أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم علاء الدين - حرية الصحافة غير محترمة في بلاد قناة الجزيرة















المزيد.....

حرية الصحافة غير محترمة في بلاد قناة الجزيرة


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 09:31
المحور: الصحافة والاعلام
    



في عالم عربي يسودة القمع الفكري وتهيمن فيه الثقافة الاقصائية، والقاعدة الراسخة لدي شعوبه ومثقفيه ومفكريه تقوم على ان كل من لا يوافقني الرأي فهو عميل وخائن ومأجور ومرتزق، وصهيوني وامريكي، وان كل حزب او حركة او جماعة سياسية فيه تعتبر نفسها هي الوحيدة التي تمتلك الحقيقية المطلقة، وان الحاكم هو هبة الله وممثله على الارض فلا يجوز الا التسبيح بحمده بكرة وعشيا، وان كل زعيم على عشرة افراد يتحدث باسم الامة والشعب، وفيه حقوق المواطنة الاساسية منقوصة، وحقوق الانسان شبه معدومة، وترزح شعوبه في غياهب الفقر والفاقة، ومؤسساته التعليمية تخرج الاف الشباب سنويا وتلقي بهم في سوق البطالة، ومتعلميه ومن ضمنهم حملة شهادات عليا ليس لهم علاقة بالثقافة، واقتصاديات شبه منهارة، وصناعة متخلفة، وزراعة ما زالت كما هي الحال ايام القرامطة، وعلاقات اجتماعية تنخر فيها اعراف القبيلة والبداوة، في هذا العالم العربي السعيد لا بد وان تعتبر قطر التي تصدح منها قناة الجزيرة واحة الديمقراطية الوارفة، التي "تحط على عين" كل شقيقاتها العربيات من المحيط الى الخليج.
فمن المؤكد ان شعوبا هذه حالهم وحال بلادهم لا يمكن الا تكون مقاييسهم للديمقراطية وحرية الاعلام هي مقاييس قناة الجزيرة، التي وحدها تمكنت من الاقتراب من بعض المحرمات في هذا العالم وما اكثرها.
لكن الديمقراطية وحرية الاعلام بما تعنيه من حرية الرأي والتعبير عند الفرنسيين او الهولنديين وغيرهما من المجتمعات الديمقراطية المتحضرة لها مقاييس اخرى، وقيم اخرى وآفاق اخرى، تصونها مجموعة من القيم والقوانين ويحميها الدستور.
هذه القيم هي التي وفرت للسيد روبير مينار مدير عام "مركز الدوحة لحرية الاعلام" توجيه انتقادات شديدة اللهجة وغير مسبوقة لدولة قطر لغياب حرية الصحافة في موطن قناة الجزيرة، نجمة الاعلام الحر في العالم المسكون بالخوف والمجبر كل من يقيم على ارضه بالرضوح والاذعان لكل ما يلقى اليه من فتات أي كان نوعها.
وقال مينار في مؤتمر صحافي امس الاثنين في الدوحة "إن حرية الصحافة في قطر وفي الدول العربية الأخرى "غير محترمة". واستعرض في التقرير السنوي الأول الذي ينشره المركز وحمل عنوانه "حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اوضاع الحريات الصحفية في المنطقة". ووجه التقرير انتقادات حادة للدول العربية من السعودية وقطر وسورية التي وصفها بأنها تعمل وفق "تشريعات رجعية قامعة للحريات"، وانتقد ما أسماه "الدعاوى المتكررة في مصر والجزائر واليمن ، والغرامات الفادحة للصحافيين كما في الكويت والمغرب".
وانتقد غياب الحريات في قطر وقال إن "السلطات لا تعطينا الصلاحيات اللازمة حتى نقوم بعملنا على النحو لمطلوب. وانها تحظر إقامة نقابات خاصة بالصحافيين ". وأضاف "من غير الوارد استمرار عمل المركز هنا ادام لا يوجد قانون للصحافة ولا يعمل الصحافيون في حرية، وما لم توقع قطر على الميثاق الدولي الذي ضمن الحقوق الصحافية والحقوق المدنية والاقتصادية".
وانتقد ما أسماه "قيام المؤسسات الصحافية بقطر باحتفاظها بجوازات الصحافيين بحوزتها مما يعني تقييدا دائما على الحرية الصحافية" . وقال ان "الإدارات القمعية هذه ينبغي أن تتخلى عن هذا الإجراء"، داعيا إلى "منح الصحافيين في قطر الحق في تشكيل نقاباتهم".
وهدد مينار بأنه " ما لم تتخذ قطر تغييرات دستورية تسمح للصحافيين بتشكيل نقاباتهم وتشكيلاتهم فإن عمل المركز بالدوحة لن يستمر".
وقال "في حالة لم تتخذ خطوات لتغيير التشريعات الخاصة بالصحافة في قطر. وفي حالة ما اذا تغاضت الصحافة المحلية ولم تنشر ما ورد بالمؤتمر الصحافي، سنرد على ذلك وسيكون لنا موقفنا".
وكان مينار وهو الناشط الفرنسي في مجال الدفاع عن الحريات الصحافية قد استقال من رئاسة منظمة مراسلون بلا حدود ليطلق في منتصف اكتوبر الماضي "مركز الدوحة لحرية الاعلام" الذي تأسس بموجب مرسوم اصدره أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في سبتمبر/2007 ، وتشرف عليه حرم الامير الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
ويتكون مجلسا الإدارة والحكماء (المشرفين على المركز) من 20 عضوا جميعهم من كبار الساسة والمفكرين من القارات الخمس من بينهم رئيس الحكومة الفرنسية السابق دومينيك دو فيلبان والكاتب البرازيلي باولو كويلو والوزير البرتغالي السابق جوزي لويس ارنو والصحافي الامريكي ايثان برونر ، ووزير الخارجية الاسباني ميجل انخيل موراتينوس
. ويترأس مجلس ادارة المركز الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس ادارة شبكة "الجزيرة" بينما يرأس مجلس الحكماء حمد عبد العزيز الكواري وزير الثقافة القطري.
ورغم كل هذا الثقل الرسمي والمعنوي الذي يقف خلف المركز الا انه لم يتمكن من توفير المناخ الملائم للحريات الصحفية والاعلامية في دولة قطر، فكيف يمكنه ان يوفرها في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا..؟؟
ومن المؤكد ان غالبية شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا وهي المنطقة التي يفترض ان المركز اقيم من اجل حماية الحريات الصحفية فيها يعتقدوا ان دولة قطر الساكنة على ضفاف الخليج العربي الهاديء تنعم باجواء الديمقراطية، وترفل بالحريات الاعلامية والصحفية، وانها ربما تكون الجنة الوحيدة وسط غابة السخط العربية.
ويغيب عن معظم الشعوب العربية ان قطر بلاد قناة الجزيرة والتي شعارها الرأي والرأي الآخر، لا يوجد فيها ابسط مقومات الديمقراطية، فلا برلمان ، او احزاب سياسية، او نقابات ، او صحافة مستقلة، او مؤسسات مجتمع مدني مستقلة، وما زالت المناصب العليا في الدولة توزع حسب درجة الولاء والقرابة من الاسرة الحاكمة، وحسب درجة القرابة والولاء ايضا توزع المنح والامتيازات.، والمناقصات والعطايا والهبات، "فالخير وايد" والارض ما شاء الله تتنفس غاز وتبول بترول، وعدد سكان البلد لا يتجاوز 350 الف مواطن، معظمهم حديثي عهد بالحياة الحضرية العصرية.
وكواحد من الاف الصحفيين العرب استغرب كيف اقتنع الناشط الفرنسي في حقوق الانسان ورئيس منظمة مراسلون بلا حدود، ان مركزا للدفاع وصون الحريات الصحفية يمكن اقامته في بلد لا يوجد فيها اتحاد للصحفيين..!! والادهى والأمر كيف اقتنع اصحاب هذه الاسماء " الفخيمة" من كبار الساسة والمفكرين من القارات الخمس ، ان يكونوا حكماء في مركز يقام في بلد لا توجد فيها ابسط مقومات الديمقراطية..؟؟
ثم ان السيد مينار لم يفصح "وربما تقصير من جانبي" كيف ان مركز الدوحة لحرية الاعلام سيحافظ على حقوق صحفي مبتدئ استغلته صحيفة مصرية لعدة اشهر على اساس تعيينه في الصحيفة ثم تخلت عنه دون ان تعطيه مكافأة، او ماذا سيقدم مركز الدوحة لصحفية شابة بالمغرب وعدها رئيس التحرير او مدير التحرير بتعيينها ثم اخل بوعده لما نهرته عندما تحرش بها جنسيا.
ام ان السيد مينار ومركزه للحريات الاعلامية كان يضع في اعتباره التدخل عندما يكون الطرف في القضية رئيس تحرير مشاغب فقط ليس له لون او طعم او رائحة، ولا يؤمن الا بالاثارة التي تزيد من شهرته وزيادة توزيع صحيفته..؟ انها تساؤلات فقط لا يقصد بها أي نوع من التشكيك.
ولكن وفي كل الاحوال فلا بد من دعم وتأييد أي جهد مهما كان يشجع الحريات ويحاول حمايتها ويعمل على ترسيخ مؤسساتها، واتمنى الا يكون السيد مينار وقع ضحية وهم وبهرجة اعلامية تجيد صناعتها قناة الجزيرة، والا يكون احد المخدوعين مثله مثل ملايين العرب الذين خدعهم شعار :الرأي والرأي الاخر" الذي ترفعه قناة الجزيرة. او صدق فعلا ان فيصل القاسم هو فقط اعلامي محايد يقدم برنامج اسمه الاتجاه المعاكس، او ان احمد منصور، صحفيا محايدا وموضوعيا وليس بوقا تفوح منه رائحة جماعة الاخوان المسلمين. او ان غسان بن جدو مجرد اعلامي تونسي لا يخدم جهات سياسية.
في كل الاحوال لا بد من تقدير المحاولة فربما ينجح السيد مينار بتحقيق امانيه واهدافه.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والفقر متلازمان
- مشعل : اما السيطرة على المنظمة او استبدالها
- لصوص حماس ووزيرها الكذاب
- لا نريد خلافة عثمانية ولا صفوية
- اعتقال ام المؤمنين .. والارهاب الاسلاموي
- المثقفون الراقصون على ايقاعات الخداع
- العراق يهزم الارهاب
- العميل نصر الله .. ومسرحيات اردوغان .. والجبهة الشعبية الضحي ...
- الصراع بين المشروع الاسلاموي الاخواني والمشروع الوطني
- اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟
- جماعة الاخوان المصرية تواجه مأزقا .. ولن تنقذها حماس
- بعض كتاب اليسار الفلسطيني مصابون بالحول السياسي والفكري
- الخطاب الديني للاخوان المسلمين في خدمة اليهود
- كم انت رخيص ايها الفلسطيني في ديانة مشعل
- تظاهرات الاخوان -المسلمين- لنصرة حماس.. وليس دفاعا عن أهل غز ...
- اغتصبوها وقالوا صامدة ..!!
- ولا تلقوا بانفسكم الى التهلكة .. يجب محاكمة حماس
- اهم من اعادة اعمار غزة .. اعمار بعض العقول..
- زعماء الانتصارات الوهمية من صدام الى هنية
- هزيمة منكرة لدول الممانعة في الدوحة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم علاء الدين - حرية الصحافة غير محترمة في بلاد قناة الجزيرة