أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضرغام البطيخ - العصر الذهبي للاسلام النفطي















المزيد.....

العصر الذهبي للاسلام النفطي


ضرغام البطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما ينادي الاسلامويون بالعودة الى الماضي الذهبي. نسأل انفسنا متى كان هذا الماضي ذهبيا واين
نجده في تاريخ الاسلام السياسي.ام كان على بساط الواقع ماضيا صراعيا يحمل كامل تناقضات تاريخ
الاسلام السياسي.بشكل خاص الصراع على السلطة الذي اخذ منذ البداية شكلا دمويا الى جانب التناقضات الاجتماعيةالتي كانت تتصف باللانسانية.
هل كان العصر ذهبيا حين لم يمض على وفاةمحمد بضع سنوات حتى جمع افراد الطبقات العليا من العربثروات طائلة وعاشو في ضياع مترفة يقوم بالعمل فيها مئات الارقاء وكان الفلاح يعمل طوال اليوم ولا يكسب الاما يكفيه لكي يبقيه حيا. وهل كان الناس متساوين ام يقوم المجتمع على السلمية الطبقية والقومية يصنف الناس بعضهم فوق بعض بالنسب ويرسخ التفرقة العنصرية لدرجة كان العربي لا يصلي احيانا وراء الامام المولى. هل العصر الذي تجلى باسواق الرقيق الابيض في بغداد والبصرة ودمشق واعطىللسيد الحق بمضاجعة جاريته هو السبيل لمرضاة الله ذهبيا. ام عصر اولئك اللذين ترفوا
فاسرفوا فاطعموا كلابهم الدجاج عجز الناس عن ايجاد الرغيف لدرجة ان شاعرا مثل ابي المخفف عاش ايام المأمون كان يطوف شوارع بغداد يسأل الناس رغيفا اوكسرة خبز. حتى قال شاعر بغدادي في وصف بغداد:
بغداد دار لاهل المال طيبة
وللصعاليك دار الضنك والضيق
امشي مظاعا في ازقتها
كأنني مصحف في بيت زنديق
هل كان هذا العصر بتمايزه الطبقي الحاد وفوارقه الاجتماعية الصارخة بين الناس وحكمه الاوتوقراطي الوراثي الذي فرض الاذعان الغير مشروط للحاكم المستبد لخليفة الله الذي فرض نفسه مؤتمنا على اموال البلاد ورقاب العباد هو عصر الامة الذهبي.
علما ان نظام دولة الخلافة المطلوب تجسيده والعودة الى قوالبه اعتبر فيما مضى خيانة كبرى لمحمد
وخروجا على مباديء الاسلام من قبل القوى التي ثارت على عثمان وبني امية ومن كان معهم من حديثي الثراء من الصحابة ومن ورائهم من ابناء الطلقاء وارستقراطية قريش.
اجل ان قضية شكل السلطة ونوع نظام الحكم يجب ان يخضع اولا واخيرا لسلطة الشعب اذ هو وحده صاحب الحق الشرعي الاوحد في تقرير نوع ومضمون شكل السلطة وفي تحديد مضمون ودور المؤسسات التي يجب ان تعتمد عليها عن طريق الحوار الديمقراطي العلمي الحر.
حيث ان مفهومالديمقراطية يتعارض والحكم الاوتاقراطي.
ان كل دعوة للعودة الى الماضي تعني خروجنا خارج الرؤية التاريخية وتبني الرؤية اللاتاريخية.
تعني موت حركة التاريخ وجمود سيرورته وتحويل طموحات الناس بشكل تقهقري ولا يمكن ان تكون نهاية هذا التوجه سوى دفع المجتمع الى الموت بصيغة انتحارية في سبيل اهداف طوباوية وممارسات وطموحات تسير عكس الحركية التاريخية للمجتمع. فلو حد ث ونجح الاسلام السياسي
في استلام السلطة فانه لن ينجح في بناء مجتمع مدني حديث متطور. لانه يطرح شعارات قيمية مجردة وامنيات سلفية ماضوية مقتصرة على الجانب الدعائي مثل (الاسلام هو الحل) دون ان تقدم رؤية برنامجية تنموية موضوعية تساعد على اخراج مجتمعاتها من اوضاعها المتردية والمتخلفة
اجتماعيا واقتصاديا.
حيث تفشت البطالة في اوساط الشباب واستشرت عمليات التمايز الطبقي والفرز الطائفي. لذلك كل هدف يعتمد الماضوية السلفية منطلقا وغاية هوهدف طوباوي لانه يسير عكس حركة التاريخ ويعيش دائما على مستوى تخوم الاحلام اذا لم تكن اوهاما لان الحلم لا يعترف باطار الزمان والمكان وهذا ما يجعل صورة المستقبل الآتي لهذه المجتمعات في نظر هذه الجماعات هي نفس صورة الماضي كما كان ينبغي له ان يكون وهي صورة رومانسية غير واقعية تزين الحلم بالمستحيل.
والاسلام النفطي لا ينجح الا في تقديم نماذج استعلائية اصطفائية عنصرية تمارس العنف الديني.
فالاصطفائي ينموا لديه شعور بالسمو والاستعلاء على الغير لدرجة يعتقد انه وحده دون غيره يمتلك الحقيقة المطلقة. ويتحول الاصطفائي من الكلمة المكفرة الى الرصاصة القاتلة والقنبلة المدمرة.
معتقدا ان انه ينفذ حكم الله على الارض بينما هو في الحقيقة ليس اكثر من قاتل وطاغية يجرم بحق نفسه ويجرم بحق رفيقه في المجتمع . اما اللذين وصلوا الى السلطة من هذه الاصوليات فلم يقدمو الى شعوبهم الا اشكالا من الحكم يجمع بين الدولة التوتاليتارية الجديدة ذات الصفة الدينية والدولة الثيوقراطية القديمة التي تعبر عن نزعة سلطوية تقود دائما الى المواجهة باسم الدين.
ولم تجن شعوبهم من مآثر حكمهم الاصولي سوى عودة الاستبداد الشرقي وممارسة التعذيب والمحاكمات السريعة والحرص الشديد على تطبيق ما يسمى النظام الاخلاقي في الاسلام.
مثل سجن المرأة في البيت وتحويلها الى فاكهة لذة للرجل وطاهية. بتزيم دورها في الحياة والمجتمع
وتجريدها من حقوقها الانسانية.
يقول محمد اركون ان الحركات الاسلامية المعاصرة انها اذ تستخدم الشعارات الدينية في عملية التجييش السياسي تكشف عن الرهانات المادية والزمنية لاهدافها ومقاصدها .لقد فرغت الشعارات الثيولوجية المستخدمة حاليا من مضامينها الدينية التي سادت في الفترة الكلاسيكية واصبحت مجرد وسيلة للصراع الايديولوجي ومواجهة الخصوم والنزوع الى السلطة. انها تشكل قشرة خفيفة وغطاء شفافا يكاد يخفي بالكاد تلك الرهانات السياسية والدنيوية التي تقع تحته مباشرة. نقول خصوصا ان نفس الشعارات او الآيات او الفتاوي تستخدم في سياقات متعددة واحيانا متناقضة لدعم نفس الاتجاه السياسي او ضربه بحسب الحاجة.
لذلك فان كل فكر ديني يطرح اسم الاسلام للتداول ويمنح طغيان السلطة السياسية ويكرس التخلف في الحياة الانسانية بتكريس ترديد الاذكار والاوراد والممارسةالعلنية الاستعراضية للشعائر الدينية والتباهي باطلاق اللحية وحلق الشوارب والاكل باليدي وحمل المسابح الطويلة والتمسك بارتداء الزي الاسلامي. ان فكرا من هذا النوع هوفكر متخلف لن يكتب له البقاء وديمومة التفاعل مع الحياة.
اجل ان كل فكر لا يستطيع ان يتحرر من مقولات الارتداد الى الماضي . لن يستطيع ان يعلي منائر العقلانية والحرية والمشروعية الديمقراطية ويطور حياة الناس وافكارهم وقيمهم في الزمان والمكان.
انظر:توظيف المحرم:سليمان حريتاني
الفكر الاسلامي قراءة علمية:محمد اركون



#ضرغام_البطيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحج كطقس ايوتيكي
- قصة من الانفال
- اسئلة للنوم
- المقد س الهزيل


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضرغام البطيخ - العصر الذهبي للاسلام النفطي