أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية المتطرفة وقوى التخريب المحلية في العراق؟















المزيد.....

هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية المتطرفة وقوى التخريب المحلية في العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 763 - 2004 / 3 / 4 - 09:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل وقوع جرائم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 كان أسامة بن لادن يسعى إلى نشر خلايا تنظيمه السياسي شبه العسكري في مختلف البلدان الإسلامية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. وكان قد نجح في تشكيل مجموعة من الخلايا المتحركة في أوروبا مستفيداً من وجود اللاجئين والمقيمين العرب فيها وحرية حركة الأجانب وتشكيل التنظيمات غير الحكومية التي تختلفي وراء سترها تلك المجموعات الخلوية الصغيرة. وكانت هذه الخلايا تضم عدداً من الأفراد المسلمين من بلد واحد في الغالب الأعم لتنظم عمليات إرهابية في الوقت الذي تدعى له في الدول الأوروبية أو في الولايات المتحدة الأمريكية. وغالبية عناصر التنظيم التنفيذية تتكون من الشباب الذي يجمع في تفكيره ومواقفه بين الحقد والكراهية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية والحقد المتفاقم على إسرائيل والسعودية والعديد من النظم الحاكمة في الدول العربية, بسبب ما يجري في فلسطين من تجاوزات على حقوق الإنسان وحق الشعب الفلسطيني, من جهة, وبين الإيمانية العالية بأن ما يقومون به يعتبر واجباً جهادياً دينياً مقدساً يضمن لمن ينجز عملاً من تلك الأعمال الإرهابية, سواء مات في العمليات التي يقوم بها أم بقي على قيد الحياة, له موقعاً في الجنة وعلى مقربة من الرسول محمد بن عبد الله. وكلما استطاع قتل المزيد من البشر كلما كان الثواب كبيراً وعلى قدر مشقته!
وجه أسامة بن لادن جهداً خاصاً لبناء خلايا سياسية شبه عسكرية أخرى في بلدان جنوب شرقي آسيا ودول الشرق الأوسط تبلورت مهمتها في كسب المزيد من الشباب على جانب نشاطها مستخدمة الصراع العربي الإسرائيلي أساساً لإعلامها ودعايتها اليومية.
ووجه الإرهابي الكبير أسامة بن لادن جزء مهماً من لنشاط صوب العراق وبعض دول المجاورة, باعتبارها المنطقة التي يتصاعد فيها الصراع مع الولايات المتحدة, وبسبب الحصار الاقتصادي الذي كان يتعرض له الشعب العراقي واحتمال شن الولايات المتحدة الحرب على النظام العراقي واستهدافها السيطرة على منطقة الشرق الأوسط. وتمكن من تكوين مجموعة خلايا شبه عسكرية في كل من اليمن والسعودية ومصر ولبنان والأردن وسوريا وإيران والعراق, إضافة إلى باكستان حيث يمتلك اليوم قاعدة جماهيرية واسعة نسبياً. وساهمت نقود ومدارس السعودية الدينية على ترويج المذهب الوهابي (الحنبلي) الأكثر تشدداً وتطرفاً. ولم يكن غضب هذه الجماعات موجهاً على الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الحكومات العربية فحسب, بل كان ولا يزال موجها ضد أتباع المذهب الشيعي والمذهب الحنفي وبقية المذاهب الدينية في الإسلام.
وفي العراق تمكن بن لادن من كسب مجموعة مهمة من الأكراد العراقيين ومن أبناء بقية مناطق كردستان إلى حركته وقام بتدريبهم سياسياً ودينياً وعسكرياً في أفغانستان وعلى استخدام مختلف الأسلحة وإعداد المتفجرات والقنابل المختلفة. وقد زرع في نفوس هؤلاء الحق والكراهية الشديدة للغرب وللولايات المتحدة الأمريكية ولليهود والمسيحيين بخلاف ما جاء به القرآن بصدد العلاقة بين أتباع الديانات السماوية. ولا شك في أن لهم عداوة خاصة مع الحكام السعوديين ينطلق من قناعتهم بأنهم يمارسون المذهب الوهابي بشكل خاطئ ومضر ويسمحون للأدارة الأمريكية بالسيطرة على المملكة وثرواتها.  
بدأت هذه الجماعة المرتبطة بإسامة بن لادن نشاطها في كردستان قبل 11/أيلول سبتمبر 2001 بعد أن منحت لنفسها اسم "جند الإسلام". وبدأت بتدبير الاغتيالات, ومنها اغتيال السيد فرانسو حريري في أربيل أو الهجوم على دار السيد برهم صالح رئيس وزراء حكومة السليمانية, وغيرها من العمليات في محاولة لبث وتعميق الخلاف وإثارة النزاع بين الحزبين اللذين تصارعا وتنازعا طويلاً, ومن أجل كسب المريدين لهم ممن أبدوا عدم ارتياحهم من أوضاع المنطقة. لقد أبدى أسامة بن لادن اهتماماً خاصاً بمجموعة جند الإسلام لعدة أسباب مهمة, وهي:
1. وجود هذه المجموعة المدربة جيداً في منطقة حساسة تقع على الحدود الإيرانية العراقية وعلى مقربة من أفغانستان, حيث كانت الأخيرة مركز قيادته.
2. يمتلك العراق موقعاً حيوياً وحساساً في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وهو يعتقد بأن من يسيطر على العراق يستطيع التغلغل إلى الدول الأخرى في المنطقة.
3. احتمال قيام الولايات المتحدة بشن الحرب على العراق في أعقاب صدور القانون الذي أطلق عليه "قانون تحرير العراق" من قبل الكونغرس الأمريكي في عام 1998, وبالتالي يتوقع أن تجري معارك دامية في هذه المنطقة سيكون للقاعدة فرصة المشاركة فيها.
4. مواجهة التحالف الذي نشأ بين أغلبية الأحزاب الكردية والإدارة الأمريكية بشأن الموقف من النظام العراقي والعمل على إسقاطه, وبالتالي يراد إشاعة الفوضى في كردستان العراق والتشويش على ذلك التحالف.
5. أشاع الحصار الاقتصادي الطويل الأمد الذي تعرض له الشعب العراقي من جراء سياسة الولايات المتحدة الكراهية لها في العالمين العربي والإسلامي وفي العراق أيضاً, وبالتالي هناك استعدادات أولية للحصول على عناصر عراقية تنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة وتؤيد وتساهم في نشاطاته.

لم يجد أسامة بن لادن ولا صدام حسين ضرورة خوض الصراع بينهما, خاصة وأن تصريحات أسامة بن لادن بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 جاءت مساندة للنظام العراقي باعتباره يكافح "ضد هيمنة الولايات المتحدة!".

عندما بدأت فعاليات جند الإسلام في كردستان العراق سعت أجهزة الأمن البعثية للحصول على معلومات كافية عن هذه الجماعة التي كانت تقبع في جبال كردستان وعلى الحدود العراقية- الإيرانية وتنطلق منها للاعتداء على سكان فيدرالية كردستان العراق وعلى الأحزاب الحاكمة فيها. كانت هذه الجماعة تحصل على دعم مباشر من جماعة القاعدة في أفغانستان, ومساعدات من بعض القوى المحافظة والمتشددة في إيران وتركيا.
وانطلاقاً من قاعدة "عدو عدوك صديقي" انطلق النظام العراقي التحري عن علاقة مناسبة مع جند أو أنصار الإسلام  لتحل محله في عمليات التفجيرات والاغتيالات لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في كردستان, خاصة وأن قوى الأمن العراقي بدأت تواجه مصاعب غير قليلة للقيام بمثل تلك العمليات في كردستان العراق. وعلى هذا الأساس وجد نظام البعث إمكانية إقامة علاقات غير مباشرة من خلال أجهزة الأمن بصورة غير رسمية مع جماعة جند ليدفع بها للقيام بتلك العمليات بدلاً عن النظام العراقي. وألزم النظام نفسه, كما يبدو, بتقديم الدعم غير المباشر إلى هذه الجماعة من خلال:
- تأمين حصولها على الأسلحة والعتاد والمتفجرات بشكل غير مباشر, سواء عبر أجهزة المن أم عبر المهربين العاملين على الحدود الإيرانية – العراقية.
- تأمين الدعم المالي لها.
- توفير بعض المعلومات الاستخباراتية لصالح تنفيذ العمليات المنشودة.
- الابتعاد عن القيام بعمليات عسكرية في القسم العربي من العراق وتركيز النشاط في كردستان العراق.
- توفير الحماية للعناصر التي تنفذ تلك العمليات بانتقالها إلى القسم العربي من العراق.
وقد نفذت جماعة جند الإسلام العديد من العمليات العسكرية المناهضة للحكم الفيدرالي في كل من السليمانية وأربيل. واستمرت العلاقة غير المباشرة مع جماعات من الأمن البعثي العراقي وفدائيي صدام حسين حتى بعد سقوط النظام واحتلال العراق. 
في أعقاب سقوط النظام نشأ فراغ سياسي وإداري وحدودي كبير جداً, إضافة إلى انتشار مظاهر الفساد والرشوة بين موظفي الدولة حيث سمح ذلك بدخول عدد كبير من مواطني الدول العربية ومواطناته إلى العراق دون صعوبات تذكر. وتسنى لأسامة بن لادن أن يشكل تنظيماً جديداً في المنطقة العربية وبدعم مباشر من جند الإسلام في المنطقة الكردية. كان التسلل يتم عبر الحدود السورية - العراقية والأردنية - العراقية والسعودية – العراقية, إضافة إلى تسلل عبر كل من إيران وتركيا إلى العراق. ولم يكن المتسللون من أبناء سوريا والأردن والسعودية فحسب, بل كانوا أيضاً من أبناء اليمن وفلسطين ولبنان ومصر ممن كانوا قد عملوا في العراق ويمتلكون معلومات غير قليلة عن العراق. ولم تكن عمليات التسلل بعلم حكومات هذه البلدان, رغم وجود أجنحة ترى من المناسب حصول مثل ذلك التسلل لإشاعة التعقيدات في وضع الولايات المتحدة في العراق.
وفي لبنان بالذات بدأت عمليات التنسيق لبناء علاقات جديدة إضافة إلى العلاقات القديمة, خاصة وأن لبنان أصبح مرتعاً مهماً لمناهضة الاحتلال في العراق باسم القومية والإسلام السياسي ومن أتباع القوى القومية الشوفينية والقوى البعثية من أتباع تنظيم صدام حسين على الصعيد العربي ومن قوى الإسلام السياسي العربية.
وفي إطار إمكانيات الاتصال الحديثة لم يعد صعباً تدبير أمر تلك العلاقات الخيطية التي يراد إقامتها من أجل تنفيذ عمليات عسكرية إرهابية في العراق. وكان الانتقال إلى العراق هو الأمر المطلوب, أما موضوع الأسلحة والعتاد ومواد التفجير فلم تكن تشكل عقبة في طريق القيام بالعمليات, إذ أن البعث كان وما يزال يمتلك الكثير منها والمخبأة في مواقع مختلفة من العراق. فهم الذين يعدون السيارات المفخخة والأحزمة والمدافع التي توضع في البساتين الكثيفة والقنابل, في حين يأتي الآخرون وفق مواعيد محددة يتسلمون تلك المواد ليفجروها في المواقع التي يتم الاتفاق عليها, لتصعد بعدها روح الجاني إلى السماء كما أوعده بن لادن!, ليأخذ معه عشرات بل مئات الضحايا الأبرياء من نساء ورجال وأطفال وأضعاف ذلك من الجرحى والمعوقين.
لا شك في أن جماعة جند الإسلام, الذين أصبحوا الآن أنصار الإسلام, هم الذي يشاركون أيضاً في عمليات التحضير للمتفجرات أو للمشاركة في التفجير الفعلي لها.
لا يمكن الكشف عن هذه العمليات المنسقة بعناية والسرية للغاية, خاصة وأن كل خلية لا تعرف بالخلية الأخرى, كما لا تعرف الأشخاص الذي يسلمونهم المتفجرات, إذ أنهم يأتون وفق مواعيد لتسلم ها دون أن يتكرر الموعد في المكان والزمان.
والكشف عن هذه الخلايا المتحركة بعناية غير مستحيل طبعاً, إذ أن من يحضر لهذه العمليات أو من يمارسها لا بد وأن يرتكبوا أخطاء يمكنها أن تكشف عنهم وتوصل المحققين إليها. ولكن لا يمكن الانتظار إلى حين الكشف عن هذه العصابات المتعشقة للدماء. ولكن العملية كلها بحاجة إلى تنظيم على مستويات عدة, وهي:
- تشكيل غرفة عمل خاصة من قبل العراقيين في بغداد لتأخذ على عاتقها التفكير بالإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة قوى الإرهاب الدولي العاملة في الداخل والخارج.
- فتح أرشيف حول جماعات النشاط الإرهابي الدولي ولتلك القوى التخريبية المحلية من أعضاء ومؤيدي حزب البعث الذين كانوا يعملون في أجهزة الأمن وفدائيي صدام حسن والحرس الجمهوري وفق الأسس العلمية الحديثة, إضافة إلى تدريب كادر بدورات سريعة وكثيفة لهذا الغرض.
- العمل من أجل معرفة تلك العناصر التي دربها النظام على بناء القنابل والمتفجرات والمتخصصة بالعمليات الإرهابية التي لا يعرف مكانها في الوقت الحاضر, إذ يمكن أن تكون متورطة بمثل هذه العمليات أو التحضير لها.
- التعاون مع المؤسسات الدولية المسؤولة عن ملاحقة قوى الإرهاب الدولي للحصول على المعرفة بها والخبرة حول نشاطاتها وأساليبها وطرق ملاحقتها.
- لا يمكن أن يتحقق أي نصر على هذه الجماعات الإرهابية ما لم يتم التعاون الكثيف والمستمر بين جماعات غير قليلة من العراقيات والعراقيين والمجموعات الخاصة عن المطاردة والتحقيق. فمثل هذا التعاون يمكن أن يساعد على اكتشاف الكثير من الخلايا إن جرى التحري الجيد عن العناصر القادرة فعلاً على أداء مثل هذه المهمة.
- غلغلة العديد من المسلمين الواعين والمدركين للمآسي التي ترتكب باسمهم في صفوف المجموعات المعادية للتعرف على نوايا هذه القوى العدوانية في العراق.
- إن المهمة المباشرة ترتبط ليس في اكتشاف المنفذين, وهي مهمة جداً, فحسب, بل وفي الوصول إلى الينابيع التي تغذي هذه القوى والتي لم تعد موجودة في أفغانستان فحسب, بل في العديد من الدول العربية التي تسمح أوضاعها بوجود ونشاط مثل هذه القوى التي تعمل في إطار القوى المعتدلة لتتخذ منها ستاراً لحماية نفسها, في حين تقوم بتدبير هذه العمليات والتنسيق في ما بين القوى. ويبدو لي أن هناك وجوداً فعلياً لهذه القوى في كل من لبنان وسوريا والعراق وإيران والأردن, إضافة إلى باكستان التي أصبحت المقر الثاني لأبن لادن.
- استخدام عملية تمشيط للمناطق التي يشك في وجود بعض الإرهابيين من قبل قوات الشرطة العراقية مع دعم الطائرات السمتية لهذه التفتيش.
- وعلينا أن ندرك بأن القوى الإرهابية لا تتورع عن استخدام بيوت العبادة لأغراضها الإرهابية, سواء بإخفاء الإرهابيين أم إخفاء الأسلحة والمتفجرات, لهذا يفترض أن ننتبه إلى حساسية القضية, والعمل على أن يأخذ العراقيون على عاتقهم تفتيش هذه المواقع التي استخدمها صدام حسين أيضاً لإغراضه المعروفة. إن محاولة تأجيج الرأي العام العراقي ضد تفتيش بعض الجوامع ينبغي أن لا يثني القوات المحلية عن ذلك, بل لا بد عند القيام به احترام بيوت العبادة في طريقة التفتيش. ولا شك في وجود من يساند هذه العمليات حتى بين أئمة الجوامع, إذ أنهم قبل ذاك ساندوا الطاغية صدام حسين أيضاً.
- من المفيد الإشارة إلى أن الإرهابيين القادمين من الخارج يتعاونون تعاوناً وثيقاً مع مجموعات من البعثيين في فرق فدائيي صدام حسين والأمن الداخلي السابق ومع بعض أفراد الحرس الجمهوري في تأمين السلاح أو المتفجرات والسيارات وما إلى ذلك, لهذا لا يجوز غض النظر وكأن هذه العمليات تقوم بها جماعات القاعدة وتنظيماتها الفرعية في العراق.
- ومن الملاحظ استفادة قوى القاعدة من العراقيين العرب والكرد ومن العرب في البلدان الأخرى المقيمين في أوروبا أو الولايات المتحدة بإرسالهم إلى العراق لتنفيذ بعض العمليات.
- إن ما يجري في العراق يعتبر معركة أساسية لقوى القاعدة وتنظيماتها الفرعية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضد من يطلقون عليهم بالقوى المتعاونة معها. ولهذا يمكن أن تكون هناك عمليات إجرامية كبيرة قادمة تمت التهيئة لها ولكن تنفذ في مناسبات معينة لإشاعة الفوضى وإخماد روح الحماس الشعبي في العراق من بعض الإنجازات التي تحققت, ومنها مثلاً إقرار قانون إدارة الدولة العراقية في الفترة الانتقالية, أو عندما تكون هناك تجمعات بشرية كبيرة كما في مناسبة شهر محرم وعاشوراء في العديد من المدن العراقية وخاصة النجف وكربلاء والكاظمية.    
- إن الواقع العراقي لا يستوجب نشاطاً استعراضياً, بل يتطلب جهداً هادئاً وواعياً لما ينتظر العراق خلال الأشهر القادمة وأهمية تعبئة الشعب كله لهذه المهمة. وعلينا أن ندرك بأن المناطق المليئة بالبساتين هي من المواقع المهمة لاختباء الإرهابيين, خاصة وأن البعث قد أنجز الكثير من المهمات التحضيرية قبل سقوط النظام لبناء مواقع لهم في حالة سقوط النظام أو في حالة نشوء أوضاع استثنائية.
- إن أكثر نقاط الضعف الراهنة في الواقع العراقي تتمثل في عدة نقاط, وهي:
o انتشار الفساد في البلاد وقبول العاملين في العديد من الأجهزة للرشوة, بما في ذلك مناطق الحدود العراقية والعاملين في التهريب.
o البطالة الواسعة التي تعاني منها البلاد, ومنها تنشأ حاجة الناس إلى قبول البعض من هؤلاء الأموال لقاء أعمال إرهابية يمكن الإفلات منها بسبب الفوضى السائدة.
o وجود الملف الأمني بالكامل بيد سلطة الاحتلال الأمريكية, وضعف التعاون والتنسيق, كما يبدو لي, مع القوات العراقية التي كان الأجدر بها أخذ المهمة مباشرة وتنظيم التعاون مع الآخرين.   
o الطريقة غير الفعالة التي تمارسها قوات الاحتلال في التعامل مع الناس, كما تشير إلى ذلك أغلب التقارير الدولية والمحلية, التي تثير غضب السكان وتدفع بالتستر على أفعال هذه القوى التخريبية.
o عدم تزويد القوات العراقية المسؤولة عن هذا المجال بما يكفي من المعدات والأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساعدهم على إنجاز مهماتهم. وربما ضعف الثقة يلعب دوراً مهماً في هذا المجال, ولكن لا بد من معالجة هذا الموقف أيضاً, إذ أنه في حالة استمراره يضعف قدرة الشرطة العراقية الجديدة على مواجهة ومكافحة الإرهاب.
o التجمعات البشرية الكبيرة التي تقدم مساعدة مجانية لهذه القوى في الوصول إلى مواقع مهمة وقتل مثل هذه الأعداد الكبيرة من البشر دفعة واحدة.
o اً.
لن تكون الفترة القادمة أكثر هدوءاً للشعب العراقي ما لم تتخذ الكثير من الإجراءات الأمنية الضرورية دون المساس الفعلي بحرية الناس, والتي لم تتخذ حتى الآن. فالعمليات الإجرامية التي وقعت في كل من بغداد وأربيل والسليمانية وكركوك والإسكندرية والمحمودية وكربلاء والكاظمية وغيرها سوف لن تتوقف ما لم يبذل الجميع الجهود الكبيرة والمكثفة والدءوبة لمواجهة ذلك, وما لم يتم وضع حد واقعي من خلال الإقناع السياسي لأولئك الذين يدعون بأن كل هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب العراقي تقع في خانة ما يسمى بالمقاومة الشعبية لقوات الاحتلال! إنهم بذلك يساهمون في تشجيع الإرهاب في العراق وفي زيادة نزيف دم العراقيات والعراقيين, ولن يكونوا إلا ضحاياه في المستقبل أيضاً.
  
برلين في 3/3/2004        كاظم حبيب

     



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع و برنامج عمل ندوة - واقع و حقوق المرأة و دورها في العر ...
- هل سبل عاجلة لمكافحة البطالة الراهنة في العراق؟
- هل العباءة سجن النساء المنشود من قبل جمهرة من رجال الدين؟ نح ...
- ما هي الآليات المناسبة لحل الصراعات الجارية في العراق؟
- هل يمكن أن تكون الأحزاب الدينية المذهبية غير طائفية؟
- هل الحقد والكراهية والإحباط التام هو الموجه والمهيمن على نشا ...
- الدور الذي يفترض أن تلعبه قوى حركة التحرر الوطني الكردية في ...
- رؤية حوارية عن الموقع الذي تحتله المرأة في المجتمع العراقي!
- هل من معالجات جادة للوضع القائم ومنع الإرهاب في العراق؟ الحل ...
- هل من معالجات جادة لوقف الإرهاب والقتل والتخريب في العراقي؟
- مستقبل العراق ... إلى أين؟
- احتجاجي الشديد لما قام به السيد الدكتور محمد المسفر
- عشر موضوعات للحوار حول واقع الأحزاب السياسية والحياة السياسي ...
- رسائل تعزية
- مقترحات لعقد ندوة حول واقع ومشكلات المرأة العراقية الراهنة ف ...
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في الحزب الشيوعي العراقي
- حوار مع السيد مقتدى الصدر حول بعض تصريحاته السياسية! - الحلق ...
- الحزب الشيوعي العراق والأحدث الجارية في العراق!
- حوار مع السيد مقتدى الصدر حول بعض تصريحاته السياسية! - الحلق ...
- اقتراح


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية المتطرفة وقوى التخريب المحلية في العراق؟