أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر طالب الاحمر - المسيب عشق الفرات














المزيد.....

المسيب عشق الفرات


حيدر طالب الاحمر

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 08:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وفيها قال بعض الأدباء:
سرحْ الطرف في المُسيبِ يُسَيبُكَ جمــالٌ مِن مَنظــرِ فَتانِ
مّر يشـدوا لها الفرات أغانيهِ مُحبــاً في رقـــةٍ وحنان
النخيل النخيل يضفــي عليها كلَ حسنٍ من خضـرةِِ الأفنانِِِِِِ
عـامَ في وجههـا راحت تمنيهِ وعــود الوصال في نسيان
ياعروس الفرات لأنت روضـاً مونقناً بالـــورود والريحانِ


جنوب العاصمة بـ 65 كلم يمر الفرات الهادر بين صدر مدينة عذراء ناعسة حنى عليها ليكون لها سكناً. هذه المدينة هي مدينة شاركت التأريخ صنع أحداثه، فبانت ملامح الزمن عليها وعلى معالمها فشهد لها بتحملها الضيم والصبر ألماً وكمداً حتى لاتقول للظالم نعم وحتى لا تأكل بثدييها، بل كانت هذه المدينة الشماء حربة في خاصرة البعث الكافر وأعوانه الظالمين، وبالمقابل كانت حفراً لضم رفات الأبطال بالمقابر الجماعية الذين كانوا نبراس في طريق من أتى بعدهم،ومن ضحكات التأريخ عليها ما ذكره الرحالة البرتغالي ستيفن هيمسلي حين مر بها برحلته عام 1604م واصفا لها بقوله : ( خاناً كبيراً يقوم في موضع مناسب على الفرات فوق أنقاض مدينة قديمة كانت تسمى المسيب) .
ففي كل زمان يقسوا عليها فيهدها فتعود من بقايا مدن ومن خان إلى مدينة تضاهي بما بها المدن.
فهذه المدينة المجاهدة حالها حال محبي أهل بيت النبي محمد (ص) الذين يودوّن قربى الرسول الأعظم فتجدها كالكشاف الذي مِن خلال رؤية هذه المدينة يستطيع تحديد نوع حاكم العراق أهو كافر وظالم أم هو مؤمن موالي للإسلام، فتتهدم المدينة على رأس أهلها في الحالة الأولى وتزدهر بالثانية بقوافل زوار كربلاء المقدسة مروراً بها، فيذكر التأريخ إن من ضمن من مر بهذه الأرض الطيبة هو الشاه عباس الصفوي (وقد استطرقها الشاه عباس بموكبه لزيارة العتبات المقدسة وأمر ببناء معقل هناك لاستراحة المسافرين والزائرين في الجهة الجنوبية من النهر على ضفة الفرات ) فهذه المدينة المجاهدة ضحت ومازالت تضحي من اجل تحرر
العراق من نير الاستعباد والأنانية إضافة إلى إنها عصب من أعصاب اقتصاد عراقنا الحبيب من عدة نواحي كالزراعة (ففي العهد العثماني للعراق كانت المسيب ذات أهمية كبيرة من الناحية المادية التي توفرها الزراعة للحكومة آنذاك ...فقد كانت تعتمد عليها إضافة للحكومة المناطق القريبة من الحلة وبغداد) ، و تشتهر المسيب بزراعة الشلب والتمور والفواكه وكذلك سوق لتوريد المواشي لباقي مدن العراق والعاصمة بالذات، إضافة إلى إنها ركن من أركان السياحة الدينية التي هي نفط دائم لا ينضب، ففي وسط هذه المدينة قرب فلكتها الدائرية تربض حسينية أهالي المسيب تجمّع المؤمنين وملاذ أهاليها الطيبين، وتبعد مدينة المسيب عن كربلاء المقدسة بـ 25 كلم فشاركت جغرافيتها بمعركة الطف فضمت أضرحة عديدة من الصحابة وأهل بيت الرسول (ص) ففيها يرقد أولاد مسلم ابن عقيل– محمد وإبراهيم - (ع) وقصة شهادة ولدي مسلم بن عقيل (ع) بعد انجلاء معركة الطف سنة 61 هـ وكيفية هروبهما من السجن مشهورة والتي بكى بروايتها التأريخ، يقع المرقد إلى الطرف الشرقي من المسيب، وقبر الإمام أبو يعلي العرزمي
هو السيد الجليل أبو يعلي بن الحسين بن علي العرزمي بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الإمام موسى الكاظم (ع) وقد اشتهر بكنية محلية شائعة هي (أبو ورور )، وكان الشيخ علي القسام أول من نَسَبَ هذه المراقد في كتابه (السفر الطيب في تاريخ مدينة المسيب)، وقال عن صاحبه ( السيد الجليل والفاضل النبيل ابن السادة الاماجد المقتول ظلما استشهد في طريق قصر ابن هبيرة) .والسيد إبراهيم المجاب بن السيد محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر(ع) أخو محمد ذو النفس الزكية (ع)،
وابنه الإمام احمد ويكنى بـ(أبو القاسم )، ومرقده من المراقد المقدسة في مدينة المسيب هو مرقد السيد احمد بن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى الكاظم (ع) وكنيته أبو جعفر, واشتهر بكنية محلية غلبت على كنيته السابقة وهي اسمه ( أبوالجاسم ), ولد في كربلاء وانتقل إلى مدينة قصر ابن هبيرة حيث أدركته الوفاة فيها، ويقع مرقده شرقي المسيب على مسافة عشرة كيلو مترات تقريبا، وفي داخل المسيب المدينة قبر السيد محمد الذي يرجع للإمام موسى بن جعفر (ع)، وأيضا على إطراف المدينة قبر أحد أبناء الإمام موسى الكاظم (ع) . إضافة لقبر السيد الجليل إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي ابن أبى طالب (ع)، والذي أشار إليه دعبل الخزاعي بقوله:
وقبرٌ بأرضِ الجوزجانِ محلهُ وقبرٌ بباخمرا لدى الغربات .

فالمسيب (باخمرا) كانت ومازالت حاضنة الأولياء الصالحين.
ففيها الكثير من ما يبحث عليه الزائر والباحث التأريخي، إضافة إلى إنها ممر من بغداد والمحافظات الشمالية إلى كربلاء المقدسة وباقي مدن الجنوب.
فيا تاريخ احنوا على هذه المدينة حنوا الحوادث فيها ، لتبقى المسيب بنت وعشق الفرات الهادر



#حيدر_طالب_الاحمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهنود والتكنلوجيا
- الحضارات القديمة والعولمة
- المقاومة
- صباح جديد
- الرسائل الالكترونية المحتالة
- السلبية والايجابية بالمنتديات
- إدمان الانترنيت
- رسالة الى مجلس النواب العراقي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر طالب الاحمر - المسيب عشق الفرات