أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - المغزى من تعيين سفير أمريكي في دمشق















المزيد.....

المغزى من تعيين سفير أمريكي في دمشق


خيام محمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن إدارة أوباما بدأت تنفذ ما هو متوقع منها و قررت بموجب ذلك إرسال سفيرها الجديد إلى دمشق , و هذا ينسجم مع مبدأ الحوار , و من هذه الناحية أظن أن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل و تعيين السفير الآن سيمهدان لحوارات أكثر جدوى , خاصة و أننا نأمل أن يكون سفير واشنطن الجديد في دمشق أقرب إلى تمثيل إدارة أوباما من الموفدين الأمريكيين الذين زاروا العاصمة السورية من قبل .
كما أن وجود السفير الأمريكي في دمشق سيزيل المعوقات أمام تطور العلاقات بين دمشق وواشنطن و كذلك سيساهم في تمتين الاتصالات بين البلدين و التحاور بشأن المسائل المختلفة عليها أو التي لم تبلور الولايات المتحدة الأمريكية موقفا منها .
أولا : أهمية العلاقات الأمريكية السورية :
حيث تكتسب العلاقات الأمريكية _السورية أهمية خاصة و هذا يرجع إلى ثلاثة أسباب و من أههما:
طبيعة الظروف الدولية التي أفرزتها أحداث دراماتيكية شهدها المجتمع الدولي أبرزها انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991, و بداية تشكل نظام عالمي جديد , و أحداث 11 سبتمبر 2001 و ما عكسته من تغير حاسم في مسار العلاقات الدولية عامة و العلاقات الأمريكية السورية خاصة , و التي تبقي الباب مفتوحا أمام جميع احتمالات تطور هذه العلاقة .
محورية الدور الذي لعبته الدولتان في مختلف القضايا الإقليمية و الدولية و التي تمس منطقة الشرق الأوسط .
خصوصية هذه العلاقات التي وضعت على الدوام بأنها علاقات الممكن , إذ لا تبدو سورية راغبة في الدخول في حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف أين ينتهي بها , و بذلك بقيت سورية الرقم الأصعب في معادلات السياسة الأمريكية الشرق أوسطية الأمر الذي كان يدفع هذه العلاقات باتجاه التوتر باستثناء بعض الحالات التي كانت فيها نوع من التوافق حول بعض قضايا معينة .
ثانيا : محددات العلاقات الأمريكيةالسورية.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ,فقدت سورية الحليف الاستراتيجي الكبير الذي كانت تستند عليه في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية و حلفتها إسرائيل , و كان لذلك الأثر الكبير على السياسة الخارجية السورية التي وجدت نفسها وجها لوجه أمام المخططات الأمريكية و الإسرائيلية , و بذلك بدأت القيادة السورية بإظهار مؤشرات تدل على رغبتها في تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد توترها و التي وصلت إلى أوجها في فترة الرئيس الأمريكي السابق ليندون جونسون حيث اعتبرت من أسوأ المحطات في مسار العلاقات السورية الأمريكية , فقد رسخت الولايات المتحدة الأمريكية فيها علاقاتها مع إسرائيل و بدأ في عهده ما أصبح معروفا فيما بعد " بالشراكة الأمريكية الإسرائيلية " و جاء الاجتياح العراقي للكويت بالفرصة الذهبية لسوريا , حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى أوسع مظلة تأييد عربية لتوفير الشرعية السياسية لتدخلها في الكويت , و هو ما ساهم في إزالة الكثير من أسباب الجفاء في العلاقات بين البلدين , و كانت استجابة سورية لدعوة الرئيس الأمريكي السابق بوش الأب للمشاركة في مؤتمر مدريد للسلام إشارة أخرى على رغبة سورية في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ,و قد حافظت العلاقات بعدها على نوع من التفاهم الغير معلن , و قد أيدت واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد في استلامه السلطة من خلال زيارة أولبرايت وزيرة الخارجية آنذاك لدمشق , باعتباره امتداد لنهج أبيه و خصوصا فيما يتعلق برغبته في السلام و استمرار المفاوضات السورية _ الإسرائيلية .
إلا أن العلاقات السورية الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر و صلت إلى مرحلة من التوتر الغير معهود في تاريخ العلاقات الدولية , و تميزت بتصعيد اللهجة الأمريكية ضد سورية و إطلاق التهديدات في مختلف التصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين , فبعد تصريحات أرميتاج بإمكانية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعمل عسكري ضد سورية , أثارت تصريحاته احتجاجات شديدة اللهجة من قبل الحكومة السورية التي استدعت ممثلة بوزارة الخارجية السفير الأمريكي بدمشق "يتودورقطوف" لإبلاغه احتجاجها على تصريحات أرميتاج , لكن هذا الأخير كرر تلك التصريحات بالنسبة إلى حزب الله في لبنان و إيران , ثم أتت بعد ذلك تصريحات مساعد وزير الخارجية السابق "بولتون"الذ ي أضاف سورية إلى دول محور الشر عندما تحدث في إحدى محاضراته عن ما وراء محور الشر .
ثم أعقب ذلك كله قرار الكونغرس الأمريكي الذي صادق عليه الرئيس فيما بعد بعدم إعطاء الرعايا السوريين تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم أعقبه قانون محاسبة سورية .
و لقد كانت سورية تتخوف من أحداث 11 سبتمبر من المدى الذي يمكن أن تبلغه الحرب ضد الإرهاب , و لذلك كانت تلح باستمرار على ضرورة تعريف الإرهاب و انطلاقا من تخوفها هذا و رغبتها في تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية قدمت تعاونا استخباراتيا ملحوظا في الحرب ضد الإرهاب , ربما فاجئ المسئولين في الإدارة الأمريكية بحجمه , و كان السوريون يتوقعون أن يؤثر هذا التعاون في طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية , لكنه لم يسفر إلا عن تجميد قانون محاسبة سورية و ذلك لفترة محدودة .و يمكن القول أن بدايات التعاون و التقارب و الخلاف السوري الأمريكي يعود لتطورات إقليمية و دولية .
و مع بداية الحرب على العراق تزايدت هذه المعارضة السورية للحرب و اعتبرتها احتلالا و غير شرعي , حيث كانت إسرائيل ترتب الوضع مستغلة الشحنة الانفعالية لأحداث 11 سبتمبر إلى أقصى مدى حيث سعت بكل قوتها للزج باسم سورية ضمن اللائحة الأمريكية لمحاربة الإرهاب تارة من خلال الملف الفلسطيني و أخرى من خلال الملف العراقي , و كان من أبرز المحاولات الإسرائيلية الزعم بأن سورية تشتري أسلحة لصالح صدام حسين و تخرق الحظر الدولي المفروض عليه .
و مع سقوط بغداد عام 2003 زادت الولايات المتحدة الأمريكية من تصعيدها و قد حذرت الدول التي تتهمها بالسعي لامتلاك أسلحة غير تقليدية و من بينها سورية و إيران و كوريا الشمالية بأن تأخذ العبرة من درس العراق , و هذا التصريح الصادر عن أحد أبرز المتشددين في الإدارة الأمريكية " جون بولتون " حيث كانت الخارجية السورية ترى البصمات الإسرائيلية خلفه فجاء ردها بأن " إسرائيل تنشر معلومات مضللة إلى واشنطن ضد سورية ".
و من ضمن القضايا التي شكلت عوامل توتر في العلاقة بين الدولتين علاقة سورية بإيران حيث سورية القناة الرئيسية لتأثير إيران في الأراضي اللبنانية و الفلسطينية , و كذلك علاقتها بالمنظمات الفلسطينية المعارضة لعملية السلام الموجودة في دمشق و دعمها للمقاومة الوطنية اللبنانية التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية قوى إرهابية .
و من وجهة نظر سورية في تقييم الدور الأمريكي في عملية السلام يغلب عليه عدم الرضا عن هذا الدور المتحيز إلى جانب إسرائيل , رغم أن سورية في خطابها المعلن كانت تظهر أحيانا نوعا من المواقف الإيجابية إلا أن ذلك لم يمنعها من مهاجمة الدور الأمريكي و سياستها ووصفتها بالعدائية للعرب و أنها أكثر قربا إلى إسرائيل . أن كل ما مارسته الولايات المتحدة الأمريكية من تهديدات ضد سورية كان جزءا من سياسة أوسع للولايات المتحدة تتمثل في إعادة ترتيب المنظومة السياسية و الاقتصادية العالمية, بما ينسجم مع مصالح واشنطن و قد برز ذلك في الحديث الأمريكي عن " القرن الأمريكي الجديد "و هنا يأتي إلحاح عدد من المسئولين الأمريكيين ضد التهديدات لسورية عن " محيط جديد أو" درس العراق " و لكن دمشق تدرك جيدا أن التعاون لا يقف عند العراق بل يتعلق بالملف الفلسطيني و الإسرائيلي خصوصا من خلال التصريحات الإسرائيلية التي كانت تدفع بالأزمة من وراء الكواليس , فقد بدا واضحا لدمشق أن لائحة المطالب الإسرائيلية من سورية و التي تقدمها من خلال واشنطن كأنها تخوض حروب إسرائيل بالوكالة ,و بذلك أندمج المخطط الإسرائيلي بالمخطط الأمريكي , و أصبح العراق الساحة الوحيدة التي تنطلق منها المخططات الأمريكية و الإسرائيلية تجاه المنطقة العربية و إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط .
ثالثا : دور اللوبي الصهيوني الأمريكي في توجيه السياسة الأمريكية تجاه سورية .
و في خطوة تعكس بلوغ العلاقات الأمريكية السورية أسوأ منعطف لها منذ عقود و ردا على إذعان سورية للمطالب الأمريكية و التي كان من أهمها وقف التعامل مع المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق و إغلاق مكاتبها و إنهاء الدعم السياسي و المادي لحزب الله في لبنان و عدم عرقلة أي تطور يحدث على المسار الفلسطيني و الإسرائيلي في ضوء تطبيق خارطة الطريق , فقد اقر مجلس النواب الأمريكي بضغط من اللوبي الصهيوني في عام 2003 بغالبية 398 صوتا من أصل 435 مشروع قانون محاسبة سورية الذي ينص على فرض عقوبات اقتصادية على سورية
و بقراءة المواقف السورية تجاه هذا القانون و تجاه الضغوط الأمريكية بشكل عام نلاحظ أن هذه المواقف اتسمت بالمرونة و التشدد في نفس الوقت , فقد حرصت التصريحات السورية على تغليب لغة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية و الرغبة في التعاون معها في كافة القضايا المشتركة . و من ناحية أخرى أكدت سورية على تمسكها بسياستها تجاه القضايا التي تعتبرها حيوية و تمس أمنها القومي و مبادئها الأساسية و أعلنت تحفظها على المطالب الأمريكية المتعلقة بهذه القضايا و قد عكس هذا الموقف تصريح وزير الخارجية السوري الذي أعلن عن استعداد بلاده للتعاون مع واشنطن إذا كانت مطالبها معقولة ز تصب في خدمة استقرار الوضع العراقي و الفلسطيني و السوداني مؤكدا أنه لا توجد دولة في العالم تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية دون تحفز
كما أنه في في 11_ 5_ 2004 قام الرئيس الأمريكي السابق بفرض عقوبات اقتصادية على سورية في إطار قانون محاسبة سورية و استقلال لبنان بسبب ما تعتبره واشنطن عدم إيفاء دمشق التزاماتها فيما يخص التعاون لمنع تسلل مقاتلين إلى العراق عبر أراضيها , و عدم إغلاقها مكاتب التنظيمات الفلسطينية و الإسلامي المتطرفة , و جاء الرد السوري واضحا على هذه الخطوة و ذلك من خلال تصريح رئيس الوزراء السوري بقوله " إن فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على بلاده لن تجدي نفعا في تغيير مواقفها ".
كما أن الحال لن يكون أفضل بعد وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى سدة الحكم , في التغيير الذي أراده كعنوان لسياسته الخارجية في رفع راية العدل و العدالة في المنطقة , فالاختلاف لن يكون إلا في الأشخاص , حيث جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة السابقة و ذلك بسبب القلق المتزايد إزاء سورية في دعم الناشطين الإسلاميين في العراق و دعم المقاومة في لبنان و فلسطين و هذا يؤكد لنا على الملء أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لن تزداد إلا قوة و ارتباطا , و يتفق الجميع على أن العلاقات الدور الأمريكي هو المحدد الرئيس لقضايا الشرق الأوسط , و أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك مفاتيح الحل , و لكنهم اتفقوا أيضا على أن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة إلى إسرائيل خاصة بعد سقوط بغداد و و أن الانحياز الأمريكي يمنح إسرائيل الفرصة لتكريس الأمر الواقع الذي يطغى على كل مبادرات التسوية , و هذا ما اتضح جليا من خلال الممارسات اللأنسانية و المذابح الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في عدوانها على لبنا ن عام 2006 , و على غزة عام 2009 و خرقها للمواثيق و الأعراف الدولية , و المساندة الأمريكية لها من خلال الدعم المادي و المعنوي , و استمرار إسرائيل لضرب الرؤية الفلسطينية و العربية لحل الصراع و إزكائها المعتاد للخلافات العربية _العربية و محاولتها إشغال الأطراف العربية بسياستها الوطنية و تحقيق مصلحتها القومية على حساب القضايا الرئيسية , و بشكل خاص الصراع العربي الإسرائيلي , و هنا يبر الدور السوري من موقع الصمود العربي سواء كان ذلك على المستوى الشعبي أو الرسمي بالرغم من كل الضغوطات الدولية و في مقدمتها الضغوط الأمريكية و الأوروبية و ذلك من خلال عزل سورية عن الصف العربي و في مقدمتها الشقيقة مصر التي كانت و ما زالت في دعم الشعب الفلسطيني كون إن إسرائيل تشكل الخطر الأساسي للأمن القومي العربي بشكل عام و الأمن القومي السوري المصري بشكل خاص .
و مما تقدم نستنتج التشكيك السوري الواضح بمصداقية الدور الأمريكي و نزاهته في عملية السلام , و مع ذلك هناك تمسك بهذا الدور باعتباره الأداة الوحيدة التي تتيح لسورية التفاوض مع إسرائيل لاستعادة حقوقها المغتصبة منذ عام 1967 في ظل ظروف إقليمية و دولية لا يمكن أن تضع خيارا أخر أمام سورية بعد أن بدأت عملية السلام ووصلت إلى مراحل لا يمكن تهميشها في إيجاد حل للصراع في المنطقة بغض النظر عن عدالة هذا الحل الذي يعكس خللا واضحا في توازن القوى الإقليمي و الدولي.
و بالتالي يرتبط البلدان إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية بشبكة وثيقة من العلاقات السياسية و العسكرية و الاقتصادية و الثقافية و تتميز علاقاتهما على الصعيد الاستراتيجي بالتقاء كلي في المصالح ,حيث كانت اللوبي الصهيوني الأمريكي العامل الأساسي في توتر الأجواء بين دمشق و واشنطن و إيصالها في بعض الأحيان إلى حد المواجهة المباشرة كما حدث في أحداث لبنان عام 1982. و بذلك شكلت إسرائيل و ما تزال حاجزا عميقا بين الولايات المتحدة الأمريكية فكانت دائما المنظار الذي ترى الولايات المتحدة الأمريكية من خلاله الدور السوري في المنطقة بناءا على المصلحة الأمريكية .
رابعا : هل يستطيع أوباما من تحقيق السلام و الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط:
لم يأت نتانياهو بجديد في خطابه الأخير بشأن موقف إسرائيل من عملية التسوية , بقدر ما كشف حقيقة موقفها من هذه العملية , التي سعت لتحويلها إلى متاهة و دوامة و من تفحص التجربة التفاوضية طوال 15 عاما مضت يمكن القول إن إسرائيل لم تكتف فقط بالتهرب من استحقاقات هذه العملية , إذ أن إستراتيجيتها على هذا الصعيد تضمنت بالخصوص خلق الوقائع التي تفوضها و تحولها إلى عملية شكلية .حيث تحاول إسرائيل الضغط على القيادة الفلسطينية لدفعها للاعتراف بالطابع اليهودي لإسرائيل بهدف تبديد الحق التاريخي للفلسطينيين في أرضهم و المن عليهم بنوع من دولة مع علم و نشيد على جزء من "ارض إسرائيل ط و يتوخى نتانياهو من انتزاع هذا الاعتراف تقويض حق العودة نهائيا أو على الأقل حصره بالدولة الفلسطينية (المفترضة ).
و الأمر المؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تتخذ المواقف الإيجابية الأخيرة بسبب سواد عيون الفلسطينيين أو العرب بل لأن تجاربها على مدى السنوات الأخيرة أثبتت انه من المهم حماية الولايات المتحدة الأمريكية و العالم العربي من خطر التطرف و الإرهاب و إن وعد الوصول لحل القضية الفلسطينية و الصراع العربي الإسرائيلي سيؤثر بالإيجاب قي أسلوب المواجهة الأمريكية للإرهاب .
قادرة اوباما تعتقد بضرورة الدخول بشكل أقوى في مفاوضات السلام و هو ما عبر عنه مبعوثها لسلام الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل و ستحاول إقناع الدول العربية باتخاذ خطوات حسن النيات لزيادة الثقة مع تل أبيب عن طريق افتتاح مكاتب تجارية لبعض تلك الدول في تل أبيب في مقابل وقف إسرائيل لبعض أنشطتها الاستيطانية المتزايدة في الضفة الغربية و تهويد القدس و هي إجراءات زادت إسرائيل منها بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتكون ورقة للمساومة أمام أي ضغوط أمريكية متوقعة
و أخيرا إن منطقة الشرق الأوسط لا تزال في دائرة الخطر على الرغم من إن أوباما يمثل روحا جديدة في السياسة الأمريكية سواء كان داخليا أم في إطار الانفتاح على العالم , على عكس إدارة بوش السابقة التي كانت تتسم بالايدولوجية تحركها مجموعة من المحافظين الجدد الذين كانوا يتصرفون بعنجهية و يتصورون النموذج الأمريكي النموذج الأمثل و بمعنى إن إدارة اوباما لا تزال تواجه معارضة العديد من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون معروف عنها ميلها للسياسة الإسرائيلية بعد أن تم انتخابها كعضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك المليئة باليهود كون أن التبرعات التي يقدمها اللوبي الصهيوني للحملات الانتخابية للمرشح الرئاسي تلزم هذا المرشح بعد فوزه في الانتخابات باتخاذ سياسات تخدم الأهداف الصهيونية و لا تتعارض مع مصالحها .
و بالتالي يجب على الدول العربية و خاصة سورية ان تستفيد من الميل الإيجابي لإدارة أوباما عن طريق توحيد المواقف العربية أولا ثم إجراء حوار حقيقي مع الولايات المتحدة الأمريكية و لهذا لا بد من إجراء اتصالات مع الهيئات الأمريكية مثل الكونجرس و مراكز الفكر و الأبحاث و الإعلام الأمريكية من أجل تصحيح صورة المجتمع العربي و الإسلامي , كما يجب ألا نرتفع بتوقعات عالية أكثر من اللازم لأن الرئيس اوباما لن يغير مواقفه فجأة , و لا بد من العمل مع المثقفين و النخب الأمريكية و استخدام مفردات مقنعة و التركيز على إمكانية المشاركة العربية في الأزمة الاقتصادية الدولية.



#خيام_محمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تحترم إلا الأقوياء
- الولايات المتحدة لا تحترم الا الأقوياء
- الموقف المصري من قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن البشير
- جدلية العلاقة السورية الليبية حول جلاء القواعد البريطانية عن ...
- وعد أوباما بالتغيير و ازدواجية السياسة الأمريكية


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خيام محمد الزعبي - المغزى من تعيين سفير أمريكي في دمشق