أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رابحة الزيرة - الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ














المزيد.....

الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 02:44
المحور: حقوق الانسان
    


كالجرذان اختبأوا في جحورهم فلم نسمع لهم تصريحاً أو تنديداً، أو كالغربان نعقوا في الظلام ليلقوا اللوم على المقاومين الشرفاء ويُخلوا أكتافهم من مسئولية ما يحدث في غزّة الصمود، أو كالحرباء تلوّنوا ليزايدوا على القضية ويبيعونا معسول الكلام المنزوع الفائدة والخير، فتسمع رئيس أكبر دولة عربية، أو رئيس وزراء إحدى أهم الدول العربية، أو الأمين العام للجامعة العربية وهم يُلقون خطاباتهم الأدبية، ومقطوعاتهم الإنشائية بينما الأبرياء في غزّة يُقتّلون ظلماً وعدواناً، وتُدّمر البيوت على رؤوسهم فلا يطرف لهم جفن.

ولا عجب فهم امتداد الحكم الذي أورثه الاستعمار بعد معاهدة سايكس بيكو يخلفون بعضهم أباً عن جد ويعضّون عليه بالنواجذ، أو صنيعة الإمبريالية العالمية التي أرهبت الجبناء وأغرت عبيد الدنيا فلحسوا أحذيتها لكي يُبقوا على كراسيهم وإن كانت رؤوسهم تحت أقدامها، ولكن العجب لو تصرّف أحدهم خارج سرب المنبطحين الزاحفين وقدّم استقالته تعبيراً عن اعتذاره وعجزه عن تحمّل المسئولية المناطة به حين بدأت حرب الإبادة في غزّة، فهذا المنطق مفقود لدى الزعماء، ويبدو أنهم ورثوا سياسة "الملك العضوض" من جدّهم الأمويّ الأكبر، فها هم يعيدون تاريخه الفاشل.

يُذكر أن معاوية بن أبي سفيان كان لا ينام ليلة دون أن تُقرأ عليه صحائف من التاريخ ليتّعظ بما فعله الملوك قبله، ومع ذلك فقد وقع فيما وقعوا فيه، فاستبدّ وورّث الملك لابنه، ومازال يفعل حتى حمل الناس على البيعة ليزيد كرهاً، فكتب نهاية ملك بني أميّة على يد يزيد في العاشر من محرم يوم استشهد الحسين (ع) في كربلاء، ثم نزلت لعنة المظلومين على ذلك البيت بما فعله قوّاد يزيد في مدينة النبي (ص) ومكة المكرّمة بعد واقعة كربلاء.

وكما لم تنفع قراءة التاريخ معاوية، لأنّ مجرد قراءة التاريخ لا تعظ الإنسان، فلن ينتفع الحكّام والزعامات لا من التاريخ ولا من الحاضر وهم شهود عيان فيه لأنهم يعيشون في عالم افتراضي فلا يعقلون الواقع ولا يعون سنن التاريخ، وبالتالي فالتاريخ يتكرّر.

العرب أهل شهامة ونخوة ومروءة، وكانوا يهبّون لنصرة المظلوم الغريب والقريب والجار والأخ، ولكن الساسة العرب انسلخوا من خصال العروبة، وشهامة الرجال، فلم تعد هذه الأنظمة بما لديها من أسلحة وعدّة وعتاد تساوي جناح بعوضة، لا عند شعوبها المعارضة لسياساتها المهادنة للعدو، ولا عند المجتمع الدولي المتواطئة معه، ولم يعد يربطها بالأمة إلاّ عصا الاستبداد، وباتت الأنظمة العربية كالشجرة المجتثة من جذورها لا علاقة لها بالتربة التي نشأت فيها لأنها انفصلت عن الناس وهمومهم فلن تلبث أن تجف وتموت، تماماً كما حدث للدولة الأموية التي قطعت أواصرها بالناس نتيجة لسياساتها الخرقاء التي مارستها مع أهل البيت (ع) ومع معارضيها فتسببت في نفور الناس منها وأسرع الموت إلى دولتهم ولم يأسف على ذهابهم أحد.

يشبه الحكام العرب في تعاملهم مع قضايا الأمة ذاك الرجل الذي راح يسجّل ابنه في الروضة، فسأل عن رسوم الدراسة فقيل له أنها تكلّف ثلاثة آلاف ريال، ورسوم الباص خمسمائة ريال، فقال إذاً سجّلوا ابني في الباص!! فهم يبحثون عن الخيار الأقل كلفة وإن أثبت عدم فاعليته، وحتى لو بدوا سفهاء ومهرّجين في أعين الناس كاختيارهم الذهاب إلى مجلس الأمن مثلاً لتَسَوّّل قرارٍ لوقف إطلاق النار على غزة وبأيديهم العشرات من الإجراءات والقرارات الأسرع نفاذاً والأمضى أثراً، ما قد يحفظ ماء وجههم ويشعر شعوبهم بالعزّة والقوة والمنعة والكرامة، واكتفائهم بترديد شعارات جوفاء، والترويج لمغالطات لامنطقية بدلاً من اتخاذ مواقف حاسمة من العدو ومن يسانده.

لغة الأحرار لا يفهمها عبيد الدنيا مهما فعلنا، فكما أن دوّي صوت الحسين (ع) "فكونوا أحرارا"، والملحمة التي سطّرها مع أهل بيته وأصحابه (ع) لم تثنِ عُمي القلوب في كربلاء عن ارتكاب جريمتهم في يوم العاشر من محرّم، كذلك لن تحرّك مجازر غزة اليوم ساكناً لدى أموات الأحياء من الزعامات العربيّة.

وصدق نزار قباني حين قال قبل عقود من الزمن ..
"كل ما قرأت من سيرتنا المعطرة يا صديقتي ..
من كرم ونجدة ونخوة والعفو عند المقدرة ..
ليس سوى تلفيق .. .. ..
فنحن منذ أن توفى الرسول سائرون في جنازة ..
ونحن منذ مصرع الحسين سائرون في جنازة ..
ونحن من يوم تخاصمنا على البلدان والنسوان والغلمان في غرناطة ..
موتى ولكن ما لهم جنازة .."
فعظم الله أجورنا وأجوركم ..



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان حقوق الإنسان في عامه الستين
- القانون نصير الحقوق أو سوط الاستبداد
- عيد التضحية عيد التحرّر من الموبقات
- الحبّ الزوجي .. كاستحواذ وكعنفٍ مخملي
- رحيل بوش .. فرْحةٌ في ذاتها
- التسامح والسلام ثقافة وممارسة
- فتاوى نوادر لكن للنوادر!
- في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين
- تنويم غير مغناطيسي لسرقة الجيوب
- الارتقاء بمستوى الوعي


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رابحة الزيرة - الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ