أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - إلى أمين قبل عيد ميلاده الأول














المزيد.....

إلى أمين قبل عيد ميلاده الأول


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 01:22
المحور: الادب والفن
    



عزيزي الصغير
ها أنت قد انفتحت على فضاء واسع لا محدود ،أفق هائم لا وجود له ،مستقبل مشرع على الآتي الجميل ..
وبعد انتظار ليس بالقليل من الجميع، ها أنت تبتسم ابتسامتك الجميلة الغامضة البريئة التي طالما بحثنا عنها من قبل، ففي ابتسامتك تبتسم الحياة لنا ولأبويك ،طبعا قد لا تدرك قيمتها الآن ،لكن تأكد أنها تساوي شيئا لا محدودا من السعادة لا يمكن تقديره بمال أو جاه أو نفوذ أو سلطة، فالكثيرون حاولوا الحصول على نفس الابتسامة ولم يتمكنوا من ذلك .
ها أنت يا عزيزي تمنح الأمن والأمان لبيت أصبحت ملكه بلا منازع ،تلبى لك كل الطلبات ،فلا صوت يعلو على صوتك وأمنياتك ،حتى لو كان في هزيع الليل ،فقد تقلب حشرجة بسيطة منك كل البيت لأجل إسعادك ،فتتحرك بكل حرية وتتمتع بحرية وطلاقة قد لا تجدها في القادم من حياتك ،لقد افتقدناها يا صديقي على حين غرة حين تقدمنا قليلا في العمر، فضاعت أحلامنا الوردية وأمانينا أثناء الطفولة وسط صخب وهول الحياة ومتطلباتها وتعقيداتها، بل وظهور ضيوف آخرين على البيت فكن على يقين انك ستنعم بحريتك التامة اللامحدودة الآن وستفقدها جزئيا وتدريجا وعلى مراحل في القادم من الأعوام.
قد لا تدرك يا حبيبي أنني أغبطك على طفولتك الرائعة الجميلة التي تنعم بها، فلتعلم أنني أحن إلى عهد اللعب المختلفة والعناية الفائقة التي لم ندرك وزنها إلا بعد أن افتقدناها ،وبعد أن تقدمنا في العمر، وأصبحنا نتطلع إلى عهد تكون الشيخوخة والموت أقرب إلى كل شيء ،ولو من بعيد.
حينها كنا نلعب لعبنا الصغيرة التقليدية آنذاك في البيت، فإذا بنا أصبحنا لعبة بين يدي زمن هادر غادر كاسر لا يرحم ،يصارع الجميع، ومهما كانت استماتتنا ضده كنا كمن يلعب بطواحين الماء ، زمن لا يدري مفهوم الشفقة ، لا يعرف التوقف ولو للحظة عابرة، أو استراحة هادئة متميزة، وهو يصيح إما أنا و إما أنت ؟ أحاول عبثا مواجهته، فانهزم كما انهزم الآخرون من قبلي عشرات السنين، وسيهزم الباقي من بعدنا .....فاستعد له منذ الآن.....
وكما كنا نلعب يا أمين العزيز، كنا نتذوق كل الأطعمة بتلذذ شديد ،بذوق متميز وإحساس رهيف حتى كنا نحس بالملل منها ،أما الآن فقد مضى ذلك الزمان ، فقد أصبحت ذواتنا تنخر بالأمراض التي قد لا تخطر على بال، وتحل ضيفا ثقيلا، كيف وكل شيء أصبح عرضة للتلوث: الماء. الهواء .....لذلك لم تكن النتيجة إلا فقدان الذوق الجميل ، بل حتى الطبيعة بدأت تشكو من هذه الآفة المعدية التي سببتها تصرفات الإنسان..
كنا يا صغيري ننعم بلعب الكرة الصغيرة في باحة المنزل بحيوية لا تقاوم ،أما الآن فقد أصبحنا كرة حثيثة تتقاذفها رياح الموضات المختلفة، ونفقات المعيشة، وعناوين الإشهار، و إكراهات العطلة واللباس والإحراجات المختلفة......
عزيزي أمين
قد يبدو أنني أثقلت عليك، أوقد أكون حملتك مالا تطيق ،وحاولت جاهدا إعدام طفولتك البريئة التي لا تحتاج الآن إلا إلى ابتسامة حلوة ،ولعبة جميلة ،وقد يقلق أبواك مني لصراحتي المرة ،لكن هذا هو الواقع بلا نفاق ولا رياء ....
وأخيرا أنصحك .....لا تسمعني ....واترك هذا الكلام على رصيف الذكريات قبل عيد ميلادك الأول
عش طفولتك جميلة شيقة
عانق أبواك وأحبتك بمودة خالصة
وكن على يقين أنك اسم على مسمى... أمين فعلا على هذه الأمانة التي حملتك إياها
كن متفائلا للحياة محافظا على جوهر الوجود والحياة
ستزورنا وسنقبلك عاليا وسيصطف الجميع لعناقك
آه لو تدري عمق محبتانا لك
مودة قد السما



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع الثالث
- نداء غزة
- البوح بالأسرار في رواية أخاديد الأسوار للروائية المغربية الز ...
- أحزان طفل
- رسالة الى حاكم عربي
- غزة العزة
- الراعي
- غزة
- حوار مع الكاتب جمال الموساوي عضو المكتب المركزي لإتحاد كتاب ...
- سلاما أيها البحر
- قلب جريح
- الدخول المدرسي بالمغرب
- لوحات
- حوار مع القاص المغربي محمد البوزيدي: التلوث الأدبي سمة النقد ...
- ساحة سيرست
- أرضي
- الدموع المتجمدة
- ممنوع من الكتابة
- تراجيديا الواقع في *ورثة الانتظار * لعبد النور إدريس
- العنف ضد المرأة أشكال وأنواع


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - إلى أمين قبل عيد ميلاده الأول