أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي يوسف الجبلي - شتان بين الصنع وبين الخلق!














المزيد.....

شتان بين الصنع وبين الخلق!


فادي يوسف الجبلي

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تناولت في مقالة سابقة خرافة خلق المرأة تعمّدت استخدام مفردة (صنع) بدلا عن (خلق) وكنت اتمنى ان يلتفت الى ذلك احد القراء او القارئات الى ذلك ، ألا ان ذلك لم يحدث لذلك وجدت من الضروري ان اشير الى هذه النقطة في مقالتي اليوم فأقول :
تعمّدت استخدام تلك الكلمة للتهكم على الله، لأن الله سبحانه وتعالى لا يعرف ان يصنع بل يتقن فن الخلق فقط ، والصنع هو ابداع بشري يتم فيه تحويل مادة او مواد من حالة الى حالة تخدم البشرية ، وأما الخلق فهي دعاية ربانية فارغة لا تعتمد على المواد الاولية بل انها توجد الشيء من اللا شيء ، الصناعة بحاجة الى عقول تفكر بينما الخلق يكفيه التخيل فقط
الصناعة فكرة قابلة للتفسير ، بينما في حالة الخلق لا يجوز الاستفسار، في حالة الصناعة فأنك ان راجعت اي شركة او معمل او مصنع واستفسرت من اهله عن المواد الاولية التي تمت استخدامها في صنعهم لبضائعهم ستجدهم لا يتحرجون عن ذكر جميع المواد الاولية التي دخلت صنع منتوجاتهم، اما في حالة الخلق فأنك لو سئلت الله سبحانه وتعالى عن كيفية خلق القمر مثلا ستجده يبتسم لك ويقول : لن اقول لك كيف خلقت القمر لأن هذا سر للمهنة ، وهذا الجواب في الحقيقة غير دقيق وغير مقنع ايضا لأنه ليس من المعقول ان يفكر احدنا بصنع قمر ينافس قمر الله في اضاءة طريق القوافل القادمة من الشام الى الجزيرة في في رحلة الصيف والشتاء ، اذن القضية هي ليست قضية سر للمهنة بل القضية هي ان الله ايضا لا يعرف كيف خلق القمر ، حكاية الخلق تذكرني بقضية مطابقة تماما وهي في بعض حالات الصور المتحركة( افلام الكارتون) فنجد مثلا ان بطل الفلم الكارتوني عندما يشتهي سيارة كي يذهب بها الى السوق لكي يتبضع نراه يخرج قلمه من جيبه ويرسم على الحائط سيارة وما ان ينتهي من رسمها حتى ينزلها من الحائط ويركبها ويشغلها ويقودها ويذهب الى السوق ليتبضع ثم يذهب بسيارته الى المدرسة من غير ان يكلفه فلس في خلقه لسيارته ، في الحقيقة هذه الفكرة في الخلق تنطبق على جميع مخلوقات الله ، ولنرجع الى اسطورة خلق المرأة ، طبعا لن نتناول قضية خلق بابانا ادم لأننا يمكننا ان نقنع انفسنا بخلق الله له لكون القضية كانت فيها مواد اولية استخدمها الله في صنعه وهي بضعة كيلو غرامات من رمال الصحراء العربية القاحلة مع اضافة لترين او ثلاثة لترات من ماء زمزم المبارك وخلطهما جيدا ثم جعل الطين على هيئة رجل ثم ينفخ الله فتدب الروح في الجسد ويقوم ابانا ادم وهو يضحك من شدة فرحته بوضعه الجديد ، المهم هذه القضية يمكننا ان نتجاوزها كما ذكرنا لوجود مواد اولية فيها واما قضية امنا حواء فهذه فيها شيء من الغرابة ، اذ ان جميع المصادر المتواترة في هذه القضية تؤكد على ان الله قد خلق حواء من ضلع ادم ، واما كيف فلا جواب ، ومن يعلم فربما كان في يومنا هذا من المؤمنيين من لديه جواب على ذلك .
لذلك سنتراهن على ذلك فأقول : تعلمون يا اخواني ان لله الان في العراق دولة بأسم دولة العراق الاسلامية ،كما له حزب في لبنان مسجل بأسمه وشركات في دول اخرى وابار للنفط في الخليج ، ودولة العراق الاسلامية في العراق تقوم بخدمة الله كما هو مطلوب منها من خلال الفتك بالعراقيين وهي دولة ذات مؤسسات ووزارات ووزراء وقد القي القبض على احد وزرائها قبل فترة وهو وزير الكهرباء وعندما استفسر اثناء التحقيق معه عن طبيعة عمل وزارته ونوعية الخدمات التي تقدمها للمواطنيين اجابهم ان عمله بصفته كوزير كان ينحصر بقطع الاسلاك الكهربائية كي يحرم المواطن من التمتع بلذة الكهرباء . على كل حال عودة الى موضوع المراهنة فأقول اقسم ببرج ايفل انني على استعداد ان اقلد سيفي غدا وامتطي حصاني والتحق بجيوش المجاهدين من رجال دولة العراق الاسلامية وان اجاهد في سبيل الله خير جهاد وان لا اقطع فقط رؤوس الرجال بل ان اقطع رؤوس الاطفال الرضع ايضا من اجل ارضاء الله فقط مقابل شيء بسيط جدا وهو ان يأتيني احد المؤمنيين بتفسير منطقي اقتنع به حول قصة خلق المرأة .اتمنى ان اجد جوابا !ولكنني اشك.
ختاما اود اقول يا الله ارجو ان لا تزعل مني ولكنني لا بد ان اذكرك بموقعك الحالي وهو انك اصبحت دقة قديمة جدا والناس خرجت من الكهوف وسكنت القصور وحيلك لم تعد تنطلي عليه ولم يبقى لك من الجمهور سوى بضعة ملايين من العبيد في الخليج او في جبال وكهوف باكستان وافغانستان وانا على يقين بأنك ستخسرهم ايضا لأن الاعصار البشري النبيل القادم من الغرب اقوى بكثير من اسلحة الغدر التي يمتلكها اتباعك من الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، وبأعتقادي انه لن تمضي الالف سنة القادمة حتى وانك لن تجد لك عبدا واحدأ كي تغويه وتغرر به كي يفجر يفجر نفسه في روضة من رياض الاطفال وستجد ان جميع سجونك قد حولت الى دور للسينما ومتاحف وقاعات تقيم فيها المعارض الفنية ، ولأننا لن نكون هنا( ولكن كلامنا سيبقى حتما) بعد الف عام ولكنك ربما تكون موجودا وعندها ستكون الاجيال القادمة والتاريخ شاهدان على ما اقول.





#فادي_يوسف_الجبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع قراء مقالة حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(2 ...
- مع قراء مقالة حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(1 ...
- حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان (5) والاخيرة
- حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(4)
- حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(3)
- حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(2)
- حكم الفرقان في الرد على شبهات الدكتورة سلطان(1)
- لا صوت يعلو على صوت الحذاء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي يوسف الجبلي - شتان بين الصنع وبين الخلق!