أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم الجيار - رساله الى...رجل غنى














المزيد.....

رساله الى...رجل غنى


ابراهيم الجيار

الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 06:46
المحور: كتابات ساخرة
    


هل أنت سعيد ؟... مكتفي ...؟ ممتلئ بأطيب المأكولات و أثمن ما يمكن شرائه بالمال و الذهب ؟...

تركب سيارتك الفاخرة المضادة للرصاص .... و تتوجه نحو النفق الأرضي المؤدي إلى ملعب الغولف .. الواقع تحت الأرض ... ؟

ربما تلمح في الطريق ، خلال مرورك في إحدى الشوارع ، أحد المغفلين الفقراء ... المعدومين .. يعرج و يترنّح في الشارع باحثاً عن الطعام في مكبّات النفايات ... و حاويات الزبالة ... ليأكل ..

و أوّل ما يخطر في بالك هو : " وجب علينا الإقرار بمشروع استخباراتي سري .. مهمته هي تسميم جميع حاويات الزبالة حتى نتخلّص من هؤلاء المتسكعين المقززين ... إن منظرهم ليس محبباً " .... أليس كذلك .. ؟

لكن الذي لا تلاحظه هو تلك اللمعة المتلألئة في عيون ذلك الرجل الفقير البائس ... ذات الثياب الممزقة البالية ...

و بينما تمرّ مسرعاً ... و يلحق بك موكب من المرافقة الأمنية ... وجب عليك معرفة شيئاً مهماً عن هذا المخلوق البائس .. هذا الأفكح .. الذي لا يفقه القراءة و الكتابة .. الذي لا مأوى له .. و يبحث عن طعامه في الزبالة ........ هذا الرجل يا سيدي يستطيع مغادرة هذه الدنيا .. البوابة الذهبية في السماء سوف تكون مفتوحة له بمصراعيها ..... لكنها لن تفتح بوجهك .... أبداً ..

سوف لن تغادر هذه الدنيا أبداً .. سوف تتوالى العصور ثم العصور و عصور ... امتداد زمني لا حدود له ... حتى أن الكمبيوتر الخارق الذي يخصك .. قد ينفجر نتيجة هذه العملية الحسابية الطويلة .. و لم يتوصل إلى رقم زمني يحدد بقائك ....... و سوف تبقى على أية حال ...

هل أنت سعيد في الحفرة التي صنعتها لنفسك في الأرض ؟ ... تتواصل مع العالم من فوقك عن طريق مستقبلات الأقمار الصناعية ؟ ... ربما أنت تعلم بأن هذه الأجهزة قد تصبح قديمة بعد مرور عدة تريليونات من السنين ... لكن لا تقلق .. سوف تعتاد على الأمر ... رغم الوحدة التي ستعاني منها خلال بقائك في هذه الدنيا كل تلك المدة .. كن صبوراً .. يجب على هذه الفترة الزمنية أن لا تحبط من عزيمتك ..

لقد فقدت المفتاح ... و راحت عليك ... فاتك القطار ... إن كل الذهب في هذا الكون العظيم لا يمكنه شراء هذا المفتاح ... لقد ضاع منك للأبد ...

أما ذلك الفقير البائس .. المتسكّع في الشوارع .. فهو يملك المفتاح ..... و قد يبيعه لك مقابل رغيف خبز ... لكنه لا يعلم أساساً بأنه يملكه ... هذا المفتاح هو ليس شيئاً ملموساً .. لا يمكن إيجاده في جيبه ... علمائك العباقرة الذين يسهرون على خدمتك لا يستطيعون نزع هذا المفتاح من دماغه ... و لا خلعه من جسده .. إنه لا يستطيع حتى كتابة كلمة "مفتاح " ... لأنه جاهل و بائس ...

رباه ... كم هي الحياة ظالمة ... لقد عملت جاهداً لتشق طريقك إلى القمة .. ثم اكتشفت أنك قد شققت طريقك إلى الأسفل ... إلى القاع ..... هذا ليس ذنبك .. فأنت لم تتعلّم هذه الأمور خلال وجودك في المدارس الخاصة بالنخبة .. و الجامعات التابعة للرابطة العاجية .. و عندما انتسبت للنظام .. قالوا لك أن المعرفة و العلم هما القوّة .. و الإنسان الذي لا ينمّي ذكائه و يستخدمه لجمع المال هو شخص غبي و مغفّل ..... فكيف لك أن تتعلّم الحقيقة ؟...

الملل هو الجحيم .. أليس كذلك ؟..

أرجو أن تمضي وقتاً أزلياً ممتعاً في هذه الدنيا .... حلال عليك .. مسامح بها ...



#ابراهيم_الجيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..أ كرام ...الميت دفنة..
- د.مصطفى مشرفة...اينشتين العرب
- حفنة من القوة ...خير من كيس من الحق
- مسيرة المراة عبر العصور والتاريخ
- المقال..المؤسس للحركة الوطنية الحديثة
- ان ا صحاب البصيرة.......يدركون ما لايدركه المبصرون
- باراك......تعنى...مبارك!!
- دليل الرجل العادى فى فهم المصطلحات الاقتصادية(ج1)
- كيفية الحصول على شهادة المواصفات العالمية (ايزو )
- مصطلحات .......اهل السياسة
- دور الحيونات الاليفة فى نجاح...اوباما
- لعقل العربى.... خارج نطاق الخدمة...
- هو فى العقل العربى فيل!!!!
- الفيل ابو العباس والملك شرلمان
- هى البورصة مرات البورص
- الزعيم المفدى دون كيشوت


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم الجيار - رساله الى...رجل غنى