أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة















المزيد.....

حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:58
المحور: القضية الكردية
    


منذ انبثاق حزب العمال الكوردستاني في سبعينيات القرن الماضي و اندلاع الثورة الكوردستانية في اقليم كوردستان تركيا في الثمانينات، شهد الحزب تغيرات كبيرة في الفكر و العمل و اليات العمل الحزبي و الشعارات و الاهداف و التعامل مع الاحداث و في الاستراتيجيات و التكتيك بحيث تلائم و ضعه مع المتغيرات في الاوضاع العامة و الظروف الموضوعية التي فرضت التغييرات اضافة الى الظروف الذاتية و لكن بشكل اخف .و في المقابل تغيرت الحكومات التركية و تعاقبت الاحزاب التي تسنمت السلطة ، و الثابت لحد كبير و الى عهد استلام حزب العدالة و التنمية السلطة، كان الجيش هو المسيطر على كافة الامور بما فيها الاوضاع العامة و القرارات السياسية، و الحكومات كانت هشة و تحت سيطرة العسكر ، و كما نعلم كلما احس الجيش باية تغييرات في مواقف الاحزاب التي لا تسري مع ارائه في السلطة كانت او خارجها سارعت الى الردع و شاهدنا العديد من الانقلابات واحدة تلو الاخرىو فُرضت بالقوة سلطة الجيش و ارائها و مواقفها و نظراتها الى الحكم و السياسة. بناءا على ثبوت الحالة و الخوف تراكمت العديد من العقد،و لم يتم الاقتراب منها او حتى الاشارة اليها و لافرازاتها السلبية الى الامس القريب ، و كان الحكم في الظاهر مدنيا و تتنافس الاحزاب من اجل الفوز و استلام السلطة و تحقيق اهدافها الا ان جوهر الحكم و منبع القرارات لم يتم اصدارها الا باشعال الضوء الاخضر من العسكر، و اتبعت سياسات داخلية انتجت احزاب علمانية غير قوية و لم تصل شعبيتها الى مستوىيمكنها من المغامرة و الخروج من القمقم العسكري، و بالطبع يكون جواب هكذا حكومات و سياسات لجميع المطالب العامة السياسية كانت ام اجتماعية او اقتصادية حسبما تقتضيه مصالح المراتب الكبار من الجيش و بحجة المحافظة على الدستور و الحكم العلماني. و مهما ادعت الحكومات و بالغت في تقييمها لعلمانية المجتمع و استنادا على تعليمات و افكار اتاتورك الا انها كانت فوقية و مظهرية و تركيبة المجتمع وريثة العهد العثماني الديني الاسلامي في الجوهر و الطبيعة، و بهذه الارضية تولدت احزاب اسلامية معتدلة و حوربت من قبل العسكر بكافة الاشكال و اغلقت بعضها و انبثقت اخرى وريثة لما قبلها الى ان وصلت الحال الى زيادة شعبية و جماهيرية هذه الاحزاب و تلائمها و تكيفها مع الواقع التركي،مما جعلت العسكر يعيدون النظر و يحسبون حسابات عديدة و دقيقة قبل الاقدام على اي فعل او قرار او رد فعل، هذا ان لم نضع في الحسبان تغيير الظروف الدولية و عدم نجاح القرارات الانفرادية و اصبح عصر الانقلابات في الماضي و لم يعد ينجح ان اقدم عليه الجيش من حيث التاثير و السيطرة كما كان قبلا لما هو عليه العالم من العلاقات و المصالح المشتركة العليا للدول و التحالفات و راي الولايات المتحدة من حزب العدالة و التنمية.
نجح حزب العدالة و التنمية في مسايرة الامور و مواقف العسكر و اهتم كثيرا بالوضع الاقتصادي الداخلي و ابدى مرونة كبيرة للاوضاع و المستجدات ، و مسك بطرف او هامش كبير من الديموقراطية و تقبل الاخر و التعددية و عدم الغاء الاخر ، و تنافس بشكل سلمي مع الاحزاب الاخرى و استفاد لحد كبير من السلطة في توسيع شعبيته و ساهم في تحسين اوضاع جزء كبير من المجتمع التركي اعتمادا على نهجه الاسلامي ، و حاول ان يمتد في نشاطاته المتعددة الى كوردستان تركيا و نجح بالفعل في بعض المناطق ، و تعامل مع المعارضة بما يستفيد منه و راوغ و تملص من العديد من الواجبات التي كانت بامكانها التقدم فيها و لاسباب حزبية و خوفا من الجيش و رد فعله او استنادا الى المعتقدات الدينية التي يعتمد عليها في استراتيجيتها السياسية.
اما ما يخص القضية الكوردية لم يتم اي تطور يذكر لحد اليوم الا في حالات عامة تخص المجتمع و وعود و تغير جزئي في الناحية التربوية الثقافية و النظرة الى القوميات الاخرى، و في المقابل ان الحزب العمال الكوردستاني ابدى مرونة كبيرة التي لم تبديسها من قبل فيما تخصالاستراتيجيو العامة للحزبو المجتمع الكوردستاني و التعايش السلمي و جق تقرير المصير و الاستناد على النضال السياسي السلمي بعيدا عن السلاح و الحروب لو ارادت الحكومة التركية و نوى جل القضية بما يتلائم مع مصالح الاطراف كافة، و دخل حزب العمال الكوردستاني عمليا في هدنة طويلة الامد و تحفظ كثيرا عن المشاكل و التحرشات التي اقدم عليها الحكومة التركية و الجيش بشكل خاص، و حاول بكل ما يمكلك ضبط النفس و عدم الاحتراب على امل تقدم السلطة التركية خطوة نحو التلاقي و التفاوض و الحل السلمي للقضية الشائكة التاريخية العويصة في هذه المنطقة ،و طالب باقل ما يمكن ان يرضاه اية فئة من الشعوب في العالم منطلقا من حسن نيته و احقيته في مطاليبه ، و كرر مرارا في طلبه لاصدار قرار عفو عام عن الانصار لكي يلقوا اسلحتهم و يعودوا لممارسة حياتهم الاجتماعية السياسية و يتنافسوا مدنيا مع الاحزاب الاخرى لتحقيق اهدافهم و لم تستجب لحد اليوم الحكومة التركية لابسط المطاليب، و في المقابل اصر الحزب العمال الكوردستاني على نهجهم السلمي و قرروا لعدة مرات وقفا لاطلاق النار من جانب واحد الا انهم استجيبوا بالحديد والنار و القصف الجوي المتكرر.
ربما احس حزب العدالة و التنمية اكثر من غيره بان الحل الجذري لهذه القضية لا يكمن في الاحتراب و الحل العسكري ، الا ان ظروفه الحزبية و وضعه في ميزان القوى الداخلية جعلته يتعامل باستحياء شديد معها،و بين فينة و اخرى يطلق تصريحات سلمية و عندما احس بالمواجهة تراجع في لحظات و اعاد الكرًة مرات ، الا انه باعتقادي الشخصي انه سيظطر في النهاية الى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحزب العمال الكوردستاني ان اراد الحفاظ على ماء وجهه ،و في الختام اود ان اضع اما الحكومة التركية عدة طرق للتعامل مع القضية الكبرى في الشرق الاوسط ،و هو ما يخص الحكومة التركية بشكل كبير ، و عليهم محاولة فهم الواقع الجديد للمنطقة قبل اي شيء اخر، و عليه قراءة الظروف العالمية و مسالة تعدد الاقطاب و امكانية حزب العمال الكوردستاني في هذه الظروف العالميةو قدرته على المناورة السياسية و امكانيته في اقامة علاقات واسعة و متشعبة مع الاقطاب العالمية ، و قبل هذا و ذاك يجب ان تقرا الحكومة التركية و الحزب العدالة و التنمية سعة شعبية حزب العمال الكوردستاني و عدم تاثرهمهما تضايقت امامه الطرق،و عليهم ان يحللوا الوضع الراهن من مسالة دعم الشعوب في تقرير مصيرهم في الوضع العالمي الجديد و انتهاء القطب الواحد ، و وضع الحزب الداخليمن قوة و صلابة و تمسك و وحدة صف جزب العمال الكوردستاني و ازدياد حجمه و خروجه اصلب من الاول بعد كل عملية عسكرة او قصف جوي ضده،الاهم هو وحة صفوفه و عدم فرط مكوناته مهما بلغ الامر حتى بعد اسر رئيسه، و الحمومة التركية تعرف قبل غيرها مدى ازدياد شعبيته و التحاق الشبان من المدن المزدهرة به اكثر من القرى المغلوبة على امرها ، و تحمله للصعاب رغم محاربته من قبل الجميع و من اعتى قوة في العالم على الخص، عندئذ يمكن ان تتامل الحكومة التركية في ما هو عليه حزب العمال الكوردستاني و المستجدات في العالم لتقرر و تبادر هي الخطوة الاولى لاستقرار المنطقة و يكون لها الفضل الكبير.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفشي حالات الشذوذ في العراق
- اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام ..... ...
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام...... ...
- انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
- السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
- المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
- الفتاوى الدينية و الازمات السياسية
- جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية
- الافكار الضيقة لا تساهم في علاج الازمات الخانقة في العراق
- الاعلام الحر ومخاوف سلطة اقليم كوردستان العراق
- اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية
- الشعب العراقي بين الدعوة و العودة
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا ...
- ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (7 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية( 6 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (5 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (4 ...
- كادحو كوردستان العراق بحاجة ماسة الى اتحاد القوى اليسارية (3 ...


المزيد.....




- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل
- السودان: هيومن رايتس تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب -إبادة- ...
- الأمم المتحدة: 360 ألف مبنى في غزة تعرض لأضرار
- منظمة الصحة العالمية تدعو أطراف الصراع في السودان إلى ضمان ت ...
- الأونروا: الاحتلال هجرّ نحو 80 ألف فلسطيني من رفح قسريا في 3 ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة