أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - سياسة الخطوات المدروسة في العراق















المزيد.....

سياسة الخطوات المدروسة في العراق


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 08:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعيداً عن التجاذبات السياسية والمزايدات الإعلامية بخصوص الموقف من الاحتلال والعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا بد من التركيز على رصد الواقع الميداني ودراسة أحوال الشعب العراقي واستطلاع آراء الشارع العراقي وموقف الرأي العام العراقي من حكومته وسياستها الداخلية والخارجية، وما قدمته وستقدمه من خدمات ورعاية اجتماعية وصحية وتربوية وتعليمية وإصلاحات اقتصادية. يخوض العراق اليوم أكبر معركة مصيرية، ويواجه أكبر التحديات لإثبات وجوده واستمراره وتخطيه للعقبات والمحن من أجل أن يتبوأ من جديد مكانته الدولية التي تليق به وبتاريخه العريق بعد الانعطافة التاريخية التي تمثلت بتغيير النظام الذي كان سائداً بقوة الحديد والنار ومحتكراً لمقدرات البلد ومصيره. وأياً كانت سبل وآليات ومسببات التغيير التي توجه إليها المئات من علامات الاستفهام. فإن السبيل الوحيد لخروج العراق من دوامة العنف والتخلص من مأزق التخلف وتردي البنى التحتية وانعدام الخدمات وتفشي البطالة وانتشار الفقر ، ـ حتى قبل عنه " يعيش في العراق أفقر شعب في أغنى بلد في العالم"، ـ هو الالتفات بجدية إلى الصناعة النفطية وزيادة القدرة الإنتاجية للبلد لتصل إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن كي يوفر المقدمات اللازمة لإنعاش اقتصاده وتحريك عجلته الإنتاجية وتفعيل دورته الاقتصادية السليمة والسوية. والحال أنه لا يمكن للعراق تجاوز سقفه الإنتاجي من النفط بدون مساعدة الشركات النفطية العالمية العملاقة والمتخصصة. وهذه الأخيرة راغبة ومستعدة للعمل والاستثمار في العراق لكنها تحتاج إلى ضمانات وقوانين مرنة للاستثمار وخدمات تتمثل بتوفير الأراضي والسكن والنقل والحماية والأمن والأيدي العاملة المحلية وغيرها من المستلزمات التي يجب أن تتوفر وبأسرع وقت ممكن.
سيكون العراق بلا شك أحد أهم وأكبر الملفات لهذا العام والعام الذي يليه بالنسبة للشركات النفطية العملاقة لأنه البلد الذي يمتلك ثاني أو ثالث أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم. قدم العراق سنة 2008 عروضاً لاستغلال ثمانية حقول ، وأحد عشر حقلاً للنفط والغاز، والغاية من تلك العروض هي إيجاد المستثمرين الدوليين لرفع الطاقة الإنتاجية للعراق من 5،2 مليون برميل في اليوم ، وهي أقصى ما وصل إليه معدل الإنتاج العراقي منذ سنوات طويلة، بعد سنوات الحصار والمقاطعة والعقوبات والحظر الدولي، نتيجة حروب النظام السابق العبثية المدمرة، لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 6 مليون برميل في اليوم وذلك في غضون 5 إلى 7 سنوات ، أي من الآن وحتى عام 2015 .
تزاحمت الشركات النفطية العالمية على العراق استجابة للعرض العراقي الأول للتنافس وخوض المزاد الذي أثار اهتمام حوالي ثلاثين شركة من بينها توتال الفرنسيةTotal ، وشيل الهولندية Shell ، والبي ب برتيش بيتروليوم البريطانية Bp، وإكسيون موبايل الأمريكيةExxon Mobil ، وقامت تلك الشركات بتقديم تعليقاتها ومقترحاتها والتعديلات التي ترتأيها على محتويات العرض العراقي، خاصة فيما يتعلق بنوع العقود المطلوبة التي يقترحها العراق، والجدير بالذكر أن شركة توتال الفرنسية قد تحالفت مع شركة شفرون الأمريكية لاستغلال وتطوير الحقول النفطية العراقية منذ سنة 2007 . وقد أرسل العراق في منتصف شهر نيسان 2009 لجميع الشركات الصيغة النهائية لعروضه للتنافس كي يتلقى الردود المرجوة من الآن ولغاية نهاية شهر حزيران 2009. وينتظر توقيع العقود التي سيرسو عليها الاختيار في الفصل الثالث من هذا العام. كما تم اختيار أولي لأربعين شركة لتتنافس على العرض الحكومي العراقي الثاني كما صرح وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني مؤخراً.
لماذا كل هذا الاهتمام الدولي بالعراق اليوم؟ لأن العراق هو البلد الأرخص في العالم في مجال تكلفة استخراج النفط من أعماقه والأفضل بنوعيته خاصة وأن أسعار النفط تتراوح اليوم الـ 40 و الـ 50 دولار للبرميل. النقطة الثانية التي تجذب الشركات الدولية في هذا المجال هو عدم وجود شركة نفطية محلية عملاقة يمكن مقارنتها بشركة آرامكو السعودية على سبيل المثال قادر لوحدها وبدون استثمار دولي أن تطلق عملية الإنتاج وترفعها أكثر من ثلاثة أضعاف في غضون أشهر قليلة، وبالتالي فإنه لابد للعراق من اللجوء إلى الشركات العالمية الخبيرة لتحقيق هذا الهدف فهي الوحيدة القادرة على ضخ رؤوس أموال ضخمة وتوفير الإستثمارات الضرورية لتنفيذ الأهداف الحكومية. فاستغلال حقول النفط الموجودة حالياً وتطويرها يحتاج إلى ما لا يقل عن 35 مليار دولار بغية رفع سقف الإنتاج في العراق إلى 5،3 مليون برميل في اليوم فوراً، حسب تقديرات وزارة النفط وهو أمر عاجل وحاسم بالنسبة للحكومة العراقية إذ أن عائدات النفط توفر 95% من ميزانية الدولة الفيدرالية، حتى تتمكن الحكومة الاتحادية من مواجهة الأعباء الاقتصادية التي تقع على عاتقها، ناهيك عن ما لا يقل عن 50 مليار دولار لاستغلال حقول النفط الجديدة المكتشفة أصلاً ، وأموال أخرى هائلة للتنقيب عن حقول أخرى. بالمقابل هناك مخاوف ومعوقات تتعلق بحجم المخاطر، لاسيما الأمنية منها، الموجود على الأرض. فالمناخ السياسي غير مستقر تماماً ، وهناك تفاقم في الشعور القومي لدى بعض مكونات الشعب العراقي ففيما يتعلق بملكية وأحقية استغلال الثروة النفطية والحال أن النفط ملك الشعب العراقي كله ولن يكون من السهل تقديم تنازلات لشركات أجنبية تمس بهذا الحق المقدس في نظر الشعب. فمشروع قانون استغلال النفط والغاز كان قد قدم في شباط 2007 ولم يتم التصويت عليه وإقراره لحد الآن من قبل البرلمان العراقي. :" فنص القانون يلاقي معارضة شديدة من قبل العديد من المجموعات والكتل والقوى السياسية العراقية. وفي مثل هذه الظروف كانت المفاوضات عسيرة بين الحكومة العراقية وشركات النفط. وقد أفضت المناقشات إلى إمكانية منح نسبة 75% من أسهم الشركات المشتركة المزمع تشكيلها بين الحكومة العراقية والشركات العالمية مقابل نسبة 49% سابقاً. وستمتلك شركة عراقية الأصول العامة ورأس المال. ونصت العقود المقترحة على تقديم تعويضات إضافية عندما ينتقل مستوى الإنتاج إلى مرحلة تسمى بـ " المستوى الأساسي Niveau de Base" المستقرة والثابتة بالأصل وتضم بما بات يعرف بـ معدل الانحدارtaux de déclin للآبار وقيمته 9،1 % مما سيتيح على مر السنين بلوغ عتبة المستوى الأساس المشار إليه قبل قليل. ولم يستبعد وزير النفط العمل لاحقاً بما عرف بصيغة عقود الشراكة وتقاسم الإنتاج بالنسبة للـ 65 حقلاً نفطياً جديداً التي ينتظر التنقيب عنها واكتشافها واستغلالها كلياً من قبل الشركات العالمية في المستقبل . ولاننسى أن البلد شبه مخنوق اليوم لانعدام الطاقة الكهربائية الكافية لاحتياجاته وللماء الصالح للشرب ولشبكات تصريف المياه وبالتالي فهو يفتقد القدرة للمناورة من موقع القوة . فبسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية من 100 إلى أقل من 50 دولار سنة 2009 ، فإن ميزانية العراق انخفضت من 80 مليار متوقعة إلى 2،58 مليار دولار مما خلق الكثير من الصعوبات أمام الحكومة العراقية في تنفيذ المشاريع الاقتصادية والتنموية التي تعهدت بها وتأمين الضروريات اللازمة للحياة ودفع رواتب الموظفين وقوات الأمن والجيش والشرطة مما يستهلك أكثر من ثلثي ميزانية الدولة . وكان وزير النفط العراقي قد دعا شركتي توتال وشيفرونCHEVRON المتحالفتين لتقديم عروضهما لاستغلال حقل نهر بن عمر العملاق الواقع في جنوب البلاد والذي يحتوي على 5،6 مليار برميل ولا يدخل في عروض المزاد الأول والثاني المذكورين أعلاه. كما دعا العراق شركات النفط النرويجية ستات أويل هيدرو statoilHydro، والبرازيلية بيتروبرا petrobras للدخول في المنافسات وتقديم عروضهما أيضاً ويشكلان تحالفاً قوياً بينهما يمكنه من منافسة العمالقة الآخرين، فهل سينجح العراق في هذا الامتحان؟.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر السماء ولغز البداية سيناريوهات جديدة عن أصل الكون
- رحلة التحولات الجوهرية في صلب العلاقات العراقية الفرنسية
- لماذا يبحث الإنسان عن الحقيقة إلى الأبد؟
- عودة فرنسا الميمونة إلى العراق
- مؤشرات المستقبل: نحو حضارة كونية من الآن إلى نهاية القرن
- نداء من القلب إلى دولة رئيس الوزراء العراقي
- هل سيتحكم العلم بمستقبل البشرية في القرن الحالي ومابعده؟
- أمريكا والخدعة الكبرى في العراق
- هل تشكل إيران خطراً في الشرق الأوسط ؟
- العراق ومعضلة الشقيقة اللدودة إيران
- العراق وجذور المعضلة السياسية بين السنة والشيعة
- متى يستيقظ الإنسان من خرافة الكون الواحد المحدود؟
- هل نحن وحيدون في هذا الكون؟
- من الذي يقول الحقيقة، ومن الذي سيفرض الأمر الواقع في العراق؟
- الملف النووي الإيراني في الأفق
- هل سينهض العراق من كبوته مرة أخرى يوماً ما؟
- هل سيكتشف العلم الحديث سر الكون؟
- العلماء يجربون عملية تشبه الانفجار الكبير الذي أدى إلى نشأة ...
- عندما خلق الإنسان الآلهة
- العراق بلد يمشي وهو نائم


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - سياسة الخطوات المدروسة في العراق