أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد حمودي عباس - أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار تسفيرهم الى بلادهم .. متى سيتم لهم ذلك ؟؟















المزيد.....

أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار تسفيرهم الى بلادهم .. متى سيتم لهم ذلك ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2589 - 2009 / 3 / 18 - 09:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يبدو أنني الان ضحية مباشرة وغير مباشرة للارهاب ..... ويوم 7-7 تاريخ مجزرة مترو لندن ، ألقى ألبوليس الفرنسي ألقبض على سكرتيري ألذي لم تكن له أوراق رسميه فأعيد الى تونس ، وهكذا بات شللي كاملا ولم أستطع منذ ذلك التاريخ املاء جملة واحده ، فهل من متطوع ؟؟ .
بهذه الكلمات ختم الكاتب التونسي العفيف الاخضر احدى مقالاته عن العراق ، كلمات تجسد كل علامات التحدي ومقاتلة قرارات القدر بكل عنفوانه ، انها صرخة تحمل في ثناياها سبة لمجتمعات تفردت بمبدعيها فقذفت بهم الى ساحة اعدائها واعداء حريتها وكرامتها ، فكانت كمن يلهب النار في أوصاله ليموت بمحض ارادته .
ومثلما كان الحال مع العفيفي الاخضر ، كان مع افذاذ العراق من كتاب وفنانين وشعراء وموسيقيين ورواد في التمثيل والمسرح ، فقد قذف بهم قدر وطنهم قبل ان يكون قدرهم الى المنافي وهم يقتحمون ثنايا غربتهم بكل ما يشد رباطهم بمسقط الرأس والعشيرة والزقاق وساحات اللهو الطفولي الجميل .
مات نصفهم واحتوتهم تربة البلاد الغريبة دون أن ينحب على فقدانهم غير المقربين منهم ، وشيعهم صمت لا يعرف لعادات التشييع في بلاد الرافدين من طقوس ، فكانت جنائزهم لا يحيط بها حزن العراقيين حينما يموت لهم ميت .. تراب قبورهم غريب كما هي ديدان تلك القبور ، لا يزورهم في ذكرى الاربعين نواح ولا تتلى عليهم آيات من الذكر الحكيم .. ولا توزع عندهم حلوى الاموات وقرص ( الخفيفي ) العراقي الاصيل .. قبور تنتظر من يزيح ترابها أحد ، ليعيد من تحتويه الى حيث قبور اهله ووطنه .
لقد شعرت بالاسى الكبير وانا اطالع مقالا للزميل نعيم عبد مهلهل وهو يستغيث بالحكومات العراقية الثلاث أن تعينه بنقل رفاة الفنان العراقي أحمد جاسم الاميرمن تراب الغربة الى تراب مدينته الناصريه ، حيث ارتعشت هناك ولاول مرة أصابع هذا الفنان وهو يرسم لوحته الاولى في باكورة عمره كما جسد الزميل نعيم في اروع وصف لتلك اللحظات الطفولية للابداع الانساني الفذ .
أحمد الامير ميتا وشقيقه محمد جاسم الامير حيا .. كلاهما في المنفى ينتظران العودة للوطن ، وخشيتي أن لا تكون تلك العودة غير حلم راود الكثيرين ممن قضوا قبل أن يتحقق ، حتى انتهى في مقابر السيده زينب واحياء مدينة عمان وفي بلدان الدنيا الاخرى .. وكأن الارض كلها تعشق الامتياز العراقي عدا ارض العراق .
من أين للحكومات الثلاث أن تسمع صوت الاستغاثة المنبعث من خارج الحدود وسط كل هذا الصخب المدوي من حولها والمطبق على آذان مسؤليها حتى تنتبه لحل مشكلة الشتات الثقافي العراقي والذي أصبح تناثره بين أمم الارض مملا حتى للغرباء ؟؟ .. كيف لوضع يتطاير منه شرر السباق على المحاصصة حتى طال هذا الشرر ممتدا من اعلى مناصب الدولة الى تعيين الحراس الموسميين بعقود مؤقته أن يلتفت الى شاعر أو موسيقي أو رسام يهدده الموت أو مات فعلا ويطلب النجدة بمنحه استحقاقات جنسية بلاده ؟ .. انني أشك في ذلك غاية الشك .. وليس من التطرف اللاوطني من جانبي ان قلت - على المتميزين العراقيين احياء كانوا ام أموات أن يتريثوا .. فالموعد لا زال بعيد .. وعليهم أن يتكيفوا أكثر مع حيز غربتهم حتى يقدر لهم ان يعودوا الى بلدهم أعزة كرام .. أحياء أو أموات ، مسافرين أو محمولين لا فرق في ذلك .
في عام 1991 ، واحداث احتلال الكويت لا زالت تقضم بالناس ، سقطت مغشيا علي في عرض الشارع على أثر قرحة منفجرة في الاثنى عشري ، وتم نقلي الى احدى المستشفيات المركزية في محافظة النجف ، كانت الحالة حرجة جدا والساعة تشير الى منتصف ليلة عيد راس السنة الميلاديه ، وهذا معناه أن عطلة ستحل في اليوم التالي ، واغلب الاطباء كانوا قد غادروا المستشفى .. استدعي الدكتور صفاء العبيدي وهو جراح معروف لتلافي الحالة الطارئه .. وكان الرجل في نفس اللحظة يعد العدة للسفر الى بغداد ، الغى سفره وهرع الى المستشفى حالا واجرى لي عملية علمت فيما بعد بانها كانت مستعجله وتمت بدون أية فحوصات اوليه لعدم كفاية الوقت ، وشفيت من القرحة بفضل المتابعة المستمرة من قبله ولمدة شهرين متتاليين .. في عام 2004 قرأت على خط الاخبار لاحدى القنوات التلفزيونية نبأ مر على عجل كغيره من الاخبار العادية جدا ، يفيد بان زمرة من غوغاء المليشيات قد اعترضت طريق سيارة الدكتور العبيدي لترديه قتيلا مع سائقه .. وانتهى الخبر . . قتل العبيدي الجراح الكبير دون تعليق ولا ضجه ، وبقي جرح مبضعه يذكرني به على الدوام ويروي لي حكاية جميع من ذهبوا من اكادميين ومثقفين عراقيين ضحايا القتل المجنون بلا حساب ولا حتى ذكرى ، لم تنعى وزارة الصحة فقيدها الضليع في مهنة الطب كما لم تنعى كل الوزارات من فقدوا منها غير المحسوبين على حصتها بموجب القسمة المستحدثة ..
السيد رئيس الوزراء لا زال يجوب الدول الحاضنه للاجئين العراقيين ، وتنقل الانباء بانه يجتمع بالجاليات العراقية في تلك البلدان ، فلماذا لا يتم بحث مصير المئات من رجالات العراق المعروفين واحتضانهم وضمان عودتهم بسلام وتهيئة ظروف عيشهم الآمن في البلاد ؟؟ .. لماذا تتحدث الانباء عن أن وزارة الخارجية العراقيه لا زالت غير مشجعة لعودة العراقيين الى بلادهم لعدم الاستعداد الرسمي لاستقبالهم بعد ؟؟ .. ومتى يكون البلد مستعدا لاستقبال ابنائه المبعثرين في المنافي تأكلهم قوانين الاقامة وذلة الموت بلا هويه ؟؟ .. ثم .. ان كانت عودة الاحياء من شعراء العراق وكتابه وفنانيه ومتميزيه متعذرة لعدم ضمان سلامتهم وعدم توفر الظروف الملائمة لاستمرارهم بالعطاء الحر ، فما هي معوقات استعادة المتوفين منهم لدفنهم في بلادهم وعلى حساب الدوله ؟؟ .. ما تفسير قضاء اغلب هؤلاء المتميزين تحت تأثير المرض وعدم قيام الاجهزة الحكومية المختصة في العراق برعايتهم ودفع تكاليف علاجهم كما تفعل بقية حكومات الارض المسؤلة عن رعاياها ما دمنا اليوم نهتف بحرية اطلاق الكلمة وذهاب الظلم وانقضاء عهد الاستبداد ؟؟ ..
ليس لدي في الحقيقة أي جواب مقنع غير احتمال واحد بدأت اسوقه مع نفسي متفائلا بالخير في المستقبل .. وهو أن الحكومة العراقية لا تملك في الوقت الحاظر فائضا ماليا يتيح لها نقل جثامين شعرائها وكتابها وفنانيها الاموات الى مقابر العراق ، وعلى هؤلاء الانتظار في قبورهم الغريبة ريثما تتوفر السيولة الماليه .. وعلى الله العوض .







#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .
- ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !
- صوت ... وصدى
- ألفضائيات ألعربية ليست لتسويق ألاعلام وبناء ألوعي .. بل هي ل ...
- أفكار حول تراجع أسهم الحزب ألشيوعي ألعراقي ضمن ألانتخابات أل ...
- قصيدتان من وحي ألانوثه
- ألخزي وألعار وألمصير الى مزابل ألتاريخ اولئك الذين قتلوا دعا ...
- طيارة ألموت


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد حمودي عباس - أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار تسفيرهم الى بلادهم .. متى سيتم لهم ذلك ؟؟