أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل ندا - الآثار النفسية للحروب (3)















المزيد.....

الآثار النفسية للحروب (3)


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 04:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الآثار النفسية للحروب (3)
الإنسانية جمعاء تعانى على المستوى العام والشخصى لكل إنسان، وبدرجات مختلفة، أزمة نفسية مزمنة، سببها الأساسى الحروب الباردة، وإنتصار ديمقراطية الكراسى. الحرب الباردة المركزية، لم تكن فقط موجهة الى القوى الشمولية، بل كانت أيضا ضد الإنسانية جمعاء. ديمقراطيات لمرة واحدة، يحصل فيها القوى على المكاسب بسبب قوته، ثم يقاتل للحفاظ عليها وينجح بالسلاح إن لم ينجح بالأساليب الأخرى. ويصنع لإنتصاره، قوانين وإتفاقيات ظالمة ملزمة للضعيف المظلوم. وتتقاتل القوى فيما بينها ويضيع الأبرياء. ونحتفل بالإنتصارات.
فلنطرح الموضوع حضاريا للنقاش. أرى أن سبب أحداث 11 سبتمبر هو الظلم الذى لا يحس به إلا من وصل لدرجة ما من الوعى الإنسانى. سببها ما ذكر آنفا. علاوة على أن الوسائل والقواعد الموضوعة لتسيير النظم تخدم القوى على حساب الضعفاء. وحدث ما حدث فى سبتمبر 11.
إرهاب هول الصدمة المفاجئة أستخدم فى أمريكا، فى 11 سبتمبر، مما أدى الى إخرج الراسمالية العالمية عن شعورها فبدأت تخسر.

إرهاب هول الصدمة المفاجئة يحتاج أحيانا الى تحضير. ولقد تم تحضير العراق وغزة بالحصار. نجحت أمريكا فى العراق، وفشلت إسرائيل فى فلسطين. ويمكن توقع الأسباب. والأسباب تحتاج الى مزيد من الدراسات.
فقدان التوازن النفسى الناتج عن إرهاب هول الصدمة، مع إنتشار ثقافة الخوف والقلق، تجعل الإنسان إما أن يلجأ الى العدوان أو الى الفرار. يتخذ الإنسان قرارات سلوكية يمكن، ألا تكون، سوية أو حتى منطقية على الإطلاق. حالة مرضية حادة وقد تتحول الى مزمنة. هذا العرض النفسى، فى علم النفس يسمى، سلوك عشوائى (بيزار) Bizarre Behavior. التوازن النفسى والسواء يحتاج الى درجة من درجات الإستقرار. تختلف من إنسان الى إنسان ومن ظرف الى ظرف. سلوك بيزار قد يؤدى الى عنف مفرط. عنف قد يصل الى حرب أهلية، قد تصل الى قتل الملايين.

فى وقت الأزمات الشديدة ومنها الحروب والمجاعات والكوارث، يتحول المجتمع الى الإنقسام والتبعثر بسبب هول الصدمة. يهتز الكيان والكيانات الأصغر والأسرة ويهتز الكيان الفردى، أى حتى على مستوى الأفراد. جزء كبير من المجتمع يسلك السلوكيات الدعارية بدرجتها وتنوعها، وجزء أكبر يلجأ الى التدين الموقفى، هروبا من هول الفاجعة. أنا لا أتحدث هنا عن الجماعات الأصولية ذات المرجعيات الدينية. لأنها محكمة التنظيم، ولديها ميكانيزمات للدفاع. ولكنها قد تتأثرفى إتجاهات عديدة، فتصبح أكثر تشددا وأصولية وعنف.
العنف حتما يؤدى الى زيادة الرغبة العدوانية لدى الكل مما يؤدى الى المزيد من العنف والإرهاب.
السيكوباتية كصفة، تعرف بأنها الصفة الشخصية المرضية التى تصل فيها درجة العدوان والسلوكيات الهدامة للمجتمع المحيط، الى حد القتل، أو الى إذاء الآخر بدون سبب حقيقى وبدم بارد. الشخصية السيكوباتية هى التركيبة الوحيدة نفسيا التى لا تصاب بتأنيب الضمير. العنف يزيد من درجة السيكوباتية والعداء لدى تقريبا كل الأفراد. تظهر السلوكيات السيكوباتية أكثر لدى أفراد كانوا يتمتعون بحسن السلوك والأخلاق. تنتشر ثقافة الخوف والقلق والعدوان أوالفرار (الهروب) والإدمان.

تقول دراسة مقدمة من اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، عن الآثار النفسية للحروب و النزاعات على المحتلين و المعتدين
"حولت القوات الإنجليزية 10 آلاف رجل إلى التقاعد ، أي 20 % من الجنود، لإصابتهم بالسيكوباتية الطبعية. وحوالي 40 ألف جندي أمريكى دخلوا المستشفيات النفسية."

كما بينت الدراسة التي نفذتها منظمة (SEYAJ) لحماية الطفولة بالجمهورية اليمنية 24/9/2008 على 1018 طفل وطفلة من بين 1100 استهدفتهم الدراسة أن 45.5% من الأطفال في صعدة يعانون من الخوف الشديد بسبب الحرب وأن 63.1% تراودهم كوابيس وأحلام مزعجة.
وأن 21.6% هم مجموع نسبة من يعانون من التبول اللاإرادي غالباً أو أحياناً مقابل 5.7% أثناء اليقظة.
وبينت الدراسة أن 4.8% يغمى عليهم أحياناً و 3.3% نادراً ) لرؤية مسلحين أو سماع صوت الرعد أو القصف.
وأوضحت الدراسة ارتفاع نسبة الأطفال الذين يشعرون بالرغبة في البكاء بنسبة (16%).
ودلت نتائج الدراسة أن 21.5% من الأطفال يعانون من الإنطواء
وتوصلت الدراسة الى أن إجمالي 35.3% من الأطفال تولدت لديهم عدوانية شديدة ضد أقرانهم وزملاءهم وأقاربهم بسبب الحرب.
وبينت نتائج الدراسة أن 27.8% من الأطفال فقدوا الثقة بالمستقبل وخطورة هذا تكمن في مدى تحوله إلى سبب مباشر لترك التعليم وربما الانحرافات السلوكية .
وأوصت الدراسة بسرعة تنفيذ برامج نفسية واجتماعية لإعادة تأهيل ودمج الأطفال في المناطق التي دارت فيها مواجهات عسكرية بمحافظة صعدة.
كما أوصت الإسراع في إعادة اعمار ما دمرته الحرب وخصوصاً المدارس والمرافق التعليمية وإزالة بصمات الحرب لأن بقاءها يتسبب في بقاء الأسباب وصعوبة المعالجات . وكذا أهمية إيجاد مرافق ترفيه في المدارس بحيث تكون قادرة على خلق بيئة تعليمية جاذبة للأطفال من الجنسين.
تبني برامج تدريب وتوعية للعاملين في الحقل التربوي على كيفية التعامل مع ضحايا الحرب من الأطفال تحديداً.
كما أكدت على أهمية تنفيذ برامج توعية وتدريب للآباء والأمهات على طرق التعامل مع الأطفال الضحايا من أبناءهم.
كما توصي الدراسة بتنفيذ دراسات علمية مشابهة على بقية فئات المجتمع في صعدة وخاصة فئتي النساء والشباب لتكتمل الصورة من اجل تقديم معالجات متكاملة لكل الضحايا.
كل هؤلاء يمكن أن يسلكوا طريق الإرهاب. فالقهر لا يصنع الأمان ولكنه يولد الكراهية والحقد والعدوان.
ولكن وفى النهاية يجب حل جذور المشكلة، بأن نعيد النظر فى طريقة تفكيرنا جميعا. ونعيد تغيير القوانين والإتفاقيات والقررات الدولية الظالمة. ونعيد تشكيل النظام العالمى كله، لتخفييف الإرهاب المتبادل والصراع.
سيطرة رأس المال والمصالح على القرارات السياسية حتما الى زوال. والمسروقات كلها ستعود الى أصحابها مهما طال الزمان. فللعقل الجمعى ضمير ينمو بإضطراد، ومهما سيطر عدم الضمير.
شفت الديمقراطية، أوبما رئيسا للجمهورية، ولكنه مكبل، ولن يستطيع فعل شيئ. هذا إذا كان أساسا يرغب فى فعل شيئ. يقول باراك أن أمريكا لن تستخدم القوة فقط للتعامل مع العالم الإسلامى ولكنها ستستخدم أيضا المصالح المشتركة. أسلوب العصا والجذرة الذى يفشل أحيانا مع الحيوانات، فما بالك بالإنسان. التغيرات التى سيحدثها، كلها، بدون الحلول الجذرية هى تغيرات شكلية لتحسين الصورة.
اضحك




#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآثار النفسية للحروب (2)
- الآثار النفسية للحروب (1)
- إسرائل عبء أخلاقى إنسانى ثقيل (6)
- إسرائل عبء أخلاقى إنسانى ثقيل (4)
- إسرائل عبء أخلاقى إنسانى ثقيل (3)
- إسرائل عبء أخلاقى إنسانى ثقيل (2)
- إسرائل عبء أخلاقى إنسانى ثقيل (1)
- إنقاذ الإقتصاد العالمى (3)
- إنقاذ الإقتصاد العالمى (2)
- أنا قائد تخلفكم
- ثقافة الكتلة فى مصر
- الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (3)
- الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (2)
- الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (1)
- دولة إسرائيل وهم (21)
- دولة إسرائيل وهم (20)
- دولة إسرائيل وهم (19)
- دولة إسرائيل وهم (18)
- دولة إسرائيل وهم (17)
- دولة إسرائيل وهم (16)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل ندا - الآثار النفسية للحروب (3)