أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - قصة النشأة الاولى لدائرة صحة نينوى !!















المزيد.....

قصة النشأة الاولى لدائرة صحة نينوى !!


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذ فترة طويلة ، تزيد على أل (25) سنة ، كان لي ولا يزال اهتمام خاص بقضايا الصحة والخدمات الصحية وخاصة في الموصل ، فلقد كتبت بحثاً بعنوان : (( النشاطات الطبية والخدمات الصحية في العراق 1258 – 1921 )) نشر في مجلة آداب الرافدين التي تصدرها كلية الآداب بجامعة الموصل ، العدد (16) ، 1986 . كما نشرت بحثاً بعنوان : ((الأمراض والأوبئة وأثرهما في المجتمع الموصلي 1258 – 1918 )) في المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية _ تونس ، العددان 13 و 14 أكتوبر / تشرين الأول 1996 .. هذا فضلاً عن مقالات أخرى تحدثت فيها عن بعض الأطباء الرواد ومنهم محمد ألجلبي ومحمد العبدلي وداؤد ألجلبي وكريكور أستار جيان .. وقد توفرت لدي الكثير من الوثائق والمعلومات عن صحة نينوى .. وحين طلبت مني هيئة جريدة فتى العراق ، توثيق البدايات الأولى لقصة وسيرة دائرة صحة نينوى ، عدت إلى أوراقي لأجد أن الشؤون الصحية في الموصل كانت تدار من قبل المجلس البلدي مباشرة، فطبابة البلدية كانت من تشكيلات البلدية ويدير شؤونها طبيب يعاونه جراح وصيدلي وملقح للجدري ومولدة مجازة، ومن أهم واجبات هذه الطبابة مراقبة المطاعم العامة والمقاهي ورعاية صحة الناس وكان هناك صيدلية ومستوصف يوزع العقاقير مجاناً، واستمر الأمر على هذا المنوال منذ سنة 1887 وحتى 1891 حين تأسست (دائرة الصحة ). وقد تنامت هذه الدائرة بعد الثورة الدستورية العثمانية التي وقعت في 23 تموز 1908 ، فأصبح هناك مديراً لصحة ولاية الموصل وهو ( الدكتور فيضي بك ) وسرعان ما ابتدأ الأطباء الموصليون يعودون إلى الموصل بعد إنهائهم الدراسة في كليتي الطب في استانبول ودمشق وغيرهما من كليات الطب العثمانية والأجنبية للعمل في المؤسسات الصحية .
كان هناك في المستشفى العام بالموصل سنة 1892 عدد من الأطباء معظمهم من العسكريين المنتمين للفيلق العثماني السادس منهم الدكاترة ( ديمتري ) و( عيسى ) و ( إسماعيل ) و ( حسن بدري ) و ( محمد أمين ) .وتشير الوثائق المتداولة أن المستشفى العام في الموصل ضم كذلك اثنان من الصيادلة .. أما المستشفى العسكري فقد ضم أطباء متخصصين بالجراحة كل من الطبيب نوري والجراح إسماعيل ، والطبيب نيقولا ، والصيدلي تناش ، والجراح فيض الله ، والطبيب شريف ، والطبيب محمد نيازي ، والطبيب محمد ملحم .
أشارت الدكتور شذى فيصل ألعبيدي في رسالتها للماجستير عن الإدارة العثمانية في الموصل في عهد الاتحاديين 1908 – 1918 ، قدمت لكلية الآداب سنة 1997 ، إلى أن هناك ما يدل على أن الموصل شهدت أول تأسيس مستشفى حديث سنة 1901 غطيت تكاليف بناءه من إيرادات الجسر المقام على دجلة .. وفي سنة 1912 تم افتتاح ( مستشفى الغرباء ) في باب سنجار وكان يعمل فيه عدد من الأطباء منهم الدكتور حنا خياط والدكتور فتح الله الساعاتي ، والدكتور فتح الله غنيمة ، والدكتور عبد الأحد عبد النور ، والدكتور عبد الكريم قليان ، وضمن الفترة العثمانية المتأخرة تأسست ( مستشفى الهلال الأحمر ) الذي عمل فيه عدد من الأطباء منهم الدكتور رؤوف عبو اليونان . وقد توسع بعد الاحتلال البريطاني واشتغلت فيه ممرضات إنكليزيات وعراقيات ..
في سنة 1912 كان الهيكل الإداري لمديرية الصحة مكوناً من المدير محمد نوري أفندي وصادق أفندي ( كاتب ) ومحمود أفندي ( كاتب ) والدكتور حنا خياط وعدد من المضمدين .. وكان في مدينة الموصل وحدها سنة 1914 خمس مستشفيات فيها (3000) سرير مما يدل على أن الأساس الصحي الحديث في الموصل قد وضع من قبل الثمانيين ولا يعني هذا اكتمال كل التشكيلات الصحية ، وهنا لابد من التأكيد على وجود نواقص فنية وبشرية ، هذا فضلا عن انتشار الكثير من الأمراض ، لذلك بذلت بعض الجهود لتحسين الواقع الصحي في الموصل ..
في سنة 1920 صدر ( نظام ممارسة طب الجسم والأسنان ) في العراق حددت بموجبه الشروط اللازمة للممارسة مهنة الطب ، واشترط هذا النظام كما يقول الدكتور ذنون يونس الطائي في كتابه : (( الأوضاع الإدارية في الموصل خلال العهد الملكي 1921 – 1958 )) ، أن يكون الطبيب حائزاً على الشهادة الطبية أو دبلوماً من إحدى المعاهد والكليات الطبية ..
وبعد تشكيل الحكومة العراقية سنة 1921 ارتبطت دائرة الصحة بوزارة المعارف ولكنها أصبحت مديرية عامة في وزارة خاصة باسم وزارة الصحة في 13 أيلول 1921 ودعي الدكتور حنا خياط ( الموصلي ) ليتولى مهام ووزير الصحة ، وفي سنة 1922 كان ملاك دائرة الصحة في الموصل يتألف من الجراح المدني باترسن ، والطبيب الاختصاصي بري ورئيسة الممرضات ام ماكلور والممرضة جي إي ويلسن والممرضة إي جي سكوت ،وتوزعت تشكيلات دائرة الصحة في الموصل على النحو التالي : المستشفى الملكي ( المدني ) والمستشفى الزهري والمستوصف البلدي ومستوصف السجن ودائرة صحة البلدية .. وقد اتسع ملاك دائرة الصحة سنة 1923 ليضم أطباء عديدين منهم بشير سرسم ، وبابا برهاد ، وساطع رؤوف ، ويحيى سميكة ، وفي سنة 1936 تأسست في الموصل طبابة الصحة المدرسية ومنذ سنة 1927 وحتى أواخر الحرب العالمية الثانية كان في الموصل ( رئيس للصحة ) مسؤول أمام المدير العام للصحة العامة ببغداد .. وقد افتتح في الموصل مستشفى جديد بأسم ( المستشفى الملكي ) سنة 1939 وكانت بنايته تتكون من طابقين. وثمة تفاصيل عن الواقع الصحي في الموصل كانت تنشرها وزارة الصحة سنوياً ، وليس من شك في أن القطاع الصحي في العراق عامة والموصل خاصة شهد الكثير من الاهتمام في السنوات التالية ، ففي سنة 1947 صدرت الكثير من القوانين التي تضم مواداً من شأنها تطوير الواقع الصحي ، ومن ذلك صدور قانون الخدمة الطبية رقم 48 لسنة 1947 وفي الخمسينات من القرن الماضي تم في سنة 1952 إنشاء ( مستشفى الأمراض الصدرية ) وإنشاء ( دار الولادة) ،وضمن المشاريع الصحية للسنوات 1955 – 1958 رصدت المبالغ لإنشاء عدة مستوصفات في الاقضية والنواحي ونتيجة لاتساع الخدمات الصحية ، وكما يشير الأستاذ عبد الحميد العلوجي في كتابه تاريخ الطب العراقي ، أصبح ملاك مديرية صحة اللواء سنة 1957 يتألف من (80) طبيباً و (107) ممرضة و (5) معاوني صيدلي و (37) صيدلياً و (80) موظفاً صحياً و (150) مضمداً و (5) مصورين شعاعيين و (15) مراقباً صحياً و (22) مركب أسنان و (24) مساعد مختبر و (61) قابلة . كما اتسع المستشفى الملكي وأضاف إليه احد وجهاء الموصل ( مصطفى الصابونجي ) ردهة خاصة على حسابه لا تزال تحمل اسمه . وفي الستينات من القرن الماضي تم إنشاء المستشفى العام واليوم تواصل دائرة صحة نينوى ، وبعد تأسيس كلية الطب الأولى ، وكلية الطب الثانية والمدارس والمعاهد الصحية ، تطوير القطاع الصحي ، وإسعاف المرضى ، ومتابعة صحة المواطنين ، وتوسيع الخدمات الصحية في مختلف أنحاء المحافظة ، وتزويد المؤسسات الطبية والصحية بالتجهيزات واللوازم والأجهزة والتقنيات الحديثة .. وأملنا كبير في الكادر الطبي والصحي في الموصل ، لكي يرتفع بمستويات الصحة العامة إلى مرتبات عالية من التقدم أسوة بما هو موجود في دول العالم المتقدمة ، وهذا ليس غريباً على الموصليين الذين عرفوا باهتمامهم بالنظافة والصحة العامة إلى حد كبير .








#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة النشأة الاولى للمحاكم في الموصل
- نحن وتركيا :كتاب جديد للدكتور ابراهيم خليل العلاف
- رسالة بدر شاكر السياب الى شاذل طاقة ..من وثائق التاريخ الثقا ...
- من بدر شاكر السياب الى شاذل طاقة ..من وثائق التاريخ الثقافي ...
- عبد الوهاب النعيمي 1944-2009 وداعا
- رحيل الكاتب والاديب والصحفي المبدع عبد الوهاب النعيمي( 1944- ...
- المدرسة التاريخية والاثارية العراقية تفقد احد أعمدتها :رحيل ...
- هل كان للعراق قدرات نووية ؟!
- قاسم المفتي 1924-1988 ودوره السياسي في العراق
- خيارات العراق في اقامة افضل العلاقات مع دول الجوار !!
- مجلة الثقافة الجديدة : فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر
- صحافة مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل -العراق
- محمود مفتي الشافعية وجريدة نصير الحق !!
- محمد عطاالله 1945-2007 والطواف حول مملكة الحلم
- مع مقالات علي الجميل في الاقتصاد والتجارة !!
- الحياة الاجتماعية في ولاية الموصل 1515 -1918
- أحمد سعد الدين زيادة وأول جريدة عمالية عراقية !!
- محمد قاسم مصطفى 1938-2006 كما عرفته !!
- يوسف سلمان يوسف (فهد ) والاتحاد العربي
- عماد الدين خليل واسهاماته في مجال الكتابة التاريخية المعاصرة


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - قصة النشأة الاولى لدائرة صحة نينوى !!