أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزالدّين بن عثمان - اختراع اسمه الشّعب اليهوديّ















المزيد.....

اختراع اسمه الشّعب اليهوديّ


عزالدّين بن عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تتضمّن وثيقة إعلان الإستقلال لدولة إسرائيل قصّة مفادها أنّ الشـّـعب اليهوديّ جاء إلى أرض إسرائيل من المنفى. وتقول القصّة إنّ الشـّـعب اليهوديّ أطرد من أرضه خلال الحكم الرّومانيّ سنة 70 بعد ميلاد المسيح، عليه السّلام، لكنّ الأمـّـة اليهوديّة بقيت وفيّة لأرضها رغم تشتـّـتها في جميع أنحاء العالم وقد جعلها وفاؤها لأرضها تعود إليها بعد ألفين من السـّـنين. هذا ما يتعلـّـمه أطفال إسرائيل في المدارس وهذا ما يؤمن به كلّ اليهود نتيجة الدّعاية المكثـّـفة لهذه الأسطورة. لكنّ المؤرّخ شلومو زند، أستاذ التـّـاريخ يجامعة تل أبيب، يقول في كتاب نشر في إسرائيل ذاتها عنوانه "متى وكيف تمّ اختراع الشـّـعب اليهوديّ" إنّ هذه القصّة أسطورة "كاذبة". وفي مقال نشر له بصحيفة "العالم الدّيبلوماسيّ" الفرنسيّة في عدد أوت 2008 كتب ما يلي: "لم يكن هناك شعب يهوديّ على الإطلاق وإنـّـما كانت هناك ديانة يهوديّة والمنفى القسريّ لم يحدث هو أيضا؛ بالتـّـالي كيف نتحدّث عن عودة؟".
« Il n’y a jamais eu de « peuple juif », mais seulement une religion juive, et l’exil, lui non plus, ne s’est jamais produit – par conséquent, comment parler de « retour ??

ومنذ البداية أقول إنّ هذا النـّـصّ لا يندرج في إطار ما يسمّى معاداة السـّـامية أو اليهوديّة، فكلّ الأعراق متساوية، في نظري، وكلّ الدّيانات صنعها البشر، بل إنّه تحليل سياسيّ. وفي هذا النـّـصّ سأبيّن كيف أنّ اسرائيل والصـّـهيونيّة تصنعان الأساطير وتستعملان الأساطير من أجل تكوين هويّة وطنيّة يريدونها أن تكون عالميّة أي أن تشمل جيمع اليهود المتفرّقين في العالم. ولكي أقوم بذلك عليّ أن أعود إلى البدايات إلى قصّة موسى.

وقبل ذلك، هذا مقتطف من وثيقة استقلال اسرائيل كما نشرتها المجلـّـة الرّسميّة التي صدرت بتل أبيب في عددها الأوّل يوم 14 أفريل، أيـّـار 1948: "أرض إسرائيل هي مهد الشـّـعب اليهوديّ. هنا قد تشكـّـلت الهويّة الرّوحيّة والدّينيّة والسـّـياسيّة (للشـّـعب اليهوديّ). هنا أسّسوا أوّل دولة وصنعوا قيما ثقافيّة لها أهمّية وطنيّة وعالميّة. لقد أعطوا للعالم كتاب الكتب الخالد. وعندما تمّ نفيهم قسرا من أرضهم أبقوا على إيمانهم في تشتـّـتهم ولم ينقطعوا عن الصـّـلاة ولم يتركوا الأمل في العودة إلى أرضهم من أجل تأسيس حرّيتهم".

يقول شلومو زند إنّ التـّـوراة وكذلك العهد القديم من الإنجيل لا يجب اعتبارهها كتابين في التـّـاريخ لأنّهما كتابان في التـّـيولوجيا (اللاّهوت) ويبيّن كيف أنّ موسى لم يخرج باليهود من مصر إلى أرض موعودة لسبب بسيط وهو أنّ فلسطين كانت في ذلك الوقت تحت السـّـيطرة المصريّة ولأنّ موسى تربّى في أحضان فرعون نفسه. وقد أثبتت الآثار المكتشـَـفة خلال الثـّـمانينات من القرن الماضي أنّ ما يُروى عن ثورة العبيد في إمبراطوريّة الفراعنه لم تحدث وأنّ احتلال أرض كنعان لم يتمّ أبدا وبالتـّـالي لم ينشئ داود ولا سليمان مملكة يهوديّة. وأمـّـا ما يُـزعمُ عن تهجير اليهود بالقوّة فلم يحدث أيضا بل إنّ الأغنياء من اليهود فضـّـلوا الاستقرار ببابل العراق من تلقاء أنفسهم لأنّ بابل كانت في قمـّـة الحضارة أنذاك. النـّـفى القسريّ الذي يُـزعم أنـّـه حدث في العام سبعين لم يكن سوى "عنصرا تأسيسيّا" جعل شـتات اليهود يستمدّ منه هويّة تعرّف اليهود بأصلهم. وليس ثمـّـة في التـّـاريخ أيـّـة كتب تحدّثت عن هجرة اليهود من مصر أو عن قيام ثورة العبيد في مصر أو عن تأسيس مملكة يهوديّة سوى التـّـوراة والعهد القديم من الكتاب المقدّس وهما، كما قال شلومو زند، ليسا كتابين في التـّـاريخ؛ فكيف يغفل هوميروس وسينيكا وجوفينيل وطاسيت عن أحداث كهذه؟ الرّومان لم ينفوا أبدا اليهود في العام 70 وكانوا يكتفون بتحويل كلّ الذين يرتكبون أعمالا إجراميّة إلى عبيد بقطع النـّـظر عن عرقهم وديانتهم. وعندما حلّ المسلمون بفلسطين لم يطردوا اليهود أيضا وهذا ما يعترف به الصـّـهاينة أنفسهم ومن بينهم بن غريون مؤسّس الدّولة اليهوديّة. ولذلك فإنّ ما يزعمه الصّهاينة من أنّ المسلمين قتـّـلوا اليهود أمر باطل: يُرجع الصّهاينة قلـّـة عدد اليهود إلى تقتيلهم لكنّ الحقيقة هي أنّ اليهود كانوا يعتنقون المسيحيّة من تلقاء أنفسهم ولذلك تناقص عددهم. يقول المؤرّخ شلومو زند إنّ انتصار المسيحيّة وضع حدّا للتـّـوسّع اليهوديّ ودفع باليهود إلى هامش الثـّـقافة في العالم الثـّـقافيّ المسيحيّ. بالتـّـالي لم يطردوا ولم يقتـّـلوا.

وكلّ ما نجحوا في تكوينه كما يقول شلومو زند هو تأسيس مملكة حـِميـَـر في اليمن الحالي في القرن الخامس. كما أنّ المؤرّخين العرب قالوا إنّ قبائل بربريّة يهوديّة كانت موجودة بشمال إفريقيا (يمكن للقارئ العودة إلى قصّة الكاهنة داحية أو داهية وحروبها ضدّ عقبة بن نافع) إلاّ أنّ تلك القبائل تفرّقت في أروبّا من تلقاء نفسها وقد قصد الكثير من اليهود البرابرة الأندلس لأنـّـها كانت وقتها أكثر البلدان ازدهارا. لكنّ ما أحاول التـّـدليل عليه هنا هو أنّ اليهود لم يكن لهم أصل واحد كما يزعمون بل كانوا مشتـّـتين في أنحاء العالم منذ عصور ما قبل الميلاد، وكانوا في الأصل قبائل مرتحلة تعبر صحراء الجزيرة العربيّة باستمرار ولذلك سمّوا العبرانييّن كما كتبت الدّكتورة الفلسطينيّة حنان اخميّس. وكانت أعداد من اليهود متواجدة في مناطق حول بحر قزوين كأوكرانيا مثلا فقام الغزو الماغوليّ بدفعهم نحو أروبّا الشـّـرقيّة وألمانيا فصاروا يسمّون أنفسهم الييديّين Yiddish. هذه الأصول المتعدّدة لليهود تنفي أنـّـهم منحدرون من داود وقد فشلت كلّ محاولاتهم في إثبات أنّ اليهود أينما كانوا يحملون نفس التـّـركيبة الجينيّة بل إنّ ما توصّلت إليه أبحاث علماء البيولوجيا لديهم هو أنّ معظم اليهود من البرابرة ولذلك يخفون تلك الدّراسات. بالرّغم من ذلك صنعوا لأنفسهم هويّة قائمة على الأساطير جعلتهم أثنيّة متميّزة إلاّ أنّ الهويّة التي صنعوا تمتاز بكونها جوهريّة عرقيّة تميّز بين اليهود وغيرهم تمييزا عنصريّا. مركزيّة الإثنيّة لديهم جعلت دولة إسرائيل ترفض حتـّـى اليوم أن تكون دولة لجميع سكـّـانها بما في ذلك العرب، وتزعم أنـّـها دولة يهوديّة بالرّغم من أنّ معظم الذين هاجروا إلى فلسطين لا يعتبرون أنفسهم يهودا. وتمضي إسرائيل في تغذية تلك الهويّة المختـَـلــَـقة بالقصص عن اضطهاد اليهود عبر التـّـاريخ وتصوّر اليهود بأنـّـهم لاجئون مضطهدون جاءوا إليها لينعموا بالحرّية. ويصوّر الصـّـهاينة في العالم إسرائيل بأنـّـها الاسطورة الخالدة.

ويؤمن العرب والمسلمون أيضا بالأسطورة القائلة بأنّ موسى أخرج اليهود من مصر، نتيجة الجهل، ولأنّ قصّة عبوره البحر الأحمر قد وردت في القرآن، لكنّ ما لا يعلمه هؤلاء هو أنّ موسى قد تربّى في أحضان العائلة الملكيـّـة الحاكمة في مصر، في القرن السـّـابع قبل الميلاد، إذ أنّ أمـّـه ألقت به في النـّـهر عندما أمر فرعون مصر بقتل كلّ المواليد في تلك السـّـنة فانتشلته ثرموثيس، ابنة فرعون نفسها Thermuthis (Bithiah) ؛ فكيف بقي يهوديّا حتـّـى آخر حياته؟ لن أجيب على هذا السـّـؤال لأنّ المجال لن يتـّـسع لذلك هنا ولكنـّـي أقول إنّ هذه القصّة كانت معروفة لدى الآشوريّين خلال القرن الرّابع والعشرين قبل الميلاد وتقول القصّة إنّ سرغون ملك أكـّـاديا وُلد في عائلة فقيرة فألقت به أمـّـه في الفرات فانتشلته ابنة ملك أكـّـاديا وقامت بتربيته إلى أن صار ملكا. وقد سمّى الأستاذ إيـريك كلاين ( Eric H. Cline )، مثله مثل شلومو زند، هذه الأسطورة "قصّة تأسيسيّة" منقولة عن قصّة سرغون الآشوريّ الأكـّـاديّ. وهي شبيهة بقصّة الشـّـاهنشاه الفارسيّ سيروس الأكبر (كوروش بُزرغ بالفارسيّة) وكذلك بقصّة روميلوس وريموس (Romulus and Rumus) مؤسّسي الإمبراطوريّة الرّومانيّة.

ومن القصص الأخرى التي تعتمد إسرائيل عليها في تحرّكاتها الجيوسياسيّة وفي صناعة هويّة وطنيّة قصّة المحرقة أو الهلوكوست. يقول أستاذ العلوم السّياسيّة، نورمان فيلكنشطاين، في مقدّمة كتابة "صناعة الهولوكست" إنّ الهولوكوست إيديولوجيا رمزيّة وككلّ إيديولوجيا لها ارتباط بالواقع. وقد صوّر إسرائيل على أنـّـها الأخت الصـّـغرى لألمانيا النـّـازيّة. وبقطع النـّـظر عمّا إذا كانت المحرقة قد حدثت أم لا فقد صارت الآن بناء سياسيّا دوغمائيّا. ولم يتمّ إنشاء هذا البناء اعتباطيّا بل من أجل خدمة أهداف ومصالح سياسيّة على الصـّـعيدين العالميّ والمحلـّـي. هذا البناء مرتبط داخليّا بطبقات معيّنة تستعمله كسلاح فعـّـال لأنّ المجتمع اليهوديّ منقسم على نفسه أشدّ الانقسام. وقد مكـّـنت قصّة الهولوكوست الدّولة الاسرائيليّة، المحتلـّـة للأراضي الفلسطينيّة والماضية في تشييد جدار عنصريّ يفصل بينها وبين الفلسطينيّين والمعروفة بتقتيل الفلسطينيّين، أصحاب الأرض الحقيقيّين، والمعروفة بأنـّـها لا تراعي حقوق الانسان، من تصوير نفسها كضحيـّـة. وتستعمل مبدأ "الضـّـحيّة" في التـّـهرّب من منح الفلسطينيّين حقوقهم وفي الابقاء عليهم رازحين تحت نير الاحتلال. ولقد مكـّـنت قصّة المحرقة إسرائيل من التـّـمتـّـع بمناعة لا محدودة ضدّ النـّـقد، لكنّ النـّـقد من أهمّ وظائف الإنسان على وجه الأرض لأنـّـه تفكير وتحديد للمسؤوليّات وإبراز لكلّ خفيّ. ولئن أسمى فيلكنشطاين المحرقة بالصـّـناعة فلأنـّـه يعلم ألاّ وجود لأدلـّـة تثبتها. الأسطورة في طبيعتها مرتبطة بالواقع؛ لقد قتل النـّـازيون كثيرا من اليهود لكنّ تلك الأحداث تمّ استثمارها عبر المبالغة فيها ثمّ إنّ الحقيقة عندما يبالغ فيها باستمرار تصبح كذبا. هذا أمر بديهيّ لا يحتاج إلى برهان. الحقيقة هي أنّ قصّة المحرقة تغطـّـي عن جرائم إسرائيل التي ترتكبها ضدّ الفلسطينيّين. وهذه الأساطير التي تلجأ إليها إسرائيل هي التي جعلت العالم يسكت عن الجدار العنصريّ. اليهود يعيشون في كلّ البلدان العربيّة والاسلاميّة لكنّ العرب والمسلمين لم يفصلوا اليهود عن المسلمين بل إنـّـهم يتمتـّـعون بكلّ حقوقهم. ذلك يجعل العرب والمسلمين أرفع من كلّ شعب يمارس التـّـمييز العنصريّ.

وفي كتاب عنوانه "المليون السـّـابع: الاسرائيليّون والمحرقة" يقول استاذ التـّـاريخ طوم سيغاف إنّ اليهود، خلال الحرب العالميّة الثـّـانية، لم يكونوا مهتمـّـين سوى بإنشاء دولة في فلسطين ولذلك لم ينقذوا اليهود من المحرقة ولم يعملوا على منع تلك الفضاعات. وطوم سيغاف ينتمي لمجوعة من المؤرّخين اليساريّين تسعى إلى إعادة النـّـظر في تاريخ إسرائيل والصـّـهيونيّة وتدعو إلى أن تغيّر إسرائيل من طبيعتها فتصبح دولة لكلّ مواطنيها بما فيهم العرب عوضا عن كونها دولة يهوديّة. وفي كتابه "فلسطين واحدة كاملة: اليهود والعرب تحت الحماية البريطانيّة" كتب أنّ بريطانيا مواليه للصّهيونيّة لاعتقادها بأنّ اليهود يديرون عجلة التـّـاريخ.

ويؤكـّـد أستاذ التـّـاريخ طوم سيغاف ما كتبه شلومو زاند عن ابتداع اسمه الشـّـعب اليهوديّ ويقول إنّ إسرائيل قامت فعلا بطرد الفلسطينيّين بالجملة من مدنهم وقراهم ثمّ دمـّـرتها لتشيّد على أنقاضها مدنا وقرى يهوديّة ويدلـّـل على ذلك بواقعة قرية يمّ " (Kiryat Yam). في 27 مارس 1948 اجتمع الصّـهاينة في حيفا ليناقشوا مسألة قبيلة بدويّة تسمّى "عرب الغوارنة" وقرّروا تهجيرها إلى الأردن. لم يمرّ شهران حتـّـى أخليت حيفا من كلّ الغوارنة وأمّا بقيّة العرب فقد تمّ نقلهم إلى قرية جسر الزّرقاء. هذه القصّة تصدّرت كلّ الصـّـحف العالميّة خلال شهر مارس وقبله، وقد أحياها المحامي شمويل سيسو، وهو يهوديّ من أصل مغربيّ، هاجر إلى فلسطين سنة 1955. تقدّم هذا المحامي بشكوى إلى البوليس ضدّ شركة غوغل لأنّ "غوغل إيرث" (Google Earth) مكـّـن شخصا مقيما بنابلس من أخذ صورة لقرية يمّ تثبت أنّ حيفا قد بنيت على أنقاض قرية فلسطينيّة تمّ تدميرها بالكامل سنة 1948. لكنّ طوم زيغاف يقول إنّ أراضي زابلون (Zébulon) اشتراها الصـّـندوق الوطنيّ اليهوديّ وشركات أخرى قبل سنة 1948. ويستشهد على أنّ عرب الخليل قد تمّ طردهم فيقول إنّ الرّسم الهندسيّ لمدينة حيفا الجديدة قد وضعه اليهود الصّهاينة سنة 1938 ويستشهد برسالة تعود لسنة 1945 توكـّـد أنّ قرية يمّ كان يسكنها مئات العرب، ويستشهد بالخرائط التي تعود إلى سنة 1945 أي إلى عهد الحماية البريطانيّة. ويقول طوم سيغاف إذا كان هذا المحامي الذي يعيش على أنقاض مدينة فلسطينيّة قد رفع شكوى ضدّ غوغل فلأنـّـه لا يملك ضميرا نقيّا.

وليثبت أهمـّـية الدّور الذي تلعبه الأساطير في خدمة اليهود وكذلك نظرتهم الدّونية لباقي الشـّـعوب يذكر طوم سيغاف قصّة أستاذين جامعيّين أمريكيّين، غابي شيفر وآفي بن زفي (Gabi Shefer ; Avi Ben-Zvi) إذ استضافتهما قناة تلفزيّة فسألهما المذيع ما إذا كان نجاح براك أوباما دليل على أنّ أمريكا لم تعد للرّجل الأبيض فأجابا بنعم إذ هما يعتبران أوباما مهاجرا وليس أمريكيّا.

الحديث عن شعب يهوديّ أمر لم يسبق له مثيل في تاريخ الخيال والفكر لأنّ كلمة شعب لم تظهر إلاّ حديثا لكنّ اليهوديّة قديمة جدّا. يمكن القول إذا إنّ هويّة هذا الشـّـعب إن كانت موجودة مستمدّة من الذاكرة الدّينيّة ومن الأساطير. فعلى اليهود إن كانوا راغبين فعلا في حوار الثـّـقافات أن يقلعوا عن تزوير التـّـاريخ وأن يكفـّـوا عن عمليّات السـّـرد المستند إلى الأساطير فالتـّـاريخ مهما زوّر يظلّ تاريخا يمكن فرز الحقيقة فيه ولو بعد قرون. يسأل شلومو زند كيف حدث تفسير التـّـاريخ بالطـّـريقة التي وصفتُ ثمّ يجيب: منذ النـّـصف الثـّـاني من القرن التـّـاسع عشر اضطلع بتلك المهمّة بنّاءو الماضي في ذاكرة خصبة مـُـختـَـلــَـقــة تستند إلى قطع من الذاكرة الدّينيّة اليهوديّة والمسيحيّة فقدّموا سلسلة نسب مستمرّ لليهود... لكن لم يقم أيّ واحد بمساءلة المفاهيم الجوهريّة (essentialist) التي صيغت في القرن العشرين ولم يشكـّـك فيها. وعندما يبرز دليل يثبت عكس ما تروّج له الرّواية اليهوديّة يتمّ طمسه.



#عزالدّين_بن_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى علم الجغرافيا السّياسيّة:عناصرها ومفاهيمها ومراحلها ...
- الحروب القادمة من أجل موارد الطّاقة وسعي أمريكا إلى الهيمنة ...
- اللّغة والثّقافة
- مأساة أختين: قصّة تراجيديّة
- مأساة أختين توأمين: قصّة تراجيديّة
- الثّقافة والدّراسات الثّقافية
- الدّين في العلوم الإجتماعيّة: الدّين ودوره في الثّقافة
- خرّب العرّاف بيتي: فصّة
- خرّب العرّاف بيتي: قصّة
- حبّ صنعته القسوة: قصّة
- العولمة والبروبغندا الأمريكيّة وجهان للهيمنة على العالم:
- تعطّل وظيفيّ: قصّة
- أنا القاتلة
- علاقات السّلطة في المجتمع: فصل من كتاب في علم الإجتماع
- معنى استقلاليّة القضاء وشروط المحاكمة العادلة
- حكم الحزب الواحد والتّعدّدية المزيّفة في البلدان العربيّة ود ...
- حكم الحزب الواحد والتّعدّدية المزيّفة في البلدان العربيّة ود ...
- حقوق الإنسان ومضمون نظريّات حقوق الإنسان:


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزالدّين بن عثمان - اختراع اسمه الشّعب اليهوديّ