أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودي جمال الدين - حديث الناس في عراقنا الجديد















المزيد.....

حديث الناس في عراقنا الجديد


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 05:45
المحور: كتابات ساخرة
    


في البيت وفي الشارع والسوق والجامع والحسينيات والمجالس والمضايف وأين ماوليت وجهك في العراق وأنت تجوبه طولا وعرضا لاحديث يطغى على مرض الفساد الإداري والمالي الذي ينخر في الجسد العراقي من خلال دوائر ألدوله ومفاصلها.
والسؤال البديهي والعريض الذي يطرحه أي عراقي بسيط عاش سنوات ما بعد الاحتلال وسقوط
بغداد بما أفرزته من تداعيات الحلاوة والانتشاء والظفر بإزاحة الكابوس المظلم الذي جثم على صدور العراقيين لأكثر من ثلاث عقود أو من المرارة والرعب لسنوات القتل والتشريد الذي تغلغل في نفوس العراقيين بفعل الإرهاب المنظم أو مجازر الميليشيات والخارجين عن القانون وفي وسط هذه اللجة والزحمة من الإحداث لا يفارق الناس سؤالهم

.أين ذهبت المليارات التي وردت إلى خزينة ألدوله للسنوات ألسبعه المنصرمة؟؟؟
ذلك إذا ما افترضنا إن حصيلة كل سنه خمسون مليار دولار فقط كمعدل سنوي أي ما بعادل ما مجموعه ثلاثمائة وخمسون مليار دولارا . وإذا ما علمنا إن الإنفاق الحكومي للدولة يتركز جله على قطاع الخدمات بعد استقطاع الرواتب لمنتسبي ألدوله والاعتمادات الحكوميه للوزارات الامنيه والوزارات غير المنتجه والتي لاتشكل إلا الجزء اليسير من هذا المبلغ الهائل.
. هذا ما تبينه وتؤكده الميزانيات السنوية لتلك السنوات بغض النظر عن التفاصيل الثانوية وما أكدته تصاريح وبيانات الوزراء والمسؤلين في ألدوله فضلا عن الخطب والكلمات الرنانه التي سأم المواطن وأعياه القرف والاشمئزاز من كثرة ترديدها إلا إننا على مستوى الواقع الفعلي والموضوعي والذي يحسه ويلمسه أي مواطن عادي ما هي إلا صورة شوهاء مزيفه زوقها الكذب والخداع وعبثت بها يد الفساد والتخريب لتظليل جريمة ما ارتكب بحق الانسان العراقي المنهك المظلوم المنحدر من عذابات سنين القحط والجفاف والجوع في الحقبة الصداميه القاسيه من عمر العراق السياسي العتيد وما كان يدري هذا الانسان انه سيقع فريسة لمستنقع يغص بأنياب نهمه شرهه فاقدة لكل حس وطني وانساني شريف .
فلم يحصد مواطن العراق الجديد من خدماته وملياراته التي أنفقت إلا الماء الآسن الملوث والمنكه برائحة المجاري وعطرها الجميل حيث استحال عذب الفراتين ومائهما الرقراق إلى برك ومستنقعات اسنه نتنه لا تسد ظمئ حتى الحيوانات إن وجدت في عصرنا الزاهر الجديد
وإذا ما كان هناك بقايا من تيار كهربائي متذبذب خلفه الطاغية المقبور لشعب العراق المقهور فبهمة رجالنا وقيادينا الاصلاء والنجباء الجدد قوض هذا التيار وأدرك على البقيه الضئيلة الباقية منه
وجعلت هذا المواطن المنكوب يتحسر على رشفة يتيمة من ماء بارد يبلل شفتيه في قيض العراق وزمهريره أو على نسمة هواء لدن يغمض فيها عينيه فتستريحان من الاعياء والضنك في ليله الموحش البهيم .
إما الاعتمادات التي تصرف للوزارات والمحافظات بغية الاعمار والبناء والتنميه فلا اثر يذكر لها سوى رتوش وصبغ وتزويق هنا وهناك وإذا ما كانت الحكومة تتعذر بالأمن وعدم الاستقرار الذي يعيقها ويحول بينها وبين الأعمار فخير مثال مفند لهذا الادعاء مدننا الجنوبيه التي تنعم بالأمن إلا في الحالات الاستثنائيه والتي تحدث اغلبها حتى في الدول الامنه .
فأين هو الأعمار والبناء في هذه المدن أين الشوارع المعبدة أين المرافق الخدميه من مستشفيات ومدارس ومتنزهات وجسور لا ترى بالعين المجرده فاين تهدر هذه الاعتمادات التي ترصد والى جيوب من تتسرب إذا لم نجد لها اثر .

اما قوت العراقي من حصته التموينيه والتي لاتشكل فضلا ومفخرة للنظام الجديد لكونها تقنينا حكوميا درج عليه النظام السابق نتيجة للحصار الاقتصادي المقيت الذي عاشه شعب العراق عقوبة على ما اقترفت قيادته الميمونة من حماقات ونزوات كارثيه بحق الوطن والعالم .
إذن هي ضرورة حتميه التجأت إليها القياده السابقه لسد رمق وجوع الناس لإسكاتهم خشية تفاقم الوضع والاضطراب الذي ينعكس سلبا على النظام وجبروته. فلو لم تكن هناك بطاقه تموينيه سارية المفعول إلى العهد الجديد لما استطاعت قيادتنا الجديدة خلقها ورفع الضيم والحيف عن كاهل المواطن لكنها بالمقابل وبكل شرف واقتدار بدأت تقضمها شيئا فشيئا وبدأت تتلاعب بنوعيتها وكميتها ومنشئها ومن اجل إن تشارك المواطن اللقمة التي تسد رمقه وعياله اجتزأت النسبة التي تشبع نهمها وبطنها وجيوبها وأحزابها فكانت هذه النوعيات الرديئة والكميات القليلة التي ثارت وبعد سبات عميق حمية بعض النواب وما ندري هل هو ثار للشعب العراقي عن مغبونيته التي تلاعبت بها وزارة التجاره ام هي ثارات سياسيه مبطنه يراد منها التسقيط .لكننا سوف ننتظر ونرى وكل أملنا إن يكون هذا التحرك مخلصا لله والوطن ولكل حادث حديث.
ولا يقتصر دور هذه الوزاره بالحصه التموينيه بل بما أغرقت به الاسواق العراقية من سلع وبضائع رديئة كاسدة تنام على الارصفه في دول الجوار فلم تجد لها منفذا رحبا سوى السوق العراقية المستهلكه ناهيك عن المواد الغذائيه والاستهلاكيه والتي اغلبها منتهيا للصلاحية فلم تكلف نفسها الاشراف والرقابه أو السيطره النوعيه على تلك السلع والبضائع ولم يرد في خلدها حماية المنتج العراقي المشابه لنفس السلع المستورده من خلال فرض الضرائب أو الرسوم الكمركيه العاليه بل ساعدت على تعويم هذه السلع مما أدى إلى خلق حاله تنافسيه غير متكافئة في السوق سواء من حيث الجوده والاسعار وبالتالي كان المردود القاسي والمدمر للمنتج العراقي حيث انزوى واندحر إمام السلع المستورده بفعل تضامن هذه الوزاره مع المستورد والمصدر على حساب المنتج المحلي .
فيعود لها الفضل في اختفاء وضمور منتوجاتنا الاستهلاكيه الوطنيه ذات المذاق والنكهة العطره والتي كان العراقي يتغنى ويطرب على طعمها .
ولا تختلف زراعتنا عن تجارتنا حيث أسدل الستار على ما كنا نقرؤه أو نحس به من إن العراق بلدا زراعيا عندما اختفى الفلاح واندثر تحت تراب حقله الجدب الموحل واضحى تمثالا اورسما يتقلد المنجل والمسحاة ويركن جنب المحراث الاثري في المتحف العراقي لكي يكون نموذجا دراسيا لأجيالنا القادمه من إن العراق كان زراعيا في يوم ما .
فلم أكن مبالغا إذا ما قلت إن اسواقنا وبالاخص سوق الخضار تفتقر تماما لأي خضار أو فاكهة عراقية المنشى حتى ولو للتندر أو الاحجيه اللهم باستثناء الفجل والذي تفتخر سوق الشيوخ بنوعيته وطعمه اللذيذ ولا ندري ربما سيلتحق قريبا بمثيلاته من الخضروات .
فهنيئا لفلاحنا الذي أصبح لايجيد إلا الردح والهوسات بمناسبة وبدونها يتقلب بين الاحزاب والتجمعات السياسيه باحثا عن الرزق وامتيازات العطاء ناسيا دوره الانتاجي المعطاء في رفد البلد وانعاش اقتصاده المنهار.
واين صناعتنا الوطنيه واين معاملنا وورشنا وعمالنا وكوادرنا الفنيه كلها اضمحلت وتلاشت وطواها النسيان حيث صدت الأبواب وتوارت عن الأنظار تلك المنشات والمصانع وتحولت جيوش المهندسين والخبراء والكوادر الفنية إلى جيوش خاوية خائرة من العاطلين تتسكع في الأسواق والشوارع تبحث عن عمل خدمي بسيط يؤمن لها الاستمرار والعيش لمواصلة الحياة .
وهكذا دواليك على بقية الوزارات والتي يتعذر علي الخوض في غمارها فهي تحكي عن نفسها دون أي تدخل .
وتحظرني قصيده للشاعر الكبير المرحوم مصطفى جمال الدين يخاطب بها النظام العارفي الذي تميز بالترهل والخمول وتفشي ظاهرة المحسوبيه والمنسوبيه والعشائريه والطائفيه على حساب الخبره والكفاءة اقتطع منها هذه الأبيات التي تحاكي واقعنا الحالي بكل مافيه من هذه الامراض والاوبئه المسشريه في عراقنا الديمقراطي الجديد
أيها السادرون حسبكم التيه فقد أينع الونى واللغوب
وطعمنا ثماره فإذا الصخر بأفواهنا لذيذ حبيب
وشربنا مر الدموع فما ضاق بأحلامنا الخمار الكئيب
وقطفنا زهر الضياع فرف اليأس واعشوشب الرجاء الجديب
قد خبرناكم سنينا فما اخلف في وعده جهام كذوب
وطوينا السبع العجاف فهل اجدب زرع أو جف ضرع حلوب
وهل ارفضت البيادر والفلاح مما جنت يداه سليب
أو ترى دارت المعامل والعمال من حولها رعيل غضوب
أبدا انتم كما قلتم للناس خير من السما مسكوب
غير إنا والعذر عند كرام الناس شعب مجرب مستريب
لايراكم إلا كما انتم صرعى كؤؤس ادارها (عرقوب)
فاتركو الشعب لاجتهاد بنيه ولكم في اجتهادكم من يثيب
ليس بدعا إن يوسع الدرب للأجيال ركب من الونى متعوب

ولحديث الناس بقيه



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة عمل تسلط الصوء على انشاء وتجهيز غرفة عمليات لادارة الاز ...
- سيناريوهات متقاربه للمعاهدات العراقيه الانكلوامريكيه
- شيوخ تحت الطلب
- في الذكرى السابعه لزورق الموت
- نظره متأنيه لواقع الجيش العراقي الجديد / 2
- المشاركه في الانتخابات استئصالا للفساد الاداري والمالي الذي ...
- قراءه متأنيه لواقع المؤسسه العسكريه العراقيه الحديثه 1من 3
- ماذا يعني السكوت عن الفساد الاداري في مفاصل الدوله وعروقها.. ...
- الفدراليه بين الواقع والمستقبل
- تشريع القوانين والاجتهادات اتلشخصيه في تطبيقها (قانون اعادة ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمودي جمال الدين - حديث الناس في عراقنا الجديد