أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - آيديولوجيا التطرف والعنف














المزيد.....

آيديولوجيا التطرف والعنف


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



العنف بغطاء سياسي هو البحث عن المشروعية في عالم السياسة المتقلب، حيث تكثر فيه الدسائس وصراع المصالح، ويحاول كل طرف تغطية أهدافه بقناع المبادئ والأخلاق والتصورات المثالية، وكلما كانت الأفكار متعالية وبعيدة عن الواقع، يكون العبء والضغط على الإنسان مهلكاً، ويصل في بعض الأحيان إلى العمل من أجل تبديل طبائع الإنسان باسم فكرة سياسية تتلبس غطاء دينياً.
ولو نظرنا إلى تاريخ المنطقة العربية الإسلامية لوجدنا أن الدين قد تم تجييره من قبل السياسة، وأصبحت معظم مراحل تاريخ هذه المنطقة تتمثل بالظلم والجور والتعسف، وحتى الفترة القصيرة من زمن التأسيس والتي تعتبر ذهبية، كانت محل اضطراب وتنازع واقتتال وبعدها خيمت على العالم الإسلامي المظاهر الدنيوية في السياسة.
فأصبحت المعارضة تبحث عن عالم مثالي خارج التاريخ يمثل أحلامها في الحرية والعدالة، ولكن عدالتها الخاصة من منظور الطائفة التي اعتنقت هذا المبدأ لكي تسقطه على باقي الطوائف والأديان.
هذه الفجوة بين الدين والسياسة حاولت الحركات التي تسمى الإسلام السياسي، توظيفه من خلال الهوة القائمة بين الدولة والمجتمع وافتقاد المجتمع المدني وانعدام المشاركة السياسية وتوارث المناصب والنفوذ والامتيازات، إضافة إلى الانكسارات السياسية والعسكرية والفشل في مجالات الاقتصاد والتنمية، وقد أدى ذلك إلى النزوع نحو العنف والقوة كأداة لحل المتراكم والمتفاعل من الأزمات والمشاكل التي تفاقمت وتزايدت على نحو غير طبيعي مما أدى إلى انسدادات فكرية ونفسية وروحية ساهمت في دفع العديد من الناس إلى تبني العنف كخيار أخير لتغيير الدولة والمجتمع. إن النظرة المطلقة للتاريخ تجعله خاضعة للأهواء والرغبات والأحلام وتصوره على إنه دائري يمكن استعادة أية نقطة أو طور سياسي أو اجتماعي، إذا خلصت النيات وصدقت النفوس وتعالت الأرواح عما هو مدنس ودنيوي.
هذا التبسيط للتاريخ يعمل على رجم التحولات والتغيرات والتي أصبحت واقع حال، فيصبح إلغاء الآخر ونفيه والقضاء عليه كأنه من الواجبات الدينية لأنهم يعتبرون عصراً جاهلياً ينبغي تغييره على وفق النموذج التأسيسي المختلف عليه.
ولكن للزمن سيره غير المتوقف أو المتباطئ وهو أشبه بالنهر المتحول الذي ليس هو نفسه في كل مرة، كما يقول أحد الفلاسفة. ما زال في النفوس حنين إلى طفولة الجنس البشري وهذا الشيء، حدث في أوروبا عندما شعر الكثير من الناس أن حياة المدينة قد سرقت من الإنسان الوداعة والبراءة.
وتلاصق العنف بعجلة التطور وتزايد حتى أصبح كالسرطان يهدد شعوب الأرض ويفقد العلائق الاجتماعية الدفء الإنساني والروح الحميمة التي تضفي على الوجود المعنى والرمز والاطمئنان، وأصبح الإنسان ترساً صغيراً في ماكنة هائلة تطحنه كل يوم دون أن تعطيه سوى القلق والشك واللاانتماء، بحيث انهارت المقاييس والقيم في عالم عاصف هادر في حركته ومسعاه وصيرورته اللامتناهية بآفاقها المجهولة على عالم من المتناقضات ولأضداد والتي تبدو للعقل إنها غير متسقة مع حركة التاريخ.
ويبدو أن الواقع الاجتماعي في مجتمعنا منفصل عن الفكر ومتباعد عنه، وهذا ما يجعل عملية اختراق الواقع والولوج في طياته والتحكم بأحداثه ورسم آليات عمله، مهمة صعبة ومتعذرة، مثلما أن رصد وضبط وتحليل معطيات المراحل التاريخية منفلتة عن الفاعل التاريخي.
إن ضمور القوى الفكرية والسياسية وتحول الأفكار والرؤى النقدية إلى صوفية ورومانسية تتداعى وتتسرب من خلالها الأوهام والتصورات غير العقلانية والغنوصية والدخول في متاهات ودهاليز اليقين المطلق المتحجر في رؤيا أحادية وشمولية قاصرة عن الفهم والاستيعاب. كل هذه التطورات تؤدي إلى العنف.
إن عدم الاعتراف بالأزمة لا يعني أنها غير موجودة، وبالعكس أن إهمالها وتجاهلها يؤدي إلى تفاقم وتصاعد حدة المشاكل وتحولها إلى قنابل موقوتة قد تهدد الجميع في أية لحظة وتؤدي إلى نتائج مهلكة ومؤلمة للكثير من الناس، وهذا الأمر لا يعيه الآخرون بسبب النرجسية العالية وطغيان الأنا بشكل هستيري، فأصحاب هذه النظرة يعتقدون أنهم يمتلكون الحقائق المطلقة والمنزهة والكاملة عن التاريخ والكون والإنسان.
إن مسيرة الإنسان في سعيه الدائم للحصول على المعرفة، وإقامة الجسور مع الآخر، قد تعثرت واضطربت لأن النظر إلى الطائفة أو العرق أو الدين على إنه محدد نهائي للمعرفة والوجود قاد الإنسان إلى التعامل بعنف وقسوة، بددت الكثير من الآمال والأماني في تحقيق سعادة الإنسان.
ويبدو أن العالم بحاجة إلى وقفة صادقة مع الضمير والنفس من أجل إقامة عالم إنساني رحب يجمع كل الأعراق والأديان والطوائف والمذاهب السياسية من أجل مستقبل أفضل



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوكيل والأصيل في التقاعد
- القواسم المشتركة
- الانسان المستوحد بين جحيم الاخرين وجحيم الوحدة
- المصلحة بين الدولة والدين
- ا لعقلانية من سمات المجتمعات المنفتحة
- جدل ا لاد ب والسياسة
- الرئيس السابق
- المرأة تجمل كرسي الحكم
- الحكومات الديمقراطية ناجحة في ميزان أعمالها
- مؤتمرات ولجان ..وجعجعة بلا طحين
- حين تكون الازمات وقوداً لاستمرار الانظمة!
- الموظفون الأشباح وأشباح الموظفين
- عرض كتاب
- القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد
- أغلق المحضر ... ضد مجهول
- الأولوية لحرية المجتمع أم المرأة؟
- الإصلاح السياسي ....اعتراف بالاخر
- بناء دولة المؤسسات.... من أولويات الاصلاح السياسي
- الديمقراطية استحقاق حضاري للقرن الواحد والعشرين
- المشروع القومي بين خيار الشعوب وأزمةالنظام


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحسن - آيديولوجيا التطرف والعنف