أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضرغام البطيخ - المباخر القاتلة















المزيد.....

المباخر القاتلة


ضرغام البطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(بسم الله الرحمن الرحيم.لا يجوز الانتماء للحزب الشيوعي فأن ذلك كفر والحاد او ترويج للكفروألالحاد.اعاذكم الله وجميع المسلمين عن ذلك وزادكم ايمانا وتسليما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) 17 شعبان 1379 .

نسأل انفسنا لماذا صدرت هذه الفتوى الفاشستية بحق الشيوعيين وقوى اليسار في العراق ؟ رغم ان ثورة 14 تموز كانت ايجابية مع الطوائف العراقية كافه وخاصة الشيعة .فقد حقق عبد الكريم قاسم للمرجعية الدينية ما لم تحققه العهود السابقة ولا اللاحقة .فقد حصل اعتراف من جامعة بغداد بكلية الفقه بالنجف

كم تم تعيين خريجي المدارس الفقهية من المعممين مدرسين في المدارس الثانوية والأبتدائية للغة العربية والدين ولم يحصل ان رئيس وزراء يتفقد بنفسه المرجع الديني في المستشفى وقيل كان يقبل يده مثل عبد الكريم قاسم.

قيل ان وراء هذه الفتوى تطبيق قانون الاحوال الشخصية الذي تحمس له الشيوعيين وما يتعلق منه بأمور المرأة يضاف الى ذلك ممارسات الشيوعيين النجفيين ضد عدد من رجال الدين وتجاوز بعض الفتيات بكربلاء قيود الحجاب والظهور سافرات .

غير ان هناك رأيا اخر فهو يتعلق بتعاضم دور الحزب بين العراقيين وما لذلك من تأثير على سطوة المرجعية على الناس في القرى والارياف بما يتعلق بضريبة الخمس الدينية وطقوس عاشوراء التي قد تحل محلها الندوات والمضاهرات وما يتعلق بأحتفالات انصار السلام التي استقطبت الشباب العراقي ومنه شباب المدن الدينية واولاد رجال الدين .

تعدى منطوق الفتوى الحدود العراقية الى ايران لأن الفتوى لم تخصص الحزب الشيوعي العراقي بالاسم . وللحزب الشيوعي الايراني (تودة) حضوره بايران وكان يشكل تهديدا قويا لسلطة الشاه الملكية التي كانت على علاقة جيدة مع مرجعية الحكيم . وقد يفهم لماذا نشرت الفتوى بايران بعد عشرين عاما على صدورها بالعراق فقد اعادت صحيفة الشهادة الناطقة بلسان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية نشرها بايرن عام 1982 الذي قصد منها المساهمة بضرب حزب تودة بعد انقلاب الخميني عليه مع ان الحزب المذكور ساهم مساهمة فعالة في ثورة 1979 وصدرت له جريدة مردم وكان على صلة بقادة الثورة خاصة ابو الحسن الطالقاني . بالرغم من ان المجلس الاعلى تجمعه بالحزب الشيوعي معارضة صدام التكريتي .

ومع ذلك ضلت المرجعية بزعامة محسن الحكيم تترقب سقوط الثورة وبعد انقلاب 8 شباط الاسود حصل الظابط القومي والطائفي عبد الغني الراوي على( فتوتي قتل) بحق الشيوعيين واحدة من الشيخ الخالصي بالكاظمية والثانية من محسن الحكيم بالنجف . فقد جاء في نص فتوى الخالصي الذي قاتلت ميليشياته مع الحرس القومي صبيحة 8 شباط ضد عبد الكريم قاسم والشيوعيون (الشيوعيين مرتدين وحكم المرتد القتل وان تاب وان كان متزوجا وحكم الزوجة والاولاد وان كان لديه اموال منقولة او غير منقولة وحصة الامام) هذا ماجاء فيها رغم اني لم افهم كل مافيها ثم اخذ عبد الغني الراوي الفتوى ذاتها من الحكيم بعد زيارته الى النجف .

وتكليف القتل الذي ايده الحكيم والخالصي . اصدره مجلس قيادة الثورة لتطبيق الشريعة ب11600 شيوعي ودفنهم بقبور جماعية . ويروي الراوي حكاية القرار الذي كلفه به رئيس اركان الجيش طاهر يحيى التكريتي (ان مجلس قيادة الثورة قرر تطبيق الشريعة الاسلامية في حق الشيوعيين بالقتل وان هناك في نقرة السلمان حوالي 9000 الاف شيوعي وهناك حوالي 2600 شيوعي موقوفين في مخافر الشرطة في جميع انحاء العراق وبما انك رئيس المحكمة التي حاكمت عبد الكريم قاسم أذن تكون رئيسا لهذه المحكمة ايضا وانت بعد غد تذهب بالطائرةالى نقرة السلمان بينما غدا تتحرك جماعة تنفيذ الرمي بالسيارات والشيوعي ينفذ به الاعدام فورا ودفنون بمقابر جماعية وسترسل بلدوزر لهذا الغرض مع جماعات التنفيذ مع نقود ومخصصات كثيرة توزع حسب ما تراه) وعبد الغني الراوي هو الذي قصده الضابط السوري عدنان عمران الذي يقول انه مرة كان جالسا مع قياديي 8 شباط كلف باعدام 12 شيوعي فرفض قائلا انه لن يتحرك من مكانه الا لاعدام 500 شيوعي .

هنالك ظاهرة ملفتة للنظر ان رجال الدين رحبوا ايما ترحيب بالثورة البلشفية حينها فالخالصي نفسه قد حث والده على الاتصال بالبلاشفة وكانت النجف وقتها تبحث موضوع التوافق بين البلشفية والاسلام . فقد كانت ااثورة الروسية تاثيرا كبيرا على العناصر الاكثر اطلاعا وثقافة ضمن الحركات الاسلامية مثال عبيد الله السندي احد الزعماء الرئيسيين لمدرسة ديوباند الذي سافر الى روسيا للقاء لينين ومن سخرية القدر ان الورثة الحاليين لنفس المدرسة هم القادة الرئيسيين لحركة طالبان وعالم اسلامي اخر هو مولانا حسرت موهاني كان متأثرا جدا بالثورة البلشفية الى درجة جعلته ينتقل الى اليسار واصبح السكرتير العام للحزب الشيوعي في الهند 1924 .

لكن التغيير الذي حدث ان الاصوليين وجدوا صعوبة في الحصول على دعم الشعوب في البلدان الاسلامية لان التيارات اليسارية اكتسحت هذه البلدان في موجة بعد اخرى وما كان لديهم بديل سوى الارتماء في احضان الاقطاعية-الرأسمالية وبتستر من الامبريالية العالمية . فقاموا بالتجسس والتخريب وقتل النشطاء اليساريين وضربوا مكاتب الصحف وحاصروا النساء وشنوا اعمال العصابات واصبحوا ادات رئيسية للرجعية والثورة المضادة . وهكذا ابيد اكثر من مليون شيوعي وعائلاتهم في اندنوسيا على يد حزب صرخات الاسلام واثناء الحرب الاهلية في شرق البنغال لعب الجهاز الارهابي للجماعة الاسلامية الشمس والبدر بالتحالف مع الجيش الباكستاني وهو ما ادى الى اغتيال مئات الالوف من النشطاء اليساريين البنغاليين من عمال وطلبة و مثقفين وفلاحين واكثر من 100الف أمرأة جعلن حبالى . كذلك فان منظمات اصولية اسلامية كحماس تم بعثها من قبل الموساد بهدف زعزعة منظمة التحرير الفلسطينية وتخريب تجذر اليسار في داخل الحركة الفلسطينية .

اما في العراق فان العامل الاقتصادي يضل ظاهرا دوما . فالسادة ورجال الدين كانوا يماكون في العراق حتى عام 1958 434 من مساحة الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة . وكانت كثير من الانتفاضات في الفرات التي يقوم بها السادة تتوافق مع وقت التقييم السنوي لمحصول الرز كذلك ماحدث في عام1920 ان السادة الذين لعبوا دورا كبيرا في الانتفاضة المسلحة كانوا السادة العشائريين الرئيسيين لقطاع الشامية من الفرات كالسيد نور الياسري وهادي آل مكوطر ومحسن ابو طبيخ وكلهم من كبار الملاك للاراضي . وبالطبع لم تكن الحرية الوطنية هي ما كان يسعى اليه هؤلاء السادة بل حرية حكم عقاراتهم وفلاحيهم بالطريقة التي اعتادوها . وكانت السيطرة المباشرة التي فرضها الانكليز على المنطقة والنظامية والفاعلية اللتان سارت بهما السلطة في جمع العائدات من اكثر ما اثار سخط السادة .

وعودة الى الى الفتوى القاتلة فأن لقاء الحرس القومي مع المرجعية الدينية وكل المتضررين من ثورة 14 تموز من ملاكي الارض والتجار الكبار الذين جمعوا الاموال لتقويض الثورة ترتبط اولا بالخطاب الديني الملفق الذي مارسه البعثيون لمجابهة الحزب الشيوعي واقتنع به رجال الدين .

ويبقى التساؤل هل كان هناك تنسيق بين المرجعية الدينية والقطار الانكلوا اميركي . لا استطيع الجزم بذلك لكن ما رواه الملك حسين لمحمد حسنين هيكل يوحي بأن الامر كان قد خطط اليه بدقة لا تسمح بترك شريحة مهمة مثل رجال الدين بدون تنسيق (كانت اعتقالات 8 شباط تتم بقوائم موضوعة مسبقا وهذا ما اكده الملك حسين بعد 7 اشهر في حديث شخصي مع محمد حسنين هيكل وقال ان ماجرى في العراق يوم 8 شباط قد حظي بدعم الاستخبارات الاميركية. لقدعقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الاميركية وعقد اهمها في الكويت وان محطة اذاعة سرية كانت تبث الى العراق يوم 8 شباط تزود رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين للتمكن من اعتقالهم واعدامهم )

ومثلما انتهى الوفاق بين البعثيين ومرجعية الخالصي بالكاظمية اصبحت مرجعية الحكيم متهمة بالجاسوسية بعد 17 تموز 1968 وان يلا حق احد ابرز ابناء الحكيم السيد مهدي الحكيم بهذه التهمة المزيفة ويطوله النظام فيما بعد بعملية اغتيال بالخرطوم اثناء حضوره مؤتمرا اسلاميا عام 1988 بالتعاون مع حسن الترابي .ثم التصفيات الجماعية التي تعرض لها حزب الدعوة واعدام الشهيد محمد باقر الصدر الذي وصفته المخابرات العراقية بالمجرم الفارسي . ومن المفارقة ان احد الخلافات التي قوضت الجبهة الوطنية 73-78 التي كانت بين الحزب الشيوعي وحزب البعث هو تاييد الشيوعيين عبر جريدتهم العلنية طريق الشعب وبياناتهم للثورة الايرانية .



انظر:حنا بطاطو-الطبقات الاجتماعية

نديم المحجوب-خطر الاصولية الاسلامية

رشيد الخيون-الاديان والمذاهب في العراق



#ضرغام_البطيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجاع الحنين يهود العراق وعودتهم
- العصر الذهبي للاسلام النفطي
- الحج كطقس ايوتيكي
- قصة من الانفال
- اسئلة للنوم
- المقد س الهزيل


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضرغام البطيخ - المباخر القاتلة