أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جان كورد - هل في أحداث اليونان الأخيرة عبرة للنظام السوري؟















المزيد.....

هل في أحداث اليونان الأخيرة عبرة للنظام السوري؟


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 03:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن أعمال العنف والتظاهرات الواسعة التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع في العاصمة اليونانية أثينا بين حركة "الاوتونوم" ورجال الشرطة على أثر مقتل شاب يدعى أليكسيس غريغوروبولوس، ولاتزال مئات المدارس تحت سيطرة الطلاب، قد أحدثت شرخا كبيرا في الحياة السياسية اليونانية، وستكون لها مضاعفات عديدة مستقبلا.
حركة "الاوتونوم" هذه منتشرة في أوروبا بين الفتيان والفتيات، وحتى بين الكبار في السن، وهي حركة غير منظمة حزبيا، تؤمن بأن النظام السياسي الأوروبي رغم ديموقراطيته والحريات السائدة فيه نظام متخلف واستبدادي وتوزع فيه الثروات بشكل غير عادل، ولذا فإن المنضمين تحت لواء هذه الفكرة التي تعني "الحكم ذاتيا"، ومنهم مثقفون وفنانون قد قطعوا كل صلة لهم بالنظم السياسية لبلادهم، ويحاولون العيش دون أي اتصال بالدوائر الحكومية ويرفضون كل شيء يأتي من النظام، حتى محاكمه ودوائره الرسمية العادية، ويعتبرون الشرطة ورجال الأمن أدوات عنف للسيطرة الحكومية، يقاومونها بقوة ويعتركون معها، ومنهم من يستولي ضمن جماعة من جماعات الأوتونوم على مساكن ويرفضون الخروج منها، بل إن حيا كاملا في مدينة هامبورغ الألمانية كان تحت سيطرة هؤلاء في ثمانينات القرن الماضي...
وكما نعلم فإن اليونان هو أم الحضارة الديموقراطية تاريخيا، وفيه نظام ديموقراطي قائم على تعدد الأحزاب والاتجاهات الفكرية، وهو عضو في الاتحاد الأوروبي، وفيه اتجاهات يسارية قوية معروفة بعدائها التاريخي الشديد للهيمنة الأجنبية، وبخاصة لعضوية بلادها في حلف الناتو وتبعية نظامها السياسي للهيمنة الأمريكية إلى حد ما، وقد جرت في الماضي قلاقل كبيرة بسبب هذه المواقف اليسارية المتشددة حيال العلاقات اليونانية – الأمريكية...ولكن اليونان ظل بلدا منفتحا على الحضارات المجاورة والوضع الاقتصادي فيه ليس بأسوأ من الأوضاع في سوريا مثلا...
رغم الديموقراطية المتوافرة ورغم عضوية اليونان في الاتحاد الأوربي الذي يساعد الدول الأعضاء جميعا في تحسين حياة مواطنيها والتغلب على مشاكلها في كل النواحي، فإن مقتل فتى واحد في مظاهرة للأتونوم الذين يتوقع المرء تصادمهم في كل تظاهرة مع رجال الشرطة، قد ألهب الشارع اليوناني الذي لم يقبل من النظام السياسي أن يريق دم انسان واحد ضحية لسياساته الخاطئة، مهما كان الطرف الذي راحت منه هذه الضحية متشددا أو متطرفا تجاه النظام...
وهاهم اليونانيون الديموقراطيون يطالبون باستقالة وزراء، بل باستقالة رئيس الوزراء، وبتغيير القانون ليسمح بمزيد من مشاركات الطلاب والشباب في الحياة السياسية، كما يطالبون بتغيير سلوك رجال الشرطة ومحاسبة المسؤولين منهم ووضع قيود أشد على استخدام السلاح أثناء مرافقتهم للمظاهرات...
فلو قارنا بين ما يتغير في اليونان بسبب هذه الضحية الوحيدة وبين ما جرى في سوريا على أثر انتفاضة الشعب الكوردي المجيدة في آذار عام 2004 لشعرنا بالخجل حقا، فعوضا عن محاسبة رأس الفتنة محافظ الحسكة آنذاك "سليم كبول" فقد تم نقله إلى ساحل البحر حيث الحياة أشد رقة وعذوبة من الجزيرة الحارة والتي يكثر فيها العجاج، ولانعلم عن مسؤول واحد تمت محاسبته بسبب المذبحة الرهيبة التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الكورد، ومعظمهم كانوا من الشباب والنساء، وجرح المئات منهم...وماذا تغير في سلوك النظام، سياسيا واقتصاديا، تجاه هذه المنطقة التي ما كانت لتتطور فيها "الأحداث!" بذلك الشكل المروع دون وجود مشاكل اقتصادية وسياسية جادة فيها...؟ لا شيء.
فهل اليونانيون أكثر تقدما من العرب عقليا؟ لا...وهل اليونانيون أشد اهتماما بأرواح البشر من السوريين؟ لا... ولكن اليونانيين يدركون ما معنى الديموقراطية وما هي المهام الحقيقية لرجال الشرطة؟ فالديموقراطية لاتسمح للنظام بأن يتعامل بقسوة حتى مع الذين يتصرفون تصرفات شاذة أثناء تظاهراتهم التي تنطلق نتيجة حرمان أو كبت، والمهام الحقيقية لرجال الشرطة ليست قتل المواطنين بل حماية حياتهم وممتلكاتهم، فماذا سيحدث للبلاد إن انقلب رجال الأمن إلى منتهكي الأمن في البلاد، يقتلون المواطنين ويستولون على ممتلكاتهم أو يخربونها على رؤوس أصحابها، والسلطة تدعمهم في تلك الجرائم التي يرتكبونها ضد الانسانية ولاتتم محاسبتهم على ما تقترفه أياديهم المجرمة؟
نعم ما يحدث في اليونان اليوم هو البحث عن جذور المشكلة التي راح ضحيتها أنسان واحد، وما حدث في سوريا هو التقتيل والحرق والهدم والاغتصاب والتعذيب والارهاب الحكومي بكل صوره، واغلاق ملف عشرات الضحايا بعد 48 ساعة وكأن شيئا لم يحدث، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة، نهب وسلب وتشريد وتجويع وتقتيل وتدمير...وقوانين واجراءات تزيد في الوضع احتقانا عوضا عن حل المشاكل ...فمن هو المواطن الكريم الشريف الذي سيحترم نظاما لايبالي بقتل الأبرياء؟ وكيف ستكون العلاقة بين هكذا نظام مسخ وبين شعبه إذا ما تعرض هذا النظام للأخطار؟
فهل تصبح مشاكل اليونان وطريقة الخوض فيها من قبل النظام ومعارضيه عبرة للسوريين يتعلمون منها الدروس الكافية لأن تجنبهم مزيدا من الضحايا في المستقبل؟ وهل النظام قادر – عمليا – على فهم حقيقة أن الشارع الذي تغتصب حرياته وثروته إلى هذا الحد الاجرامي قد ينفجر لدى أندلاع أدنى شرارة؟ أم أن النظام الأسدي – البعثي واثق من أن أجهزته القمعية قادرة على التصدي للشعب عندما يثور؟...
ما جرى في حماه وغيرها في ثمانينات القرن الماضي وما جرى في القامشلي وسواها في عام 2004 قد يجري في مدن أخرى، والنظام نتيجة ضعفه من عدة وجوه لن يتحمل هذه المرة صدمة دموية أخرى، والشعب السوري لن يقبل بحماه أو قامشلو أخرى، والنظام أعجز من أن يصد فوران بركان مدمر... في حين أن العالم يدرك بأن نظام الأسد معزول داخليا، وما نراه من ستائر الولاء الكاذب له في المناسبات يخفي حقيقة العزلة التي يعيشها، رغم أنف ساركوزي وبراون اللذين يجهدان لتلمييع صورته لاعادة تأهليه دوليا لأسباب لايجهلها الشارع السوري...



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الرأسمالي العالمي يتخلى عن ثوابته !!!
- حول المعارضة السورية في الوقت الحاضر
- قتل السجناء والمعتقلين من صلب سياسة البعثيين
- التناقضات في تصريحات أردوغان نتيجة لسياسات خاطئة
- هذا ليس بحلم وانما حق أمة
- تقرير بيكر – هاملتون زوبعة في فنجان؟
- أسود سوريا بين ميوعة أوروبا ودغدغة أمريكا
- من يقتل الللبنانيين والعراقيين؟
- الكرة الآن في الملعب التركي
- هل تنقذ اسرائيل الأسد من شباك بيراميرزالدولية؟
- حكام دمشق...إلى أين المفر؟
- إعلان مابعد إعلان دمشق ...
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الإدارة الأمريكية وترويض الأسود
- عبد الباري عطوان في هيستيريا وهذيان
- ماذا تريد المعارضة السورية حقا؟
- يسار هارب ويمين غير موجود
- إسماعيل عمر في محل الأواني الخزفية
- حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
- حول رسالة منظمات الأحزاب الكوردية في ألمانيا للسيد جورج دبلي ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جان كورد - هل في أحداث اليونان الأخيرة عبرة للنظام السوري؟