أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح الجزائري - الحزب الشيوعي العراقي و فخري كريم و مجلة الآداب اللبنانية....















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي و فخري كريم و مجلة الآداب اللبنانية....


صباح الجزائري

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تلقيت دعوة من شخصية عزيزة عليّ جداً، عزيزة مثل غيرها من الصامدين داخل عراقنا الحبيب ، المناضلين من اجل غد يسطع فيه ضوءً الانسانيه زاهياً ، من اجل وطناً تعمه البهجة والعدالة ، المحبة والتسامح، وطنا لا مكان فيه لخوف اوتمييز اواضطهاد من اي نوع كان ولأي سبب كان ، من اجل عراق يحبه جميع العراقيون و يحب جميع العراقيين. هؤلاء الذين يعملون بتواصل رغم كل العتمة التي تلف العراق اليوم و المآسي التي يعيشها ابناءه، انهم جميعاً ابطالاً حقيقيين. ورغم الحميمية التي تمييزما يقومون به والاسلوب السلمي الذي يعتمدونه، و الأمكانيات المتواضعة التي لديهم ، إلا أنهم مع ذلك يرعبون كل الظلاميين والأرهابيين والسيئين. طوبى لكل من يعمل في الوطن من اجل الوطن. مضمون الدعوة كان التوقيع على نداء يتصدي لإسلوب مجلة الآداب اللبنانية في كتابتها ضد مهرجان المدى الثقافي الخامس الذي اقامته في اربيل مؤسسة المدى و الى مسؤولها الأستاذ فخري كريم.

ليس توقيع النداء هو الموضوع الأهم في هذه القضية ، و لكن ارتباطاتها و الجهات التي تمسها ، ولا ادري هل ان هذا الخلط للأمور مقصوداً ام قلة وعي ديمقراطي عند الآداب

لست في معرض الدفاع عن فخري كريم، فهو في الواقع لا يحتاج الى دفاعي عنه ، فهو قادر اكثر من اي شخص آخر بالدفاع عن نفسه و بجدارة. لو كان فخري كريم مدان فيما يتعلق بأموال الحزب الشيوعي العراقي او مجلة النهج لكان الأحرى بالحزب الشيوعي إدانته واذا اقتضى الحال مقاضاته علنا وامام الجميع، بل وعلى الأقل امام اعضاءالحزب، و لكانت الأحزاب الشيوعية العربية وهي القيّمة على مجلة النهج ومركز الدراسات الإشتراكية التي كانت مسؤولة عنه ــ كما قيل آنذاك ــ قد قاضته هي الأخرى على ذلك ،علناً وامام الجميع!

ليس كل ماقيل عن فخري كريم صحيحاً وليس كل ماقيل عن كردستان خاطيء، كما انه ليس كل ما في فخري كريم سيئاً كما تريد الآداب ان تصور للناس أوتشهر به بهذه الطريقة التي ان تناقضت مع شيء فتتناقض مع ذاتها باعتبارها ـ كما توحي افتتاحياتها ـ تتبنى الحقيقة والعدالة والأمانة و الصراحة واحترام آداب المهنة و قدسيتها التي اول مستلزماتها الأبتعاد عن التشهير الشخصي وتناول الحالات لنقدها وليس الأشخاص للأساءة اليهم. فخري كريم انسان مثل غيره من البشر يخطيء ويصيب لديه حسناته ولديه أيضاً سيئاته، و من يخلو من ذلك ؟؟ كما ان لديه انجازات ومعالم ايجابية بارزة لا احد يستطيع ان ينكرها ، كما ومن المؤكد ايضاً ان لديه سلبياته، تماماً مثل اي شخص فعال و حيوي. " من لا يعمل لا يخطئ " أليس ذلك قولاً شهيراً وواقعياً!


العراق... الى اين

أما متى وكيف وطريقة التعامل مع السلبيات، فذلك يعتمد ـ من بين امور اخرى ـ على الخلق العام للجهة أو للشخص الذي يتعامل مع تلك السلبيات. فمن يفقد الخلق العام وتسقط قيمه النبيلةو انسانيته الى الأسفل لا يستطيع التعامل مع السلبيات او انتقادها بطريقة شفافة وعلنية او أخلاقية وسرعان ما يسقط في مطب ممارسات الأرهاب الفكري والسلطوي بوعي ام بدونه ، تماماً كما فعلت الأداب، ربما من دون ان يدرك القيمون عليها ذلك. فهي أي الآداب تجاهلت كل ما هو ايجابي بالفعالية و لم تنظر الا بصورة ضيقة و قاصرة الى الأمر منطلقة ــ على ما يبدو ــ من أمر ما بينها وبين فخري كريم.

ان الأمور في العراق ـ و كردستان ليست استثناءً كبيراً، و الجميع يعرف ذلك ــ من السؤء و الظلمة والإنحطاط والأفق الذي لا ينبيء بالخيرـ و لا اغفل هنا ان مفهوم الخير و تفسيره هو موضوع نسبي جداً و قد يختلف عليه الناس و القوى و رجال السياسة و الدين بل وحتى المجتمعات و الدول، و عالمنا اليوم زاخراً بالأمثلة ـ ما يجعل من اي فعاليات و مهرجانات او نشاطات ذات النفس الطيب ، المنفتح ،المتفائل، الأنساني، الديمقراطي ، المتصدي للأحتلال و التقسيم والتجهيل والتخلف والغيبيات القاتلة و لعمليات غسل الدماغ الجماعية التي تمارس يوميا آلاف المرات، حاجة ماسة وضرورية من اجل عدم تمكين الظلام "من اطفاء الشمعة" ولن يستطيع.
و بالمناسبة فان هذه المناسبات ليست مقصورة على مؤسسة المدى، فالحزب الشيوعي العراقي بالذات ــ وهو احد المعنيين بما تحدثت به الآداب ــ والكثير من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الأخرى تقوم حيثما استطاعت الظروف بمثل هذه الأنشطة التي تشترك بالهدف وربما تختلف بالحجم اوالنوع . وليس مخجلاً ولا معيبا ولا سراً القول من انها قليلة، ولقلتها توجد اسباب عديدة ، منها بالتأكيد ماهوغيرمبرر. نعم قليلة بالمقياس للحاجة وللوضع العام السائد والتخلف الذي يحفرعميقاً اثاراً وخيمة في ضمير ونفسية المواطن العراقي وهي بأحسن الأحوال ذات تأثير محدود على المستوى المنظور، لكنها ضرورية و تبقى دائما ضرورية و يجب الأستمرار بها و ايجاد افضل السبل للقيام بها بأقل الخسائر من جانب و اكبر فائدة من جانب آخر . لأن الأمر يتعلق بالى اين يسر العراق، كيف و من يسيره.

ويجب ان يعلم الجميع ان اي فعالية مهما كانت صغيرة أو متواضعة هي عظيمة و خطيرة بالنسبة الى اؤلئك اللذين لا يريدون الخير للعراق، ولا يفكرون ألا بمصالهم الضيقة ، تماما كما كان صدام حسين ينظر الى خصومه السياسيين، وهو يعلم جيداُ أن تأثيرهم العملي و الآني لا يشكل خطراُ عليه ، لكنه كان يخاف منهم، و من اثرهم عليه مستقبلاً.


الفعاليات الجماهيرية و الثقافية هي الرئة التي يتنفس منها العراقيون

من اجل ان تكون الفعاليات و الأنشطة الجماهيرية ، ثقافية سياسية او ترفيهية مؤثرة فعلاً في عملية بناء المجتمع الديمقراطي والأنسان الحروالسليم الذي نعول عليه في بناء عراق المستقبل. مهما كان حجمها لا بد من مراعات امورأ مهمه ، على سبيل المثال :
ــ يجب تجنيب الفعاليات كل ما من شأنه الإيحاء بأن الأمور تسير بالطريق الصحيح او ان الوضع العام جيداً و يسير وفق الأمال الموضوعة او المعلقة عليه ، أوان ما يحصل هي امورلابد منها باعتبارها نتاج لزمن سابق فقط وثمن لابد من دفعه للوصول الى ما هو احسن وليس الى حاضرو واقع موجود فعلا تكمن وراءه قوى تدير العمليات برمتها؛
ــ ان لا تسوّق هذه الفعاليات لعملية سياسية مشوهه تدار من قبل الأحتلال وعن طريق الفتوى؛
ــ أن لا تتسترعلى السيئين والفاسدين ومستغلي السلطة والأنفلات الأمني ؛
ــ ان لا تتحاشى التطرق الى مثل هؤلاء اوالى المشاكل والقضايا الجدية والخطيرة : كالدستور، النفط، الفيدرالية، حرية المرأة، البيئة أوالنظام الديمقراطي، الأستثمار وقانون الأقاليم، على سبيل المثال ــ
ــ يجب ان لا تبدوا الفعاليات وكانها تلهي الناس عن المشاكل الكبيرة او توجه انظارهم الى اموراخرى، ربما هي مهمة، حياتية و يومية، نعم ولكنها ليست رئيسة ولا اساسية في تحديد معالم عراق اليوم او عراق المستقبل، لأن العدو، عدو العراق شعباً ووطناً يريد الهائنا بامورنا الحياتية اليومية ، لكي يتسنى له تمرير ما يريده من اجل تكريس سيطرته و تعزيز هيمنته الآن و مستقبلاً. و قول الكثير من العراقيين اليوم " ليأخذوا النفط و نضمن سلامتنا" هو ما يريده تماما الطامعين بثروات العراق و سراقها. وهو نفسه ما كان يتردد سابقاً " ليأتي الشيطان ثمناً لتخليصنا من صدام حسين و نظامه" و هاهو الشيطان اليوم في العراق ، و النتيجة كارثية.
ــ لا يجب ان تبدوهذه الفعاليات براقة وعظيمة في زمن هو بكامله أغبّر، اذ يسود ويتسلط الفاسد والسيء ويُستبعَد ويغيّب ويطوّق الجيد والأيجابي. كما و يجب تجنيب كل هذه الفعاليات من محاولة تبيض صفحة ذوي السوابق السوداء في تاريخ العراق، فالكل يعلم ان البدائل المنظورة جميعها سيئة :
* فالأحتلال موجود ويعمل على البقاء الابدي كما يبدو، ومحاولات ارشاء اعضاء البرلمان كما يشاع، دليلا صارخأ ان كان صحيحاً. مع انه امر ليس غريباً على شركات النفط ، ألم تتآمروصنائعها على ثورة 14تموزواسقطتها ،كما انها ليست غريبة على الكثير من الفاسدين وحملة شعار الغاية تبررالوسيلة، ايضاً؛
* عودة ازلام النظام السابق بلافتات اخرى، وعملية تأهيلهم سارية على قدم وساق وتحقق تقدماً متواصلاً وبدعم امريكي واضح لكل متابع ذو بصيرة؛
* الدولة الديمقراطية التي هي كل امل ورجاء ابناء الشعب المعذبين، تشوهت حد اللعنة وبدلاً ان تقود الى التماسك والتعاضد والألفة الأجتماعية و المواطنة الصادقة ، فقدت كل مضامينها الأيجابية ومسخت كل قيمها النبيلة وادت الى بروز ظواهر حتى وان كانت في يوم من الأيام موجودة في العراق، إلا انها لم تكن بارزة ولا واضحة بهذا المستوى ولم تكن عميقة ولا مؤثرة الى الحد الذي وصلت الية اليوم، فبدلاً من ان تقود الى سلطة الشعب حقاً قادت الى سلطة النخب و بدلاً من تكريس الحرية والسيادة بدأت تكرس التبعية والخنوع مثلاً؛
* اما الفيدرلية، العلاج النبيل لكل حالة تصدع و تمزق عرقي او قومي اوطائفي او ماشابه تصيب بلد ما او شعب ما. العلاج الفعال لكل حالة تستوجب تعبئة كل الطاقات والأمكانيات التي تقود الى التقدم والتطور الراسخ، صارت وسيلة للتغطية على الأطماع الحقيقة والجشع البشع في الإستيلاء والتمزيق وشرذمة وتفكيك البلد وتقطيع اوصاله وهي الأخرى وُظفت لغيراهدافها ولغيرغايتها الحقيقة والتاريخ لن يغفر لمن تسببوا على الأقل في هذه التشوه الذي يؤكد حقيقتين ولكن بحدة اكثرالآن :
الأولى: ان هذا التشوية كان مقصوداً و مخططاً له مسبقاً من قبل المحتل الأمريكي ، وقد انطلت اللعبة
على مؤيديها من غير الأطراف المستفيدة مباشرة تحت ضغط مشروعية المطلب وعدالته للشعب الكردي مثلاً،
الثانية: أن للفيدرالية ظروفها الذاتية و الموضوعية المناسبة و ابرزها الوعي الديمقراطي الحقيقي
لجميع الأطراف و الأستقرارالشامل والضروري للممارسة الديمقراطية الملازمة لإقرار الفيدرالية ، فان كان هناك اخلال في هذه الشروط فأن التنفيذ سيصاب بالتشوه الخطير والضرر البعيد المدى و قوة المثل السيئة التي تجعل من المبدأ و نبله عرضة للمسخ و الأستغلال تماما مثل مايحصل الآن، تماماً ــ و الشيء بالشيء يذكر ــ مثل ما اصاب الديمقراطية التي قادت اردنا ذلك ام لا الى دكتاتورية رجال الدين والعشيرة وبطريقة بعيدة عن مصالح الوطن و الشعب بأسره.

فالعراق كما يعرف الجميع بلد يتجه نحو التمزق، نحو الطائفية البغيضة، نحو القومية المفككة مهما تم الحديث عن وحدة لاحقة . العراق بلد يسوده السيء اكثر بما لا يقاس من الجيد، السلبي اكثر من الإيجابي، الشر اكثر من الخير، وهل اكثر شراً و سلباً و سؤاً من الوجود الأمريكي على ارض العراق أو اكثر من التمزق الطائفي او القومي الذي حصل. وفعاليات مثل هذه وغيرها سيكون لها و من المؤكد تأثيرها في المستقبل إذا روعيت الملاحظات التي اشرت اليها.
ولذلك كان على مجلة الآداب ان تنظر الى الأمر من هذه الزاوية، لا ان تنطلق من قصر نظر يؤدي الى تأكيد عدم مصداقيتها و يفضح هشاشة مستواها لانها عمدت الى خلط عجيب للأمور.
ولذلك فالتوقيع على هذا النداء لا يجب ان ينطلق من الدفاع عن فخري كريم من جانب، كما انه ليس ادانة الى مجلةالأداب في كل ما قالته، لأن ليس كل ما قالته عن كردستان هو خاطئ، من جانب آخر.
التوقيع من اجل معرفة الحقيقة. والأحتكام الى العدالة هو الطريق السليم في ذلك، ولجوء فخري كريم الى العدالة نقطة لصالحه و ليست ضده ، وعلى الآداب ان تثبت مصداقيتها فيما قالته عنه.فالسلطة ـ و الصحافة سلطة كما يقال ـ يجب ان لا تمارس بتهور، و المسؤولية لا يجب ان تقود الى الأستئثار أو الى الأستهتار.


الحزب الشيوعي العراقي... حان وقت الكلام

صار الحزب الشيوعي العراقي طرفاً في قضية من حيث لا يرغب ولا يريد. إذ تمييز الحزب عبر تاريخه كله الى عدم اللجوء الى التشهير او الى نشر" الغسيل القذر" كما يقال، فهذه ليست سياسته على كل حال كما يعرف الجميع، ألا في حالات استثنائية تستوجب التداخل و توضيح الأمورودفع الألتباس. و ان كان لـ "الأداب" مـآرب اخرى ، فهذا أمر سيرتد عليها حتماً ، تماماً مثل كل المحاولات التي سبقتها، من غيرها. هذه المحاولات التي لا اعتقد انها ستتوقف في يوم من الأيام طالما كان هناك اعداء للحزب يتربصون به دائماً، وطالما كانت هناك قوى طبقية تعادي الحزب و تختلف معه فكراُ وسياسةً وايديولجية.
و من المهم هنا الإنتباه الى قضية على غاية من الأهمية و الخطورة ، وهي استخدام مفهوم " اعداء الحزب", فمن المؤكد ان سوء استخدامه سيتعارض كلياً مع الروح والوجهة الديمقراطيتين ومنهج التجديد الذي اكده اكثر من مؤتمر في حياة الحزب.
إذ كما هو معروف ، لا يخلو تاريخ الأحزاب الشيوعية وخاصة التي كانت في السلطة من سوء إستخدام مفهوم "اعداء الحزب ". و كثيراُ ما وسم رفاق مخلصين جداً للحزب و مقدمين تضحيات جمة من اجله بالعداء للحزب لمجرد الأختلاف في الرؤى او التحليل الفكري او السياسي رغم ان الجميع ينهل من نفس المصدر الأيديولوجي.
وفعلاً كان استخدام هذه المفهوم بتعسف وعمومية يكتنفها الغموض وعدم الوضوح قد أفقد تلك الأحزاب الكثير من قوتها و سندها و بل وحتى مصداقيتها في كثير من الأحيان ، وآخرها السقوط و الأنهيارالمميت حيث لم يهب للدفاع عن الحزب الشيوعي السوفييتي مثلاً حتى رفاقه ساعة السقوط.
و هذا امر لا يريده اي شيوعي صادق وحريص على تطور ومستقبل الحزب.، لأن الممارسة التعسفية في استخدام هذا المفهوم ستحد من الإبداع الفكري والسياسي و ستقتل روح المبادرة الحقيقة والصادقة والبناءة وستقود شئنا ام ابينا الى شيوع سياسة التسبيح بحمد القائد اوالمسؤول والى هيمنة البيروقراطية واللابالية وتكريس المظاهر السلبية التي تضعها الأحزاب الشيوعية في اولويات الاهداف التي تناضل من اجل التخلص منها، و كثيرة هي المقلات و الكتابات التي تتناول هذه الأمور.
أذن من هم الأعداء تحديدا؟ ليس كل من يختلف مع الحزب او سياسته هو بالضرورة عدوا للحزب. و ليس كل من وجه نقداً علنياً للحزب هوعدواً للحزب. واتهام الناقد بأنه عدوا للحزب اوتصطنيفه مع اعداء الحزب هي ممارسة تعسفية لا تضر إلا الحزب نفسة بالضرورة وبالنتيجة. و خسارة رفاق ينطلقون من الحرص في توجيه النقد و الإنتقاد ، هي خسارة للحزب اولا و اخيراً و تؤدي الى اضعاف الحزب و هذا هدف يسعى اليه اعداء الحزب الحقيقيون ــ سيجري تعريفهم لاحقاً ــ و يبذلون كل طاقاتهم من اجل تكريسه بل و يعملون على التوجه الى محاربة هؤلاء الرفاق المخلصين بصورة مباشرة ام غير مباشرة. وهذا ما يجب الإنتباه اليه و تجنب مخاطرالأنجرار وراؤه كما يحصل احياناً عند بعض الرفاق البسطاءالذين يتصفون بسذاجة اوبضعف الوعي اواليقظة السياسية و الفكرية ، مثل هؤلاء يقومون بممارسة مؤذية للحزب بدون قصد ولا ادراك، عندما يصطفون مع محاربة روح النقد والإبداع و المبادرة تحت حجة المحافظة على وحدة الحزب ، هؤلاء يجب التوجة لرفع مستوى وعيهم السياسي و الفكري و النضالي.
أن أعداء الحزب هم ليسوا من يختلفون معه و انما هم من يريدون القضاء عليه و يعملون فعلاً من اجل ذلك كما كان صدام حسين مثلاً يصرح و يعمل صراحة، او كما تقوم و تفعل القوى الراسمالية وأحزابها بأستمرار و اجهزة مخابراتها، او كما تقوم به القوى الدينية المتطرفة اوتلك المرتبطة بآلة الراسمال العالمي التي تنسجم معه في تقديس الملكية الفردية و الراسمال الفردي من جانب وتهميش مفهوم الوطنية والمواطنة الحقة او الولاء للوطن من جانب آخر. فهذان الأمران يسهلان الوصول بينهما الى اتفاقات استراتيجية في اغلب الأحيان. لأنها وببساطة تعلم ان ما يريد الحزب بناءه يتعارض كلياُ مع ما تريد هي بناءه، ولذلك يخططون ويعملون لإلحاق الأذى بالحزب . وليس غريباُ مثلاً ان يقول عمار الحكيم في احد مجالسه مثلاً " ان ما يبنيه الحزب الشيوعي العراقي في عشرة سنوات نستطيع هدمه بعشرة دقائق!!!" . يجب معرفة اعداء الحزب الحقيقيين. مهما ابتسموا بوجهه الآن اوعانقوه بقوة احياناُ.
فهل كانت ممارسة مجلة الآداب محاولة بهذا الأتجاه ام انها تريد جرالحزب الى موقف مجابهه؟ هذه امر يستوجب التفكيرالعميق، ولكن بالوقت نفسه يجب ان يرد عليه بوضوح تام يضع حداً لللغط والقيل والقال.

ان هذه فرصة مناسبة يتوجب على الحزب الشيوعي العراقي ــ و هوطرفاً مهماُ في هذه القضية و معني بهذا الكلام الى درجة كبيرة، و بالتالي جميع اعضاءه معنيون ايضاً بذلك و يهمهم معرفة الحقيقة ــ الإستفادة منها لاعطاء موقفاً واضحاً وحاسما للإجابة على جميع التساؤلات ووضع حد للهمس ــ و احيانا اكثر من الهمس ــ الذي يقال هنا وهناك عن امور عديدة تخص مالية الحزب اوفخري كريم باعتبارة احد القياديين البارزين في الحزب الشيوعي العراقي وفي مرحلة من اصعب المراحل التي مرت بتاريخ الحزب حيث امتازت سياسته ( اي الحزب) آنذاك بالجرأة و التحدي و الأعتماد على الجماهير الشعبية في النضال من اجل الدفاع عن مصالح شعبنا العراقي و من اجل الديمقراطية الحقة للعراق و قومياتة المختلفة. إذ كان الرفيق ــ ان جازلي تسميته بالرفيق حتى الآن ــ فخري كريم ممثلا للحزب في الكثير من المحافل العالمية و الأقليمية و الداخلية ايضاً، وفي حالات غير قليلة كان الوجه الأبرز من بين قادته.
وفي لقاءه الأخير مع العربية عبر برنامج اضاءات تم التطرق الى الدعم المالي الذي كان الحزب يحصل عليه من بعض الجهات. وهذه قضية تتطلب التعقيب بموضوعية ووضوح عاليين تؤكد مصداقية وعزم الشيوعيين العراقيين على المضي جدياً و قدمأ في نهج التجديد والديمقراطية من جهة و تقطع من جهة اخرى الطريق على استغلالها من قبل المسيئين و المتربصين بالحزب. توضيحاً يضع النقاط على الحروف دون الدخول باساءات لا حاجة للحزب لها، بل هي ليست من سجايا حزب الخالد فهد، سجايا حزب ناضل و يناضل و سيضل يناضل من اجل وطن حر و شعب سعيد.



#صباح_الجزائري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !! العراق : نعم ، انتبهوا........ نحن مستغفلون
- لا يا رفاق .... الاعتذار أوجب من النفي او التبرير......
- يجب أن يبرر التجديد علمياً ....نحو المؤتمر الوطني الثامن للح ...
- 3....نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي .يجب أن ...
- مرة اخرى حول الإنتخابات السويدية .. الموقف من العراق وقضايا ...
- عن الإنتخابات السويدية: 55 مليار كلفة الديمقراطية
- أعادة بناء الحزب الشيوعي العراقي... مهمة كل الشيوعيين العراق ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح الجزائري - الحزب الشيوعي العراقي و فخري كريم و مجلة الآداب اللبنانية....