أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرمين خفاجى - المسرح الفرعونى















المزيد.....

المسرح الفرعونى


نرمين خفاجى

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 05:27
المحور: الادب والفن
    


اذا افترضنا أن فن المسرح فى نشأته الأولى لم يكن إلا منبرا للأدب الدينى.فإن المصريين القدماء بلا شك قد سبقوا الإغريق فى ممارسة هذا الفن. فالديانة المصرية القديمة غنية بالأساطير التى كانت تمثل فى الإحتفالات الدينية والأعياد .
وهناك شواهد عدة تشير الى معرفة المصريين القدماء بهذا الفن .بل وتدل ايضا على انه نشأمع هذه الحضارة التى لعب فيها الدين دورا كبيرا .
ومن هذه الشواهد برديتان ،إحداهما فى برلين والأخرى بالمتحف البريطانى ،تحمل كل منهما بعض الإرشادات المتصلة بالإخراج المسرحى .والحوار الذى تتضمنه هاتان البرديتان حوارا يتصل بالمسرح اكثر من اتصاله بالطقوس الدينية ،فمثلا جاء ببردية برلين "تختار إمرأتان ممشوقتا القد وتجلسان على الأرض أمام البوابة الأولى للقاعة الواسعة ويكتب على منكب الأولى إيزيس وعلى منكب ألأخرى نفتيس وفى يمنى كل منهما ابريق من القيشانى قد ملىء ماء وفى يسرى كل منهما أرغفة من خبز منف "(1)
اما بردية المتحف البريطانى فتقول :"تختار فتاتان عذراوان طاهرتا الجسد وقد حف شعر جسديهما وزين رأسهما بزهرتين وتمسك كلتاهما بدف فى يدها وقد كتب إسماهما على منكبيهما الأولى إيزيس وألأخرى نفتيس وتغنيان مقطوعات هذه الكراسة فى حضرة الإله".(2)
وهناك أيضا دليل أثرى أخر على وجود مسرح فرعونى ،ويرجع تاريخ ذلك الأثر الى الألف الثانية قبل الميلاد أى فى اوائل الأسرة الثانية عشر "1580ق.م" وهو عبارة عن لوحة جنائزية وجدت بإدفو نقش عليها إهداء إلى الإله حور من شخص يدعى "ايمحب" كان تابعا لممثل متجول ،وقد جاء فى هذا النقش "كنت ذاك الذى يتبع سيده فى كل جولاته دون عجز عن الاداء وكنت ارد على سيدى فى كل ادواره فإذا هو قام مقام الإله قمت أنا مقام الحاكم وإذا امات هو احييت أنا"(3)
ثم يفصل ايمحب بعد ذلك جولاته المسرحية مع استاذه فيذكر إنه وصل حتى بلدة "ميو"على اطراف النوبة ،كما صعد إلى الشمال حتى مدينة اواريس التى كانت قد حررت من أيدى الهكسوس،وتدل هذه اللوحة على انه كانت هناك عروض مسرحية ذات طابع درامى متميز يقوم على حدث حقيقى وأنه كانت هناك ادوار توزع على الممثلين الذين كان منهم ابطال للعرض وآخرون يقومون بأدوار ثانوية ،ويبدو من نقش "ايمحب" أن ذلك النص الدرامى يشتمل على إله سفاح يتحداه واحد من البشر هو الملك فيرد الحياة الى كل من يسلبه الإله حياته ،وهذا الخيال لا يناقض الأسطورة الدينية المصرية التى تقوم على تقديس الآلهه ،بل يؤكد أيضا على الوهية الملك او الفرعون ،كما رسخها الكهنة فى وجدان المصريين .
ايضا يدل هذا النص على ان ما كان يحدث فى التاريخ السحيق فى الفترة الفرعونى لا يختلف عما كان يحدث من عدة عقود قريبة بالريف المصرى من حلقات للسامر او ما يؤديه الممثلون المتجولون فى الموالد والأعياد .
أما اكثر الآثار الموجودة دلالة على وجود مسرح مصرى قديم فهو حجر من الجرانيت الاسود يرجع الى عصر الملك شباكا "القرن الثامن ق.م" إلا انه يعتقد أن أصل هذا النقش يعود الى عصر الاسرة الأولى "القرن 32 ق.م" وهذا الاثر قد حدث له تلف كبير حيث استخدم لعدة اعوام كرحى طاحون مما ادى الى محو جزء من معالمه .
وقد نقش على هذا الحجر نص درامى لأسطورة خلق بتاح إله منف للعالم وكذلك اسطورة اوزيريس ،ومن اهم فقرات هذا النقش نص درامى يجمع فيه الإله جب اله الأرض التاسوع الإلهى ليحكم بين حورس وست .(4)
هناك ايضا لوحة اخرى شهيرة استخلص منها نص درامى عنوانه "ميلاد حور"جاء فيها على لسان ايزيس :
"انا ايزيس التى حملت من زوجها وولدت له الإله حور،لقد ولدت حور ابن اوزيريس بين مستنقعات "خميس"
وكنت على ذلك جد مغتبطة
لانى توسمت فيه الاأخذ بتأر ابيه
وكم كنت حريصة على أن أخفيه
فغيرت من ملامحه حتى لا يمتدوا اليه فيقتلونه
وكنت اخرج من مكان الى مكان سعيا وراء القوت "
ثم تبدأ ايزيس تلهب مشاعر الجمهور وتوقظ فيه الأسى فتقول:
"وابؤساه ها هو وحيدى يتضور جوعا
فاغر الفم يلتمس الغذاء ولا غذاء
فلقد جف عودى وثدياى خواء
واطفلاه
لقد طرحتك جانبا حين جف المعين
أسعى فى الأرض وراء القوت
قوتا يقيم أودى وأودك
آلا ما أفظعه من جرم
كيف أترك طفلا لا حول له ولا قوة وأتركه على ذلك زمنا
وما به من قدرة على ان يعين نفسه
ولا أن يستخدم الجرة وحده
لقد ولولت ما شئت ان أولول
وما كان أخشانى أن يدل صوتى على
فأبى فى العالم الثانى
وأمى فى دار الخلد
وأخى الأكبر مسجى فى تابوته
بعد ان اثخنه اعدائه بالجراح
وبعد أن طعنه طعنته الآثمة
ذاك الذى امتلأ قلبه حقدا على
وأخرجنى من بيته مشردة لا أعرف لى مأوى
وصحت عندئذ :رباه ليس لى على وجه الأرض من مغيث
وليس لى من بينهم راحم يحمل قلبه ذرة من الرحمة
ولقد فزعت الى سكان المستنقعات
فخفوا الى عونى
لقد ترك الصائدون صيدهم وهرعوا الى حين سمعوا صوتى
وقد هالتهم المأساة فإذاهم جميعا يبكون احر بكاء
وانعقدت الألسنة فى الأفواه
فلم يستطع واحد منهم ان يفصح
عما يحس من ألم ويجد من أسى
لقد بكوا جميعا وما أكثر ما بكوا
ولكن لم يكن بينهم منيرد الى الطفل حيا"
وهنا ينفرج المشهد اذ تدخل المسرح شخصية جديدة هى الإلهه "سرقت" ترتدى قناعا على شكل عقرب وقابضة بيمينها على علامة "عنخ" رمز الحياة ،وتخترق "سرقت" الحشود إلى الطفل حور المطروح على الأرض وتحملق فيه ثم تنظر إلى الأم وتقول:
"ليس عليك من بأس يا حور
وانت يا أم الإله لا تقنطى
فطفلك فى حرز بين هذه الأحراش آمن
ولا قبل لأعدائه باقتحامه
ولن يعرف الموت اليه سبيلا
هكذا قضى آتوم رب الأرباب
الذى فى السماء فوهبنى الحياة
لن يطأ هذا المكان ولن يحوم حوله
سيظل حور فى أمان ولن يمسه أذى
سوف يحدث هذا له
وسوف يعيش حور من أجل أمه"
ثم تمعن سرقت النظر إلى الطفل وتقول :
"ما من شك فى أن عقربا لدغته
أو ان دابة من دواب الأرض نهشته "
وما أن تسمع ايزيس ذلك حتى تجثو على الأرض الى جانب حور وتتشمم فمه حتى تدرك ما به فإذا هو قد سم كما قالت الإلهه سرقت فتنكفىء عليه تحضنه وتقبله فى لهقة ثم تنتصب فى خفة وسرعة وتتلفت هنا وهناك فى ذهول وهى تقول :
"ها هو حور قد لدغ يا رع
ابنك حور لدغ
لدغ حور لدغ حور
وريثك على مماكة شو
لدغ حور لدغ حور
الرضيع الذهبى
الطفل الذى فقد أباه وهو فى بطن أمه
لدغ حور لدغ حور
ابن اوزيريس من الإلهه ايزيس
لدغ حور لدغ حور
ذلك البرىء الطاهر
النضير بين الألهة
لدغ حور لدغ حور
الذى سعدت به يوم ولادته
لإننى شممت فيه من سيثأر لإبيه
لدغ حور لدغ حور
الذى ذاق الخوف فى بطن أمه
وعاش قلقا فى هذا المأوى
آلا ما أشوقنى أن اراه حيا
طوبى لذلك الصديق الذى يرد اليه الحياة "
ويتململ الطفل من شدة الألم وهو يرسل أنينا متقطعا يحز فى النفوس وتنخلع له القلوب ،وهنا تأتى نفتيس أخت ايزيس على صراخ الطفل مهرولة باكية مولولة فإذا ارجاء المستنقع تردد صرخاتها وولولتها ،ثم تخاطب ايزيس قائلة :
"ايزيس يا أختاه
ارسليها صيحة مدوية نحو السماء
كلها ضراعة وكلها ابتهال
وسوف تستجيب لكى السماء
وسوف لا يمضى زورق رع بملاحيه
وسوف يقف مكانه حيث هو
الى ان ينهض إبنك حور من مرقده "
وهنا تطلق ايزيس صيحاتها تسأل السماء،واذا بتحوتى إله الحكمة يظهر وهو يقول :
"ماذا وراءك يا ايزيس
ماذا وراءك يا ايزيس أيتها الإلهه المجيدة التى تجرى الحكمة على لسانها
هل ثمة مكروه حل بإبنك حور؟
حور الذى هو فى حماية زورق رع
ليحتجب النور وليعم الظلام
فلا يكون نهار حتى يبرأ حور
وينهض سالما يسعى إلى أمه "
فترد عليه إيزيس:
"ما أرق قلبك يا تحوتى
اخشى ما اخشاه أن تكون قد حللت بعد فوات الأوان
وأن تكون الفرصة قد ضاعت
ولكن أنت الرب الأعظم
وبيدك مقاليد الأمور تصرفها كما تريد"
ثم تنظر اليه وتقول :
"ها هو ذا حور يتألم من لدغ السم
وامصيبتاه أن هذا النحس الذى طالعه
سوف يصاحبه الى الممات
ألا فعلى العالم السلام إن اصيب وحيدى بمكروه
وليلفظ الوجود انفاسه
وهل اجدنى راغبة فى الحياة من بعده
ما هنئت بالدميا إلا منذ ولدته
لأنى رجوت فيه من يثأر لأبيه "
ثم تلتفت لأبنها:
أى حور أى حور
"لتبقين على الأرض
فأنا منذ حملت بك وأنا أحمل أملا
فى أنك سوف تحقق ما تصبو إليه روح أبيك
الا إنهض ايها الوليد لتسترد ملكا كادوا ينزعوه منك "
وبعد ان يشفى حور نرى الآلهه فى مجلس عقدوه للنظر فى قضية ست وحور ليحكموا فيها .
ويتكلم حور وتتكلم ايزيس ويتكلم ست ،ثم تحكم الآلهه لحور،وفى آخر المشهد يرحل تحوتى وهو يقول : إن العالم ينتظرنى .(5)
وهكذا نجد أن ما جاء بهذا الأثر لم يكن مجرد سرد قصصى وخاصة وأن للسرد القصصى فى الأدب المصرى القديم نمط اخر،كا وأن تلك الخاتمة التى ختم بها تحوتى فصول المسرحية تعد من الحيل المسرحية التى يعيش عليها المسرح حتى الآن .
وتدل كل تلك الشواهد الأثرية على وجود مسرح مصرى قديم وأنه كان يوجد ثمة مسرح دنيوى الى جانب المسرح الدينى ،وكانت هناك مسرحيات دنيوية تخالف تلك المسرحيات الدينية موضوعا وروحا .
وبالإضافة الى نص ميلاد حور الذى يرجع الى الألف الثانية ق.م توجد نصوص مسرحية اخرى "ايزيس وعقاربها السبع ،وملهاة صريحة بعنوان "هزيمة أبو فيس "
كما وجدت مسرحيات سياسية مثل عودة ست ،وهى مسرحية سياسية عميقة ضد الفرس .
أما عن أماكن اقامة العروض المسرحية فى ذلك الوقت المبكر فالشواهد تشير الى انها كانت تقام فى المعبد ، ونستنتج هذا ايضا من لقب ايمحب حيث كان لقبه المشرف على القاعة الواسعة والتى ربما يقصد بها بهو الأعمدة فى المعابد المصرية ،أو ربما ايضا قصد بها قاعة واسعة كان يهيئها له الحاكم او الاعيان لاقامة العروض .
اما عن الملابس فكان الممثلين يرتدون أقنعة فى أدوار الآلهة ذات الأشكال الحيوانية فقط ،بعكس الممثلين الأغريق الذين كانوا يرتدون الأقنعة فى كل الأدوار .
وقد تم العثور على اقنعة لحيوانات وهى موجودة بالمتحف المصرى ،وكانت اقنعة الآلهة تستخدم بشكل عام فىالأحتفالات الدينية المختلفة.
وهكذا نجد ان المسرح المصرى قد سبق المسرح الأغريقى فى نشأته ولقد عاش المسرح المصرى بشكل اساسى مرتبطا بالدين وملازما له ،حتى اذا اختفى هذا الدين من الحياة المصرية اختفى معه المسرح ،وعلى العكس من ذلك المسرح اليونانى الذى نشأ ايضا مع الدين إلا انه لم يلبث أن استقل عنه وعن المعبد فامتدت حياته.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هنرى بريستد فجر الضمير
(2) الفنون المصرية القديمة – د/ ثروت عكاشة
(3) نفس المرجع
(4) فجر الضمير
(5) نفس المرجع



#نرمين_خفاجى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط والاضطهاد والمواطنة والدستور
- ثورة القاهرة الاولى
- تعاليم السيد جمال الدين فى وجوب اصلاح الدنيا والدين
- منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات
- شعوذات حكام بأمرهم
- الثورة الفرنسية وملحمة الحرافيش
- على هامش الاحتفال بيوم المرأة المصرية ..قراءة فى دفتر احواله ...
- انا وطنى وبنشد وبطنطن
- على مقهى التهييس السياسي


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرمين خفاجى - المسرح الفرعونى