أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد حمودي عباس - آن ألاوان لاحياء ذكرى ألخالد فهد ورفاقه ، وتأسيس متحف يحكي ملاحم نضالهم ألعظيمه .















المزيد.....

آن ألاوان لاحياء ذكرى ألخالد فهد ورفاقه ، وتأسيس متحف يحكي ملاحم نضالهم ألعظيمه .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عثرت وعن طريق الصدفه على مقال للسيد محمد علي الشبيبي منشور على موقع كلكامش الالكتروني بتاريخ 2 - 9 - 2008 .. وكان عنوانه ( صور وذكريات ووفاء ) . وقد تطرق الكاتب في مقاله ذاك الى قيامه بجمع صور نادرة لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الاوائل مما حصل عليه من وثائق كان والده قد احتفظ بها ، ومنها صور لعمه الشهيد حسين الشبيبي ( صارم ) وللشهداء فهد وزكي بسيم وغيرهم ممن أوقفت حياتهم زمر الطغاة وعلى مر العهود التي مرت بالعراق .
وكان الكاتب واضح المشاعر حينما عكس وبصدق استغرابه لعدم نشر هذه الصور في المحافل العامة وبمبادرة من اجهزة الحزب المهتمة بشئون الاعلام ، وشكى بحسرة بالغة ضياع النسخ الاصلية لتلك الصور البالغة النطق بالشهادة على عمق تضحيات قدمها الرعيل الاول من قادة ورفاق الحزب .. ودعى جميع من يهمهم أمر الحفاظ على التراث النضالي للشيوعيين العراقيين وقوى التقدم عموما ممن يحتفظون بمخطوطات أو صور أو أية آثار عينية تتعلق بهؤلاء المناضلين تزويده بها ليساهم في توثيقها ونشرها والمحافظة عليها .
ويذكرني هذا المقال بأيام قضيتها شخصيا وأنا أبحث وأدقق في زوايا سجن نقرة السلمان لاستقرء وعن قرب لحظات الكفاح الرائعة لاناس نقشوا على الجدران قصص التواصل مع قضايا شعبهم ووطنهم رغم أنهم في أقبية السجن العميقه والمظلمه ، حيث قامت سلطة البعث خلال عام 1979 باتخاذ قرار بابعاد دائرة المياه الجوفية في محافظة المثنى والتي كنت واحدا من منتسبيها من مركز المحافظة الى نقرة السلمان رغم انها دائرة مركزية مقرها يجب ان يكون مدينة السماوة كما هي بقية الدوائر ، وقد جاء هذا الاجراء كون ان مصلحة استثمار المياه الجوفية وهي احدى الدوائر التابعة لوزارة الري أصبحت وفي اغلب مواقعها الهندسية والفنية مقتصرة على الشيوعيين وأصدقائهم ، ولذا لم يكن غريبا بان تصر السلطات المحلية في المحافظة على أن يكون مقر الدائرة في داخل بناية السجن نفسه وليس في مكان آخر . الامر الذي هيأ لي فرصة التجوال بحرية داخل اقبية ذلك المتحف الكبير والذي يحتوي على صور شتى من صور الكفاح الطويل للحزب ومناضليه .
لم يكن من السهل الولوج الى تلك ( ألطامورة ) العميقه والتي عثرت عليها في احدى الاجنحه ، فوهة دائرية في سقف كنت اقف فوقه ولاحظت بان تلك الفوهة تفضي الى فناء تحتها ولم يكن هناك سلم أو منفذ طبيعي للوصول الى ذلك الفناء غير أن تقذف بنفسك أو تتدلى لتسقط سقوطا حرا ، وهكذا فعلت ولم يدر في خلدي بان حيوان زاحف أو سواه قد ينتظرني هناك .. ولم يكن في نفسي خوف من رقيب في الامن قد يراقبني ويحصي علي حركتي تلك سيما وانهم ساقوني للتحقيق في اول يوم وصلت فيه الى مقر عملي الجديد . . كانت الجدران السمراء لا تترك للمتابع فرصة ليتفحص ما عليها لشدة الظلام المحيط بها ، مما اظطرني للاستعانة بولاعة كنت احملها معي فقرأت لوحات مبعثرة بغير انتظام محفورة حروفها بعناد وكأنها مقالات منشورة في صحيفة .. كنت وأنا أحملق بتلك الكلمات وكأنني اكتشف تاريخا حيا لا زال ينطق بالحياة ، وفي نفسي أمل بأن ثمة عهد جديد لابد وأن يأتي ويجري نقل هذه اللوحات الثمينة الى متاحف العراق ويتم فك طلاسمها ومعرفة كاتبيها ورواية ظروف نحتها على جدران هذا السجن العتيد .. وكان بالمقابل ثمة خوف يختلج في نفسي من أن تنتبه السلطات في حينها الى وجود تلك الاثار الثمينة فتقوم باعدامها كما اعدمت صناعها من قبل
كل شيء بدا لي حيا كما لم يكن قد مرت عليه كل تلك السنين .. حتى حنفيات الاغتسال كانت مرصوفة تبرز من خلال الجدار لم يعبث بها أحد .. ترى من هم اولئك الذين عاشوا هنا ؟ .. من هم الذين كتبوا ملاحم التصدي لهذا الاعتقال الرهيب حيث لم تثنهم ظروف اعتقالهم في هذه الحفرة المظلمه فراحوا يتواصلون مع أحداث العالم الخارجي ليكتبوا أفكارهم على الجدران وبأقلام لا أحد يعرف نوعيتها غيرهم .. ماذا كانت عليه أحاسيسهم الشخصية وما هي آمالهم عما اذا كانت كتاباتهم سوف تطلع عليها الاجيال المقبلة أم لا ؟!! .. من يجيبنا عن اسرار تلك الملاحم العظيمة من الكفاح المجيد ويقول لنا من هم أبطالها وما هو مصيرهم واين هي آثارهم في النهايه ؟
لقد كنت وأنا أسوح بين جملونات السجن الكبير واتجول بين تلك الجملونات أتمثل وبخيال واسع أمكنة كان يقف عليها الخالد فهد ورفاقه ، وحينما ارقى الى جدرانه العلوية واشخص بنظري الى الافاق البعيدة للصحراء المحيطة كيف كان من قرر الفرار من ذلك الحصن المنيع يحمل من القوة الكثير .. وكنت أشتهي وبنفس تواقة للابداع الانساني بكل ما يحمل من نبل أن تتجسد قصص رواد ذلك السجن في افلام رائعة كتلك التي روت ملحمة عمر المختار وعبد القادر الجزائري .
غير أن تلك ألامال قد تبددت عندما كتبت مقالا بعد سقوط النظام البائد دعوت فيه الى الانتباه الى تاريخ ثمين محفورة قصصه على جدران نقرة السلمان ، وطالبت بالاسراع باغتنام فرصة الحرية لاحياء ذلك التراث الغني قبل ان تعبث به عوامل الطبيعة أو يطاله شر من بشر ، وللاسف الشديد فان مقالي ذاك كان وحيدا من بين مقالاتي المنشورة على موقع الطريق لم يرى النور وكأنني قد ولجت الى حيز الحرام !! .. لم أكن مغاليا وانا أطالب بأن تنطلق هبة عاجلة من اجهزة الحزب لحيازة آثار هي من ملكيته وليست ملكية غيره ، ولم أكن أسعى لبلوغ أكثر مما عمدت بقية الشعوب لبلوغه وهي تحيي ذكريات نضالاتها فحافظت على أدق المفردات المتعلقة بكفاح شهدائها الكبار كما احتفظ الشعب الليبي ولحد الان بنظارة المجاهد عمر المختار وسرواله وغطاء رأسه لتطلع عليها وفود السائحين من كل انحاء العالم ، وأجدني منصفا جدا بحق شهداء ومناضلي الحزب عندما ادعو الى تجسيد قصة الهروب من سجن الحله في ابراز صور نفق الهروب والذي تزاحمت الافكار في ابراز جوانب انجازه ونشر الكثير عنه في اوقات سابقه .
وتبقى لدي ذات الدهشة التي ابداها السيد محمد علي الشبيبي من أن تمثالا للخالد فهد لم يجري التفكير بارسائه في مدينته الناصريه رغم مرور ست سنوات على التغيير ، وذات الاستغراب من عدم التحرك لانشاء متحف يضم صور قادة الحزب الاوائل وتراثهم النضالي اعتمادا على آلاف الآثار المتوفره لدا رفاق الحزب واصدقائه في كافة انحاء العراق .
وتبقى دعوتي قائمة على الدوام بأن يصار الى متابعة تراث المناضلين وابراز هذا التراث عبر كافة الوسائل المتاحه ، وأن تتحرك لجان متخصصه صوب البحث عن مكامن وجود المعلومات عنهم وتأسيس بيوت لاحتواء كل ما من شأنه أن يقول للشعب .. هذا هو تاريخ الحركة الوطنية الحقه في بلاد الرافدين .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !
- ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رمو ...
- سيبقى ألحزب ألشيوعي ألعراقي لونا مبهرا في نسيج ألحركة ألنضال ...
- أيها ألعراقيون .. لا تستغفلكم دعوات ألمصالحة فتعودوا ضحايا م ...
- مع خالص تحياتي للمرأة ألنموذج بيان صالح .. ألمرأة في بلادنا ...
- حجر آخر ..في المياه الراكدة للحزب ألشيوعي ألعراقي .
- أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار ...
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد حمودي عباس - آن ألاوان لاحياء ذكرى ألخالد فهد ورفاقه ، وتأسيس متحف يحكي ملاحم نضالهم ألعظيمه .