أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - التملق.. قصة للكاتب التركي رفعت ال غاز














المزيد.....

التملق.. قصة للكاتب التركي رفعت ال غاز


عبير الياسمين

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 04:55
المحور: الادب والفن
    



قصة مترجمة للكاتب التركي رفعت ال غاز
ترجمة عبير الياسمين

كنت جالسا على مكتبي ,,اكتب مقالة انتقد فيها كل صحفي وكاتب مرتشي ,يبيع ذمته وقلمه مقابل المال ,, عندما رأيت موظف يقترب مني ,, كان الواضح من ملابسه ومن شنطته اليدوية وكامرته انه قد تواجد في اوربا ,,
بادر قائلا بابتسامة مصطنعة " السيد شادان لقد اتيت لمقابلتك " ونظر الى الكرسي الذي كان بجانب مكتب,
قلت " طيب تفضل وقابل !!!"
جلس قائلا " انا, مدير قسم الدعايات في شركة دلتا للدهون والزيوت"
"وانا كاتب ليس له اي علاقة بالدعايات . وفوق هذا لا استعمل اي نوع من الدهون النباتية او الحيوانية او لا استعمل دهن او زيت اطلاقا . واكثر وجباتي خبز وجبن.
اسف, ولكني احب ان اقول لك انك اخطأت في العنوان"
"لا, لم اخطأ في العنوان ,, يجوز انك لا تستعمل دهن او زيت . هذا لايهم اطلاقا, لكنك يمكنك استعمال اسم الدهن فقط "
" ماذا ,, اسمه ؟؟ "
" نعم اسمه فقط"
" لم افهم ؟"
" اقصد اليس اسم شركة الدهون والزيوت دلتا ؟؟"
" حسب ما سمعت منك , دلتا"
" يعني انك ستستعمل كلمة دلتا وتجعلها تمّر في كتاباتك بكثرة "
" قلت ماذا سيمر في كتاباتي؟"
"دلتا"
" كيف يعني ستمر الكلمة في كتاباتي ؟"
" بشكل عادي ,, مثلا,اذا كنت تتحدث عن اجتماع عقد لاحد الاحزاب ممكن ان تذكر ان طعام رئيس الحزب يطبخ بدهن دلتا , وكذلك تحضر كل انواع الفطائر والحلويات التي يتناولها بدهن دلتا ايضا ,, ويتناول في افطاره بالاضافة الى الجبن زبدة دلتا,, بالاضافة الى ذلك في اجتماعات الحزب....."
قاطعته قائلا " لاتسترسل في الحديث !!... لن استطيع عمل ذلك !!! انا لن اتحدث عن رؤساء الاحزاب ولا ما يتسمموا من طعام .لا انا صحفي متملق ولا اجامل على حساب مبادئي ولا ادهن احد ,, اعتقد انه عليك ان تبحث عن صحفي يقوم بهذه الدعاية,, يعني وباختصار انا كاتب لست للبيع وفوق هذا ,,انا اكتب مقالات اهاجم فيها كل الصحفيين والكتاب الذين يتصرفوا بهذا الشكل ويبيعوا انفسهم لكل من يدفع الثمن!!!!!"
فقال "انت , الا تستلم فلوس مقابل ما تكتبه من صاحب العمل ؟"
" اذا اعطوني ... "
" طيب , ونحن لن نعطيك شيئا سوا الفلوس مقابل ما ستكتب... "
" لااستطيع, لن اقوم بهذا النوع من الاعمال ...."
"" وبصورة خاصة ...."
" لاتطيل الكلام..."
" اهااااااااااااااا !!! ارجو ان لاتكون فهمتني غلط !!!! انا لا اريدك ان تمتدح الدهون ,,, وليس من المهم ايضا ان لاتعجبك دهوننا , وان اردت يمكنك ان تذم الدهون , واذا تريد العنها ,, واكتب مقالة انتقد بها شركتنا بقوة واستخّف بدلتا "
" وماذا ستربحون من هذا ؟"
" سنستنكر ونكذّب ما قلت... بعد ذلك ,, ستجبرون انتم على كتابة تكذيب للمقالة وهذا سيكون دعاية اخرى لنا.
نأتي الان لقائمة الاسعار . سنعطيك على كل كلمة دلتا مئة ليرة .."
قلت "ماذا يعني هذا ؟؟"
" يعني سندفع لك مئة ليرة على كل كلمة دلتا ستمر في مقالك "
" قلت لك انا لا اشتغل في الاعلانات . تفضل ,, بعد ان تخرج من الباب , قسم الادارة على ايدك اليمين!!"
" لقد اعطينا اعلان لجريدتكم وهذا شي يختلف....."
ومن شدة غضبي, هبيت واقفا ومسكت الرجل من ذراعه وودعته الى خارج الغرفة.
ولما جلست مرة اخرى على مكتبي,, لم تاتي سوى كلمة دلتا الى رأس قلمي ,, وادركت اني لن ارتاح الا اذا كتبت مقال نقد وهجوم شديد ضد دلتا هذا الرجل ,,جلست وكتبت عمودين ولم اترك شي في الشركة والدهون الا وانتقدته وهاجمته ,, وقلت يكفي اليوم لاني تعبت ولم يعد عندي طاقة ان اكتب كلمة اخرى.
وادركت ان اعصابي لن تهدأ الا اذا شربت قدحين فذهبت الى بدروس.
ولم يمر وقت طويل, بعد ثلاثة ايام ,,كنت على مكتبي احك رأسي بقلمي عندما رأيت رجل الدلتا امامي وعلى وجهه نفس الابتسامة المصطنعة :
قال " شكرا جزيلا "" المقالة كانت احسن مما اردنا وممتازة "
فقلت باستغراب" اي مقالة؟؟"
" عزيزي , المقالة التي كتبتها في العدد السابق... والتي كلفناك بكتابتها...."
" التي كلفتوني بكتابتها ؟؟؟ ماذا انت !!! الذي كلفتني بكتابتها !!!!!! "
" ارجوك امضي هذا الوصل !!"
"وهل بيع الكاتب وبيع الدهون يحمل نفس المعنى في شركتكم ؟؟ هناك الكثير من الاشغال عليّ انجازها اليوم,, والظاهر انك ناوي تغيضني مرة اخرى !!"
" توقيع واحد , هذا كل مافي الامر"
فتح شنطته واخرج منها وصل (فاتورة).
" مرت كلمة دلتا في مقالتك اربعة وعشرين مرة واذا حسبنا على كل كلمة مئة ليرة فالمبلغ 2400 ليرة. تفضل بتوقيع الوصل. وتفضل المبلغ!!!"
وكانت هذه صفقة بيعي انا و ما سأنشر من مقالات الى شركة دلتا للدهون والزيوت ويمكنكم ان تصدقوا ان كل كلمة دلتا ستروها في مقالاتي بعد ذلك ستتحول الى مئة ليرة وستطير وتحط على مكتبي.
انا لم ابيع نفسي لاحد الاحزاب ,, دلتا (مئة ليرة اخرى) لا تتعامل بالسياسة , و منتجات دلتا(100) لها علاقة بالمعدة فقط , ودلتا(100) ليست حزب سياسي,, ودلتا (100 ) هي دلتا(100). دلتا ! دلتا ! دلتا !
وهذه الدلتات زيادة في الموضوع , اذا نحسب كل دلتا واحدة بمئة ليرة راح يكون الحساب ........هذا ربح اليوم القصير..!!
عمل مربح اكثر من عمل بيع ادوات احتياطية للسيارات في السوق السوداء ,, وايضا عمل شريف اكثر منه ..
دلتا ! ....دلتا.! ... دلتا ! تجلب السعادة لكل بيت .. دلتا !...
اعرف ان الدلتات الاخيرة ليس لها اي داعي وانا لم اتبع بكتابتها اي قاعدة او نظام يناسب اسلوب المقالة, لكن عندما يبيع الانسان نفسه ويفقد كرامته ! فانه يفقد ايضا القابلية على قياس ووزن الامور ,,, ومثل مقالات كل الذين باعوا انفسهم من قبلي,, فان مقالاتي ستسقط تحت الاقدام ولن تحمل اي قيمة او اي اهمية بعد الان.



#عبير_الياسمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك فيل اكبر من الجمل,,,قصة تركية مترجمة للكاتب التركي مظفر ...
- قوة معنوية _قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
- زهرات الثلج للكاتبة التركية عايشة كولين
- اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
- زكام,, قصة للكاتب التركي عمر سيف الدين


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - التملق.. قصة للكاتب التركي رفعت ال غاز