أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - يَكفينا أَنْ يُحسنوا استيعاب أوجاع مرضى الثلاسيميا ..!!!















المزيد.....

يَكفينا أَنْ يُحسنوا استيعاب أوجاع مرضى الثلاسيميا ..!!!


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:48
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


وتقول لنفسك : سوف أرحل إلى بلاد أخرى .. إلى بحار أخرى إلى مدينة أجمل من مدينتي هذه ، من كل جمال في الماضي عرفته ،لا أرض جديدة يا صديقي هناك ولا بحرا جديدا : فالمدينة ستتبعك وفي الشوارع نفسها ، سوف تهيم إلى الأبد وضواحي الروح نفسها سوف تنزلق من الشباب إلى الشيخوخة، وفي البيت نفسه سوف تشيخ ثم تموت، لا سفن هناك تجليك عن نفسك ، آه ألا ترى أنك يوم دمرت حياتك في هذا المكان ، فلقد دمرت قيمة حياتك في كل مكان آخر على وجه الأرض (الشاعر اليوناني كافناي)
كل شيء فيهم مكلل بالوجع أرواحهم محبطة، يتألمون بقوة والصمت يُخنق عَبراتهم ، يتوسدون على أسٌرة المرارة وصراخهم ليلُ قادم، وشؤم انتظار مصيرهم يئن بهدوء الظلام لا يوجد أمل ولا لانبثاق نور ، فَكُل شيء خافت ويتلون بالسواد ، وليسوا إلا أجساد يغلفها الوجع تموت ببطء شديد ، يبحثون عن مكنونهم عن ذاتهم عن وجودهم عن توهان أحلامهم في دهاليز ذاك الألم .. فلا يجدون غير أرصفة وهمية لذاك الممر الذي يوصلهم للفناء ، طيور ملامحهم لؤلئية ، يجزمون بأن حياتهم لا تستحق الاهتمام ، يتذوقون سقم السنون وعطش الموت إليهم ، يتمتمون بصرخات يصعب سماعها وعيونهم ترمي بنظراتها لكل من يعيش باتهامات مبهمة ، أبواب الحياة توصد أمامهم والطرق تبدو متعرجة وملتوية ....
لا أستطيع تحديد تلك اللحظة التي كفٌت فيها دموعي عن الجريان لتستحيل جرح قاتل ومسموم ، ربما حدث ذلك حينما تصفحت سجلاتهم وصورهم ، أطفال وآه من أطفال يحملون بؤس ومرارة العالم بكلمة واحدة وتفوح معها روائح الحرمان وومضت آلاف الطعنات في أجسادهم الو هينة ، بينما قلبي يواجه ثورة مفاجئة ولكنها ليست غريبة !. . كل ما أعرفه هو أنني أكتب الآن من نبضي الذي ينزف وجعاً ودمعي الذي راق كما يراق كل يوم على أوجاع بلادي ، بالضبط من قلب مفعم بالحطب على تل من النار وكأنني أسكن في أبعد مكان من العالم ، وعن كل ما سمعته عنهم طوال العمر ، لم أستوعبه كما الآن لذا فقد قررت الكتابة عنهم ، ولكني أشعر أن دموعي تمسك بالحروف وتحولها إلى غمامة تبتعد وتبتعد عن بستان أقلامي . .
وكل الأحداث الموجعة التي بدأت مع يوم رحلتي في عالم الكتابة تعود لتنبت من جديد في صفحاتي اليوم وتلطخ أصابعي بالاحمرار المرير . .وأنا استفسر عنهم وأرى حالهم كأنني في رحلة مظلمة لن تقع عيناي فيها إلا على الموحش والمؤلم . . وأقول في نفسي كيف سأتحدث عن الصباح والأمل وشروق الشمس وأترك لهم الخوص في الظلام ومشاهدة غروب الشمس بدون توقف ، وكيف سأرسم الألوان والزهور وأعطر حروفي بأكاليل ألليلك والكادي والفل والياسمين وأتجنب الحديث عن الشوك والأدغال ، لأقدم إلى وطني العراق عتب من أطفالهُ:
لماذا تتركونا نموت ؟؟ وضياعنا مستمر ! محبتكم لنا غير أصيلة ! نعم تعرضت بلادنا لويلات الحروب المختلفة ! ولكن لم تلتفتوا إلينا نحن مرضى الثلاسيميا فنحن لسنا بخير . . نريد وطناً يحمينا يحتضنا، نريد أيادي بيضاء , وكل يوم نرحل في شبه رحيل مع ذاتنا , ربما كنا وربما لسنا هنا .,,
عذراً أيها السادة....
ولكن صرخاتهم فجرت كل شيء بداخلي ، ولا أجد تعبير محسوساً عن واقع الخزي المرير تهون أمامه مرارة 12000 طفل تستلب في موت ما . .لا مفر من الصدق أحيانا وإذا كان الأمل من شروط العيش في الحياة فسوف أكتب كلمات لا علاقة لها بالأمل والحياة ، أكتب هذيان وشخبطات مواطنه تصادف أنها كانت طفلة في ساحة العراق, كانت ممتلئ بحب الحياة والمرح واللهو والضحك وتأكل البسكويت والبوظة وتقفز هنا وهناك تمسك لعبتها ( باربي ) وتحلم باقتناء عجلة وسيارة بحجم جسدها الصغير . .
ماذا حدث ؟ ما لذي دفع أطفال اليوم إلى المجهول ؟؟؟ ربما لا أهمية لذلك إذا مات 1000 منهم أو 2000 فهم لن يشكلوا شيء في عراقنا العليل ، فوجودهم ليس سوى وجود لملايين تحمل الأوجاع المكبوتة . . .
بدأت الحكاية عندما استلمت نداء من أحدى السيدات لحالة ابنة أخيها الطفلة ( بهاء ) . . كانت تحدثني وهي ترتجف من البرد رغم حرارة الطقس ، وهي تبكي وتستنجد في محاولة إيصال صوتها للجهات المعنية فقد أتعبتها الحياة ، ولم تجد صيغة أخرى تعبر بها عن ضعفها ويأسها سوى الاتصال بي ، مشهد في غاية الألم في الحياة والى الموت وجرح شفاف يغطيه . . ثم تكسرت عباراتها وهي تخبرني عن كيفية التخلص من هذه الطفلة وليكن حتى رميها في أي ملجأ أو مكان ، لأنها قد أستنزف صبرها وانتهى رصيدها من الأمل وذابت وعود الجهات المعنية والخيرين تحت أقدام آلاف من الأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا من حيث توفير الدواء والعلاج لمرضى الثلاسيميا ...
يا سادة يا كرام ..
أن كل شيء يتمزق ولا من دعم لأطفال مرضى الثلاسيميا الذين يحتاجون إلى العناية الطبية والى توفير مستلزمات علاجهم وتلبية احتياجاتهم المستمرة والمساعدة لان المبتلين بهذا المرض يحتاجون لعمليات نقل دم كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ،مما يتطلب ذلك تكاليف باهظة لا يستطيع ذوي المرضى من تغطيتها سيما وان اغلب المصابين بهذا المرض هم بأعمار تتراوح ما بين السنة إلى الثلاثين وأن تعدوا ذلك فتلك حالات نادرة وقليلة...!! وللتطور العلمي الذين شمل جميع نواحي الحياة الإنسانية , ومنها الطبية في العالم والذي لم يغفل هذه الشريحة المعذبة لأجل معالجة مرضهم وتقديم العلاجات الحديثة لهم بغية مساعدتهم للتغلب على ألآمهم ومعاناتهم اليومية المستمرة والمستعصية فقد تم اختراع علاج جديد يسمى ( دواء الاكسيجيد... Exjade)من قبل شركة نوفارتيس العالمية منذ أربعة سنوات واستخدم في جميع الدول التي فيها إصابات ومرضى يعالجون من هذا المرض __إلا__ العراق __المبتلى..!!! وهو عبارة عن قرص صغير يذوب في السوائل ويعطى للمصاب يوميا صباحا يجعله مستغنيا عن العلاج القديم وهو ابر ألد يسفرال الذي يعطى للمصاب بمضخة دافعة إلى جسم المريض ولمدة اثنى عشر ساعة متواصلة بغية إخراج وطرد الحديد المترسب بالجسم اثر تكسر كريات الدم الحمراء من خلال تكرار عمليات إعطاء الدم المستمرة وأنها عملية مؤلمة وطويلة ...وخصوصا إن أعمار المصابين صغيرة ...
اليوم نطالب الجهات المعنية وكل المنظمات الإنسانية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان بأنصاف هؤلاء المظلومين من فلذات أكبادنا التي عانت الكثير نتيجة المطالبات الكثيرة التي لم تأتي بفائدة واستجابة فعلية بسبب عدم وجود الإنسانية الخالصة في نفوس البعض وللأسف في بلدا غني لا يستطيع توفير دواء لأبنائه أسوة ببلدان العالم وحتى الفقيرة منها ... !!! لذا نوجه نداءنا هذا بالدرجة الأولى لجميع مراجعنا الكرام وثانيا المسئولين ابتداء من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والى السادة الوزراء وبالذات وزير المالية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية ووزير الإسكان والأعمار بالإضافة إلى أمين بغداد ومحافظها ورئيس مجلس المحافظة وان المطالب هي نيابة عن حوالي(12000000) اثني عشر ألف مصاب بهذا المرض الوراثي واغلبهم من العوائل الفقيرة والمتضررة التي يعجز الأغلب عن توفير أجور النقل النصف شهرية لمرضاهم ، وان مطالبنا نوجهها لأصحاب الغيرة والإنسانية في هذا البلد لمساعدة المرضى وذويهم ، لذا نناشدكم بعد أن ضاقت بهم السبل ونحن نشاهد فلذات أكبادنا يخرون صرعى إلى العالم الآخر عالم الرحمة الذي يأسوا من إيجاده بعالم الحياة نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام أسوة بدول الجوار الغنية منها والفقيرة ولا يحتاج إلا الشعور بالمسؤولية اتجاه هؤلاء المساكين بإنسانيتكم وبعراقيتكم لتنقذوهم من معاناتهم اليومية لكي يشعرون بأن الرحمة موجودة في دواخل الخيرين .... وجزأكم الله خير الجزاء... مستشهدين وخاتمين نداؤنا وصرختنا في وادي الرحمة بقوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ونقول أخيراً يَكفينا أَنْ يُحسنوا استيعاب أوجاعهم..!!!






#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (3) منظمات المجتمع المدني / حلمٍ يتَشَكّلَ كفرسٍ لاكتشاف الت ...
- هل حُكِمَ عليها حَمل الهُموم وتَقديم التضحيات فقط !! أين طمو ...
- (2) منظمات المجتمع المدني / وشرف المرأة العراقية
- منظمات المجتمع المدني / الريح نهضت في الليل ، وأخذت مشاريعنا ...
- المنظمات المدنية وتدابير الحد من العنف ضد النساء
- تحقيق / المشاركة الإعلامية للمرأة ... بين القهر الجنسي ... و ...
- القيادة السياسية للمرأة ؟؟لم يعزز وضع المواطنة من التغيير .. ...
- تحقيق / ضمن منظومة القيم والأعراف ....سلطة الرجل لا حدود لها ...
- دور التعليم في تعزيز منظمات المجتمع المدني
- متى يتوقف العنف النفسي الذي يوجهه المسؤولون لموظفيهم؟
- تحقيق / جانبا آخر من اضطهاد المرأة... الهواتف النقالة .... ع ...
- تحقيق /واحدة من الآعيب شركات الهواتف المحمولة !!! أرسل كلمة ...
- تحقيق/ بعد ازدياد شكوك العوائل بمصداقيتها ... الكهرباء الوطن ...
- تحقيق/ يريدها موظفة ... ولكن ... أيهما سعادة ، المرأة الموظف ...
- تحقيق / التنزيلات والتصفيات العامة أسلوب جديد للأحتيال على ا ...
- (6) العنف وجذوره / خطف الأطفال وتحديداً الإناث
- متسول ... ولكن ؟؟؟
- الفكر شريان الحياة
- إخطبوط الرشوة !!! جريمة وأسلوب منحرف
- أسطورة الأنوثة


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إبتهال بليبل - يَكفينا أَنْ يُحسنوا استيعاب أوجاع مرضى الثلاسيميا ..!!!