أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين














المزيد.....

اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين


عبير الياسمين

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 09:58
المحور: الادب والفن
    



ترجمة عبير الياسمين

كان لدي عمل مريح وغرفة دافئة.لكن كانت هناك مشكلة ,, كانت الاريكة في مكتبي لا تفرغ ابدا من الضيوف.لم يكن الزائر يكتفي بالجلوس والاستراحة والتدفيء , وانما كان كل زائريشرب قهوة على حسابي ويدخن سيكارة من علبتي, ولو كان الامر يقتصر على ذلك لما كنت اشتكيت لكن كل زائركان ياتي, كان يثرثر ويشغلني بالكلام , وزاد الطين بلة ان الكل كان يعرف طبيعتي , ويعرف اني انسان لطيف و من النوع الذي لايرفض طلب لاحد ,واحب التحدث ايضا . فلم اكن استطيع ان افتعل الاستياء او اعبس في وجه الزائر,,فكان كل قادم يلهيني معه بالكلام , وسبب ذلك عدم استطاعتي اداء عملي بالوجه المطلوب فتعطلت اعمالي.

وفي يوم كنت اشكي الى احد اصدقائي وانا في حيرة من امري:

- اذا اخرجت المدفأة من الغرفة ستكون الغرفة باردة , وحتما سامرض في ضرف يومين لاني انسان ضعيف البنية,,اذا طلبت نقلي من عملي هذا وجعلي مفتش متنقل,, فاني سامضي طول النهار وانا امشي في الشوارع على اقدامي وهذا ما ليس لي طاقة عليه,,لا اعرف ماذا عساي ان افعل وكيف اجد حل؟؟

نصحني صديقي قائلا : انا اذكر اني رأيت قصة مشابهة لوضعك في احدى الجرائد الساخرة ,, وكان الرجل موظف و قد زهق من هذا النوع من الزوار الثقيلي الدم والقليلي الاحترام ,, واخترع ساعة, يمكنك ان تنصبها لتعمل ثلاثة ايام ,, وستقوم هذه الساعة باظهار لوحات مكتوب عليها جمل بشكل متتالي تتغير فيها اللوحة كل دقيقتين:

1- الوقت ثمين وكالنقد المالي .

2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص يعمل اثناء عمله

3- لقد طال حديثك

4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل

5- الا تفهم الكلام ياهذا؟؟؟

طبعا هذه اللوحات تزداد في التلميح للزيارة الطويلة والثقيلة الدم وتصل الى حد اخر جملة وهي

(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح,, اخرج من هنا في الحال)..



وفي كل الاحوال فانا اعتقد ان الزائر اكيد سيحس على نفسه ويترك المكان بعد ظهور اللوحة الثانية او الثالثة ولا اتصور انه هناك انسان متبلد الحس سوف يستمر بالجلوس,, وان كان هناك هذا النوع من الناس فاكيد انه يستحق كل كلمة مهانة ستظهر على هذه اللوحات .واستمر صديقي في الحديث وقال انا اعرف بائع ساعات واعتقد انه بامكانه عمل ساعة لك من هذه النوع بسهولة وبسعر معقول.

كلمات صديقي دفعتني للتفكير الطويل ولكن في النتيجة, اليس هناك الكثير من الموظفين المهمين الذين يعلقون لوحات مكتوب عليها ارجو عدم اشغال وقتنا اثناء العمل ,, واكثر الناس ترى هذه اللوحات ولا تعطيها اي اهمية ,, ففكرت ان هذه الساعة ستكون طرز اخر من هذه اللوحات التي يعلقها االموظفين الكبار وبدأت بالعمل.



اسمعوا الان النتيجة:

في اليوم الذي نصبت فيه الالة جائني احد الزوار المعتادين واستقر على الاريكة وطلب قهوته واشعل سيكارته التي اخذها من علبتي وبعد دقيقتين بالضبط ظهرت اول لوحة,

1- الوقت ثمين وكالنقد المالي

- سأل الرجل ماهذا ؟؟؟؟؟

_ اجبته ها ,, هذه الة هكذا,

بعد دقيقتين ظهرت اللوحة ,,

2- ليس من الصحيح ان تشغل شخص يعمل اثناء عمله

ظهر على الزائر وكأنه فهم بعض الشيء ,ما المقصود وبعد دقيقتين ظهرت اللوحة الثالثة,,

3- لقد طال حديثك

هذه المرّة نظر الرجل الي وكانه يلومني ,,

- هل هذا الانذار لي ؟؟؟؟

اضطررت للقول :

- استغفر الله , وهل هذا ممكن..

كلامي هذا جعله يطمئن بعض الشيء..الى ان ظهرت اللوحة التالية,,

4-لا تسيء استعمال لطف وحسن اخلاق الانسان المقابل

عندها بدأ الرجل بالضحك:

- فكرة ممتازة والله ,, هي صحيح ثقيلة شوية ,, لكن هناك بعض الناس القليلي الاحترام ,لايعطون اهمية لمثل هذه الامور.

ظهرت اللوحة التالية :

5- الا تفهم الكلام يا هذا؟؟؟

ضحك الزائر مرة اخرى:

- انا وانت اصدقاء حميميين , ورغم اني اعرف هذا الكلام لايشملني الا اني توترت لدى قراءته,,

بدت اللوحات تدور وتلف الواحدة تلو الاخرىواخيرا ظهرت اخر واحدة ,,

(لقد سئمت منك,,اما انك انسان قليل الاحترام صحيح, اخرج من هنا في الحال)..

وبعد قليل ,عادت اللوحات الى نقطة البداية وظهرت اللوحة الاولى من جديد

1- الوقت ثمين وكالنقد المالي

هذه هي النتيجة التي اخذتا من احد زواري اللاابالي لنرجع الان الى ماحدث بعد ذلك,,

كان هناك رجل يقوم بتعقيب المعاملات ولم اكن اعرف حتى اسمه . في ذلك اليوم طلب الرجل على غير عادته ان يستريح قليلا على الاريكة , قلت له تفضل بالجلوس جلس تقريبا ربع ساعة وعندما قام ليذهب قال لي :

- ارجو المعذرة سيدي , اعرف اني شغلتك عن عملك لكن جذب نظري الالة التي اخترعتها لتهريب الزوار الثقيلين من الغرفة ولم استطيع ترك الغرفة قبل قرآة كل اللوحات, اختراع جدا جميل, وخرج قائلا في امان الله,,

بعد ذلك اليوم توافد الكثير من الزوار ,, ناس اعرفهم وناس لم اعرفهم الكل كان ياتي ليرى الاختراع الجديد ,, في العصر اسرعت برفع الالة من مكانها واخفيتها في الدولاب ولا اعتقد انكم بحاجة لان تعرفوا لماذا فعلت ذلك, وعرفت انه ليس من الضروري ان ينجح كل اختراع جديد في كل بلد.



#عبير_الياسمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زكام,, قصة للكاتب التركي عمر سيف الدين


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين