرزته صناديق الاقتراع. وباعتقادي أن المَخرج من هذا التعارض هو في تبنى المرشد لرأي أكثرية الشعب واعتباره مقدّما على رأيه، وبذلك يكون قد حافظ على مفهوم "الجمهورية" باعتبارها تتقدم على مفهوم ولاية الفقيه من دون أن يؤدي ذلك إلى إلغاء نظرية الولاية. وبعبارة أخرى لابد ألاّ يتقدم رأي الولي الفقيه على رأي الجمهور وإلا فقدت إيران معنى الجمهورية.

كاتب كويتي




#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سكت المؤمنون؟
- الديموقراطية.. والحكم المطلق
- إيران: السقوط الأخلاقي
- الثورة المخملية.. ونتائج الانتخابات الإيرانية
- ما هي ولاية الفقيه؟
- الانتخابات الإيرانية.. والخضوع للفقيه
- حقوق المرأة.. ومسؤولية التيار الحداثي في الكويت
- الديموقراطية الكويتية -الفريدة-
- في الدفاع عن المرشحة الكويتية أسيل العوضي
- نواب الصراخ.. والأسباب الحقيقية للأزمة السياسية في الكويت
- ضرورة الطرح العلماني
- لماذا سكت الشيعة؟!
- بين أخلاق الحداثة.. وأخلاق السلوك الديني
- لتتحدى المرأة الثوابت التاريخية
- في نقد العودة إلى التاريخ
- حل مجلس الأمة.. وسؤال الديموقراطية
- من هو السلفي؟
- لاهوت التسلط
- لماذا خفت صوت الإصلاحيين في إيران؟
- كيف هيمن الإسلام الفقهي على مجتمعاتنا؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - إيران: بين مفهوم الجمهورية.. ومفهوم الولاية