أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - حكومة أم خازوق














المزيد.....

حكومة أم خازوق


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


تسيطر المدرسة المكيافيلية على المشهد السياسي الفلسطيني الذي يمارس وبإتقان شديد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أدى لتسطيح الحالة السياسية الفلسطينية،وما التشكيل الوزاري الجديد الذي اقسم اليمين القانوني على الخلاص للشعب والوطن إلا دليل حي على هذا النهج الذي يقلق السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني.
الغريب أن السادة الوزراء الذين انخرطوا في الحكومات المتعاقبة التي وصل عددها إلى أربعة عشرة وزارة قوامها ما يقارب أل 300 وزير اقسموا اليمين القانون على خدمة الوطن والشعب على الهواء مباشرة.
والملفت أن السادة الوزراء أصبحوا يشكلوا عبئاَ ماليا على الشعب الذي يعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة لم تمس الوزراء السابقون والحاليون الذين يرهقون ميزانية السلطة الفلسطينية برواتب خيالية بملايين الدولارات سنويا تصرف كاستحقاقات لهم كونهم اقسموا اليمين.
المشكل أن الحالة الوزارية الفلسطينية بتشكيلاتها المتعاقبة وبالتحديد ما بعد الانقسام الفلسطيني وتقطيع أوصال الوطن الغارق في فقرة ودمه بؤس الغلابة باتت انعكاسا لحالة الانقسام ومعرقلا لكل المحاولات الهادفة لردم الفجوة بين الفر قاء وهذا ما ترجم بالتشكيل الوزاري الجديد الذي قد يدق المسمار الأخير في نعش الحوار الفلسطيني الداخلي المتعثر أصلا.
لكن ما يميز هذه الوزارة عن سابقاتها أنها جاءت في الزمان الغير مناسب، وفي الوقت الذي يحاوله شعبنا لملمة جراحة للخروج من أزمة الانقسام التي دفعنا ثمنها غاليا جراء تعنت حركتي حماس وفتح ما أدى للوصول للطريق المسدود على الوحدة الفلسطينية والمفتوح على مصراعيه أمام كافة السيناريوهات الغير محمودة.
الخطير أن التشكيل الوزاري الجديد غير مقبول من فصائل وتجمعات فلسطينية نقابية وشعبية، فحركة فتح غير راضية ومقاطعة وتنسجم معا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني ونقابات لها جذور عميقة مثل نقابة العاملين في الوظيفة العمومية ونقابة المعلمين والعاملين في المهن الصحية.
من الناحية العملاتية لن تختلف هذه الحكومة عن حكومات زمن الانقسام، فهي لن تعيد بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ولن تنقذنا من البطالة المستشرية، وهي عاجزة قبل خروجها إلى النور عن تحقيق الحد الأدنى من التوافق الوطني، لن ترقى الحكومة الجديدة إلى مستوى حكومة أزمة، هي كسابقتها حكومة انتقالية مهمتها الحفاظ على وضعية اللاحركة التي تسيطر على المشهد الفلسطيني بكل تجلياته، صحيح إنها قد تحافظ على استمرار وصول رواتب الموظفين الحكوميين إلى البنوك، لكنها ستواجه عقبات داخلية ستقودها لمراكمة المزيد من الفشل السياسي والجماهيري، وأنا هنا أستثني المنتفعين من الحالة الهلامية والعمى السياسي المسيطرة على النخبة الفلسطينية.
لسان حال الشعب الفلسطيني يقول نريد وحدة وطنية تحقق الحد الأدنى من أهدافنا، فالوطن لا يتحرر بالتشكيلات الوزارية سواء في الضفة أو غزة التي قد ترد على التشكيلة الوزارة الجديدة لحكومة الدكتور فياض بحكومة موسعة في قطاع غزة ، وهذا ما صرح بة خالد عبد المجيد من دمشق، مما يزيد الطين بله وندخل مرحلة جديدة من صراع الحكومات التي تعبر عن مصالح طبقات بحد ذاتها وتنفذ أجندات بعيدة كل البعد عن المزاج الجماهيري الذي قرف طعم المرحلة بكل مكوناتها السياسية والسلطوية.


أدعي جازما أن الحال الفلسطيني بكل مكوناته لا يختلف عن واقع الوزارة الجديدة الارتجالية كما السباحة ضد التيار، لدرجة أن الساسة الفلسطينيون ارتاحوا لمخاطبة الذات ما عزز الشعور أن كل خطوة تصدر عن قيادتنا تتحول لخازوق، وما أكثر التي جلبها لنا الانقسام.
كاتب صحفي يسكن مخيم الدهيشة



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري
- عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة
- القدس عاصمة الفقراء
- حول الأقلام الملطخة بالدماء
- الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
- مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
- فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
- من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
- إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
- هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر
- محرقه غزة وعرب 2009
- سفن ستر العورات
- لو كنت رجل امن فلسطيني....
- كاسك يا ملك
- سعدات...من يحاكم من
- عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
- جنون فلسطيني بالجملة
- لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - حكومة أم خازوق