أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - النصير ئاشتي - ذاكرة الناس ... عذوبة الصدق














المزيد.....

ذاكرة الناس ... عذوبة الصدق


النصير ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تنهضُ صباحا ً، تحاول ُأن تفر َ من أخطبوط اِليأس ِ،الذي يحيط ُببعض جوانب حياتك ، ولكن عبثا ً، مادامت ْغيلان ُالحزن تسيرُ الهوينا الى خلجات ِروحك ِ، رغم َوجودك َبعيداً عن منعطفات ِالوطن ِالحادة ِ، غيلان ُالحزن رأيتها في حواجز الأسمنت ، وأزدحام ْالطرق ِ، وبكاءْ بغداد على سالف عصرها ،وأنحناءات نهرِ دجلة في مسيره ،يزوغ ُربما خجلا من ضفتي بغداد فيهرب ُمن رصافتها الى كرخها ، مثلما يهربُ من كرخها الى رصافتها ، فتستعيذ ُمن الحزن بإبتسامة ٍخفية ٍمن عينيَّ زمن قادم .
تنهض ُصباحا ً، كي تروي ظمأ الشوق ، وأنت في منفاك ، للبلاد التي ماغادرتك تفاصيل ذكراها ، رغم كل إغراءات الغربة .
قلت َ الشوق ُ؟ومنذ يومين عدت من هناك !
ليس ثمة َزمن ٍمحددٍ للشوق ، اللحظة هي الشهر والشهر هو السنة ، فمنذ إن بدأت العجلات المطاطية ، تهيأ ُهذا الكائن الحديدي للتحليق في فضاء أربيل ، بدأ هاجس الشوق يغزو روحك ، وأنت تنظر ُ أرض المطار ، وكأنك لن تعود َ ثانية ً.
فلربما قد لا تعود ْ،
ولربما يغريك َفي هذا الجليدِ بياضه ُ،
فتغض ُطرفك َ،
ثم تنسى ،
لوحة ًقد أطرَ التاريخ ُ ،
أشرعة ًلها .
تنهض ُصباحا ً، كي تروي ضمأ الشوق ، لتلك البلاد التي ماغادرتك تفاصيلها ، مثلما لم تغادرك خيوط إنتمائك ، تروي ضمأ شوقك ، حين تستعيد َكل تلك الأيام .
ولكن َّمغريات الغربة ، يحلم ُبها حتى سكان المنطقة الخضراء ، فكيف َلك َأن ْتغادرها ؟؟ إشبعْ غروركَ الثوري بمقالات ٍثوروية عن الأحتلال ، وأشتم الحزب الشيوعي ، كي يدعوك البعض ألهة للديمقراطية !! ، أو ألهة للتجديد في اليسار العراقي !!أحتسي ماشئت من الويسكي الأسكتلندي ، وتمتعْ بالتيار الكهربائي المتواصل طيلة العام ، وتنصل ْعن إنتمائك للشيوعية ، والتي من أجلها لجأت الى بلاد الجليد الدائم ، فليس هنا من أهل أو أصدقاء تخشى لومهم ، وليس هنا أم ٌ تذكرك بقصيدة البراءة ، أو أخت تعاتبك على ما تحملتْ من أجلك .......الخ
تنهض ُصباحا ً، تفكر ُ مليا ً، ما لكَ وهذا الذي يدعونه الوطن ؟؟ هل انت الذي جئت بالمحتل ؟؟ وهل أنت الذي زرعت كل هذا الخراب ؟؟ أما عملت الكثير من أجله ؟؟ فهل أنصفك َ ولو بشبر من أرضه يستقر ُ به جسدك ؟؟
تنهض ُصباحا ً، تنفضُ عن راسك غمامة َهذه الأفكار ، حين تتذكر أبتسامة رفيقك الذي يتابع البريد الوارد الى الجريدة ، ليس في الغرفة سواكما ، وبصوته الهادئ ، يقرأ لك رسالة عامل الميكانيك ، والتي يروي فيها ، من أنه يشتري كل شهر خروفا ً ،بعد أن يتأكد من صحته ، يذبحه ويقطعه ويخزنه في المجمدة ، وقد حذر زوجته من شراء اللحم من القصابين ، وفي أحد الأيام وحين عودته من العمل ، رأى على منضدة المطبخ فخذين من لحم الغنم ، عندها استشاط غضبا ، وذكرها بتحذيره لها ،
إلأ إنها أجابت وببرود تام ، من أن هذا اللحم صحي وجيد ، عندها ثارت ثائرة الزوج ، وسألها ، كيف عرفت من أن هذا اللحم صحي وجيد ؟؟ وببرودها التام قالت :
( لأن صاحب المحل مخلي لافته جبيرة بالدكان مكتوب عليهه وطن حر وشعب سعيد )
أن تستعيد الأن حزنك ،
ليس من ألم الفراق ،
إلا بأن تمضي بعيدا ،
حيث يأتيك العراق ،
على أكف الحالمين من الرفاق .






#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريد البَير ....فتاة التجاوز الشيوعي
- سؤالان كبيران؟؟ ....نعم ولكن بحجم التجني والحزن
- أيام الأنفال ...أيام الحشر الألهي(3)
- فضاءات الغربة .... فضاءات الحقد
- مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية في برلين / العراق أول ...
- حزن بعمق الحزن ...لرحيل مفاجئ
- شهيد بحجم وطن ... وطن بحجم شارع
- ينابيع العراق ...وردة الحلم ....زيتونة الطموح
- صباحات الوطن ... صباحات الأنترنيت
- بشت آشان....أعلان مجاني لذاكرة التاريخ


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - النصير ئاشتي - ذاكرة الناس ... عذوبة الصدق