النقاب ما هو إلا تلميح جرئ بعدم كفاية الوارد في النصوص الثابتة

محمد عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 03:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بدعيات وتكلفات وإفتراءات كثيرة شاعت بيننا لذا .. نقول بأن النقــــاب ليس فريضة وليس كل ما كان يفعله السلف مرتبط بالشريعة
﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ﴾ النساء 1
أكرر وأقول بأن النقاب ليس فريضة .. وإن كان فريضة ما كان العلماء إختلفوا حوله .. وجاء هذا الإختلاف للعديد من الأسباب
1. ميل البعض للإنقطاع عن مباهج الحياه بدعوى الخشوع والورع
2. تقديس أقوال وأفعال السلف ومساواتهم بتعاليم الرسول الكريم وأقواله
3. التقدير الخاطئ في توصيف العبارات خشية إبداء وجه الحقيقة أو الإستحسان باللابأس به عند البعض من علمائنا الكرام
وكما قلت وأقول دائما لأولادنا وبناتنا بأن لا نقبل شيئا ًإلا بدليله الشرعي

ألم يساءل أيا ً منا نفسه عن :
لماذا تعدد الآراء حول النقاب بدء ً من الوجوب إلى الندب ثم إلى الإباحة ؟؟ !!!
﴿ وما إختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ﴾ الشورى 10
فهل منا من رد مقولة النقاب لكلام الله عز وجل وبحث عن دليلها وحكم الله عز وجل فيها
ألم يكن هذا من أكبر وأوسع الأدلة على :
إن النقاب ليس له وجود بالنصوص الثابتة المنزلة في كتاب الله ، وما كونه لا يزيد على وجهة نظر تستحب درأ الفتنة أو من باب الإستحسان .
وتناسوا أن الإستحسان يتأتى في المسائل الفرعية التي يكون لها أصل ثابت ولم يرد بخصوصها حكم .
ونرى أن حكم الله عز وجل أولى بالإتباع من أحكام البشر ، ولا يكون معه رأي أو قياس على رأي !!!
• ولمن يقول بأن النقاب .. مستحب عند الفتنة .. أقول :
وما موقف غير الجميلات وغير الفاتنات من النساء .. لتبحثوا لهن عن حكم أيضا ُيسد به هذا النقص !! .
وما موقف الرجال المأمورين بحكم َآمر ثابت في أصل الأصول بغض النظر عن النساء دون تقسيم بينهن ؟؟ !!
ولمن يقول بأن النقاب .. فريضة .... أقول :
﴿ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ﴾ البقرة 111
أما وإذا تكبروا وإتبعوا هواهم ولم يقووا على تقديم الدليل وإستمسكوا بمفهومهم ... أذكرهم حينئذ بقول الله تعالى :
﴿ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ القصص 50
وتلك الدعوة للنقاب .. تقوم على تعصبهم الأعمى وتقديسهم لما ليس بمقدس ولا يغني من الحق شيئا ً .. وبدعواهم تلك وما شابهها يوجهون الأحكام الثابتة في إتجاه من أخطر الإتجاهات يقضي على ما تبقى من هذه الأمة .. وأذكرهم بأمر الله تعالى لرسوله بعدم التكلف :
﴿ قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ﴾ ص 86
وأذكرهم أيضا ً بتحذير الرسول الكريم لنا في قوله :
{ أيها الناس إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين } رواه الإمام أحمد
والغلو يا أحبائي هو تجاوز الحد والإفراط في الأمر
• ولمن يقول بأن النقاب .. من باب سد الزرائع .. أقول :
يقولون أن المرأة فتنة .. فغطوا وجهها .. وكأن جمال المرأة لم يظهر إلا بعد عصر النبوة .... وأسألهم : أليس المال بفتنة .. أنلقيه في البحر ... أليس البنون بفتنة .. أنمنع الخلف والنسل .... ضيقتم علينا حياتنا التي أوسعها الله عز وجل .. كفاكم وكفانا * يرحمنا الله منكم ويجيرنا
وأتساءل :
هل الأحكام تثبت بأمور ظنية ؟؟؟
﴿ وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ً ﴾ النجم 28
وما قولكم فيما تنزل من كتاب الله :
﴿ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ﴾ البقرة 185
﴿ ويريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ﴾ النساء 28
﴿ ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ﴾ الأعراف 157
﴿ ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ﴾ المائدة 87
لماذا كل هذا التشدد لنكتف المرأة التي خلقت من نفس النفس التي خلقتم أنتم منها ونجبرها بإسم الدين على إرتباك ذهنها وسلوكياتها وهي المدرسة الأولى لأولادنا .. نراها تتخبط في مشيتها وترتبك في حالها وتفقد إتزانها .. دعوها تخرج من معتقلكم الفتنة والرزيلة والعار
دعوها َتتعلم الصحيح لتُعلم .. دعوها لحالها وغضوا أنتم أبصاركم .. دعوها تطمئن على حالها وفكوا حصارها حتى نحصل على أجيال من الإنسانية وليس أجيال عدوانية .. تلك النظرة للمرأة التي نلقيها عليها تنمي بداخلها إحساس غريب بالنقص تبعه تلقائيا ً تأثيرات أتت على أولادنا
إرحموها يرحمكم الله
ولنا لقاء آخر حول "" المرأة عورة " وبيان أحكام الله عز وجل بشأن هذا الموضوع

#محمد_عابدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات