أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - صكوك الغفران الإسلامية















المزيد.....

صكوك الغفران الإسلامية


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعرف الغالبية أن صكوك الغفران أصدرها رجال الدين الكاثوليكى فى أوربا فى العصور الوسطى والتى بمقتضاها كان يتم القول زوراً وكذباً للأشخاص الغلابة الذين يدفعون الأموال لشراء صك الغفران أنه بالسلطان البابوى لدى الله قد تم غفران خطاياهم وسقط العقاب عنهم وبذلك يكون طريق الجنة مفتوح أمامهم .
ومن الأقوال المشهورة فى تلك الفترة المظلمة من تاريخ الكنيسة المسيحية الفاسدة " ما أن ترن قطعة النقود فى الخزينة حتى تقفز النفس من المطهر " ، لأن البابوات تمادوا فى خطاياهم حتى أنهم كانوا يبيعوا صكوك الغفران للأموات أيضاً أى يشتريها أقارب الميت ليغفر الله له فى قبره .
هذا يعطى أنطباعاً عن الواقع الذى يتم فيه أستغلال جهل البشر فى كل الأديان بما لديهم من كتب مقدسة ، وقيام رجال وعلماء الدين بإظهار جانب معين من الحقائق التى تخدم مصالح دينهم ومصالهم الشخصية أيضاً ، لأنه فى أستمرار تعاليمهم الباطلة أستمرار لوجودهم على كراسى الفقه والكهنوت يتسلطون على التابعين بما لديهم من سلطان ينبع من التسليم المطلق من الأفراد لهم وجعلهم يتسلطون عليهم وعلى عقولهم .
لكن الثابت تاريخياً وحتى نعطى كل ذى حقٍ حقه أن أول من أخترع صكوك الغفران هو محمد مؤسس دين الإسلام
ليكون هو صاحب براءة ذلك الأختراع بلا منازع ، ورجال الدين الكاثوليكى قد أقتدوا به فى العصور الوسطى
وإليكم بعض الأحاديث التى توضح ذلك :
{ ( قال أبو عبدالله ابن مَنده : رُوَمةُ الغِفاريُّ صاحب بئر رومة رَوَى حديثَه عبدُالله بن عمر بن أبان، عن عبدالرحمن المحاربيِّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة، عن بِشْر بن بَشِير الأسلمي، عن أبيه قال : لما قدم المهاجرون المدينة أستنكروا الماء و كانت لرجل من غفار عين يقال لها رومة و كان يبيع القربة بمد فقال له الرسول العظيم ( تبيعها بعين فى الجنة؟ ) فقال : ليس لى غيرها لا أستطيع فبلغ ذلك عثمان فأشتراها بخمس و ثلاثين ألف درهم ثم أتى النبى فقال أتجعل لى مثل الذى جعلت له عينا فى الجنة إن اشتريتها ؟ قال نعم قال : قد اشتريتها و جعلتها للمسلمين ) .
وفى صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان وقال من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان بسبعمائة أوقية من الذهب " و عن أبى هريرة قال اشترى عثمان من رسول الله الجنة مرتين يوم رومة و يوم جيش العسرة " } .
مع تعدد الروايات فى السرد لكن الحقيقة تبقى واضحة لا تحتاج إلا لعقول حيادية تفهم ما تتناقله الألسنة والكتب التاريخية ، والقيام بتقييم وتحليل كل كلمة بما يتناسب مع محبة وحكمة الله وقدرته العظيمة التى تتضاءل أمامها كل المخلوقات ما فى السماء وما على الأرض وما فى الكون كله ، حيث تتبين لنا ريادة رسول الإسلام فى بيع صكوك الغفران .
الغريب أن عثمان لم يستطيع أن يفهم أن محمد كان يهزأ بعقلية هذا البدوى الجاهلى بكذبة لا أساس لها ، فالجنة لا تباع ولا تشترى ولا يملك محمد نفسه أن يُدخل أحداً الجنة التى يقول عنها وذلك بيقين القرآن نفسه ، كيف يمكن أن يصدق عثمان هذه الأكذوبة التى قالها رسوله لهذا الأعرابى والتى رفضها لأن فطرة الإعرابى تقول " عصفور فى اليد ولا عشرة على الشجرة " ! لكن صدقها عثمان الرجل المؤمن وبناء عليها عندما سمع بذلك عثمان قام من فوره بشرائها ، وذهب فرحاً إلى رسوله يبلغه النبأ السعيد وبسذاجة قال " أتجعل لى مثل الذى جعلت له عيناً فى الجنة ؟ " .
أمام هذا الجهل الساذج من جانب عثمان وتشوقه العظيم لهذه الجنة المليئة بالعذارى والخمر والغلمان يطلب من رسوله أن " يجعل له عيناً فى الجنة وهذا الكلام يجعلنا نسأل: " هل الجنة هى من أملاك رسول الإسلام حتى يجعل له ويعطى لمن يشاء ؟
ونحن نعيش فى عصرنا الحاضر ، ألم يخطر على أذهان القراء والمتصفحين لتلك الأقوال محاولة أن يتوقفوا أمامها ويسألوا أنفسهم بصدق : كيف أصدق هذا الكلام الذى يرويه بشر ناقصين ولا منطق فيه إلا منطق من لا يريد أن يبصر الحق ؟
كيف يمكن أن أصدق كلام تلك الأحاديث بالرغم من تناقضها مع جوهر وعقيدة كتاب القرآن ؟
ألم يقل الرسول وثبت في الصحيحين : " لن يُدْخِلْ أحداً منكم عملُهُ الجنَّة" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى برحْمَةٍ منه وفضل" ( رواه البخاري ومسلم ).
إذا كانت أعمال المسلمين لن تدخلهم الجنة ولا رسول الإسلام نفسه إلا إذا رحمهم وغفر لهم الله ، وهذا موضوع غير مضمون لأن الله فى منطق الإسلام يفعل ما يشاء ومتقلب المزاج فلا يمكن لبشر أن يتيقن مستقبله فى ضوء ذلك ولا يمكن لمحمد أن يدخل الجنة إلا إذا غفر الله له وهذا فى علم الله أيضاً ، إذن كيف يبيع ما لا يملك (الجنة ) التى لا تباع ؟
أسئلة منطقية تطرأ على ذهننا ونحن نقرأ هذا الكلام وكأننا نقرأه لأول مرة ، بالرغم من أن الملايين قد تصفحوه عشرات المرات خلال حياتهم ، لكن بحكم الإيمان المطلق والخوف من الخطأ فى حق ما يعتقدون أنه كلام الله ، فإن الكثيرين يحجمون عن الخوض فى فهم تلك الكلمات ويكتفون بسؤال العلماء الذين يؤدون وظيفتهم الفقهية فى حجب الحقيقة ببلاغة لغوية والله أعلم.
" فى غزوة تبوك جهز جيش العسرة فقد جاء عثمان بألف دينار فى ثوبه فصبها فى حجر النبى صلى الله عليه و آله و سلم فأخذ يقلبها بيده و يقول ( ما ضّر عثمان ما عمل بعد اليوم ) رواه أحمد
فى ضوء تلك الرواية نسأل : هل لأن عثمان ألقى فى حجر الرسول ألف دينار ليحارب ليقتل بها البشر يستحق من الرسول الدخول إلى الجنة ولا يضيره أى عمل بعد ذلك ؟
كلام يحتاج فقط لمن يتأمل فيه ليكتشف إلى أى مدى التعصب الدينى يحجب الحق عن أعين البشر ، لكن الحق يكتشفه كل إنسان يطهر قلبه ولديه أستعداد لفهم قصد الله الحقيقى مهما كان مغايراً لما يعتقد دون خوف من أى إله لأن الإله الحقيقى لا يقبل بالخرافات الجاهلية التى تعمى الأبصار.
يبقى لنا فى خاطرتنا هذه أن نضعها أمام العقول والقلوب المستنيرة التى لا تحب أن تسير وتفكر مثل " كدابين الزفة " ، فالإنسان الحقيقى هو من يعرف أن يكون سيد نفسه وسط الأزمات ووسط ما يقابله من قضايا تحتاج منه إلى أتخاذ رأى شجاع مهما كانت طبيعة هذا الرأى ، لكن يكفي الإنسان سيد الموقف أن يكون حيادياً فى أحكامه وإن أختلف مع الأغلبية .





#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام
- هل من يعتذر عن الأكاذيب ياعرب ؟
- الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى
- متى يتصالح المسلمين مع خلق الله ؟
- حماس الوجه الحقيقى للإسلام
- رضاعة الكبير والعقل المستنير
- أسطورة آدم
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - صكوك الغفران الإسلامية