أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟














المزيد.....

صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المستبدون متشابهون, ومجتمعاتنا العربية والإسلامية مليئة بهم, فما أن ينفق احدهم حتى يبرز الآخر ليحل محله ويدعي بتغيير الأوضاع ويمارس ذات السياسات وينهش بلحم الشعب.
المستبدون متشابهون لا بالخُلق والخِلقة الملعونة, بل باللغة التي يستخدمونها وبالأساليب التي يمارسونها, ولكنهم متشابهون بالعاقبة.
كان صدام حسين يقول: سأقتل ألفاً, ألفين, ثلاثة ألاف .. سأقتل كل من يقف ضد الثورة دون أن تتحرك شعرة في جسمي. أما ابن عمه المجرم المحكوم بالإعدام حالياً في ثلاث جرائم والحبل على الجرار, فقد قال في العام 1988 أثناء عمليات الأنفال ضد الشعب الكردي في العراق وفي تسجيل صوتي له ما يلي: " سوف اقتلهم جميعا بالأسلحة الكيمياوية .... من عساه أن يعترض ... المجتمع الدولي ؟ فليذهبوا للجحيم , المجتمع الدولي ومن ينصت إليه, لن أهاجمهم بالمواد الكيمياوية يوما واحدا فحسب, بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيمياوية لمدة خمسة عشر يوما حتى أبيدهم عن بكرة أبيهم".
المستبدون متشابهون في الشك بكل الناس, وخاصة بالقريبين منهم في الحكم والمنافسين لهم. لا يوجد في السودان مستبد واحد هو المشير عمر حسن البشير, بل أكثر من واحد, ولكن أكثرهم دموية وشراسة هو المدعو صلاح عبد الله قوش. هذا الرجل, وكما يبدو لي, منافساً جدياً لعمر البشير ويطمع من كل قلبه إزاحته وتسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية, ولكنه يمارس الآن المزايدة ليكون الأقرب إلى البشير فتتاح فرصة أفضل للحلول محله بحجة تخفيف الأجواء الدولية إزاء السودان.
ليست الكلمة التي تحدث بها سوى محاولة جادة لاستفزاز الناس جميعاً لتشديد رفض المجتمع الدولي والرأي العام العالمي لعمر البشير ونظامه, وإلا كيف نفهم هذا الخطاب القرقوشي لمدير عام جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول صلاح عبد الله قوش:
"كل من يحاول ادخال يديه لانفاذ مخططاته سنقطع يده ورأسه وأوصاله، لأنها قضية لا مساومة فيها", ثم واصل خطابه قائلاً: "كنا إسلاميين متطرفين لكن اعتدلنا ونؤمن بالتعايش والسلام، لكن لن ننكسر وننخذل عن إرادتنا", ثم أضاف: "لكن لا محالة لعودتنا الى التطرف لإدارة المعركة، وما أقدرنا على ذلك.. نعرف كيف نديرها وكيف نصيب العدو". ثم أنهى كلامه بقوله: "من يعتقد ان النظام يتغير من الخارج عليه قراءة تاريخ السودان.. لا بد من حل المشاكل من الداخل." (راجع مقتطفات من الخطاب في موقع سودان نايل. صحيفة إلكترونية تصدر في الخرطوم بتاريخ 6/3/2009), وهنا مربط الفرس. إنه يعرف بأن لا أحد يريد إسقاط النظام من الخارج, ويراهن على التغيير من الداخل وربما عبره عبر المزايدة على بقية الطغمة البشيرية.
هل من المعقول أن يهدد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات السوداني, المسئول عن أمن المواطنين من حيث المبدأ, وليس عن أمن نظام مستبد وحاكم متهم بإصدار قرارات أدت إلى جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في دار فور, بقطع يد ورأس وتقطيع أوصال أي إنسان لا يرفض قرار محكمة الجنايات الدولية؟ هل من المعقول أن يصرح مثل هذا المدير المتوحش بممارسة المثُلة بالناس, وقد حرم الدين الإسلامي تقطيع الأوصال وممارسة المثُلة بالإنسان. وهناك أحاديث منسوبة إلى النبي محمد وإلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والخليفة الرابع علي بن أبي طالب والكثير من الفتاوى الأخرى لشيوخ الدين الذين ينهون عن ممارسة المثُلة وتقطيع لأوصال.(راجع: عبود الشالجي, موسوعة العذاب. الجزء السابع. الدار العربية للموسوعات. بيروت. بدون تاريخ) (وراجع أيضاً: كاظم حبيب. الاستبداد والقسوة في العراق. مؤسسة حمدي للطباعة والنشر. السليمانية. العراقي. 2005).
لا شك في أن السودان يعيش مرحلة عاصفة, مرحلة تهدد النظام السوداني بالسقوط. مرحلة مليئة بالتناقضات والصراعات الداخلية, رغم ما يبدو على سطح الأحداث وكأن كل الأحزاب والقوى والشعب السوداني يقف وراء المتهم بجرائم سبعة من جانب الادعاء العام الدولي في محكمة الجنايات الدولية. وفي حقيقة الأمر غير ذلك, إذ أن هناك صراعاً على السلطة, صراعاً يتمنى الخلاص من هذا الفاسد والمفسد ومن الطغمة التي تتعامل معه, ومنهم هذا الذي أخطأ بكتابة اسمه فبدلاً من كتابة قرقوش , كتب قوش ونسى وضع "قو" بينهما. حتى الحكم العثماني الذي ظهرت فيه الأحكام القرقوشية لم يجرأ أحد على الحديث بهذا الشكل رغم ممارسته طبعاً.
لن يكون في مقدور البشير بأي حال تجاوز المحكمة الدولية, ولكن يكون بمقدور قرقوشه تأمين هذا التجاوز, بل سيمثلان معاً لأنهما مشتركان في التهم الموجهة للبشير, رغم أن الادعاء العام لم يرفع دعوى مماثلة, وأعتقد بأن بعد هذه التصريحات سيدرس تاريخه وأفعاله ويرفع دعوى قضائية دولية ضد.
إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني يضاهي في قوته وأفراده وتدريبه وأجهزته ومعداته العسكرية الجيش السوداني, وهو الذي يمارس المطاردة والاعتقال والتعذيب والسجن والقتل بحق أبناء شعب دارفور, ولهذا لا بد من تنبيه الادعاء العام الدولي بذلك بعد هذه التصريحات الهستيرية لمدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول, الذي رفع أخيراً إلى هذا الرتبة العسكرية من جانب عمر حسن البشير الذي منح نفسه, كما فل قبله صدام حسين رتبة مشير, مع الفارق أن الأول عسكري والأخير لم يكن حتى عسكرياً.
أدرك تماماً بأن محكمة الجنايات الدولية لا تحكم بالإعدام, وهو أمر جيد, فأنا ضد أحكام الإعدام أصلاً, ولكني مقتنع تماماً بأن البشير سيوضع وراء القضبان طيلة عمره, وسيكون الحكم عادلاً, وعليه حضور المحاكمة للدفاع عن نفسه. ويفترض أن يوضع قوش وراء القضبان ليمنع من افتراس الناس وتقطيع أوصالهم, فهو, وكما يبدو والعلم عند الله, من مقطعي أوصال وآكلي لحوم البشر!
6/3/2009 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحد ...
- تداعيات انتخابات مجالس المحافظات والتحضير للانتخابات العامة ...
- الحزب الوطني الديمقراطي ودوره الجديد المحتمل في السياسة العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدين المحترمين نوري المالكي, رئيس وزراء ...
- محاولة للإجابة عن بعض الاستفسارات بشأن نتائج الانتخابات
- رسائل متبادلة حول فيدرالية الجنوب
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- موضوعات حول انقلاب شباط الفاشي 1963, عواقبه على المجتمع العر ...
- نقاشاً فكرياً وسياسياً مع أراء المهندس المعماري عبد الصاحب ا ...
- هل إيران وقطر وخالد مشعل وحسن نصر الله يعملون لتمزيق وحدة ال ...
- ميسون المثقفة , الكفاءة , الديمقراطية والأنثى..
- لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية في العراق
- الأحزاب الإسلامية السياسية وانتخابات مجالس المحافظات والتجاو ...
- الانتخابات والطائفية السياسية في العراق !
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (6) ...
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (5)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (4)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (3)


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟