أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناجي - العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء















المزيد.....

العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 05:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يتواجد في بيننا الكثير من الأشخاص ممن يعانون من دافع قهري، يتمثل في تنامي نزعتهم على خلق الأعداء والخصوم، يعود استفحال هذه الخاصية الى أسباب ذاتية تخصهم، وقد خبرنا أشخاص يمتلكون هذه المقدرة، ويعبرون عنها في معظم تفاصيل الحياة، يزداد خصومهم يوما بعد يوم، ويمكن تلمس هذه الحالة في كتابات البعض من المثقفين، حتى على صفحات موقعنا الحوار المتمدن، الرائد بالطيبة والنقاء، ولكن أن تمتد هذه العلة الى هيئة أو مؤسسة مثل مجلس الحكم، فتلك هي الطامة الكبرى. رأينها بأعيننا تلك الأشهر العديدة التي تعرض فيها الى الكثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس اليه، الى أن تم إلغاء قراره 137، ويأتي اليوم من جديد قرار أخر يقضي بتبديل العلم العراقي، لينقلنا الى تنوم الجدل الفارغ، ويوفر فرصة مناسبة لانطلاق سهام الحالمين بعودة الزمن الى الوراء.
يبدو أن السعي لاتخاذ هذا القرار، قد ضاعف من تسارعه بعد حادثة النفاق السياسي التي حصلت في مؤتمر المصالحة الذي انعقد في أربيل قبل شهر تقريباً، حين انبرى احد الحاضرين، للكلام نيابة عن الكورد بعدم قبولهم رفع العلم العراقي على أرض كردستان، لأن الطائرة التي ضربت مدينة حلبجة كان العلم مرسوم عليها، متناسياً أن العلم نفسه كان مرفوعا فوق دوائر الأجهزة الأمنية والاستخبارية التي قتلت وغيبت الآلاف من أبناء الشعب العراقي قاطبة، أما كان الأجدر أن يقترن ذلك المقترح بتغير أسم وزارة الداخلية أطار تلك الأجهزة القمعية، فلم هذا التبضع وخلق الثغرات في أجواء لم تعد تحتمل التشتت والمناورة بالأطر الضيقة، والتقافز لنيل الطموحات الشخصية على حساب الوطن المسجى بين الفتنة والفتنة، وبودي أن أهمس في آذان القائل، أن الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبانية انطلقت على هدير أطلاقة صدرت من دبابة كانت ترفع نفس العلم، في ساحة سعد بمدينة البصرة، لتحيل واحداً من تماثيل الصنم الى هشيم متناثر، وأن الرأي الكوردي، حول هذا الموضوع، مفهوم من قبل الجميع، وله مبرراته التي لا تخرج عن أطار اللعبة السياسية الجارية في البلد، بعد أن تنازل الكورد عن كيان دولة قائمة الى فدرالية قادمة.
مع إدراكنا الكامل الى أن هذا القرار، قد اتخذ في بداية تشكيل مجلس الحكم، وتم حينها تأليف لجنة، أنهت عملها في هذه الأيام، باختيار واحد من النماذج العديدة المقدمة اليها، وكان من تصميم المهندس المعماري رفعت الجادرجي، إلا أنه لم يكن موفقاً بموعد اصداره في الوقت الحاضر على الإطلاق، فقد تسبب في أثارت موجة عارمة من الاعتراضات والانتقادات والرفض، في الوقت الذي يجب أن تتضافر الجهود لدرء بواعث الفتنة وإراقة الدماء البريئة، وكأي ظاهرة جديدة في الظرف الاعتيادي، لا بد أن تواجه بأصوات من الاعتراض وعدم القبول، فما بالك في ظرف استثنائي مثل حال العراق اليوم، الذي ينوء بمخاطر الاحتراب والطائفية ومفخخات الظلاميين.
تعددت أسباب عدم القبول به، بين الظاهر والمبطن، يتمحور الظاهر منها حول الإخراج الفني وجماليته، ومقاربة ألوانه مع العلم الإسرائيلي، فعملية التصميم بالإضافة الى كونها عملية فنية إبداعية إلا أنها تخضع الى اعتبارات عديدة، لا بد لها من الأخذ بنظر الاعتبار لبعض الخصائص المميزة، وبالتالي إضفاء لمسات عليه تعبر عن طبيعة البلد التاريخية والجغرافية ومكوناته الاجتماعية، وجد البعض من المعترضين أن الشكل الجديد لا يأخذ ذلك بنظر الاعتبار، وهذه الاعتراضات في جلها وجيهة، تعبر عن اجتهادات، تعكس ذوق وثقافة أصحابها.
غير أن أسباب ودواعي الموقف الأخر الرافض لتبديل العلم بسبب الاختلاف على مجمل ما حصل ويحصل في البلد، معروفة ومتوقعة أيضا، الا أن تتصاعد حالة الرفض الى حد إحراق العلم الجديد من قبل بعض أبناء البلد فتلك هي الكارثة الذي سعى اليها مجلس الحكم برجليه.
بغض النظر عن مواقف الذين قاموا بتلك العملية وهول ما قاموا به، فذلك يعني أن القرار لم يكن في موعده المناسب، وقد هيأ لهم فرصة مناسبة للطعن بالعراق قبل العلم، وقد تعذر على مجلس الحكم قراءة الوضع بالشكل السليم، وجاء قراره المتسرع محكوم بروتين الإنجاز لما تبقى في عهدته من أعمال، دون دراسة ما يترتب على ذلك من نتائج سلبية في الوقت الحاضر، ليست في صالح العملية السياسية، التي تتعرض الى هجمات صارخة من جهات عديدة تحاول أن تتصيد في الماء العكر، تمتلك إمكانيات هائلة، تتفوق إعلاميا حتى على مجلس الحكم، ذلك شرع أخوة يوسف، كي تقف حائل دون استمرار عملية التغيير، الحلم العراقي المتعثر.
ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها تبديل العلم العراقي عقب تغيير النظام السياسي في البلد، بل جرى أبداله سابقا، وقد مر بثلاث مراحل:
الأولى: 1921 – 1958
الثانية: 1958 – 1963
الثالثة: 1963 – 2004 وفي هذه المرحلة أضيفت علية بداية التسعينات عبارة الله أكبر ولا داعي للخوض في أسباب ذلك فهي معروفة من قبل الجميع.
غير أن الكثير من المعترضين على العلم الجديد لا يدركون أن العلم العراقي الذي أقرته الحكومة الانقلابية في عام 1963 الذي تم تغييره الآن، قد خرج من معطف علم الثورة العربية الذي تم تصميمه سنة 1914 من قبل فريق من الفنانين تابع لدائرة الاستخبارات الإنكليزية التي كان مقرها في مصر، وسلم الى الشريف حسين كعلم للثورة العربية من قبل المكتب نفسه، الذي كان يرأسه الجنرال كلايتون، وتم إنجاز ذلك بمعونة من قبل أعضاء المكتب الذين درسوا المنطقة وخبروا أوضاعها وظروفها التاريخية والجغرافية والاجتماعية عن كثب ومنهم، لورنس، ومارك سايكس، كور نواليس، ينوكمب، باركر، وهربرت، وأما بخصوص الافتقاد الى الثلاث نجمات الخضر التي ترمز الى مشروع الوحدة العربية، بين مصر وسوريا والعراق، فقد ركلها(عز العرب) بقدمه في سنة 1979 وما عاد هو بحاجة اليها، فلم كل هذا التباكي وذرف الدموع، والكل يعرف أن شريعة تغيير مخلفات الأنظمة الزائلة، مارسته كل الأنظمة المتعاقبة في العراق.
الم يحن الوقت بعد كل هذه المتاهات الغير مترامية، للبحث عن رمز جديد للسيادة الوطنية، علنا ننالها بعد حين، بعدما افتقدناه في ظل نظام صار في حكم الزمن محطة من التاريخ هو وكل مخلفاته.
الم يحن الوقت لكي نألف علم جديد، قريب منا، نلوذ به ونحن أحياء، نروم الدفء بظلاله، بدلا من علم يلف أجداثنا العائدة من غزوات البدو الأجلاف، وحروب العبث، والشعارات، والنزوات الشخصية، وما تفرضه تعهدات التخادم الدولي.

أحمد الناجي
العراق



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة العراقية بين الأسود والأخضر ومجلس الحكم
- ضبابية المواقف... من زمن الولاء المطلق الى زمن الولاء المبطن
- المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض
- زيف محاولات المزاوجة ما بين المشروع الأمريكي في الاحتلال وال ...
- إرهاصات... لحظة الخروج من الزمن المهدور
- إنَّ مَنْ يأخذ دوره في البناء وسط الخراب.. ذلك هو الذي قلبه ...
- تأملات في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي... صار ...
- قمة تونس تنفض قبل إنعقادها، يشهر العرب فيها سلاح الانبطاح
- قمة تونس تنوء بثقل احباطات الماضي وجسامة الحاضر
- التاسع من نيسان يوم أمريكي محض وقدرنا أنه حدث في العراق
- صدام محطة مريرة لفظها العراقيون من ذاكرتهم ودفعوا ثمنها غالي ...
- بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين
- الدم ينتصر على السيف


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الناجي - العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء