أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين














المزيد.....

في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دأَبنا على الاعتقاد بأن التعبير عن الحزن لفقد حبيب لا يكون إلا بطول البكاء، ولبس السواد، ونصب المآتم أو مجالس التأبين لذكر مآثر الفقيد والتذكير بمناقبه وخاصة إذا كان الفقيد رمزاً دينياً أو قائداً سياسياً، ولا يهم بعد ذلك إلى أي مدى خالفنا نهج من نصبنا له مأتماً، وبكينا عليه طويلاً، وهل كنّا له زيناً أو صرنا عليه شيناً، المهم أن نفرغ ما في جوفنا من جائشات النفس، ونقنع ضمائرنا بأننا قد قمنا بواجب الولاء .. بالبكاء.

في ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) لا نستنكر على من يريد أن يحيي هذه الذكرى بكيفما يشاء من طقوس أو شعائر، وقد لا يعير خطباء المنابر أهمية لمن يدعوهم أن يحترموا عقول المستمعين ولا يكرّروا على مسامعهم ما هو محفوظ من سيرته أو تفاصيل استشهاده مما قد يضرّهم سماعه اليوم أكثر مما يفيدهم إذا وُظّف توظيفاً طائفياً مسيئاً، ولكن أمانة حمل القلم تحتم على حامليه أن يُعطى القلم والكلمة حقهما.

لعلّ من أهم الأسئلة التي تُطرح في هذه المناسبة على أبناء الأمة بجميع طوائفها - لأن علياً (ع) كان خليفة للمسلمين عامة قبل أن يكون إماماً للشيعة خاصة - هل أنّ قيم العدالة الاجتماعية التي أسّسها الإمام علي (ع) وحافظ عليها رغم ما عصف بالإسلام والأمة بعد رحيل رسول الله (ص) من فتن، وحروب داخلية، كحرصه على بيت مال المسلمين، وحبه لليتامى وإيلائهم عناية خاصة، واعتنائه بالفقراء والمساكين خاصة حيث كان يكرّر "أنا أبو اليتامى والمساكين، وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف"، وشدّته على عمّاله وولاته، وحزمه وصرامته في الحق حتى أُثر عنه أنه قال: "لم يدع لي الحقّ من صديق"، هل هذه القيم حاضرة في حياتنا نطبّقها أينما ذهبنا – بحسب ما يتطلّبه الموقف – أم أن الإمام (ع) تحوّل إلى أسطورة رمزية لا يسعنا إلاّ ذكر خصاله الحميدة والتغنّي بها (في كل عام مرّة أو مرّتين) دون محاولة الاقتداء به بحجة أنه كان شخصية فريدة من نوعها، فمن منّا يقدر أن يكون علويّاً؟

ولعمري إن هذا الادّعاء هو عين الخذلان والتخلي عن المسئولية أمام من ندّعي أنّا نتّبع ونمثّل، وهو ما أوقعنا في فخّ الازدواجية حين نمتدح عدالة الإمام علي (ع)، وإنصافه لمخالفيه، ونكرانه لذاته، وزهده، وشجاعته، ومروءته، نمتدحها على المنابر وفي المجالس ثم نمارس نقيض ذلك تماماً في واقعنا ومجتمعاتنا، فنظلم من نختلف معهم، ونفجر في الخصومة، ثم ننتصر لذواتنا، لنجعل الإسلام فداء لأصنامنا البشرية، فصرنا شيناً وعاراً على من نحبّ، واعتمدنا طريق الدعوة بالصراخ والسبّ والشتم في حين أنه نهانا عن ذلك حين قال: "إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم".

علي (ع) كان يستنكر على نفسه "أن يبيت مبطاناً وحوله بطون غرثى وأكباد حرّى ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع"، علي (ع) كان يعنّف أصحابه إذا انشغلوا بخلافات الماضي على حساب قضايا الحاضر المصيرية. قيل أن رجلاً من بني أسد سأل الإمام (ع) عن أحداث السقيفة وهو مشغول بحروبه مع الخوارج فردّ عليه بحزم: "يا أخا بني أسد، إنك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد"!

سُئل رئيس دار للأيتام في احتفال أقيم لهم في (يوم اليتيم) عن أمنيته فقال أنه يتمنّى أن يأتي يومٌ لا يجد يتيماً في هذه الدار ليحتفل معه بيوم اليتيم (أي أن يحصل جميع الأيتام على من يكفلهم ولا يحتاجون إلى دار تأويهم).

فأيهما أفرح لأمير المؤمنين علي (ع) أن نفتح داراً لرعاية الأيتام (كل الأيتام بغض النظر عن دينهم ومذهبهم فعليّ (ع) كان يرعى شخصياً أيتام وأرامل من حاربوه في صفّين والجمل)، أم نكتفي بإقامة عشرات بل مئات المجالس سنوياً للتحدّث عن حبّه للأيتام وحبّهم له وبكائهم على فقدانه، وهل الخطيب الذي يعتلي المنبر ساعة أو ساعتين ليلة وفاة الإمام (ع) ليقرأ مدحاً فيه ويُبكي الناس على وفاته أقرب منه منزلاً أو كافل الأيتام ذاك؟



#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويم غير مغناطيسي لسرقة الجيوب
- الارتقاء بمستوى الوعي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - في ذكرى استشهاد أبي اليتامى والمساكين