أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صباح الجزائري - هكذا يرى العلماءُ المستقبلَ ...1















المزيد.....


هكذا يرى العلماءُ المستقبلَ ...1


صباح الجزائري

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هكذا يرى العلماءُ المستقبلَ ...1
حيوانات ناطقة و مكائن مفكرة......

ترجمة و تعليق
المهندس صباح الجزائري
19 ايار 2009

[تعليق

نشرهذا المقال في العدد 1995/1 أي قبل تقريباً خمسة عشر عاماً، من مجلة "علوم مصورة Illustrerad Vetenskap". وهي مجلة علمية سويدية تهتم بالأمور والقضايا والأكتشافات العلمية المتنوعة على تنوع العلوم ذاتها،و تتناولها بلغة سلسة ولكنها علمية بالوقت نفسه، معززة برسوم توضيحية جميلة ودقيقة تساعد على فهم الموضوع المنشورمهما كان معقداً.
كاتبا المادة هاله وهنريك ستووب (Halle och Henrik Stub )(1) من الكتاب المشهورين في القضايا العلمية.

عزز المقال بصوّر توضيحية مع تعليقات لم يتسع المكان لنشرالصورلكن وضعت التعليقات بمربعات توضيحية.
ليس عسيراً على السياسي والمهتم بتطورالأنسان والدفاع عن حقوقه و كرامته ادراك اهمية المقال ذاته ومن هنا احتفاظي به كل هذه السنين بهدف ترجمته بالوقت المناسب، فضلاً عن رغبتي في متابعة ما يصدر من الجديد في المواضيع التي تناولها المقال مثل قضية الطاقة والتغيرات المناخية وتطور تكنولوجيا المعلومات التي نقلت البشرية الى مواقع عالية ز متقدمة جداً وبطريقة متسارعة ستساعد حتماً على اعادة النظر بالكثير مما هو معتمد في عالمنا اليوم من نظريات و تقييمات في مختلف المجالات ليس العلوم الطبيعية فحسب بل والأجتماعية والأقتصادية و الفلسفية كذلك.
سوف لن يصمد امام هذا التطور إلا الدول التي تفكر بصورة علمية وتعتمد العلوم والمعارف الأنسانية المتنوعة بعيداُ عن التخريف والتجهيل وتحجيرالأدمغة و تطويقها وقطع الطريق على العملية الإبداعية للفكر الأنساني تحت شعارات وهمية تخديرية. مثل "لا تفكر فلها مدبر" و" قل لن يصيبنا إلا ما هو مكتوب علينا" و غيرها من الأقوال التي تقطع الطريق على التفكير السليم الساعي الى التطور، هذا اولاً، وثانياً لن يكون هناك تطور علمي بدون ديمقراطية و بدون حرية الفكرو و الأبداع ونبذ الشدد والأرهاب بمختلف اشكالة، فالفكر لا يتطور في ظل الأرهاب وأن تحرك الى الأمام قليلاً تحت ضغط الروح التسلطية و تعزيز السلطات فأنه لن يكون فاعلاً ألا بصورة محدودة جداً ولا تمس الجوانب الروحية الأساسية للإنسان.
طبيعة المقال المشوقة تعكس كيف يفكرالعالم المتقدم وكيف يخطط لمئة سنة قادمة، وهذا بحد ذاته يعكس كم ان تخلفنا متجذر فينا، و كم هو حجم التخلف عند حكامنا و سعيهم فقط لتكريس سلطاتهم بطريقة بشعة تسرق الحاضر من شبابنا والمستقبل من اطفالنا.
و تعود رغبتي في ترجمة المقال منذ ذلك الحين هو الفائدة الكبيرة لكل من يهتم بشؤون المجتمع،العلم، الحياة والأنسان وكذلك البيئة، وهنا يجب القول بطبيعة الحال بأن كل ما منشورومسجل فيه يستحق المتابعة حقاً نظراً لما يعكسه المقال من تصورات للمستقبل ــ وقد تحقق البعض منها ــ تحفزنا للمحاربة الحقيقية للجهل والتجهيل الذي يمارسه الكثيرون اليوم من اجل ابقاء انساننا بل و مجتمعاتنا و دولنا غارقين في التخلف الذي سيعززحتماً تفوق الدول المتقدمة وسيكرس تبعيتنا المطلقة لها مهما بدونا مستقلين سياسياً.
تثبت الحياة يومياً صحة التصورات المذكورة في هذا المقال وآخرها وليس اخيرها الإعلان عن انطلاق المكتبة الألكترونية العالمية قبل ايام قليلة ماضية ـ انظر الجدول في نهاية المقال الذي يوضح بعض الأمتشافات العلمية في مسارها الزمني خلال المثة سنة القادمة ـ وكان قد سبقها الكتاب الألكتروني منذ فترة طويلة. الأمر الذي يحتم على كل ذوي الأهتمام ايلاء الأمور اهمية جدية وادخال هذه الحقائق في مجال اهتماماتهم، وللحكام وكل ذوي السلطات وبالأخص منهم الذين لا يقيمون أي اعتبار للبحث العلمي ناهيكم عن متابعة تطوره، التمعن في ما آلت اليه سياساتهم وممارساتهم التي عززت سلطاتهم على حساب الحياة الحرة والكريمة لأبناء شعوبهم.
لقد وجدت من المناسب ترجمة المقال الآن مع التعليقات والتعريفات البسيطة المناسبة والتي اعتقدت انها ضرورية وقد وضعتها بين [قوسين كبيرين] بهدف تسليط الضوء على الجوانب المهمة من جهة وزيادة في التوضيح من جهة اخرى. وقد قسمت المقال الى حلقتين من اجل تقليل الملل عند القاريء. والتساوق الزمني للأكتشافات والتطورات العلمية المتوقعة الذي تحدثت عنه سابقاً تضمنه الجزء الثاني من المقال.]
"...
لدىالعلماء والعاملون في البحث العلمي الآن صورة عن كيفية تطور التكنولوجيا خلال المئة سنة القادمة. انهم يرون حيوانات ذكية تعلمنا كيف نتحدث مع المخلوقات الغريبة، جزيئات كيمياوية تلم بعضها البعض لتكون صفائح أورقائق (Chips ) الكومبيوتر، و مسابير او مجسات فضائية بايولوجية تتذوق و تشم امامها من كوكب الى آخر.
يجب ان نشكر جداً المحراث والرسن و التبن (القش) على ما وصلت اليه حضارتنا اليوم.
لقد أبتداَ انتاج التبن في اوربا منذ بدايات القرون الوسطى وبذلك وُجِدَ الأساس لتربية الحيوانات الداجنة في اقصى الشمال [المقصود طبعاً شمال الكرة الأرضية وذلك بسبب المناخ البارد وكثرة الثلوج التي تغطي معظم اراضيها طيلة ايام السنة تقريباً]. لم يكن الرومان القدماء بحاجة الى أي تبن اوعلف مجفف، إذ كان مناخ حوض البحرالأبيض المتوسط دافئاً بما فيه الكفاية بحيث تستطيع حيوانات المزارعين الرعي خارجاً على مدار السنة.

اختراعان مهمان:
الرسن و المحراث هما الأختراعان الأكبران لدينا.
بدونهما لم نكن نستطيع بناء مجتمعات عالية التطور.

لكن التبن وحده لم يكن كافياً، فقد تطلبت اراضي أوربا الرطبة والمكسوة دوماً بالمراعي الخضراء دائماً، محراثا ً قوياً وفعالاً، وهذا ما تم تطويره في بداية القرون الوسطى ايضاً (2) غير ان الأكثر حسماً من بين اكتشافات نفس الفترة كان و بشكل مؤكد، رسن الحيوانات. لقد كان الحصان، في العصور القديمة، يشد الى العربة بواسطة حزام بدائي حول رقبته، كان الحصان المسكين يختنق تقريباً عندما يُجَر، لكن عندما بدأ استعمال الرسن الحديث حول صدروأكتاف الحصان ، تسارعت الزراعة جدياً، حيث صار الحصان يعوض عن عمل عشرة عبيد.

التبن ، المحراث والرسن هي فقط بضع امثلة على على العلاقة المتبادلة بين تطور التكنولوجيا وتطور المجتمع. هذه العلاقة المتبادلة ستكون اكثر قوة خلال المئة سنة القادمة، حيث سيبدأ تطبيق تكنولوجيات جديدة و بإيقاعات لم يشهدها العالم سابقاً.

اعتياديا، يتطلب ً ما بين خمسين الى مئة عام من اجل ان يتحول اكتشافاً علمياً الى تكنولوجيا تدخل في حياتنا اليومية. هكذا كان الحال مع الكهرباء والمضادات الحيوية والكومبيوترات. وفيما إذا استمر هذا المنحى اوهذا التقديرالزمني، فسنتمكن والى درجة كبيرة ومنذ الأن التنبؤ بالتطورات التكنولوجية التقدمية (Tekniska framstegen)(3) أولا ً في بداية الألفية الثالثة [كتب المقال في نهاية الألفية الثانية]، ثم في وقت ما بعد عام 2050 ، سنتوقع تكنولوجيا مؤسسة على بحث علمي غير معروف حتى الآن.

الكحول والعضويات المجهرية ستحل محل النفط و الطاقة النووية

يبدو وكأن المئة سنة القادمة ستصبح فترة انتقالية ما بين نوعين اساسيين من التكنولوجيا، تكنولوجيا زمننا الحالي المؤسسة على المعادن والألكترون، والتكنولوجيا البايولوجية المستقبلية المؤسسة على الهندسة الوراثية والقدرة على التعامل الدقيق مع الجزيئات المنفردة ومع التكنولوجيا النانوية ((Nanotekniken [هي تكنولوجيا تتعامل مع اجسام ومواد ومكونات يقاس حجمها بالنانومتر الذ ي هو عبارة عن وحدة قياس مقدارها واحد من الألف من الميكروميتر او واحد من المليون من المليمتر. المدى الذي تتعامل معه هذه التقنية اوالتكنولوجيا النانوية يقع ما بين 0,1 و100 نانومتر. كما تسمى احيانا على مستوى الصحافة بتكنولوجيا الصغائر تعبيراً عن التمادي بالصغر للمجال الذي تتعامل معه هذه التكنولوجيا](4)

نحو العصورالحديثة:
ستحدث الخطوة الفنية الأكبرالى الأمام خلال المئة سنة القادمة في داخل المختبرات،
حيث ـ على سبيل المثال ـ سيتم الوصول الى الإنتاج البايولجي المباشر للطاقة.

تعتبر الطاقة هي الأساس لكل تطور تكنولجي او تقني، فبدون تأمين مصادر طاقة غنية سوف لن يكون بمقدورنا المحافظة إلا على مجتمعات زراعية بدائية لا تستطيع كلياً تأمين مستلزمات الحياة لعدد سكان العالم الحالي.و لكن توجد و لحسن الحظ امكانيات جيدة لأعادة استغلال كميات كبيرة من الطاقة فيما إذا تمكنا من النظر بأتجاه المستقبل.

الطاقة الأندماجية اوالألتحامية اواحياناً تسمى الأنصهارية (Fusionsenergi) التي تعتمد على الهيدروجين الثقيل المستخرج من مياه البحر ستحل ـ على الأرجح ـ محل منشآت الطاقة النووية الحالية خلال الألفية الثالثة (5) . ومع ذلك سيكون من الممكن جداً انه حتى دورالطاقة الأندماجية سيكون اقل مما يمكن ان نعتقده اليوم. فالتكنولوجيا البايولوجية او الحيوية القادمة ستفتح امكانيات فوق التصّور لانتاج الوقود والمحروقات عن طريق بايولوجي خالص، بالدرجة الأولى من النباتات، ولكن لاحقاً ممكن ان تحدث من الكائنات الحية المجهرية.

في معامل خاصة للإستفادة من مياه البحر:
ستعوض الطاقة الأنصهارية بعد عدة سنين المحطات الذرية لتوليد الطاقة المستخدمة الآن.
الطاقة التي يمكن الحصول عليها من الهيدروجين الناتج من لتر واحد من مياه البحر تعادل طاقة 300 لترمن النفط.
منذاليوم يعتبر الكحول المستخرج من قصب السكر وقودأ مهماً في البرازيل [يقصد 1995..وبطبيعة الحال توجد دول غير البرازيل الآن ونحن في نهاية العقد الأول من القرن الأول من الألفية الثالثة]، ومن الممكن ان يعوض زيت اللفت (الشلغم) زيت الغاز( الديزل) فضلاً عن ذلك انه قليل التلوث.وفي ايطاليا يوجد الآن انتاج وافرمن المحروقات المصنوعة بالإعتماد على زيت اللفت. ويجري علماء الأحياء تجاربا ً على الأعشاب اوالطحالب التي تحول ضوء الشمس الى زيت بكفاءة عالية جداً، ألا أن جهود الفنيون المتخصصون بالأحياء(6) لم تتوصل حتى الآن الى انتاج عضويات عولجت وراثياً ومعدة لإنتاج الوقود. هذا بالاضافة الى اختراع الموصلات الفائقة (supraledare) التي لا تتطلب تبريداً عالي الكلفة ، وتكون قادرة على نقل التيار الكهربائي بدون أي فقدان يذكر بالطاقة. وقد وفرذلك مثلاً ،أمكانيات تحويل الكثير من حركة المرورالثقيلة الحالية الى القطارات الصامتة المغناطيسية التي تحوم فوق سكك مصنوعة من هذه الموصلات الفائقة بدون ان تسبب اي تلوث .

طريقة اخرى للحصول على الطاقة عبر ما يسمى بالأقمارالصناعية للطاقة (Energisatelliter) حيث تجمع الطاقة الشمسية في الفضاء الخارجي ويتم ارسالها الى الأرض. يمكن بناء هذه الأقمار الصناعية من مواد خام من القمر يمكنها ان تؤمن لنا مصدر ثابت وغني لتأمين الطاقة.هذه الطريقة تقابل فكرة بناء أقمار صناعية للطاقة ذات احجام كبيرة تصل الى 50 كيلومتر[المقصود طول اجنحتها ذات الخلايا الشمسية ] التي يمكن ان نقول عنها[ الأقمار] بانها نتاج حضارتنا الصناعية الحالية. ان إنتاجاً بايولوجياً خالصا ً للطاقة ربما يناسب بشكل افضل حضارة الألفية الثالثة.

[ تعليق:
ستجابه الدول النفطية مشكلة جدية جدا ً بالنسبة لمسألة استخدام النفط كطاقة، فإذا كان هذا النوع من الطاقة " الطاقة بواسطة الأقمارالصناعية أوغيره من المصادر البديلة" عالي الكلفة اليوم إلا انه بمرور الوقت وبفعل تطورالتصنيع اوالأنتاج وتقدم الأكتشافات العلمية بهذه المجالات، ستنخفض الكلفة الى درجة يصبح معها سعرهذه النوع من الطاقة مناسباً من الناحييتين الأقتصادية والبيئية، ومثال الطاقة الهوائية وتحويلها الى الطاقة الكهربائية يعتبر مثالاً بارزاً على ذلك، هذا من جهة و من الجهة الأخرى فأن نفاذ النفط او اقتصار استخدامه على الدول المنتجة له سوف لن يسد الحاجة الى الموارد المالية اللازمة لمواكبة التطور وحاجات المستقبل وفق منظور التطور الحالي، انذاك ستصاب الدول النفطية الحالية بإفقاركبيرومضاعف يضرالأجيال القادمة ضرراً كبيراً. يمكن مثلاً متابعة نتائج الأزمة المالية الحالية وكيفية سعي الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لتوضيفها لأطلاق جيل جديد من السيارات ومن ثم وسائط النقل المختلفة التي لن تعمل بالوقود العادي المستخرج من النفط، هذا سيقلل او يلغي اعتماد الغرب على الدول النفطية. لقد وضفت الشركتين العملاقتين للسيارات والمحركات كرايسلروجنرال موترزالأزمة المالية واعلنت افلاسهما وبذلك استطاعتا ان تقلص اوتتخلص من الديون بضربة واحدة وتخطط للعمل على انتاج سيارات لا تعمل بالبانزين ]

في المستقبل: رقائق كومبيوتر(datorchips) تبني نفسها بنفسها

ستكون التكنولوجيا النانوية (Nanoteknologi) على الأرجح هي السبب وراء الثورة الأكبر في مجال الأنتاج والنقل، ثم يليها مباشرة استخدام ما يطلق عليه المادة المضادة (antimatter)(7) في جميع المجالات ابتداءً من الأدوية والطب الى السفن الفضائية. لا يوجد أي شك بأن التقنية النانوية ستفعل فعلها، ذلك لأن الحياة ذاتها تشكل دليلاً عليها. هذه المكونات الصغيرة الموجودة في خلايانا و التي تدعى الريبوسومات، هي بمثابة مكائن تكنولوجية نانوية حقيقية، تستلم توجيهات ارشادات من جزيئات الـ دي أن أي (DNA) لكي تنتج بموجبها البروتينات التي يعتمد عليها الجسم. ان ما يمكن للطبيعة ان تفعله يمكن للإنسان فعله ايضاً، رغم ان الطرائق التي نستخدمها مختلفة.

ان التكنولوجيا المكروسكوبية المستخدمة اليوم لا تشكل سوى خطوة صغيرة باتجاه
ما يسمى بالتكنولوجية النانوية الحقيقية وبمكائن حجمها سيكون بحجم الجزيئات .

نحن نقترب بسرعة من الحدود حيث يمكن للأنسان ان يبني أو يكون المكونات اوالأقسام الإلكترونية الصغيرة بواسطة حفر الدارات [الكهربائية الصغيرة] على رقائق السيليكون بواسطة الحرق الحامضي. لذلك يركزالعلماء جهودهم على اتخاذ طريقاً معكوساً او على سلوك طريقاً مغايراً لبناء الدارات من الأسفل. يمكن حدوث ذلك عن طريق انتاج جزيئات (Molekyler) تستطيع ان تجمِّع نفسها بنفسها لتكِوّن التركيب المرغوب. وفق هذه الطريقة يعمل علم الأحياء ايضا، لذلك ومن حيث المبدأ هكذا يجب ان يسير هذا الأمر، حتى وان ولد ذلك مشاكل جلية تتطلب الحل.

تمكن الباحثون حتى الآن من عمل محاكات حاسوبية او كمبيوترية للبناء الهيكلي للبروتينات ، وقد تم فعلا ً اتخاذ الخطوات الأولى نحو صنع إلكترونيات جزيئية حقيقية، حيث بدء المرء تشكيل سلسلة جزيئات خاصة، بعد ذلك يدع الأنسان هذه الجزيئات تنظم نفسها ذاتياً لتكوين الهيكل المطلوب مثلا رقائق الكومبيوتر. لازال الطريق امام التكنولوجيا النانوية الأصيلة او الحقيقية طويلاً ولكن يمكن ان تصبح سائدة او مهيمنة في نهاية القرن الحالي.

ان تأمنت لدينا تكنولوجيا نانوية فاعلة او تكنولوجيا حيوية او احيائية متقدمة ، آنذاك ستنفتح امامنا امكانيات باستغلال الكميات الهائلة من المعادن و المواد الخام الموجودة فعلاً في اعماق البحار، ابتداءً من الأملاح وانتهاءً بالذهب و اليورانيوم. اغلب هذه المعادن موجودة بتركيزات قليلة لدرجة تجعل من الضروري ايجاد طرق جديدة وذكية لإستخراجها. توجد امكانية خلق اوصنع كائنات حية تستطيع ان تعمل على تكثيف او زيادة تركيز هذه المواد الأولية بحيث تصبح كمياتها مربحة لجلبها الى السطح.

يمكن للتنكولوجيا النانوية سوية مع التكنولوجيا الحيوية ان تعطينا نوع جديد كلياً من المسابراوالمجسات الفضائية نصف الحية التي ستعمل ككائنات حية اكثر منها كمجسات فضائية متوفرة لدينا اليوم . لقد وصف الفيزيائي الأمريكي فريدمان ديسون مثل هذه المسبار الفضائي كالتالي: مسبارصغير، يزن كيلوغرام واحد فقط، اطلق عليه إسم "الد جاجة الفضائية " (Rymdkycklingen). سوف لن يبنى هذه المسبار وانما سيكبروينمو ككائن حي انطلاقاً من ارشادات الكتلة الوراثية [مجموعة الصفات الوراثية] المنتجة بطرق صناعية، دماغها سيكون بمثابة حاسوب حيوي اوكومبيوتر حي يزن بضع غرامات، مجهز بمرايا شمسية صغيرة لجمع الطاقة التي يحتاجها. ستكون هذه المسابرقادرة على الطيران من كوكب الى آخر، وبواسطة حاستي الشم والتذوق التي لديها ستتمكن من التعرف على مكونات تلك الكواكب. كما ستتمكن من تحويل المواد الأولية التي ستلتقطها من الكويكبات والأقمارالجليدية الى وقود كيميائي واستخدام محركاتها الصاروخية عند الأقلاع والهبوط.
ربما ستصبح الدجاجة الفضائية بعمر مئة سنة من تطورالتكنولوجيا النانوية والتكنولوجيا الحيوية. لكن نوع آخرايضاً من التقنيات سيميز المئة عام القادمة ومن المحتمل ان يكون الأنتاج الصناعي للمادة المضادة واحدا من أبرزها.

....يتبع

مالمو 19 آيار 2009

الهوامش
1 ــ هاله و هنريك ستوبHalle & Henrik Stub هما صحفيان متخصصان في المواضيع العلمية و ابرزها تلك التي تتعلق بالفضاء والسفن الفضائية،و يعملان مدرسان في مدرسة ثانوية لتدريس مادة العلوم الطبيعية بطريقة عصرية.

2 ــ المقصود هنا ايضاً في دول الشمال ، لأن اول اكتشاف للمحراث في التاريخ فقد كان من قبل حضارات وادي الرافدين القديمة، ففي وادي الرافدين و تحديداً الحضارة السومرية اكتشف المحراث و الدولاب و انطمة الزراعة و الري وغيرها من الأكتشافات المهمة التي ساعدت في تطور الحضارة انذاك كالمعادن و غيرها انظر مثلاً الرابط التالي: http://dreamsway.ahlamontada.net/montada-f15/topic-t1278.htm

3 ــ Tekniska framstegen، كلمة Teknik تعني تقنية أو تكنولوجيا أوهندسة ايضاً وTeknisk هي صفة مشتقة من الأسم و يمكن ان تكون تقني ، فني او هنسي احياناً او تكنولوجي ، وارتأريت أستخدام كلمة تكنولوجيي في هذا السياق واغلب سياقات المقال للدلالة على عملية تحويل الإكتشاف العلمي النظري الى منتج مُصَنَعْ قابل للإستخدام حياتياً وفي مختلف المجالات....ص ج

4 ــ لم يكن من الممكن ايجاد تطبيقات في الحياة اليومية آنذاك إلا في مستويات محدودة جداً و على الأكثركانت لا تزال ضمن اطار البحوث المختبرية ، ولكن المثال الحيوي اليوم على سبيل المثال لا الحصر هو ادخال جهاز كاميرا في الأوعية الدموية للأنسان من اجل تصوير ما في داخلها، او ادخال رقاقة صغير جداً في دماغ انسان اعمى لتسهل له ادراكه للمحيط الذي يعيش فيه... ص ج

5 ــ طبعاً يجري الحديث هنا عن النموذج السويدي في المفاعلات النووية المبنية بالقرب من البحر...ص ج

6 ــ الفنييون البايولوجيون او المتخصصون بعلم الأحياء (Biotekniker) و مشتقة من العلم الذي يسمى التكنولوجيا اوالتقنية الحيوية اوالاحيائيةBioteknologi)) وهي فرع من فروع التكنولوجيا يرتبط بعلم الأحياء ، او بمعنى آخر هي علم التقنية الذي يعني بتطبيق المعطيات البايولوجية (الحيوية او الأحيائية ) والهندسية على المشكلات المتعلقة بالإنسان و بالآلة.... انظر قاموس المورد 2006

7 ــ المادة المضادة antimatter : انظر هذا الرابط للمزيد من المعلومات http://en.wikipedia.org/wiki/Wikipedia:Community_portal



#صباح_الجزائري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها العراقيون.. انقذوا العراق من العراقيين..
- الحزب الشيوعي العراقي .. في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسه
- بيئيات إنسانية 1 ... الخطر الأول من السلطات العراقية.
- الكرد الفيليين حقوق تستوجب الدعم *
- شهداء... غاليةو مصدر عزيمة لا ينضب، شهادتهم
- الحزب الشيوعي العراقي و فخري كريم و مجلة الآداب اللبنانية... ...
- !! العراق : نعم ، انتبهوا........ نحن مستغفلون
- لا يا رفاق .... الاعتذار أوجب من النفي او التبرير......
- يجب أن يبرر التجديد علمياً ....نحو المؤتمر الوطني الثامن للح ...
- 3....نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي .يجب أن ...
- مرة اخرى حول الإنتخابات السويدية .. الموقف من العراق وقضايا ...
- عن الإنتخابات السويدية: 55 مليار كلفة الديمقراطية
- أعادة بناء الحزب الشيوعي العراقي... مهمة كل الشيوعيين العراق ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صباح الجزائري - هكذا يرى العلماءُ المستقبلَ ...1