أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - زهرات الثلج للكاتبة التركية عايشة كولين















المزيد.....

زهرات الثلج للكاتبة التركية عايشة كولين


عبير الياسمين

الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 07:20
المحور: الادب والفن
    



مقدمة
قبل ان ابدا بترجمة قصة احدى زهرات الثلج احب ان اعرف لكم هذه الزهرة,,
اسم زهرة الثلج باللغة التركية ,, كار دلن (بفتح الدال واللام ),,وهي الزهرة التي تنبت في الارض المغطية بالثلج ورغم كل الضروف الصعبة فان الزهرة تثقب طبقة الثلج وتصعد الى اعلاه,

يطلق هذا الاسم على الفتيات الصغيرات اللاتي يعشن في بعض المدن الصغيرة والقرى النائية المتناثرة ,, اكثر هؤلاء الفتيات من عوائل فقيرة جدا ولهن عدد كبير من الاخوان والاخوات , ورغم كل الضروف المعيشية والمناخية فان هؤلاء الفتيات متفوقات في الدراسة ولكن ضيق يد العوائل وتفضيل تعليم الاولاد اولا على تعليم البنات ادى الى حرمان بعض البنات من اتمام تعليمهم,,
وبفضل منظمات المجتمع المدني التي تؤمن باهمية تعليم المرأة التي تشكل الحجر الاساسي في المجتمع المدني ,,, تبنت احدى هذه المنظمات قضية تعليم هؤلاء الفتيات,,اذ تقوم المنظمة بالتنسيق سنويا مع بعض المؤسسات و المدارس الاهلية لغرض منح هؤلاء الفتيات المتفوقات منح دراسية لاتمام تعليمهم الثانوي واذا كان من المستطاع الجامعي او تعليم ثانوي مهني ,, ويقوم ناشطي هذه المنظمات بالاتصال بالاهالي والعمل على اقناعهم بارسال فتياتهم الى المدارس الداخلية ,, ويشترك في هذه الحملة المثقفين ووسائل الاعلام ..
طبعا الكتاب يحتوي على قصص كثيرة لهؤلاء الفتيات ولاني لااستطيع وضع ترجمة الكتاب كله لطول النص ساترجم قصة احدى الفتيات واتمني ان يعمل البعض على مد يد العون الى زهراتنا العربيات وخاصة زهراتنا في العراق اللاتي تدنى مستوى تعليمهم بسبب الضروف القاهرة التي يمر بها العراق ,,,
.....................
سونا

كان الطريق مغطى بخليط لزج من الطين والثلج ,,اتجهنا الى بيت كان يقع على تقاطع اربع ازقة . كانت هناك مدفأة في وسط الغرفة الوحيدة في الدار ,, وكان جد الاولاد المجذوب خارج الغرفة الدافئة ,يجلس متربعا على الاريكة الخشبية في مدخل الدارالحجري والذي يستعمل في نفس الوقت كمطبخ كان يرفض الدخول الى الغرفة ويقضي الليل نائما على الاريكة هناك اذ انه كما قالوا لنا اعتاد على البرد ولا يحس به ,,,,,
ولان الام تصرف كل وقتها وطاقتها بالاعتناء باولادها الخمسة البنتين والثلاث اولاد,و تحضر لهم الطعام وتعتني بشئون الدار وبشئونهم فلا يبقى لها طاقة للانشغال بالجد ايضا كما تقول,,طلبت الام منا التفضل الى الغرفة الدافئة ,,ولما دخلنا رأينا اريكتان من النوع الذي يتحول الى سرير للنوم جنبا الى جنب وواحدة اخرى مقابلهما.
كان هناك صورة ملونة لقرية سويسرية فيها صورة بقر يرعى في حقول خضراء اللون ,, واضح ان الصورة قطعت من صفحات تقويم قديم,, وكان الراديو يعزف موسيقى مرحة,,كانت هناك غسالة ملابس غطيت بمفرش اخضر اللون مزركش,,ووضع فوقه تلفزيون , كانت الاسرة قد اشترت الغسالة من محل لبيع الاثاث القديم ورغم انهم حاولو كثيرا تشغيلها لكنها لم تعمل ,, لذلك فهم يستخدموها كطاولة صغيرة لوضع الاشياء عليها ,, طبعا ليس الغسالة هي اللالة الوحيدة التي لاتعمل هناك ايضا التلفزيون الثاني لايعمل ايضا لكن العائلة كانت تستسخر رميه (طبعا هناك صعوبة شديدة في ربح المال هنا,, لذلك كانت الاسرة لاترمي ابدا ,الآلات والاشياء التي لايمكن تعميرها او تصليحها مثلا الثلاجة الخربانة كان تستعمل كدولاب للملابس ,,الغسالة الخربانة تستعمل كطاولة ,,التلفزيون الخربان يعامل وكانه تحفة ثمينة ويبقى في الغرفة على هذا الاساس).

لما سالناهم عن مهنةالاب قالو انه يشتغل بالاعمال الحرة ,, كان يعمل كعامل في المشاريع الانشائية في الصيف ويقوم بنقل الاغراض مقابل بعض المال بعربته اليدوية في الشتاء..
عندما اتينا للحديث مع الاسرة عرفنا ان الابنة سونا في الصف الثاني في ثانوية مهنية للبنات ,, وكانت سونا فتاة متفوقة في دراستها الابتدائية والمتوسطة وكانت تحصل على شهادة شكر او تقدير سنويا من المدرسة ,, واكيد لانها فتاة مجتهدة فان والدها ارادها ان تتم تعليمها ,, وخاصة وان الابنة الكبرى كانت منتسبة الى احدى الجامعات وبقسم ادارة المكاتب والسكرتارية,,اما الابن الاكبر فانه ترك الدراسة بعد انهاء المرحلة المتوسطة ولما اتى الوقت,, ذهب الى اداء الخدمة العسكرية الالزامية وبعد انهائها التحق للعمل في مزرعة للدواجن وهم الان معتمدين على الفلوس التي يبعثها الاخ للمعيشة,,
كانت سونا قد حصلت على منحة دراسيةفي العام الماضي ,, ولان والدة سونا كانت قد انهت الدراسة الابتدائية فهي تعرف قيمة الفتاة المتعلمة وتريد ان تتعلم فتياتها,,وسونا تريد ان تكون معلمة للدراسة الابتدائية بعد انهاء دراستها الثانويةوخاصة وانها تتمتع بقابلية عالية في مادة الرياضيات ,,

وتقول سونا " يا استاذتي كل شي صعب جدا فلوس الدفاتر, الكتب ليس قليلة ,,انا استلمت مبلغ المنحة السنة الماضية في نهاية السنة ,, الله يرضى على من اعطاني هذه المنحة على الاقل خففت الحمل من ظهر اخي ,,والدتي ووالدي ليس ضد تعليم البنات وهم يريدونا انا واختي ان نكون متعلمين ,, لكن الجيران لايتركونا براحة ,, يضغطوا على والدي لكي يمنع تعليمنا ويقولو ,,
" لماذا تعلم بناتك ماذ سيحصل اذا تعلموا؟؟"
نحن نسكن في مدينة كارس وليس هناك فرص عمل هنا,,ولو تسنح لي فرصة العمل في مدينة اخرى لذهبت للعمل ,, ولكن كيف ساجد عمل ونحن نسكن هنا ,, لكني اؤمن انه اذا اتممت تعليمي واصبحت معلمة فاكيد ستسنح لي الفرصة في تغيير نمط حياتي .

اكثر الفتيات يجبرن على الزواج في حالة عدم اتمام تعليمهن الثانوي ,, واذا تزوجت انا في سن صغيرة,, اكيد سانجب اطفال كثيرين ومع كثرة الاطفال يكثر الفقر . وانا قررت اني اذا تزوجت بعد انهاء تعليمي لن انجب سوى طفل واحد فقط لكي استطيع ان اربي طفلي واكبره على اكمل وجه ,,

اكثر الفتيات هنا لايفكرون بنفس طريقة تفكيري ,, نحن كنا 26 طالبة عندما تخرجنا من المتوسطة لكن فقط 18 طالبة استمرت في تعليمها الثانوي ,,ومن المجموعة كلها انا الوحيدة التي تفكر في الالتحاق بالجامعة وانا استغرب من عدم رغبتهم في تغيير حياتهم ..

نحن هنا لا نعرف اي شيء عن السينما والمسرح ولا نقرأ الكتب وليس هناك حتى مكان في البيت استطيع الدراسة به فاين المجال لقراءة الكتب ,, كلنا ننام في نفس الغرفة ماعدا جدي ,,
ياريت يكون هناك مكان للدراسة,,,يوجد مكتبة عامة هنا لكن اكثر الكتب صفحاتها ممزقة لان كل من ياتي للقراءة يمزق الصحيفة وياخذها معه ,, واذا نريد ان عمل بحث فلن نستطيع الاستفادة من اي كتاب من المكتبة ,,
عندما اتخرج واصبح معلمة ساحاول العمل لاصلاح هذا الوضع وعلى الاقل ساحاول تأمين الكتب لطلابي وساحاول انشاء مكتبة في المدرسة التي ساعمل بها.........



#عبير_الياسمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
- زكام,, قصة للكاتب التركي عمر سيف الدين


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - زهرات الثلج للكاتبة التركية عايشة كولين