أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً















المزيد.....

لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن مجزرة البصرة يوم الأربعاء الدامي كشفت مرة أخرى عن الوجه الحقيقي البشع للإرهاب السرطاني الذي ابتلى به شعبنا العراقي منذ سقوط نظام المقابر الجماعية قبل عام. ومن الحقارة والخسة بمكان الإدعاء أن هذا الإرهاب هو مقاومة وطنية ضد الإحتلال الأجنبي. إذ يختلف هذا الإرهاب حسب المناطق الجغرافية والأثنية والمذهبية. ومن المؤسف القول أن أعداء العراق نجحوا في تعميم مصطلحات طائفية إلى حد أنه عندما يذكرون اسم أي شخصية سياسية عراقية، فبدلاً من ذكر العمر أمام اسمه كما هو المعتاد عالمياً، إلا إنهم عندما يذكرون العراقي فيذكرون انتماءه الطائفي. فلان الفلاني (سني) وعلان العلاني (شيعي) وهكذا... وعليه فقد صار الإرهاب أيضاً يختلف بأسلوبه من منطقة إلى منطقة.



ولهذا السبب فقد قسموا العراق إلى مثلثات: المثلث السني والمثلث الشيعي والمثلث الكردي. ففي المثلث السني حيث يتكاثر فيه فلول النظام المقبور والذين اعتمد عليهم صدام حسين في أجهزته القمعية ونشر المقابر الجماعية مقابل الامتيازات والاستحواذ على الثروات، يتعرض الإرهابيون فيه للأجانب فقط ويقتلونهم ويمثلون بجثثهم بمنتهى الوحشية كما حصل للمقاولين الأمريكان في الفلوجة قبل شهر. فلا يمسون السكان المحليين بسوء. أما في المثلثين الآخرين، الشيعي والكردي، فالإرهاب يأخذ منحىً آخر، إذ يتعرض المجرمون للأهالي فقط، أي بقتل أكبر عدد ممكن من السكان الأبرياء، أطفالاً وشيوخاً و نساءً وشباب وغيرهم. وهذا ما حصل في أربيل والنجف وكربلاء والكاظمية والإسكندرية في محافظة الحلة وأخيراً وليس آخراً في مدينة البصرة. وهذا يكشف الدوافع الطائفية والعرقية للإرهابيين. ومع ذلك فمازال الإعلام العربي وأيتام النظام المقبور ومرتزقته الأجانب يسمون هذا النوع من الإرهاب "مقاومة الاحتلال". فيا ترى، كم جندي من قوات التحالف قتل في الحوادث الإرهابية التي وقعت في المدن الشيعية والكردية لكي تسمونها مقاومة؟



لقد شاءت الأقدار أن يحتل العراق موقعاً جغرافياً مهماً في الكرة الأرضية، وكما تعلمنا منذ الدراسة الابتدائية، أنه جسر يربط الشرق بالغرب وأنه مهد الحضارات. ولموقعه الستراتيجي والتاريخي هذا، صار العراق هدفاً للمحتلين وبذلك صار شعبه يمتاز بالتعددية القومية والدينية والمذهبية. وقد عاشت هذه المكونات مع بعضها بسلام لقرون طويلة دون صراع دموي. وإذا ما حصل أي صراع فكان بسبب الغزوات الأجنبية التي اتخذت من العراق ساحة لحروبها الدموية كالتي كانت تحصل بين الدولتين، الصفوية والعثمانية. وفي كل هذه الحروب كان الشعب العراقي هو الضحية.

ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد الاحتلال البريطاني في الحرب العالمية الأولى، ورغم وجود التمييز الطائفي والعرقي يشكل خفي، إلا إن مكونات الشعب العراقي كانت تتقارب وتحاول التغلب عليه وردمه بشكل نهائي لولا تسييس الدين والعروبة وربطهما بالتمييز الطائفي.

إن ما يجري في العراق اليوم من صراع بين قوات التحالف وقوى الإرهاب يشبه الصراع الذي كان يجري قبل قرون بين الدولتين الصفوية والعثمانية. ولكن في هذه المرة هناك تحالف غريب وعجيب اقتضته ظروف المرحلة، بين مختلف قوى الإرهاب التي لا يجمعها أي جامع سوى العداء لأمريكا وللشعب العراقي. تحالف يجمع الإيراني إلإسلامي الشيعي والسوري العلماني البعثي والسعودي السني الوهابي وفلول النظام الساقط ومن فقد عقله من العراقيين من ما يسمى بجيش المهدي وحزب الله اللبناني الشيعي وحماس الفلسطيني السني.



لقد تعودنا أن نشاهد بعد كل مجزرة جماعية في كربلاء والبصرة والكاظمية أن تقوم شلة من الشباب برمي جنود التحالف بالحجارة لتأليب الجماهير عليها بحجة فشلها في حفظ الأمن؟ فهم يقومون بزعزعة الأمن ليلوموا غيرهم. فمن الواضح أن الذين تعرضوا للجنود البريطانيين في البصرة بالحجارة كانوا على اتفاق وتنسيق مع الإرهابيين فحضروا المكان والزمان المعينين لأداء دورهم في التأليب على جنود التحالف، وكان على المسؤولين إلقاء القبض عليهم وإجراء التحقيق معهم.



إن الأعمال الإرهابية في المناطق الشيعية تحمل بصمات الغلاة السلفيين الوهابيين من أنصار القاعدة والزرقاوي الذين أباحوا سفك دماء كل من يختلف معهم في المعتقد الطائفي واعتبروه عبادة وتقرباً إلى الله ومفتاحاً لأبواب الجنة. فأية آيديولوجية هذه التي تبيح لهم قتل الأبرياء من أطفال وهم في طريقهم إلى المدارس دون أي تمييز؟ أي دين هذا الذي يجيز لهم قتل المئات من الناس الأبرياء لا لشيء إلا لأنهم يختلفون عنهم في الدين والمذهب؟ الدين الذي يسمح بارتكاب هذه البشاعات ضد الإنسانية هل هو دين أم فاشية؟



إن ما يجري في العراق وغيره من مناطق العالم من القتل الجماعي هو سعي الإرهابيين لحكم العالم وتحويله إلى فوضى تسودها شريعة الغاب. فليس صحيحاً أن الإرهاب بدأ بسبب وجود قوات التحالف في العراق، لأن هذا الإرهاب بدأ منذ سنوات. وليس صحيحاً أنه ضد القوات التي تعاونت مع أمريكا في غزو العراق، لأن تركيا التي لم تشارك بالغزو وحتى لم تسمح لقوات التحالف بالمرور بأراضيها صارت هدفاً للإرهاب وكذلك المغرب وغيرهما من بلدان العالم.

كذلك ليس هدف الإرهاب الإسلامي إخراج القوات الأمريكية من الجزيرة العربية كما يدعي بن لادن، فهذه السعودية تتعرض للتفجيرات شهرياً تقريباً رغم مغادرة القوات الأمريكية لأراضيها قبل أكثر من عام المطلب الذي كانت تلح عليه القاعدة. فالإرهاب يتمادى في طلباته كلما تحقق له طلب.

إذن ما هو هدف الإرهابيين من كل هذه الأعمال الإجرامية؟

أولاً إن أشد غلاة الإرهاب هم من السعوديين الوهابيين الذين تلقوا الفكر الظلامي الإرهابي في المدارس منذ الصغر. فقد لعب التعليم الخاطئ على شحن الشباب السعودي بالعداء والكراهية والتعصب الديني والمذهبي ضد غيرهم. بل وحتى مفتي السعودية السابق الشيخ عبدالعزيز بن الباز أصدر فتوى أباح فيها قتل الشيعة. وعداء الوهابية يمتد ليشمل حتى المذاهب السنية الأخرى. واعتبروا كراهية غير المسلم وغير الوهابي من الفروض الدينية. والنتيجة معروفة، فمن يزرع الشر لا يحص إلا الشر. فهاهي المملكة العربية السعودية التي شجعت على تأسيس منظمة القاعدة، تدفع اليوم ثمناً باهظاً.

إن ما يتعرض له العراق من إرهاب هو نتيجة تحالف قوى الشر في دول الجوار مع القاعدة وفلول النظام الساقط والقوى السلفية في الداخل. وهذا التحالف ناتج عن غباء مفرط، إذ يحلمون بإجبار قوات التحالف على الرحيل لتعم العراق الفوضى ويتحول إلى دولة "حرة" لهم يمارسون فيها نشاطاتهم الإرهابية كما عملوا في أفغانستان إبان حكم الطالبان. وليعلم البؤساء الحفاة من المخدوعين الشيعة الذين يصفقون لمقتدى الصدر وغيرهم من الشيعة دون وعي، أنهم سيكونون أول ضحايا الوهابيين وسيعملون بهم كما عملوا بسكان هزارا في أفغانستان... يقتلون رجالهم ويسبون نساءهم وأطفالهم كما كان يعمل المسلمون الأوائل في غزواتهم المعروفة مع السكان المليين للبلدان المفتوحة وسيساوون عتباتهم المقدسة مع الأرض وينهبون خزائنها ويعتبرونها من غنائم الحرب.



إن هذه الجرائم الإرهابية كشفت مرة أخرى صحة ما قلناه سابقاً عن ضرورة حل الجيش وقوات شرطة النظام المقبور. فكما صرح ناطق رسمي للقوات الأمريكية أن أربعين بالمائة من الشرطة الجديدة تركوا وظائفهم بسبب التهديد الذي تلقوه من فلول النظام وعشرة بالمائة منهم انضموا إلى "المقاومة" أي كانوا متسللين من فلول النظام، فقط خمسين بالمائة منهم قاموا بأداء واجباتهم في حفظ الأمن. فإذا كان هذا وضع القوات المسلحة الجديدة المختارة فما بالك مع الجيش العقائدي والشرطة العقائدية التابعة للنظام المقبور لو لم يتم حله؟ تالله لانظم كل ذلك الجيش إلى الإرهاب الذي يسمونه مقاومة. لذلك نؤكد ما قلناه سابقاً أن حل القوات المسلحة العراقية كان إجراءً صحيحاً وإلا لأنقلب كل ذلك على الوضع الجديد.



كذلك أتفق مع السيد مراد مصطفي في مقاله في إيلاف يوم 21/4/2004 ينتقد فيها "الدبلوماسية العراقية، التي تستمر في استجداء الدول العربية ومغازلتها، حتى أن مجلس الحكم يطلب رسميا من هذه الدول إرسال "قوات سلام"، ويا للعجب ألف مرة! قوات عربية من دول ينتشر الإرهابيون من مواطنيها في الفلوجة وسائر مناطق العراق لممارسة التفجير والتفخيخ! فهل لا يعرفون يا ترى أن من المحتمل جدا أن تنضم هذه القوات للإرهابيين، أو تصمت عن جرائم تقترف أمام أبصارهم؟ وهل هذه القوات أقدر من قوات التحالف على حماية الأمن بالتعاون مع القوات العراقية؟".



ما المعمل:

المطلوب من قوات التحالف والمسؤولين العراقيين أن يواجهوا الإرهاب بمنتهى الحزم والقسوة لاستئصال هذا السرطان الخبيث وتطهير أرضنا العراقية المقدسة من رجسهم. فالأغلبية العظمى من الشعب العراقي مع الإجراءات المشددة لحفظ الأمن لذا نقترح ما يلي:

1- تبني مبدأ (الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً). يجب أن يعرف المسؤولون أنه لا يمكن أن تقوم الديمقراطية على حساب أمن وسلامة الناس وفي بلاد تعمها الفوضى. إذ لا يمكن إقامة نظام ديمقراطي ما لم تكن هناك حكومة حازمة وقوية تعمل على حفظ أمن الناس وسلامتهم وحماية ممتلكاتهم.

2- تطهير جهاز القوات المسلحة من جميع المتخاذلين الذين رفضوا أداء واجباتهم في حفظ الأمن وتشخيص المندسين من فلول النظام المقبور وطردهم.

3- يجب طرد جميع مراسلي الفضائيات العربية المعادية التي تشجع الإرهاب في العراق وغلق مكاتبهم، دون الخوف من لومة لائم.

4- عدم التساهل مع المجرمين الذين يتم القبض عليهم ويجب تسليمهم للمسؤولين العراقيين ونيل جزائهم العادل.

5- مطالبة أمريكا وبريطانيا بتوجيه إنذار شديد اللهجة إلى سوريا وإيران بعدم التدخل في الشأن العراقي وطرد رعاياهم وغلق الحدود الدولية معهما.

6- طرد جميع العرب الوافدين بصورة غير رسمية وبدون سبب مشروع.

7- إقامة علاقة صداقة ستراتيجية قوية بعيدة المدى مع أميركا وبريطانيا.

8- عدم مطالبة الدول العربية بإرسال قوات حفظ السلام لأن أغلب هذه القوات ستنظم مع الإرهابيين.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
- هل مقتدى الصدر مخيَّر أم مسيَّر؟
- فدائيو مقتدى- صدام، يفرضون الإضرابات بالقوة
- بعد عام على سقوط الفاشية..التداعيات وأسبابها!!
- شكراً مقتدى!... على نفسها جنت براقش
- البرابرة
- الانفجار السكاني من أهم المعوقات للتنمية
- تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال ...
- ماذا يعني عندما يكون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع؟
- مجموعة مقالات
- مجموعة مقالات
- مراجعة بعد عام على حرب تحرير العراق
- التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
- نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!
- هل إلغاء قانون الأحوال الشخصية أول الغيث... يا مجلس الحكم؟
- رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق
- حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟
- حول تصريحات السيد الحكيم بشأن تعويضات إيران من العراق
- عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية
- سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً