أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - من أجل أن لا ننسى ضحايا الدكتاتورية والعنصرية والقسوة ألصدامية في العراق! من أجل أن لا تتكرر تلك المأساة الإنسانية! في الذكرى السنوية الحزينة لعمليات ومجازر الأنفال وحلبجة في كردستان العراق














المزيد.....

من أجل أن لا ننسى ضحايا الدكتاتورية والعنصرية والقسوة ألصدامية في العراق! من أجل أن لا تتكرر تلك المأساة الإنسانية! في الذكرى السنوية الحزينة لعمليات ومجازر الأنفال وحلبجة في كردستان العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر شباط/فبراير 1988 وفي الشهر الأخيرة من الحرب العراقية-الإيرانية شن النظام العراقي حملة عسكرية واسعة جداً أطلق عليها اسم "الأنفال" ضد شعب كردستان العراق وقوات البيشمركة–الأنصار مستخدماً جميع أجهزة القمع التي يمتلكها زاجاً بأعداد غفيرة من قوات الجيش والقوات الخاصة والجحوش وأجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية ومستخدماً كافة أنواع الأسلحة الهجومية التي امتلكها النظام الدكتاتوري والعنصري ألصدامي حينذاك.
وفي الرابع عشر من شهر آذار/مارت 1988 قام سلاح الجو العراقي بقصف مدينة حلبجة وسكانها الآمنين بالسلاح الكيميائي مما أدى إلى استشهاد أكثر من 5000 إنسان بين طفل وامرأة ورجل عجوز وشباب, إضافة إلى تعرض ما يزيد عن 5000 آخرين بإصابات مريعة نقلوا على إثرها إلى إيران لمعالجتهم.
أدت عمليات الأنفال التي دامت حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر 1988 إلى قتل واختطاف واعتقال عدد كبير جداً من الناس البسطاء من سكان المناطق الأرياف والمدن التي تم فيها تنفيذ العمليات الإجرامية, والتي شملت جميع أجزاء كردستان تقريباً وأدت إلى فقدان ما يقرب من 182 ألف إنسان. وقد تم خلال السنوات المنصرمة اكتشاف عشرات المقابر الجماعية التي دفنت فيها أجساد هؤلاء الناس, كما دفن فيها الكثير منهم بالجرافات وهم أحياء. لقد كانت مجزرة بشرية رهيبة قام بالتخطيط لها وتنظيمها وتنفيذها قادة حزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة وصدام حسين. وأسندت قيادة تلك العمليات العسكرية إلى المجرم ابن عم صدام حسين والمدعو علي كيماوي (علي حسن المجيد).
فما تزال في ذاكرة العراقيات والعراقيين, وخاصة الكُرد منهم, الكلمات الإجرامية التالية لهذا المجرم الأفاك علي كيمياوي:
" سوف اقتلهم جميعا بالأسلحة الكيمياوية .... من عساه أن يعترض ... المجتمع الدولي ؟ فليذهبوا للجحيم , المجتمع الدولي ومن ينصت إليه, لن أهاجمهم بالمواد الكيمياوية يوما واحدا فحسب, بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيمياوية لمدة خمسة عشر يوما حتى أبيدهم عن بكرة أبيهم".
وفي الوقت الذي كان النظام ألصدامي ينفذ عملياته العسكرية العدوانية والعنصرية ضد الشعب الكردي, عمليات الإبادة الجماعية وضد الجنس البشري, قدم الدكتاتور صدام حسين عرضاً وقحاً للمعارضة العراقية الموجودة في كردستان يدعوها فيه إلى تجديد للحوار والعودة إلى التفاوض مع النظام.
لقد كانت وقاحة لا توصف ويصعب تصورها, ولكنها واحدة من أبرز السمات التي يتميز بها المستبدون الأوباش في جميع أنحاء العالم. ففي الوقت الذي كان يمارس القتل الجماعي بحق بنات وأبناء وأطفال الشعب الكُردي وجمهرة من قوميات أخرى, طالب في الوقت نفسه الأحزاب السياسية العراقية المناضلة ضد نظامه واستبداده, ومنها الأحزاب الكردستانية (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني ..) والحزب الشيوعي العراقي, بالعودة إلى المفاوضات وحل المشكلات والمشاركة في الحكم.
لقد رفضت قوى المعارضة العراقية كلها هذا العرض المجنون والإجرامي وأكدت أن النظام, وفي الوقت الذي يقوم بقتل الناس الأبرياء بأعداد غفيرة, يدعوها إلى التفاوض بهدف التستر على الجرائم البشعة التي كان يرتكبها في حملات الأنفال المرعبة, ومنها مجزرة حلبجة.
لقد سقط النظام ولاقى البعض من قادته الجزاء العادل وبعضهم لا زال ينتظر المحاكمة وتنفيذ الجزاء العادل به, ولكن الشعب الكردي, ومعه بقية مكونات الشعب العراقي, نهض من جديد ليعيد بناء كردستان العراق والعراق وفق أسس جديدة يفترض أن تقوم على أساس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية. يفترض أن تمس التغييرات والإصلاحات مصالح وقود الثورة والنضال المرير, الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي, وخاصة ضحايا الإرهاب والقمع والعنصرية الفاشية.
لم تذهب تلك الضحايا الغالية جزافاً, ولكن هذا لا يكفي, بل علينا أن نتذكر باستمرار تلك الأسباب التي قادت البلاد إلى تلك المآسي والكوارث لنناضل ضدها ومنع نشوئها ثانية, وعلينا أن نناضل من اجل منع تكرارها ومنع وصول قوى مستبدة وظالمة وإرهابية إلى دست الحكم تحت أي واجهة أو حزب تخفت. لنكن يقظين وحذرين من أجل أن لا يدخل من شارك منهم بجرائم البعث الدموية عبر الشبابيك بعد أن طُرد من أوسع الأبواب.
إن خير ما نكرم بها ضحايا الأنفال وحلبجة يتلخص بتشديد النضال من أجل منع التوتر والصراعات السياسية وممارسة القوة والعنف والسعي لحل المشكلات العالقة في العراق بالطرق السلمية والتفاوضية ووفق مبادئ الديمقراطية والدستور العراقي.
لنقف أجلالاً لشهداء الأنفال وحلبجة ونرجو لهم الذكر الطيب والخزي والعار لمن شارك في تلك العمليات بأي شكل من الأشكال.
لنطالب العرب كل العرب وأينما كانوا, ممن لم يتخذوا موقفاً مناهضاً لنظام صدام حسين واستبداده ولم يشجبوا تلك العمليات الإجرامية, بإدانة تلك العمليات والمجازر الدموية التي نفذها الدكتاتور صدام حسين ونظامه ضد الشعب الكردي خصوصاً وضد الشعب العراقي بشكل عام.
إن خير إجلال واحترام لشهداء الشعب الكردي وكل مكونات الشعب العراقي هو العمل الجاد لإعادة بناء المدن والقرى والمنشآت والحقول التي دمرتها الفاشية ألصدامية وتعويض ذوي الضحايا بسخاء.
إن خير تكريم لهم هو مطالبة القوى والدول التي زودت صدام حسين بالقوة والأسلحة الفتاكة, بما فيها السلاح الكيميائي, بالاعتذار للشعب الكردي وكل الشعب العراقي وتقديم التعويضات لإعادة إعمار المناطق التي دمرت ولذوي الضحايا الذي خسروا ذويهم أو الذين تعرضوا للتعذيب والتشويه والأمراض والعلل النفسية والعصبية.
إننا ندعو الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل وكل القوى والأحزاب السياسية في العراق إلى وضع برنامج خاص وعاجل لإعادة إعمار تلك المدن والقرى التي دمرها النظام عبر تنفيذه عمليات الأنفال الإجرامية وتعويض ذوي الضحايا والمتضررين وتشكيل لجنة عليا لهذا الغرض.
12/3/2009 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش الابن ونهج الحرب الباردة؛ أوباما ونهج التصالح مع العالم
- دعوة ونداء من أجل نجدة الاقتصاد الوطني , من أجل مساندة ودعم ...
- ألمانيا وترددها غير المقبول بعد الآن في مجال التعاون الاقتصا ...
- رسائل نقاشية متبادلة بين الأستاذ الدكتور جعفر عبد المهدي صاح ...
- المرأة العراقية في يومها العالمي
- بيان المؤتمرات الثلاثة ودكتاتور السودان!
- صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟
- عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحد ...
- تداعيات انتخابات مجالس المحافظات والتحضير للانتخابات العامة ...
- الحزب الوطني الديمقراطي ودوره الجديد المحتمل في السياسة العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدين المحترمين نوري المالكي, رئيس وزراء ...
- محاولة للإجابة عن بعض الاستفسارات بشأن نتائج الانتخابات
- رسائل متبادلة حول فيدرالية الجنوب
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- موضوعات حول انقلاب شباط الفاشي 1963, عواقبه على المجتمع العر ...
- نقاشاً فكرياً وسياسياً مع أراء المهندس المعماري عبد الصاحب ا ...
- هل إيران وقطر وخالد مشعل وحسن نصر الله يعملون لتمزيق وحدة ال ...
- ميسون المثقفة , الكفاءة , الديمقراطية والأنثى..
- لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - من أجل أن لا ننسى ضحايا الدكتاتورية والعنصرية والقسوة ألصدامية في العراق! من أجل أن لا تتكرر تلك المأساة الإنسانية! في الذكرى السنوية الحزينة لعمليات ومجازر الأنفال وحلبجة في كردستان العراق