أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد علي محيي الدين - الاتفاقية الأمنية شر لابد منه















المزيد.....

الاتفاقية الأمنية شر لابد منه


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تباينت آراء الكتل والأحزاب السياسية في مواقفها من الاتفاقية العراقية الأمريكية فالأكراد مع الاتفاقية بصيغتها النهائية ويرون فيها الضمان الكامل لسيادة العراق بما توفر لهم من مصالح تخدم الوضع الحالي في كردستان ،والتوافق تذبذبت مواقفهم بين معارض لها في الظاهر ومؤيد لها في الباطن لما تضمن لقياداتهم الحالية من بقاء واستمرارية واستعدادهم لإعطاء أي تنازل مقابل عودتهم الى الحكم ونكاية بالأحزاب الشيعية التي يرون رفض بعضها للاتفاقية تعبير عن موقف أيراني يصب في مجرى الصراع الدائر بين الأمريكان وإيران في فرض هيمنهم على العراق وتدخلهم السافر في المنطقة،فيما ترى أطراف أخرى في الائتلاف أن الاتفاقية ضرورية جدا لبقائهم في السلطة وأحكام قبضتهم على مقدرات البلاد وقد أخذ الصراع مداه الواسع بين الحليفين السابقين المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة الحاكم مظاهره العلنية وعلى المستويات الدنيا من خلال هيمنة المجلس على مراكز القرار في المحافظات ومحاولات الدعوة لسحب البساط من السلطة المحلية بتشكيل الصحوات العشائرية التي يهيمن عليها الحزب الحاكم ،وهذا الصراع ظهرت آثاره في التعامل اليومي بين الحليفين المتصارعين وبالتالي فأن الدعوة ترى في الاتفاقية ضمان لبقائها في السلطة والحد من نفوذ المجلس الأعلى الذي خفت بريقه في الشارع العراقي،وبدء حزب الدعوة باحتلال مواقع مهمة بفضل هيمنته على السلطة التنفيذية ونفوذه في السلطة المركزية،فيما أتخذ التيار الصدري موقفا رافضا للاتفاقية نصا وروحا تبعا لسياسته المعروفة بتوجهاتها والفتاوى التي أصدرها زعيمه الروحي الحائري وقائده الشاب مقتدى الصدر،أما الكيانات الصغيرة الأخرى فلا تشكل مواقفها تأثير كبير على مجرى المفاوضات أو توقيع المعاهدة لاختلاف مواقفها بين مندفع بلا تحفظ في تأيدها ومعارض أو متردد منها ولذلك فأن تأثير هؤلاء لا يمتلك القوة الكافية لإقرارها أو رفضها،ويبقى رأي الشارع العراقي الذي تحركه أجندات دينية تتلاعب بعواطفه الوطنية لتحقيق غايتها البعيدة عن أي شعور وطني ،ولأن العراقيين بطبيعتهم رافضين لأي احتلال مهما كان نوعه أو لونه.
وقد حاولت الأطراف المؤيدة للاتفاقية تحت ستر المصلحة الوطنية التصريح بما يشبه التهديد المبطن بأن عدم توقيع الاتفاقية سيؤدي الى حدوث انقلاب عسكري يطيح بالحكومة الحالية فيما يصرح المسئولين الأمريكان بأن عدم التوقيع على الاتفاقية ستكون له تأثيراته السلبية على الوضع الأمني في العراق في حالة انسحاب القوات الأمريكية وترك العراقيين لمواجهة مصيرهم مع جيرانهم الطامعين باحتلال العراق بما يمتلكون من بعد داخلي مؤثر قد يقلب الموازين رأسا على عقب،وبالتالي فأن الحكومة العراقية ليس أمامها من أمر آخر غير التوقيع على الاتفاقية أو تحمل النتائج المترتبة على عدم توقيعها بما فيها الحرب الداخلية واستفحال الفوضى والتهديدات الخارجية التي لها أثرها فيما يجري على الأرض في العراق.
إزاء ذلك فالحكومة العراقية أمام طريقين ،أما التوقيع على الاتفاقية في ظل التقاطعات بين الأطراف المؤثرة في صناعة القرار بشروط مجحفة لها تأثيراتها على استقلالية العراق أو أتفاق جميع الأطراف على قواسم مشتركة ليكون المفاوض العراقي مدعوما بأغلبية تمنحه القوة في المفاوضات ،أو الرضوخ للأجندات الخارجية بتأييدها أو معارضتها وهؤلاء هم الخطر الحقيقي على مستقبل العراق،فيما تحاول بعض الأطراف المماطلة والتسويف لتأجيل التوقيع عليها بانتظار الانتخابات القادمة حتى لا يعطون الذريعة لأعدائهم بالتشكيك بوطنيتهم واللعب بهذه الورقة لإسقاطهم جماهيريا بعد أن ثبت فشلهم طيلة السنوات الماضية في إيصال البلد الى شاطئ الأمان.
أما الطريق الثاني وهو رفض الاتفاقية على ما فيها من نقاط ايجابية قد لا يحصلون عليها في ظل الإدارة الأمريكية الجيدة التي ستكون من الديمقراطيين حتما بسبب فشل الإدارة الجمهورية في عملية غزو العراق وعجزها عن تحقيق تقدم ملموس في المجالات التي ألزمت نفسها بها في القضاء على الإرهاب وبناء الدولة الديمقراطية وعجزها عن أجبار العراقيين على توقيع الاتفاقية وبذلك سيكون هذا عاملا مساعدا لنجاح الديمقراطيين،وبالتالي ستأخذ المفاوضات طابعا جديدا في ظل الفسحة الطويلة للإدارة الجديدة التي هي غير ملزمة بأي مفاوضات سابقة،وإذا لم توقع الاتفاقية ستضطر الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية الى تمديد بقاء قوات الاحتلال لسنة أخرى ويبقى العراق فاقدا للسيادة في ظل الهيمنة الأمريكية عليه وهذا الأمر له تأثيره الكبير على مستقبل العراق واستقلاله الناجز.
وتبقى التصريحات الخارجية لدول الجوار تفعل فعلها في التأثير على القرار العراقي في ظل الصراع المكشوف بين الأطراف المؤثرة على الداخل العراقي ومواقف أطراف العملية السياسية المؤيدة لهذه الجهة أو تلك ويبقى مصير العراق معلقا بخيط رفيع وسط تجاذبات لا علاقة لها بمصالحه الوطنية مما يستدعى أن يكون لجماهير الشعب رأيها البعيد عن تأثيرا القيادات الدينية التي أوصلتها الى هذه النهاية المروعة والعمل لاتفاق بين الحكومة الأمريكية والعراقية يضمن سيادة واستقلال العراق بعيدا عن التدخلات الأجنبية المختلفة والنظر الى المصالح الوطنية دون مصالح الآخرين،ولا أعتقد أن الشعب العراقي سيكون له تأثيره على ما يجري لأن المطبخ السياسي العراقي يهيمن عليه طباخين لهم أغراضهم وأهدافهم المتباينة والتي لا تصب دائما في مصلحة الوطن،ولهم أجنداتهم الداخلية والخارجية التي تبعدهم عن اتخاذ أي قرار وطني يصب في مصلحة الشعب.
لذلك فأن العراق بحاجة الى معاهدة تنظم فيها العلاقة بين الأمريكان والعراقيين على أن تضمن الحقوق الكاملة في السيادة الوطنية وأن يكون للحكومة العراقية الرأي القاطع في إنهائها بعد انتفاء الحاجة للوجود الأمريكي وقدرة العراقيين على حفظ الأمن وأن تتعهد الولايات المتحدة بالوقوف مع العراق إزاء الأطماع الإقليمية لدول الجوار لأن العراق في ظل الظروف الحالية ليس في مصلحته الاستغناء عن الوجود الأمريكي لما يعاني من ضعف واحتمالات الغزو الخارجي له من قبل الطامعين،وأن لا يكون العراق قاعدة لانطلاق القوات الأمريكية لضرب الدول المجاورة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرات في مذكرات الأستاذ جعفر هجول(2)
- نظرات في مذكرات الأستاذ جعفر هجول(1)
- الحقائق الناصعة في عملية الهروب من سجن الحلة3
- الحقائق الناصعة في عملية الهروب من سجن الحلة(2)
- الحقائق الناصعة في عملية الهروب من سجن الحلة
- الفساد والارهاب
- ود لن تغيره الأيام أو تبليه السنين
- وكم في بلادي من المضحكات
- ( العولمة أعلى مراحل الرأسمالية )
- بين العبدان والسندان وقع السهلان
- الشيوعي الأخير سلام عبود
- ضمان حقوق الأقليات مطلب وطني
- وفاء عبد الرزاق الألق الجنوبي الأصيل
- مذكرات عدنان عباس الحلقة الأخيرة
- بغلة القاضي
- كيف يتحول الذئب إلى حمل وديع
- من وثائق النظام السابق
- البيانات الصاروخية والحقائق المخفية في المسامير المطيرية
- ملاحظات على مذكرات عدنان عباس (2)
- ملاحظات على مذكرات عدنان عباس


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد علي محيي الدين - الاتفاقية الأمنية شر لابد منه