أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل














المزيد.....

الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غريب أن تفكّر زوجة رئيس وزراء الدانمارك بتحسين دخل عائلتها، وأغرب من هذا أن يكون عزماً على الرقص في المناسبات، وأما الأغرب فهو الاهتمام بهكذا خبر مما لايعنينا في شيء وتداوله في المواقع الإخبارية العربية بطريقة لافتة ومثيرة وهي تتحدث عن قلة حياء أهل الغرب والدانمارك خصوصاً، ولم يشفع للزوجة عذرها ورومانسيتها بأنها عندما ترقص تحس كما لو أنها فوق السحاب، وهو عذر وشعور يجادل فيه من يجادل ولله في خلقه شؤون.
الكاتب أنيس منصور كتب مرةً عن زيارة لأربعةٍ من رواد الفضاء الأمريكيين إلى مصر المحروسة أيام الراحل السادات وكانوا ضيوفاً عليها فطلبوا الذهاب إلى كباريه، وعندما حبكت السهرة غناءً ورقصاً اضطرب حال الرواد العتاولة وقاموا يرقصون حول الراقصة المصرية المعروفة وأمورهم والعة. وعندما ذكّرهم الكاتب بدورانهم في الفضاء حول الأرض أكدوا له وبدون تردد أنهم استمتعوا رقصاً في فضاءات السيدة نجوى فؤاد وحولها وكأنهم فوق السحاب أكثر من دورانهم في الفضاء، ولله في خلقه شؤون.
كلامنا ونقدنا للغرب والغربيين وطريقتهم في حياتهم لاينتهي باعتبار أننا مصابون ببعد النظر، فنترك أنفسنا وماحولنا ونبحث عن الآخر نقداً وفضحاً وسخريةً، مع أن الآخر هو غيرنا في حياته وثقافته ونظرته للأمور والحياة.
ياجماعة..!! الحاجة صعبة ومرة، والجوع كافر، وكاد الفقر أن يكون كفراً. تصوروا أن نساء ساداتنا وكبرائنا لاسمح الله فكروا بتحسين دخلهم ومعاشهم على الطريقة الدانماركية فكيف سيكون حالنا مع (البهدلة) والعالم يتكلم عنّا وعن قلة نخوتنا وشهامتنا بأن رؤسائنا حالهم واقف ودخلهم غير كاف لعيشة كريمة. لذلك ومن أجل ألا يُوقعنا زعماؤنا لاسمح الله بالحرج والبهدلة فهم أخذوا الطريق من قصيرها وحسنوا دخلهم بطريقتهم وآثروا جماهيرهم بالرقص.
قد يرى الراؤون في الرئيس الدانمركي بخلاً وقلة نخوة أجبرت الزوجة على تحسين الدخل وهم يقولون له على مايرون وبطريقتهم: باطل على الرجال..!! والمسكين يشرح موقفه بأنه رئيس الدانمارك وليس رئيس ستان، وأنه لايستطيع أن يكون الحرامي أو النهاب أو الشفاط الذي يبلع البلد ولاحسيب ولارقيب في بلادستان. ويؤكد لهم أن شرفنا ياعرب ونخوتنا غير شرفكم ونخوتكم، أنتم تزدرون رئيساً شريفاً مثلي لايسرق ولاينهب، وتتهمونه في نخوته لأن زوجته تفكر في تحسين دخل عائلتها، وتصفقون لرئيس حرامي لص وقامع فاسد، وتعتقدون بنخوته لمجرد أن حرمه فقط محبوسة على أعمال البروتوكول والذي منه. رقصنا ياناس غير رقصكم، فرقصنا مزاج وتحسين معيشة، ورقصكم ألم في دوخة البحث عن لقمة العيش وجرعة الدواء وشربة الماء، وهمّ وغمّ في دوام المهانة والقهر والقمع والاستبداد. فدعونا ياجماعة بحالنا وانتبهوا لحالكم وأحوالكم، فلنا شرفنا ولكم شرفكم، ولنا رقصنا ولكم رقصكم.
أنتم قوم ترون القذى الخفيفة في أعيننا ولاترون الأخشاب في أعين ناسكم وجماعتكم. أحدكم يتكلم عن الرئيس الدانمركي وكأنه كفيله، ، ويسبّ الرئيس بوش وكأنه هو الذي انتخبه رئيساً ، ويتحدث عن ساركوزي وكأنه واحداً من مواطنيه. يتكلم عن الشرق والغرب ناقداً ومهاجماً وشاتماً وكأنه ولي أمرهم ومخلّصهم والوصي عليهم، ويعمى عن بقعةٍ صغيرةٍ من الدنيا فيها رئيس بلده وحاكم وطنه وشؤون ناسه وأهله، يصفق لقامعه وقاهره وسارقه، ويرقص ويهوّس ويدبك أيضاً.
وعندما قال له أحدهم: أدبُكْ..!! آه..، أرقص..!! لا. لأن الدبك للرجال والرقص للنساء.
أجابه قائلاً: طالما أنتم على هالحال من الدبك والتهويس للصوص والحرامية، ومن السكوت عن فواحش النهب والفساد، وتُشغلون أنفسكم برقصنا وأحوالنا بما لاينفعكم لادنيا ولاآخرة، فحالكم لايبشر بخير. فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الآخرين وطوبى لمن شغل نفسه بفساد ولي أمره ونهبه عن رؤسـاء آخرين وأزواجهم ممن لايعنونه في شيء.
صحيح أن ساداتكم لم ترقص نساؤهم وزوجاتهم على الطريقة الدانماركية حياء وشرفاً حسب زعمكم، ولكنهم ابتدعوا واخترعوا طرقاً وطرقاً لتحسين دخلهم وشفط ثروة بلدهم ليس فيها رقص، وبسببها جعلوا من ناسهم وجماهيرهم (دبّاكين ورقاصين)، ولفّافين يلفوا السبع لفات ويدوخوا المئة دوخة لتأمين رزق عيالهم، وقد سرقوا لقمة عيشهم وشفطوا قوت أطفالهم ونهبوا دواء ناسهم وأهلهم، ودمروا حاضر شعبهم ومستقبل أجيالهم. وصحيح أنهم لايدبكون ولايرقصون ولكن شعارهم الكل (لازم ) يرقص والكل (لازم) يدبك من أجل تحسين الحال والمعاش ومن لم يفعل فليس منّا، فهو شعار لئيم ولاسيما أنهم لايرون فيما يفعلون قلة شرف وانعدام نخوة أو موت ضمير.
يحاجج اللصوص والشفّاطون الجدد الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل باختراعهم طرائق جديدة ومبتكرة لايدبك فيها الرئيس ولاترقص فيها زوزته (زوجته) ولكنهم يُدبّكون فيها كل الناس ويُرقّصون فيها كل الجماهير، وإنما حجة الدانماركيين أن زوزة رئيسهم برقصها تختصر الدبك والرقص على كل الناس، تعيدنا إلى مابدأنا به أن لله في خلقه شؤون.




#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن معتوق ضحية قاتلٍ بالقانون معتوق
- عزف منفرد على الطبل
- لماذا كبير الموظفين وليس الرئيس..!!
- - كيلو ميشيل - خيرٌ وأبقى من قنطار...
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة
- خبر سوري من مصدره الإعلام السوري
- حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول
- سائق وجرافة وطريق حل


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الطريقة الدانماركية لتحسين الدخل