أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - الأوراق العراقية في فنلندا















المزيد.....

الأوراق العراقية في فنلندا


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 794 - 2004 / 4 / 4 - 09:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يزل المجتمع الفنلندي يعاني من صدمة "حافلة الطالبات" ، التي تعتبر الأسوأ في كل تاريخ حوادث الطرق في فنلندا ، والتي حدثت يوم الجمعة 19 آذار 2004 ، في بلدة وسط البلاد ، تقع 300 كم شمال العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، والتي راح ضحية لها 23 طالبة في رحلة للتزلج شمال البلاد ، تتراوح أعمارهن ما بين 14 و 17 عاما ، حيث أصيبت البلاد بالحزن والوجوم ، وأعلن الحداد الوطني ، حتى جاءت الأخبار الحزينة إلى فنلندا ، ولكن هذه المرة من بغداد. في الأسبوع الماضي تداولت وسائل الإعلام الفنلندية أخبار الوفد الاقتصادي من رجال الأعمال الذي يتهيأ لزيارة العراق ، من جماعة من رجال الأعمال الفنلنديين أطلقت على نفسها اسم "نادي بغداد" ، والتي تحاول إعادة وإنعاش علاقات اقتصادية قديمة مع المؤسسات العراقية ، وكانت تأمل النجاح في تحقيق مهمتها استنادا إلى كون فنلندا كانت خارج التحالف في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لغزو العراق ، وتبعا لذلك كانت الجماعة الاقتصادية تأمل في ان المؤسسات العراقية المسؤولة عن أعمار العراق تمنح فرص جيدة للشركات الفنلندية للمساهمة في برامج الاعمار. واستعد الوفد الاقتصادي الفنلندي للسفر وأهالي فنلندا ينتظرون صدور قرار محكمة محلية في العاصمة هلسنكي فيما يخص ما عرف في وسائل الإعلام الفنلندية بقضية " الورقة العراقية " ، حيث ان التلاعب ببعض المعلومات السرية ، وكشفها وتسريبها للصحافة اثر على نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية الأخيرة ، التي أعلنت نتائجها في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، يوم 16 آذار من العام 2003. ففي مناظرة تلفزيونية ، على الهواء ، فاجأت زعيمة حزب الوسط ، السيدة " أنيلي ياتينماكي " ، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، السيد " بافو ليبونين " ، والمعروف كسياسي ذي خبرة ، بأنها تعرف الكثير عن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي " جورج ديبليو بوش " ، والذي عقد في واشنطن ، في 9 /12/ 2002. وتحدثت زعيمة حزب الوسط عن ما سمته وعود بافو ليبونين للرئيس الأمريكي بضمان مساندة فنلندا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأيضا حملتهم العسكرية على العراق . واتهمت أنيلي ياتينماكي ، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي بتوريط فنلندا بالموافقة على سياسة الحرب الأمريكية ، وبشكل مخالف لسياسة فنلندا الخارجية السلمية ، وموقفها الذي يجب ان ينسجم مع سياسات الاتحاد الأوربي ، والداعي إلى حل الأزمة العراقية من خلال الأمم المتحدة وبالطرق السلمية. وتبع ذلك تسريب معلومات إضافية إلى وسائل الإعلام الفنلندية ، وكل ذلك أدى إلى ان يحقق حزب الوسط نصرا انتخابيا بارزا أطاح بزعيم الديمقراطي الاجتماعي وسبب تراجع عدد مقاعد حزبه في البرلمان ، وفور ذلك شكل حزب الوسط الوزارة الجديدة ، التي تولت رئاستها السيدة أنيلي ياتينماكي ، لكنها لم تهنأ بمقعد رئاسة الوزراء طويلا إذ راحت وسائل الإعلام الفنلندية وتبعا للأسس الديمقراطية والشفافية في المعلومات وحرية الصحافة التي تضمنها قوانين البلاد تطارد زعيمة حزب الوسط لتعرف مصدر معلوماتها التي وظفتها في الانتخابات، مما اضطر رئاسة الجمهورية لفتح تحقيق في القضية بطلب من الأحزاب الفنلندية الممثلة في البرلمان ، يتصدرهم الحزب الديمقراطي الاجتماعي المتضرر الأكبر، وأيضا دعا البرلمان رئيسة الوزراء لمسائلتها . ومع بدء التحقيقات والمسائلة البرلمانية تفجرت فضيحة مدوية عرفت في وسائل الإعلام الفنلندية باسم "الورقة العراقية " ، إذ كشفت التحقيقات ان الوثائق الرسمية السرية تم تسريبها من ديوان رئاسة الجمهورية ووصلت إلى رئيسة حزب الوسط عن طريق مستشار رئيسة الجمهورية القانوني ، الذي اعترف للشرطة السياسية بفعلته ، فأقيل مباشرة من منصبه . وعلى اثر نتائج التحقيقات اتهمت زعيمة حزب الوسط باعتماد أساليب غير قانونية للحصول على معلومات رسمية سرية وتسريبها إلى الصحافة وتوظيفها في التلاعب بمشاعر الناخبين ، وأمام اتهامها بعدم الأمانة مع الناخب الفنلندي اضطرت زعيمة حزب الوسط لتقديم استقالتها بعد شهرين من توليها رئاسة الوزارة ، وبناء على نتائج التحقيق الرسمي تم إحالتها إلى المحاكمة . وفي يوم الجمعة الماضي ، 19 آذار 2004 ، كانت فنلندا تنتظر صدور قرار المحكمة المحلية في العاصمة ، هلسنكي ، في التهم الموجهة إلى زعيمة حزب الوسط التي أقالها حزبها من رئاسته ، والى المستشار القانوني لرئيسة الجمهورية الذي أقيل من منصبه لعدم أمانته ، وجاءت أخبار " حافلة البنات " المأسوية التي دفعت بالفنلنديين إلى الكنائس للصلاة على أرواح الضحايا ، وهكذا حين صدرت قرارات المحكمة في ظل الحزن والوجوم المخيم على البلاد لم تحتل أخبارها الصفحات الأولى كما كان منتظرا . قرار المحكمة أدان المستشار القانوني لرئيسة الجمهورية الذي اعترف بذنبه ووجد مذنبا بانتهاك الأسرارِ الرّسميةِ ، وبرء الزعيمة السابقة لحزب الوسط ، التي ناور حزبها بإقالتها من زعامة الحزب ، في مؤتمر استثنائي عقد في الخامس من تشرين الأول 2003 ، ليضمن استمرار قيادة الحزب للوزارة ، ومع بدء جلسات المحكمة راح يعد العدة ليوظف قرار براءة زعيمته السابقة في الانتخابات البرلمانية الأوربية حيث تردد انها ستكون من أقوى المرشحات . في ظل هذه الأوضاع ، كانت مجموعة " نادي بغداد " من رجال الأعمال الفنلنديين ، تهيأ حقائبها للسفر إلى بغداد وتطلق التصريحات المتفائلة حول النجاحات التي ستجنيها فنلندا من سياستها السلمية والآمال في الحصول على عقود للمشاركة في أعمار العراق . في يوم الاثنين 22 آذار 2004 ، وفي طريقهم إلى وزارة الكهرباء في بغداد ، كان الموت بانتظار اثنين من أعضاء الوفد الفنلندي حيث أطلقت عليهم النار من قبل نيران قناص مجهول . واثار خبر مقتلهم الحزن ليس في قلوب عوائلهم وأصدقائهم من الفنلنديين ، بل وبين من يعرفهم من العراقيين المقيمين في فنلندا ، فالسيد " سيبو هابانين " ، احد الضحايا ، والذي كان يشغل منصب مدير مبيعاتِ وتَسويقِ في مجموعة إنستو ، وهي شركة فنلندية مختصة بتسويق معدات توزيع الطاقة الكهربائية ، هذا الإنسان تميز بمحبته للشعب العراقي وتميز بصلات جيدة مع ابناء الجالية العراقية في فنلندا ، ويروى عنه انه في رحلات عمله إلى العراق في سنوات الحصار ، كان يملأ حقائبه بالملابس والأغذية والأدوية ويسلمها للعراقيين من معارفه من المهندسين والعاملين . السيد حسين الربيعي ، الباحث في جامعة هلسنكي ، قال لنا عن اخر لقاء له مع الفقيد : " كان فرحا لزوال النظام الديكتاتوري المقبور ، وكان يردد انه الان يمكننا التجول بحرية في بغداد بلا رقابة أجهزة المخابرات " . الجهات الرسمية في فنلندا ، والتي أعلنت انها اوعزت لبقية الوفد بالعودة السريعة إلى فنلندا من بغداد ، كانت حريصة على الاشارة إلى ان العمل الإرهابي لم يكن محددا ضد الفنلنديين ، بل كان يستهدفهم باعتبارهم عناصر أجنبية . وراح البعض من أعضاء الوفد الفنلندي الاقتصادي ، الذي وصل إلى الأردن ، في طريق عودته إلى فنلندا ، وهم بوضع نفسي سئ ، يؤكدون على ذات التصريح ، وبشكل يثير الانتباه ، وكأن الأمر توجيه رسمي ، وهذا يثير أسئلة من نوع : أيكون الامريكان بشكل ما يقفون خلف عمليات القنص ، التي استهدفت أعضاء الوفد الفنلندي ، في رسالة للفنلنديين ، بأنه لا يمكن لهم ان يظلوا بدون عقاب لموقفهم المعارض للحرب ، ورفضهم دعم قوات التحالف في حربها على العراق ؟ ولكن هل هذا يعني ان على الفنلنديين ان يغادروا العراق ، وان لا يفكروا بنيل فرص ما للمشاركة في اعمار العراق ؟؟ وماذا عن السيدة " هيلينا رانتلا " من وزارة الخارجية الفنلندية ، التي ترأس فريق عمل فنلندي خاص ، وصل العراق بطلب من سلطات الاحتلال للتحقيق في موضوع المقابر الجماعية ، التي اكتشفت بعد زوال النظام الديكتاتوري ؟ ان مقتل رجلي الأعمال الفنلنديين ، سيقلق سعي رجال الأعمال الفنلنديين لتحقيق طموحاتهم ، فبوصول خبر مقتلهم الحزين إلى فنلندا بدأت " الورقة العراقية" في وسائل الإعلام تتحول إلى " أوراق عراقية " ، وصارت تحمل ألوانا متنوعة ، فان حمل بعضها لون الفضيحة السياسية ، وحمل بعضها لون الحزن ، والبعض حمل لون الظن والتساؤل حول نوايا الامريكان ، فأن فنلندا هذا البلد المسالم ، المرمي عند حافة القطب ، يظل يبحث عن ألوان مميزة لأوراقه العراقية ، تنسجم وسياسته السلمية ، وروح نظامه الديمقراطي .
23 اذار 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي ...
- بطاقات لعيد 31 آذار
- وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو ...
- لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
- في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
- ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
- بطاقات وفاء في يوم المرأة
- بيـــــــــان استنكار
- قبل 24 عاما … في ذكرى استشهاد الحسين
- هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا- في أول ...
- معنى يوم الشهيد الشيوعي ؟
- الشفافية عن هدر الأموال يا مجلس الحكم !
- لسنا بحاجة إلى إجراءات تشرع الطائفية يا مجلس الحكم !
- خذلتنا يا مجلس الحكم الانتقالي !!
- سيناريو ــ هوامش يابانية
- حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !
- على حافة الشعر
- هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!
- حقا ... من هو - الآخر - ؟
- من يقف خلف الدعوة المشبوهة للحوار مع فلول النظام المقبور؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - الأوراق العراقية في فنلندا